تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

هل تقود الإدارة الأمريكية حرب جديدة على الإرهاب؟!

على الرغم من أن الرؤساء الأمريكيين ووثائق استراتيجية إداراتهم المتعاقبة من بوش الابن الذي أعلن الحرب على الإرهاب في أفغانستان عام 2001، ثم العراق 2003، حتى دونالد ترامب الذي أعلن وفاة تنظيم «داعش» في العراق 2018، قد اعترفوا بأن "هزيمة" المنظمات الإرهابية العابرة للحدود الوطنية عسكريًا أمر غير مرجح في أحسن الأحوال، إلا أن خطاباتهم كثيرًا ما تتضمن ضرورة القضاء نهائيًا على التنظيمات الإرهابية وجعلها خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية، وأحيانًا التصريح بمحوهم من "على وش الأرض" مثلما صرح ترامب عام 2017، وهو ما يدفع للتساؤل حول مستقبل الإرهاب والتنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وهل سيشن ترامب من جديد حرب على الإرهاب، في ظل تهديدات عودة تنظيم داعش مرة أخرى تدريجيًا إلى معاقله الأولى في العراق وسوريا.

 

أمريكا أولًا..

يكشف البرنامج الانتخابي لترامب والذي يرفع شعار "أمريكا أولًا" طريقة تعاطيه مع كافة الملفات بما في ذلك ملف مكافحة أو دعم التنظيمات الإرهابية، بحيث يعتمد هذا أو ذاك على ما تتحقق به مصلحة الولايات المتحدة، ففي الوقت الذي يعلن فيه دعمه الكامل للكيان الإسرائيلي لتحقيق هدفه الاستراتيجي في القضاء على حركة حماس، تجده يصرح بمواجهة ومجابهة التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط بعد ما ضمن مصالح بلاده والتي تتمثل في تأمين الحصول على الثروات مثل النفط والغاز، وتأمين حركة الملاحة العالمية، وضمان أمن إسرائيل، واستمرار الشرق الأوسط كسوق استراتيجي مهم للسلع والخدمات الأمريكية.

وبشكل عام فإن أي إدارة أمريكية سيكون هدفها تحقيق مخطط الشرق الأوسط الجديد، وإعادة تشكيله وفق مصالح الولايات المتحدة، ولكن في ظل تنامي نفوذ روسيا والصين عالميًا اضطرت أمريكا للتوجه للشرق الأقصى والدخول في معارك عسكرية بالتحالف مع الغرب، للحد من نفوذ الدولتين، وهو ما ظهر جليًا في أوكرانيا بشكل كبير، وتايلاند من جانب آخر.

 

شرق أوسط جديد مرة أخرى

وهذا التوجه سيكون له انعكاساته على التنظيمات الإرهابية التي واجهتها أمريكا في الشرق الأوسط قبل ذلك، مثل تنظيم داعش الإرهابي، الذي وجد في انشغال الولايات المتحدة بحربها ضد روسيا فرصة سانحة للعودة مرة أخرى ولو بشكل تدريجي إلى معاقل التنظيم الأولى في سوريا والعراق، وهو تحد ربما يواجه إدارة ترامب الثانية.

سينعكس موقف ترامب من القارة الإفريقية التي لم يسبق له زيارتها خلال ولايته الأولى، بل وصف بعض دولها بـ"القذرة"، على استراتيجيته في التعامل مع التنظيمات الإرهابية الآخذة في التنامي والتنافس فيما بينها هناك، ففي الوقت الذي تسعى فيه روسيا وأوروبا إلى خلق موطئ قدم لهم في القارة الإفريقية اتخذت إدارة ترامب الأولى موقفًا انعزاليًا اقتصر فقط على الأنشطة التنموية فحسب، دون تعزيز التواجد العسكري.

وعلى الرغم من أن البرنامج الانتخابي لترامب قد اعترف بالأهمية الاستراتيجية لإفريقيا، إلا أنها ستبقى أهمية اقتصادية تسعى الولايات المتحدة لتأمينها بشتى الطرق غير العسكرية، ما قد يؤدي إلى صعود التنظيمات الإرهابية داخل القارة، لا سيما بعد أن أصبحت ملاذًا آمنًا لتلك التي فقدت مراكز سيطرتها ونفوذها، مثل "داعش" الذي فقد أرض خلافته المزعومة في سوريا والعراق، فارًا إلى قلب إفريقيا.

 

هل يحظر ترامب جماعة الإخوان؟

ربما يحدد فوز الرئيس ترامب شكل تعامله مع جماعة الإخوان المسلمين خلال ولايته الثانية، إذ يشكل هذا الفوز تراجع دور وتأثير جماعة الإخوان على الجالية العربية المسلمة التي كان لها دور في السابق في توجيه الكتلة التصويتية العربية لصالح الديمقراطيين.

