تختتم مساء الغد فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان عمان للعلوم 2024 الذي حمل شعار «مواردنا المستدامة»، واحتضنه مركز عمان للمؤتمرات والمعارض لمدة ثمانية أيام.

وشهد المهرجان اليوم إقبالا كبيرا من الزوار من مختلف فئات المجتمع والمهتمين بمختلف المجالات العلمية، كما تواصلت الفعاليات على مسرح ابن عميرة بالعديد من العروض والمسرحيات والمحاضرات العلمية التفاعلية، ففي الفترة الصباحية قدمت هيئة البيئة مسابقات علمية في تلوث الهواء، كما قدمت عروض علمية في العلوم الشيقة من غصن المحرزي وعروض علمية في سر العلوم من تقديم ماد ساينس، تم خلالها تقديم المفاهيم العلمية بطريقة تفاعلية، وبتقنيات مبتكرة هدفت إلى تبسيط العلوم عبر تجارب علمية حية وتفاعل مباشر مع الحضور.

واستعرضت المديرية العامة للتموين الطبي عروضا علمية ومسابقات حول الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية، بالإضافة إلى فقرة «مسابقات تحديات العباقرة» التي قدمتها شركة «رواق للابتكار»، وقد أتيحت الفرصة للحضور اختبار قدراتهم في حل الألغاز العلمية والفكرية، وتضمنت المسابقات مجموعة متنوعة من التحديات لتحفيز التفكير النقدي، وتعزيز المهارات العقلية، من بينها أسئلة رياضية، وألغاز منطقية، وتجارب علمية قصيرة.

وعرضت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط مسرحية عن «تقنية النانو»؛ لتعريف الجمهور بمفاهيم تقنية النانو بأسلوب مبسط وجذّاب، والتقنيات الحديثة التي تتيح التعامل مع المواد على المستوى الذري والجزيئي، بأسلوب مسرحي يبسّط المفاهيم العلمية ويشجع على التفكير العلمي والابتكار؛ بهدف تعريف الشباب بأهمية تقنية النانو وأثرها الكبير في المستقبل، واكتشاف هذه التقنية وتطبيقاتها في حياتنا اليومية.

وفي الفترة المسائية قدم فريق بصمتنا غير للتطوع البيئي عروضا تفاعلية حول المباني الخضراء ودورها في الاستدامة من أجل التعريف بمفهوم الحياد الكربوني وأهميته في مواجهة التغيرات المناخية ودوره في التحول نحو مستقبل أكثر اخضرارا واستدامة، فيما قدمت هيئة الطيران المدني عروضا تفاعلية في رحلة الرصد الجوي ومحاضرة حول الظواهر الجوية والطقس في سلطنة عمان وتقديم تجربة فريدة ومتكاملة في مجال الرصد الجوي باستخدام أحدث التقنيات من الواقع المعزز.

وأقام صحار الدولي محاضرة تفاعلية في الإدارة المالية وكيفية تعزيزها وأهميتها في حياة الفرد للرفاهية العامة، ويتعلم الزوار كيفية إدارة الشؤون المالية التي تشمل الميزانية والادخار والاستثمار والتخطيط، بالإضافة إلى حلقات علمية في تصميم وصيانة الحديقة المنزلية بطرق هندسية وطبيعية وأحواض الأكوابونيك، وكيفية تصميم النباتات النادرة في الحدائق الطبيعية وطرق إنشاء حدائق الأحواض في المنازل وعرض المعدات والآلات الزراعية المستخدمة في صيانة هذه الحدائق التي نفذتها المديرية العامة لشؤون الحدائق والمزارع السلطانية ممثلة في شؤون البلاط السلطاني.

