زنقة 20. الرباط

أبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، اليوم الأحد بسوتشي، رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس للشراكات والتنمية في إفريقيا والمبادرات الملكية لصالح القارة، وذلك خلال المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة روسيا-إفريقيا.

وقال السيد بوريطة “إن المبادرات الملكية الثلاث الكبرى المتعلقة بمسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية، ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ومبادرة خط أنبوب الغاز نيجيريا -المغرب، تمضي قدما، وتتقدم بشكل جيد جدا”.

وأكد أن هذه المبادرات تجسد “بالملموس، الدعوة التي ما فتئ جلالة الملك يوجهها من أجل تغيير مقاربة الشركاء التقليديين تجاه القارة الإفريقية”، مشيرا إلى أن “إفريقيا بحاجة إلى مساعدات أقل ، وإلى شراكات أكثر ذات منفعة متبادلة”.

وجدد السيد بوريطة التأكيد بسوتشي على التزام المغرب الدائم والثابت لفائدة إفريقيا، مسلطا الضوء على السياسة الإفريقية التي ينهجها جلالة الملك، والتي تظل استثنائية من نوعها بالنظر إلى أنها مدفوعة أساسا باعتبارات تنموية للقارة الإفريقية، من خلال مقاربة تتمحور حول العنصر البشري، موجهة نحو حلول إفريقية للتحديات المحلية ومدعومة بتعاون جنوب-جنوب نشط، متضامن وفعال.

وفي هذا السياق الذي يتماشى مع رؤية جلالة الملك، أكد الوزير أن “ما تحتاجه إفريقيا حقا هو مشاريع هيكلية للتنمية البشرية والاجتماعية”، موضحا أن “أفضل شريك لإفريقيا هو من يستطيع مواكبة تقدمها بشكل أفضل ، وسد فجواتها، ومضاعفة إمكانياتها”.

الى ذلك، دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، اليوم الأحد بسوتشي، إلى الإنصات لصوت إفريقيا واحترامه على الصعيد الدولي.

وأبرز السيد بوريطة، في كلمته خلال المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة روسيا – إفريقيا، إلى جانب نظرائه من روسيا والدول الإفريقية، أنه “لكي يكون صوت إفريقيا مسموعا ومؤثرا في الشؤون العالمية، فمن المهم التذكير ببعض الأساسيات”.

وأكد في هذا الصدد، أنه “لا يمكن أن يكون هناك سلام ورخاء مشتركان في إفريقيا لصالح شعوب منطقتنا دون احترام صارم للسيادة والوحدة الترابية لدولها الأعضاء”، مضيفا أنه لا يمكن أيضا أن يكون هناك سلام وازدهار مشتركان في القارة دون احترام قواعد حسن الجوار بين الدول الإفريقية.

وذكر السيد بوريطة بضرورة تخلص شركاء القارة من منطق الوصاية، لأن إفريقيا قادرة على تدبير مشاكلها، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام وازدهار مشتركان في إفريقيا إذا نص بت بعض الدول الإفريقية نفسها، بشكل أحادي ودون أي شكل من أشكال الشرعية، كقادة مفترضين للقارة، في حين أنها في الواقع لا تخدم سوى أجندات وطنية بحتة.

وشدد الوزير على أنه “من خلال احترام هذه المبادئ الأساسية، ستزداد قوة الصوت الإفريقي وتأثيره في الشؤون العالمية”، مبرزا أنه “ليست إفريقيا هي التي تحتاج إلى بقية العالم. ففي واقع الأمر، فإن بقية العالم هو من لديه حاجة متزايدة لإفريقيا”.

وأضاف السيد بوريطة قائلا “تحمل قارتنا صوتا متفردا عبر العالم، صوت قارة غنية بتاريخها وتنوعها، فخورة بأنها مهد للإنسانية، وأيضا بمستقبلها، مع إمكانيات اقتصادية وديمغرافية كبيرة”.

وسجل الوزير أن الشراكة بين روسيا وإفريقيا، التي تتميز بإمكانات نمو واضحة، يجب أن ترتكز على الأولويات الأساسية للقارة الإفريقية.

وفي أفق القمة المقبلة روسيا- إفريقيا، شدد السيد بوريطة على أنه سيكون من المستحسن “تركيز تفكيرنا على آفاق التعاون بين إفريقيا وروسيا، لا سيما في مجالات الأمن الغذائي والأمن الطاقي”.

