أعلن عمدة إسطنبول التركية، أكرم إمام أوغلو، نيته الترشح مجددا لرئاسة بلدية المدينة في الانتخابات المحلية المقبلة، والمقرر تنظيمها بعد سبعة أشهر في شهر مارس من عام 2024.

وينتمي إمام أوغلو لـ"حزب الشعب الجمهوري" الذي يتزعمه، كليتشدار أوغلو، وكان قد وصل إلى كرسي رئاسة بلدية إسطنبول في عام 2019، منهيا حكم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم على هذه المؤسسة منذ 2002.

وقال في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إنه "عندما أصبحت عمدة بلدية إسطنبول، وعدت جميع أفراد شعبنا بأنني سأكون أنجح رئيس بلدية لهذه المدينة المقدسة. سأستمر في الوفاء بهذا الوعد".

وأضاف قوله: "أنا في طريقي للدفاع عن إسطنبول مرة أخرى. أنا في طريقي لتقديم خدمة تعادل 16 مليون". 

وأشار إلى أنه "كما في عام 2019، أنا قادم لإنشاء تحالف إسطنبول مع زملائي في حزب الشعب الجمهوري وسكان إسطنبول الذين وضعوا قلوبهم على الأحزاب المختلفة".

تظاهرة مؤيدة لأكرم إمام أوغلو في إسطنبول- أرشيف

ويأتي إعلان إمام أوغلو بعدما شهدت أوساط "حزب الشعب الجمهوري" المعارضة خلال الأشهر الماضية حالة جدل أثارها إمام أوغلو بنفسه، معلنا إطلاق "حملة تغيير".

وجاءت هذه الحملة من قبل السياسي المعارض بعد خسارة زعيم الحزب، كمال كليتشدار أوغلو، أمام، رجب طيب إردوغان، في الانتخابات الرئاسية التي جرت على مرحلتين في شهر مايو الماضي. 

ونوه إمام أوغلو إلى أن "مصير إسطنبول وتركيا محصور مرتبطان ببعضهما البعض"، وأشار إلى أن من يفوز بالمدينة يفوز بتركيا، وفق قوله.

وبدأ عمدة البلدية مؤتمره الصحفي بالحديث عن مسار الوضع الاقتصادي في تركيا وتحدث عن خطورة الوضع في البلاد، حتى عند مقارنته بالتضخم في أوكرانيا وروسيا.

وتابع أنه "يجب ألا يكون هناك جوع في المجتمع حيث يتم تحصيل الكثير من الضرائب. وإذا حدث ذلك، فهناك مشكلة ضخمة تتمثل في الهدر والظلم والتوزيع".

كما أكد مجددا أن أحد أهم أهداف حياته السياسية هو "إنقاذ المواطنين من اليأس"، وأنه "كان يناضل من أجل ذلك منذ 4.5 سنوات عندما شغل منصب العمدة".

في المقابل جادل بأن كفاحه هو أيضا من أجل النضال للوصول إلى الديمقراطية، وأن "الفوز بإسطنبول في الانتخابات المحلية هو نجاح سياسي كبير"، وأن "العمدة الذي يفوز بالمنصب يحصل على فرصة لخدمة أجمل المدن في العالم".

أكرم إمام أوغلو"حملة تغيير"

وكان إمام أوغلو أول من دعا إلى "ضرورة إجراء تغيير في حزب الشعب الجمهوري" في مطلع يونيو. وفي حين كرر هذا المطلب بعد خسارة كليتشدار أوغلو لمرتين أقدم مؤخرا على خطوة تمثلت بإطلاق موقع إلكتروني عنونه بعبارة: "دعوة للتغيير: في حزب الشعب الجمهوري وفي تركيا".

كما جاء في العبارة التي نشرها وثبتها في موقع التواصل "x" (تويتر سابقا): "أدعوكم للمشاركة في تقديم الآراء والمقترحات في التغيير من أجل الحكم".