تطلعات مستقبلية

وأشاد المنظمون والمشاركون بالمهرجان مؤكدين أنه فتح آفاقا واسعة للزوار والمهتمين في المجالات العلمية وخاصة الطلبة، وقالت الدكتورة عذاري بنت مسعود الشحية، رئيسة قسم الابتكار والأولمبياد العلمي بتعليمية مسندم عضوة فريق التنظيم: المهرجان كان مليئًا بالفعاليات العلمية والتقنية المتنوعة، التي تتيح للزوار فرصة فريدة لاستكشاف أحدث التطورات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وتضمن عشرات الفعاليات التي أظهرت التقدم الكبير الذي حققته سلطنة عمان في المجالات العلمية والتقنية. وشاركت العديد من المؤسسات الأكاديمية والشركات التقنية، في إبراز الابتكارات العمانية والعروض العلمية المتقدمة وأثارت التجارب العلمية اهتمام الجمهور، حيث تمكنوا من رؤية تطبيقات العلوم في الحياة اليومية. وعرضت شركات تقنية متقدمة أحدث ما توصلت إليه في مجال الذكاء الاصطناعي، مما أتاح للزوار التعرف على تطبيقات هذه التكنولوجيا الرائدة. ووفرت التجارب التفاعلية فرصة عملية للزوار لتجربة الأدوات والمعدات العلمية، مما جعل التعليم ممتعًا وأكثر تأثيرًا، كما أظهرت المؤسسات الحكومية والأكاديمية والتقنية كيف تساهم في دفع عجلة التقدم في سلطنة عمان، من خلال المشاريع البحثية وبرامج التطوير المختلفة.

وأوضحت الشحية أن المهرجان لم يكن مجرد تجمع علمي بل كان منصة للابتكار والتعلم والتواصل مع الخبراء والمهتمين في مختلف المجالات العلمية، لقد شعرت بالفخر بمدى التقدم الذي حققته سلطنة عمان في مجالات العلوم والتكنولوجيا. كذلك، لاحظت الحماس الكبير لدى الشباب والطلبة، مما يبشر بمستقبل مشرق مليء بالابتكارات والاكتشافات الجديدة.

ومن جانبها قالت أماني بنت عبدالله العوفية مشرفة ركن الحياد الكربوني ومنصة وزارة التربية والتعليم: حملت النسخة الرابعة للمهرجان فعاليات مميزة ومتنوعة من دول مختلفة مثل المملكة العربية السعودية وهنجاريا وماليزيا، وشهد المهرجان إقبالا جيدا خصوصا من طلبة المدارس والجامعات حيث إن هذا المهرجان فرصة لزيادة المعرفة العلمية والتعرف على أحدث التقنيات الحديثة لصون البيئة واستدامة الموارد، وعندما نرى هذا الإقبال الكبير من زوار المهرجان الذي يدل على وعي الزائر بأهمية العلوم في مختلف مجالاته وحرص أولياء الأمور على زيادة المعرفة العلمية لأبنائهم ومن هذا الاهتمام الكبير هنا ندرك أن المهرجان حقق أهدافه التي نسعى إليها من خلال نشر المعرفة والعلوم والبرامج التعليمية والتكنولوجيا الحديثة وإيصال مفهوم الموارد المستدامة وأهميتها.

وفي ركن الحياد الكربوني قال أحمد بن عبدالله الرئيسي، باحث في مركز الدراسات البيئية بجامعة السلطان قابوس: استعرضنا بحثا عن «تحويل النفايات الزراعية إلى فحم حيوي وتثمينه في البيئة والزراعة.. تعزيز للاقتصاد الدائري والاستدامة عمان» حيث تنتج سلطنة عمان كميات هائلة من النفايات الزراعية العضوية ومسحوق الرخام، ويتم التخلص من معظمها في المرادم مع تأثيرات سلبية محتملة على البيئة. في هذا الإطار، يعمل مركز الدراسات والبحوث البيئية بجامعة السلطان قابوس حاليًا على الإدارة المثلى والمستدامة لهذه النفايات من خلال عملية التحلل الحراري في غياب الأكسجين. وتسمح هذه التكنولوجيا بتحويل هذه النفايات بالكامل إلى نفط حيوي وغاز حيوي يمكن استخدامهما لأغراض الطاقة وفحم حيوي يمكن الاستفادة منه في التطبيقات البيئية والزراعية.

وقال أحمد بن حمد الحوسني صاحب أول مصنع في سلطنة عمان لاستخراج الزيوت الطبيعية: مشاركتنا في المهرجان جاءت من أجل تعريف الزوار بمستخلصات نواة التمر التي تعد ثروة طبيعية فيها العديد من الفيتامينات أهمها فيتامين أ و ب وأوميجا 3,6,9 ومن خلال الركن قمنا بتعريف الزوار بأهمية نواة التمر وكيفية استخلاص زيت نواة التمر واستخداماته وفوائده، حيث يتم استخدامه في تصنيع العديد من المواد كمستحضرات مواد التجميل الخاصة بالعناية بالبشرة والشعر والوجه وغيرها وأيضا الصابون الطبيعي وصناعة بعض الأدوية ويدخل في تركيبة صناعة الوقود الحيوي الديزل.