ويعد موقف الرئيس الأمريكي الجديد من الإخوان امتدادًا لموقفه القديم في ولايته الأولى، حيث صرح أكثر من مرة برغبته في حظر الجماعة، إلا أن الكونجرس لم يوافق على مثل هذا القرار، وبغض النظر عن موقف البرلمان الذي يشكل تحديًا قانونيًا وتشريعيًا، فإن قرار الحظر صعب للغاية من الناحية الواقعية، بسبب عدم وجود تنظيم واضح أو منظمة محددة داخل الولايات المتحدة تحمل اسم تنظيم جماعة الإخوان المسلمين.

كما أن هناك العديد من المؤسسات الحقوقية والخيرية والدعوية والتعليمية والبحثية المرخصة وفق القانون الأمريكي، والتي يصعب حصرها، وتسيطر عليها عناصر الإخوان دون أن تحمل أسمائهم، حتى لا تقع تحت طائلة القانون، مع الأخذ في الاعتبار صعوبة إثبات إخوانية هذه المؤسسات، بسبب تسترها بستار قانوني، وهو ما يصعب قرار الحظر إذا ما أقدمت عليه إدارة الرئيس ترامب.

 

طائرات مسيرة وحروب بالوكالة!

من المرجح أن تعتمد إدارة ترامب على الاستراتيجية ذاتها التي اعتمدتها في السابق لمكافحة الإرهاب "عن بُعد" والتي تركز على الطائرات المقاتلة بدون طيار وقوات العمليات الخاصة والقوات المحلية، ودعم الوكلاء المحليين، وهو ما بات يعرف بالحرب بالوكالة، عن طريق استغلال وتوظيف الفاعلين من غير الدول، مثل الشركات متعددة الجنسيات والميليشيات المسلحة وشبه المسلحة والمنظمات غير الحكومية، بالإضافة إلى استراتيجية قطف الرؤوس أو قطع الرؤوس، باستهداف قادة الصف الأول والثاني والثالث لهذه التنظيمات بضربات خاطفة، باستخدام المسيرات وغيرها، مما يحد من قدرة هذه التنظيمات على شن هجمات جديدة ضد الأهداف الأمريكية، بسببها انشغالها بسد الفراغ التنظيمي في صفوف قادتها، واحتمالية حدوث صراع على القيادة، أو انقسام في صفوف هذه التنظيمات.

ويرى هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أن هناك اختلافًا ملحوظًا بين حال وواقع ونشاط التنظيمات الإرهابية عند الجمهوريين والديمقراطيين، مؤكدًا أن هذا الاختلاف يتعلق بملفين رئيسيين؛ الأول اختلاف اسلوب التعاطي مع إيران وهي الطرف الأبرز في دعم الاسلام السياسي بعمومه حاليًا بشقيه السني والشيعي.

 

تضييق محتمل

أما الملف الثاني وفقًا للنجار فهو تعامل الإدارة الديمقراطية مع التنظيم الدولي للإخوان ورعايتها لهذه الجماعة أو على الأقل في المرحلة الأخيرة غض الطرف عن أنشطتها والإحجام عن تصنيفها كمنظمة إرهابية بالنظر لإرث عهد باراك أوباما، وبدون شك كانت جماعة الإخوان تتمنى فوز هاريس لمواصلة هذا التعاون الذي يخدم حضورها ومصالحها في الخارج، إلا أن فوز ترامب يجعل الوضع مختلفًا كثيرًا سواء فيما يتعلق بالخشونة والتضييق وكبح جماح إيران وأذرعها بشكل مضاعف، أو في عدم منح الإخوان الحرية في التحرك والاتصال وتنفيذ برامجها التحريضية والإرهابية بالتنسيق مع حلفائها التكفيريين من الخارج.

وفيما يتعلق بتعامل إدارة ترامب مع التنظيمات الإرهابية المسلحة مثل داعش والقاعدة فيؤكد النجار أنها لن تختلف كثيرًا، بسبب أن هناك تركيزًا على المركز في العراق وسوريا وتراجع كبير عن المواجهة في الافرع في أفريقيا، حتى أصبحت تلك الافرع الإفريقية هي الأقوى من المركز والاكثر تمددًا ونفوذًا.

وأشار إلى أن ترامب معروف بتفضيله عدم الانخراط في ساحات صراع بعيدة والتركيز على الملفات الداخلية، بدلًا منها.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فوز ترامب التنظيمات الإرهابية الشرق الأوسط الجديد الحرب على الإرهاب دونالد ترامب مصطفى حمزة التنظیمات الإرهابیة الولایات المتحدة جماعة الإخوان الشرق الأوسط إدارة ترامب وهو ما إلا أن

إقرأ أيضاً:

ترامب.. والذين معه!