ويورد في النص المتاح عند الدخول على رابط الموقع: "نحن معرضون لخطر استمرار هذا الوضع الذي تتحمل الحكومة الحالية مسؤوليته وتعميق الاستقطاب الاجتماعي، ومن ناحية أخرى، نواجه بنية معارضة فشلت في أن تصبح بديلا فعالا للسلطة".

وأضاف أن "المجتمع يتوقع التغيير من المعارضة"، متابعا: "في هذه المرحلة، هناك حاجة إلى نهج عقلاني لمستقبل تركيا. أساس التغيير هو بلا شك المطلب الاجتماعي، ومن الممكن تماما أن يحدث التغيير بموقف صبور وواع، ولكن حازم".

وفي غضون ذلك أشار إمام أوغلو في مؤتمره الصحفي إلى أن "التغيير والتحول في حزبي هو خطوة مهمة جدا في حياتي السياسية".

وقال إنه "لا يمكن ولا ينبغي لحزب الشعب الجمهوري أن يخسر الانتخابات بعد الآن. ولا يمكنه التباهي أيضا بكونه الحزب الثاني في البلاد". 

و"من الضروري أن تفوز المعارضة الاجتماعية والسياسية بقيادة حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية، ويتعين على أعضاء الأخير التصرف بهذا الوعي".

وتابع أن "التجديد والتغيير والتحول ليس بالأمر السهل. علينا أن نفعل هذا معا. وإذا فشلنا في تحقيق ذلك، فإن الخطر الأكثر أهمية هو أن خيبة الأمل ستصبح دائمة".

كمال كلشدار أوغلو نافس رجب طيب إردوغان في الانتخابات الرئاسية"7 أشهر عن موعد مارس"

ومن المقرر أن تكون الأحزاب المعارضة أو الحاكم "العدالة والتنمية" على موعد يتعلق بتنظيم مؤتمراتها العامة، وموعد آخر يرتبط بانتخابات البلديات في مارس 2024. 

وترسم الأحزاب في هذه المؤتمرات استراتيجية عملها، والهيكل الخاص بها للمرحلة المقبلة، فيما تحظى انتخابات البلدية بأهمية بالغة، وهو ما تطرق إليه إردوغان من إسطنبول، مركزا على نية حزبه الفوز مجددا بهذه المدينة.

من جانب كليتشدار أوغلو وبعد خسارته في الانتخابات كان قد عمل على استبدال أعضاء اللجنة المركزية لحزبه بأسماء جديدة بعد استقالة أسلافهم.

وفي المقابل رد على دعوات "التغيير" من جانب إمام أوغلو بأنه "قبطان" سفينة، وعليه إيصالها إلى بر الأمان، دون أن يعطي إشارة ما حول وجود نية لديه للاستقالة. 
وحول ترشحه مجددا لرئاسة الحزب في المؤتمر العام القادم، قال كليتشدار أوغلو، في يونيو الماضي إنه لم يخرج ويعلن ترشحه، ولكن إذا تم ترشيحه فالأمر مختلف.

وأوضح أنه يمكن لإمام أوغلو الترشح للرئاسة، ولكنه في الوقت ذاته شدد على رفضه تسليم بلدية إسطنبول الكبرى إلى "العدالة والتنمية"، وأن "عملية التغيير لا تحدث بناء على إرادة شخص واحد".

إمام إوغلو كان قد فاز برئاسة بلدية إسطنبول في عام 2019، منهيا حكم حزب "العدالة والتنمية" للمدينة"دعاوى قضائية" 

وإمام أوغلو، البالغ من العمر 52 عاما، كان قد فاز برئاسة بلدية إسطنبول في عام 2019، ويواجه دعاوى قضائية كانت قد حالت مؤخرا دون ترشحه إلى منصب الرئاسة التركية، حسب مراقبين أتراك.