452 فعالية

شهد المهرجان مشاركة 110 من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة والعسكرية والمدنية وأكثر من 1000 مشارك وتضمن 452 فعالية متنوعة بالإضافة إلى الحلقات العلمية التفاعلية، والمعارض العلمية للابتكارات، والتجارب والمسابقات العلمية، والمحاضرات والجلسات النقاشية، والمسرح العلمي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المجالات العلمیة سلطنة عمان علمیة فی من خلال

إقرأ أيضاً:

عمان.. وسيط السلام الموثوق

في الوقت الذي يشهد فيه العالم صراعات عسكرية واقتصادية، واصطفافات وتحالفات جديدة، تتشكّل معها ملامح قوى عالمية جديدة، تبرز سلطنة عمان، بجهودها السياسية ومكانتها العالمية، كواحدة من دول العالم التي تخلق التوازنات، وتدير ملفات شائكة في الظروف الصعبة، وتقرّب وجهات النظر في ملفات كادت أن تُدخِل العالم في أتون حرب واسعة.

المكانة الدبلوماسية التي تحظى بها سلطنة عمان جعلت منها الوسيط الموثوق والمؤتمن الذي يحظى بثقة الجميع، لذلك فإن نجاح محطتي التفاوض بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية اللتين أجريتا في مسقط وروما، بوساطة عمانية، ومهّدتا الطريق لجولة ثالثة، أثبت الثقل السياسي والدبلوماسي لسلطنة عمان، وفتح آفاقًا من التفاؤل للوصول إلى اتفاق يُبعد شبح الحرب، خاصة أن طرفي التفاوض أكدا على تحقيق تقدُّم جيد في الجولتين الماضيتين.

إن المكانة المرموقة التي تحظى بها سلطنة عمان بين دول العالم اكتسبتها عبر حقب تاريخية مديدة، وثمرة سياسة واضحة المعالم عكست للعالم المصداقية والتوازن في التعاطي مع الأحداث والأزمات، والابتعاد عن الصراعات وتأجيج المواقف.

وفي خضم الأحداث التي رافقت عودة المفاوضات بين الجانبين الأمريكي والإيراني، وما صاحبها من تغطية إعلامية عالمية، برزت العديد من التعليقات من محللين سياسيين أجمعوا على أن (عمان تقف دائمًا على الجانب الصحيح من التاريخ)، وعُرِفت كراعية للسلام في العديد من الملفات، ومع مرور السنوات وتقلُّب الأحداث ظلَّت المواقف العمانية ثابتة في تبنّي الحوار والوسائل السلمية أساسًا لحل المشكلات، مما عزز ثقة العالم في سياستها الخارجية.

الخبير جورجيو كافييرو الرئيس التنفيذي لشركة Gulf State Analytics -وهي شركة استشارية للمخاطر الجيوسياسية مقرها واشنطن العاصمة- أكد في تصريح سابق لـ«عمان» بأن سلطنة عمان أدّت دورًا كقوة موازنة جيوسياسية في الشرق الأوسط، كما أكد المحلل السياسي كريستيان كوتس أولريكسن، زميل لشؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس بالولايات المتحدة الأمريكية أن السياسة الخارجية لسلطنة عمان تستند إلى توازن المصالح وإيجاد مساحات تدعم الحوار والدبلوماسية لمعالجة نقاط التوتر والنقاط الإقليمية الساخنة،.. هذه الرؤى السياسية من الخبراء تعكس جليًا نجاح السياسة الخارجية الناجحة لسلطنة عمان، ودورها الإيجابي في إحلال السلام وتجنيب المنطقة والعالم خطر الانزلاق إلى الحروب والكوارث.

مقالات مشابهة

  • عدد السكان العمانيين يصل 3 ملايين نسمة
  • جامعة بنها تتألق في مهرجان حلوان الترويحي وتحصد 17 ميدالية
  • 9 أفلام يابانية في مهرجان أفلام السعودية
  • عمان.. وسيط السلام الموثوق
  • مهرجان المسرح المدرسي العاشر يختتم فعالياته غدًا
  • مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة يكرم الفنانة الكبيرة لبلبة
  • سلطنة عمان تستنكر الهجوم الذي استهدف سُياحًا بالهند
  • مشاركون: المهرجان العلمي الزراعي فرصة لدعم الأفكار المبتكرة بالقطاع
  • انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي لـ"طب طنطا" في نسخته الـ 40
  • مهرجان «جمعية الفيلم السنوي» يختتم دورته الـ 51.. اليوم