من جهة أخرى، أكد أن المملكة المغربية مستعدة بشكل كامل للتعاون في إطار هذه اللقاءات بين قارتها الأم وشريكها الاستراتيجي، روسيا، موضحا أنه مع كل واحد منهما، “كان المغرب دائما ثابتا ومنسجما بشأن الحاجة الملحة لترجمة الالتزامات إلى أفعال ملموسة، ومبادرات طموحة ومشاريع هيكلية في خدمة التنمية البشرية، والأمن الغذائي، والطاقي والمناخي، والأمن الشامل”.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: السید بوریطة جلالة الملک

إقرأ أيضاً:

السفير أشرف سويلم يترأس الوفد المصري في اجتماعات الشراكة الإفريقية - الروسية

ترأس السفير اشرف سويلم مساعد وزير الخارجية للمنظمات والتجمعات الافريقية الوفد المصري المشارك في الاجتماع الوزاري للشراكة الروسية الافريقية، الذي عقد في سوتشي يوم ١٠ نوفمبر. 

وزير الخارجية بدر عبد العاطى يلتقي مع نظيره الموريتاني بدر عبد العاطي يجري اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني

وقد القى السفير سويلم كلمة نيابة عن وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، أبرز فيها اعتزاز مصر بالشراكة الافريقية - الروسية التي تم تدشينها خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقي عام ٢٠١٩، وعقدت قمتها الأولى في سوتشي تحت الرئاسة المشتركة للرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين في نفس العام.

 وأوضح الأهمية التي توليها أفريقيا لشراكاتها الخارجية، لاسيما مع روسيا، لتحقيق السلم والامن في القارة والعالم، ولتعزيز الجهود المشتركة لتحقيق التنمية القارية المستدامة واجندة افريقيا ٢٠٦٣، وذلك في ظل عالم متعدد الاقطاب. 

واشار السفير سويلم الى ضخامة التحديات التي تواجهها القارة والعالم، لاسيما في ضوء تعدد وتوالي الازمات في السنوات الأخيرة، بدء بالنزاعات وتفشي الارهاب، مرورا بالتحديد عابرة الحدود، مثل الاوبئة والهجرة غير الشرعية، فضلا عن تفاقم أزمة الديون، وتراجع مساعدات التنمية، مبرزا الحاجة الملحة لاصلاح شامل وعميق للنظام العالمي والمنظومة الاقتصادية الدولية، بما في ذلك معالجة الظلم التاريخي في تمثيل القارة في مجلس الامن وفي أليات صنع القرار الاقتصادي الدولي. 

من ناحية اخرى، أشار مساعد وزير الخارجية إلى الفرص الضخمة الواعدة التي توفرها القارة الافريقية، باعتبارها ميدان واسع للاستثمار والتجارة وسوق عملاق يبلغ ١،٤ مليار نسمة، معظمهم من الشباب، مبرزا ما تمثله اتفاقية التجارة الحرة الافريقية القارية، التي تم التوقيع عليها خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقي، وما تمثله من نقلة نوعية في جهود تحقيق الاندماج والتكامل الإقليمي. واشاد السفير سويلم بالتعاون القائم مع روسيا، بما في ذلك افتتاح المنطقة الصناعية الروسية في مصر، والمشروعات العملاقة الجاري تنفيذها في مجالات البنية الاساسية والطاقة، موضحا انها نموذجا للتعاون الافريقي - الروسي.


 

مقالات مشابهة

  • نائب يقترح تدشين اتحاد أفريقي للزراعة ويؤكد: أمن قومى للقارة السمراء
  • «القارة السمراء» تترقب حسم 16 تذكرة لنهائيات أمم أفريقيا 2025
  • القارة السمراء تترقب حسم المقاعد المتبقية في كأس أمم إفريقيا 2025
  • تحسين جودة وسلامة الأدوية في القارة السمراء
  • السفير أشرف سويلم يترأس الوفد المصري في اجتماعات الشراكة الإفريقية - الروسية
  • بوريطة يتباحث بسوتشي مع وزير الشؤون الخارجية الروسي حول قضايا اقليمية ودولية
  • بوريطة يشارك في المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة روسيا – إفريقيا المنعقد بسوتشي
  • مبعوث الشؤون الإفريقية يجري زيارة للمركز الثقافي الإسلامي في كيغالي
  • بوريطة يشارك في منتدى الشراكة روسيا - إفريقيا على خلفية إقامة مناطق تجارة حرة