وقبل أربع سنوات، ألقى إمام أوغلو كلمة عقب قرار "اللجنة العليا للانتخابات" بإعادة إجراء الانتخابات المحلية في إسطنبول للمرة الثانية في 2019، قائلا إن الذين ألغوا الانتخابات (الأولى) هم "أغبياء" (حمقى).   وبناء على ذلك، أعدّت النيابة العامة دعوى بحقه بتهمة "توجيه إهانات لموظفي القطاع العام"، والمطالبة بسجنه أربع سنوات وشهر واحد، ومنعه من العمل السياسي، لتعقد الجلسة الأولى في يونيو من عام 2022.   وقبل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لطالما تردد اسمه كمرشح رئاسي لمنافسة إردوغان، وهو ما لم يتم بسبب الدعوى القضائية المرفوعة ضده، وبسبب إصرار كليتشدار أوغلو على خوض السباق.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الانتخابات المحلیة حزب الشعب الجمهوری العدالة والتنمیة فی الانتخابات بلدیة إسطنبول إمام أوغلو إسطنبول فی فی عام 2019 فی حزب کان قد إلى أن

إقرأ أيضاً:

نقد قاسي :- أمام السيد السوداني حول قضية التغيير الوزاري !

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا:
أ:-عندما أقسم جنابك أمام البرلمان والشعب والرأي العام بأن لا تقصر بكل زاوية من زوايا عملك المنصوص عليه بالدستور والذي كلفك به ممثل الشعب وهو البرلمان العراقي فيُفترض الالتزام بذلك حرفيا.ولقد اعطاك الدستور صلاحيات واسعة ومطلقة تقريبا وعلى ضوء ذلك يُفترض تضع عيونك وأدواتك الامينة في كل زاوية من زوايا العراق وفي جميع تضاريس مؤسساته الرسمية وشبه الرسمية ( فوراك حساب وكتاب يا سيد السوداني ويومها لا تنفع امريكا ولا قطر ولا تركيا ولا ايران ولا حزب ولا فلان ولا عِلاّن! ) فيفترض عيونك في كل مكان ليصلك كل شيء. ولكنك اعتمدت على العشيرة والأقرباء ومستشاري الاحزاب والكتل وعلى الانتهازيين .. الخ .
ب:-اما الاهتمام بميدان او ميدانيين او ثلاثة وترك الميادين الأخرى سائبة فهذه كارثة جعلت الفاسدين يكثرون ويتمددون ويفرّخون ، وجعلت المؤسسات تتراجع بشكل مريع في عملها ، وجعلت الظلم يتمدد افقيا في المجتمع والدولة والمؤسسات ، وجعلت المسؤول والموظف العراقي يأتمن بأنه ليس هناك من يحاسبه فتغول في الفساد والظلم والتقاعس، وجعلت الوزير وصاحب القرار في لوزارات والمؤسسات يعملون حسب مزاجهم وفائدتهم. والسبب لأنه رئيس الحكومة ملتهي بميادين معينة ومحددة لأغراض تنافسية وانتخابية وإعلامية ولا يتابع ولا يحاسب وزرائه فتفاقمت المشاكل والأزمات ( وطبعا التعميم لا يجوز فهناك من ٤-٥ في حكومتك وزراء جيدين ومخلصين ) !
ثانيا:
تعرفني جنابك جيداً وتعرف نواياي. فأنا عندما يكون نقدي بهذه الحِدّة لستُ كارهاً لك واتمنى ان تكون تشرشل العراق ووقفت معك بمواقف حتى اقرب مستشاريك لم يفعلها .