رغم الإجماع العربي «السُّداسي» على الرفض القطعيّ لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، يبدو إصرار «ترامب» والذين معه، من القوى الاستعمارية القديمة «المُطَعَّمة صهيونيًّا»، على عدم التراجع عن مخططات التهجير، لإحداث تغيير في خارطة الشرق الأوسط.
خلال الأيام الماضية، لم ينقطع الحديث عن «مخططات» الرئيس الأمريكي، بفرض مشاريعه الاستعمارية، خصوصًا ما يتعلق بترحيل شعب غزة إلى مصر والأردن، وفقًا للمشروع «الصهيوني» ـ الاستراتيجي العقائدي ـ بعد تدمير القطاع، والعدوان على لبنان، وإسقاط «نظام الأسد» في دمشق، ومحاصَرة طهران!
منذ عودته مرة أخرى، إلى البيت الأبيض، لم تتغير عقلية «ترامب»، و«أوهامه» بالتحكم في البشرية، إذ يعتقد أن ما يقوله هو الحقيقة المطلقة، وأن توقعاته للمستقبل هي نبوءات ثابتة ستتحقق رغم أنف الجميع، فنراه يرسم خرائط العالم المستقبلية، ومحاولته التحكم في مصائر الشعوب، وترويج مخططاته لإعادة توزيع البشر وأماكن إقامتهم، وكذلك تحديد مستقبل الأمم وتقرير مصائرها بدلًا عن الأنطمة والحكومات!
ربما لا يعي «ترامب» والذين معه، أن معظم مَن حكموا «الدولة العبرية»، جاءوا إلى فلسطين التاريخية، ثم استولوا على أراضيها وقتلوا شعبها، بعد ان أسسوا تنظيماتهم الإرهابية وعصابات القتل، مثل «هاجانا وشتيرن وأرجون».. وغيرها.
لذلك، عندما يستقبل الرئيس الأمريكي، «الصهيوني المهاجر» بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، نرجو ألا يتغافلان عن أن الحل الجذريّ لأزمة الشرق الأوسط، يتمثل في إعادة يهود المستوطنات إلى الدول التي جاءوا منها، وإن لم يتسنَّ ذلك، فما على «ترامب» إلا ان يستضيفهم في «جرينلاند» أو «آلاسكا»، أو أي مكان آخر يخطط ضمه إلى أمريكا!
لقد أثبتت الولايات المتحدة ـ بكل حكامها من الأفيال والحمير ـ أنها في خدمة «الصهيونية العالمية»، ولذلك لا نبالغ عندما نقول إن مآل ملف التهجير لأهالي غزة، سيكون المعيار الحاسم، لبقاء القضية الفلسطينية حيَّة أو تصفيتها، كما سيكون عاملًا إضافيًّا لترسيخ وتعزيز قوة ونفوذ أمريكا، أو مؤشرًا واضحًا لبداية انهيار أنظمة عربية، وتغيير خارطة الشرق الأوسط!
الحاصل الآن، أن «ترامب» والذين معه في أمريكا وأوروبا، ينأون بأنفسهم أن تكون قواتهم جزءًا من الحل في غزة، لأنهم لا يريدون مواجهة مباشرة مع حماس ولا فصائل المقاومة الفلسطينية، لكن في المقابل، لا حلَّ مطروحًا في الأفق، ما دامت الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والأردن، ترفضان ملف التهجير.
أخيرًا.. نعتقد أن الأيام والأسابيع القادمة، سيزداد العرب ارتباكًا مع مخططات «ترامب» للشرق الأوسط، التي لا يمكن فصلها عن القضية الفلسطينية، إذ نتوقع إعادة تحريك قطار «التطبيع العربي» مع «إسرائيل»، وإحياء «صفقة القرن»، وتوسيع «اتفاق إبراهام» باتجاه السعودية، وسحب القوات الأمريكية من سوريا، وممارسة أقصى درجات الضغط على إيران.

فصل الخطاب:

يقول «ونستون تشرشل»: «الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات، وتسقى بالعرق والدم».


[email protected]

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأزور السعودية ودولا أخرى في الشرق الأوسط.. وسأزور غزة
  • خبراء المركز المصري يحذرون من التحولات السياسية في الشرق الأوسط وعودة صعود التنظيمات الإرهابية
  • المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط: يجب إيجاد حل لمشكلة المكان الذي سيذهب إليه سكان غزة
  • التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط تُلامس 57 مليار دولار قريبًا
  • «أنباء الشرق الأوسط» توقع اتفاق تعاون مع وكالة الأنباء النيجيرية
  • ترامب.. والذين معه!
  • مفاوضات المرحلة الثانية - مستقبل اتفاق غزة مرهون بنتائج اجتماع ترامب ونتنياهو
  • أول خلاف مع إدارة ترامب.. كوريا الشمالية تتوعد الولايات المتحدة
  • الخليج العربي تفتح مركزًا للبيانات مزودًا بأحدث التقنيات في الشرق الأوسط
  • ثروت الخرباوي: الإخوان الإرهابية مسئولة عن تفجيرات طابا ونويبع في التسعينات