فأنا مراقب جيد ولأني غير مرتبط باحزاب وسياسيين ولأني اتمنى نجاحك ( ولكن !). فأقولها أمامك لأرضي ضميري ان جنابك لم تكن موفقاً في الفترة الماضية “ونكبتنا نكبة كبيرة نحن الذين راهنا عليك” . والسبب لأنك لم تمارس صلاحياتك التي اعطاك اياها الدستور” وقلتها لجنابك في لقاءاتنا اخي دولة الرئيس تمسك بصلاحياتك ومارسها لتوقف الفساد والفاسدين، ولكي ترهب صراكبل العملية السياسية ) ولكن لم تسمعني فذهبت نحو المجاملات والمحاصصات والإرضاء فكشّرت الأنياب ضدك من كارهي النجاح وكارهي بروز شخصية شيعية يلتف حولها الشعب، وبدأت المكائد ووضع العصي بدواليب حكومتك وسيرتك ( واعود واكرر انت السبب لانك لم تكن حاسماً وشجاعاً باستخدام صلاحياتك لترهب هؤلاء الذين يعتبرون العراق مزرعة خاصة بهم ويعتبرون الشعب مجرد عبيد في هذه المزرعة ) وعليك ان تتحمل النتائج العكسية والتي ستضر بك وبمشروعك السياسي وبموقعك ومستقبلك. وبالتالي سيبقى الشعب مخطوفا والعراق مزرعة لهم. وللأسف كانت امامك فرصة كبرى جدا لتنقذ الشعب وتكون انت تشرشل العراق بامتياز !
ثالثا:-
فالتغيير الوزراي الذي لوحت به أخيراً تأخر كثيرا كثيرا وفقد محتواه . وان حصل فهو عبارة عن ( قفزة في الهواء لصالح خصومك وليس لصالحك ) لأنك ان غيرت وزراء خمسة او اكثر سوف تأتي الكتل التابعين لها لتفرض وزراء منها وربما يكونوا اكثر سوءا من الوزراء الذين تريد تغييرهم . فهل نسيت المحاصصة التي يفترض ان تقضي عليها بالصلاحيات ولكنك كرستها وللأسف الشديد وخلعت بجوارها لغم جديد وهي القبلية .فإذا اعتقدت اخي السوداني أنك بهذا التغيير الوزاري تعاقب الكتلة سين والكتلة صاد وتعاقب الذين يدأوا بالعمل ضدك وضد طموحاتك فأنتَ واهم جدا بل سوف يستغلونها ضدك ويمرمرونك من خلالها. فبدلا من التغيبر الوزاري ابدأ بفتح ملفات الوزارات “وزارة بعد وزارة وضمن برنامج صارم ولجان صارمه “لمعرفة اداء الوزراء وتفكيك مافياتهم وادواتهم ،ومعرفة صرف الميزانيات والتثريات الخاصة بالوزارات. وهناك وزارات ومؤسسات يجب متابعة صرف وتبويب الضرائب الخمط التي تؤخذ من جيوب الناس ” اين تذهب ؟ واين الخدمات مقابل تلك الضرائب ؟ “!
رابعا:
وحتى وان أصريت جنابك على التغيير الوزاري (فهل تتمكن من تغيير وزراء اصدقاء لتركيا؟ ووزراء تابعين لجهات سياسية صديقة وحليفة لدولة قطر؟ وهل تتمكن من تغيير وزراء لهم ارتباطات بالحرس الثوري الإيراني وايران ؟ ووزراء تابعين للحزب الديموقراطي في أربيل ؟ وهل تستطيع تغيير وزير المجسرات الفاشلة فنيا وهندسياً وبيئياً و التي كشفت زيفها اول موجة مطر ؟ )
شكرا لسعة صدركم !
سمير عبيد
٣ اكتوبر ٢٠٢٤

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • تركيا.. أزمة أسنيورت تعمِّق الصدع داخل حزب الشعب الجمهوري
  • أربكان: يتم تجاهل إرادة الشعب بعد كل انتخابات بلدية
  • تركيا.. إمام أوغلو ويافاش يتسنكران “حملة الوصاية” على البلديات المعارضة
  • بتهمة الإرهاب.. إقالة رؤساء بلدية مؤيدين للأكراد في تركيا
  • نحو برلمان قوي ومستقل: صالح العرموطي مرشحا لرئاسة البرلمان القادم
  • أردوغان يقاضي زعيم المعارضة بتهمة “إهانة الرئيس”
  • أربع بلديات تابعة لحزب الشعب الجمهوري في إسطنبول تعلن الاضراب عن العمل
  • نقد قاسي :- أمام السيد السوداني حول قضية التغيير الوزاري !
  • حبس شابة تركية لمدة عام بتهمة “إهانة الرئيس”!
  • بدر تركستاني لجماهير الأهلي: التغيير قادم والمدرجات ستفتح بعد لقاء الشرطة العراقي .. فيديو