10 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلةفي وقت حساس يشهد تصاعدًا في التوترات السياسية في الشرق الأوسط، يأمل العراق أن لا تؤثر عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض على التفاهمات العسكرية القائمة بين بغداد وواشنطن.

ومع اقتراب موعد إنهاء مهمة التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، والذي من المتوقع أن ينتهي في سبتمبر/ أيلول من العام المقبل، تبرز تحديات جديدة قد تعرقل هذا التوقيت.

وفي الوقت الذي يتطلع فيه العراق إلى الاستمرار في التعاون العسكري مع واشنطن لمحاربة تنظيم داعش، يتصاعد القلق من عودة ترامب إلى السلطة وتداعيات ذلك على استقرار الاتفاقات الثنائية.

تسعى الحكومة العراقية إلى مناقشة هذا الملف مع الرئيس الأميركي المحتمل، حيث يُنتظر أن يكون الموضوع على رأس أجندة رئيس الوزراء، الذي يواجه ضغوطًا من الأطراف السياسية المختلفة التي تتساءل عن مدى جدوى التفاهمات في ظل العودة المحتملة لترامب.

وقد أفادت تحليلات سياسية بأن هناك خشية من أن ترامب قد يتخذ موقفًا أكثر تشددًا تجاه العراق في حال فوزه، وهو ما قد يؤثر سلبًا على الاتفاقات المبرمة حول انسحاب القوات الأميركية.

وتحدثت مصادر داخل البرلمان العراقي عن قلق متزايد من حدوث تحول في سياسة الإدارة الأميركية تجاه الملف العسكري، ما قد يعيد فتح الجدل حول بقاء القوات الأجنبية في العراق.

“في ظل هذه الظروف المتغيرة، أصبح إنجاز ملف الانسحاب الأميركي أمرًا صعبًا”، قال سلام حسين، عضو تحالف “الفتح” الذي يتزعمه هادي العامري.

وأضاف أن “بعد أحداث المنطقة المتصاعدة وفوز ترامب، بات الملف يشهد تحديات جديدة قد تعيد ترتيب أولويات واشنطن في العراق”.

بدوره، حذر عصام الكرطي، العضو في تحالف الإطار التنسيقي، من أن “أي مماطلة أميركية في إنهاء الملف ستكون لها نتائج خطيرة قد تضر بالعلاقات الثنائية وتزيد من الاضطراب السياسي في البلاد”.

أما ياسر وتوت، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، فقد أشار إلى أن “كل الاحتمالات أصبحت واردة، بما في ذلك إلغاء الاتفاق”.

وقال تحليل أمني إن الحكومة العراقية في موقف صعب بين الحفاظ على التفاهمات مع واشنطن وبين التزاماتها الداخلية بتسريع إجراءات إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد.

وكانت بغداد وواشنطن قد توصلتا في أواخر سبتمبر الماضي إلى تحديد موعد رسمي لإنهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق، حيث يتم التوافق على موعد لا يتجاوز نهاية سبتمبر 2025. ويقدر عدد الجنود الأميركيين في العراق بنحو 2500 جندي، يشكلون جزءًا من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في الحرب ضد داعش منذ سبتمبر 2014.

وفي هذا السياق، تذكر تدوينة على موقع “الشرق الأوسط” أن العديد من العراقيين يتساءلون عن جدوى استمرار هذا التواجد العسكري بعد أن أصبحت تهديدات داعش أقل حدة. وقالت تغريدة من أحد الناشطين على تويتر: “يجب أن تكون الأولوية الآن لتقوية الجيش العراقي، وليس للمزيد من الانتظار على الوعود الأميركية”.

 

 

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

الشركات الأميركية تبيع عقودها في العراق إلى شركات صينية

24 مارس، 2025

بغداد/المسلة: نفى وزير النفط العراقي حيان عبد الغني ما أثير حول استبعاد الشركات الغربية، لاسيما الأميركية، من جولة التراخيص الأخيرة لتطوير حقول النفط العراقية.

وأكد أن غياب هذه الشركات لا يرجع إلى أسباب سياسية، بل إلى اعتبارات فنية بحتة، خاصةً فيما يتعلق بالأسعار التي قدمتها الشركات الصينية مقارنةً بالمنافسين الآخرين.

إلا أن الوزير أشار إلى ظاهرة لافتة، حيث تحصل الشركات الأميركية على عقود من العراق، ثم تقوم بتحويلها إلى شركات صينية، وهو ما يعكس تحولات غير متوقعة في مشهد النفط العراقي.

وفي إجابته على تساؤلات خلال حوار تلفزيوني، أكد عبد الغني أن العراق لا يتبع سياسة إقصاء للشركات الغربية، بل يعتمده معيارين رئيسيين في إحالة العقود، وهما الفني والتجاري، حيث يتم منح العقود بناءً على تقديم أقل الأسعار. وتابع قائلاً إن العديد من الشركات الأميركية كانت تساهم في توريد المعدات، خاصة في مجالات مثل المحركات والتوربينات، لكن الغريب هو أنها كانت تحول بعض العقود إلى الشركات الصينية. وتابع عبد الغني أنه على الرغم من هذا، فإن جميع حقول النفط العراقية تضم معدات أميركية، مما يضمن استفادة الشركات الأميركية من التعاقدات.

وأوضح الوزير أن الحكومة العراقية لا تمانع في التعاون مع الشركات الغربية، مستدلاً بعقدها مع شركة “أكسون موبيل” الأميركية لإدارة حقل غرب القرنة 1، والتي تعتبر واحدة من الشركات الرائدة في الشفافية والمهنية. ومع ذلك، كشف عبد الغني أن الشركة تقدمت بطلب انسحاب بسبب عروض أفضل حصلت عليها في أفريقيا، وهو ما يشير إلى تحولات كبيرة في طبيعة الأعمال النفطية على مستوى العالم.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مصدر حكومي: البيت الأبيض لايثق بحكومة السوداني وإطاره الحاكم في التعامل مع الملف الإيراني
  • كارني يذكّر الأمريكيين بموقف كندا في هجمات 11 سبتمبر فهل يفهم ترامب الرسالة؟
  • 75 % من السفن الأميركية تغير مسارها بفعل الضربات اليمنية
  • الشركات الأميركية تبيع عقودها في العراق إلى شركات صينية
  • ضغوط ترامب تهدد استقرار الإطار التنسيقي.. العراق أمام اختبار تفاوضي حاسم
  • ضغوط ترامب تهدد استقرار الإطار التنسيقي.. العراق أمام اختبار تفاوضي حاسم - عاجل
  • حشود في كيب تاون تستقبل سفير جنوب أفريقيا الذي طردته واشنطن.. ماذا قال؟ (شاهد)
  • لإثبات وجودها في العراق.. الكشف عن استراتيجية جديدة لعصابات داعش
  • العراق يواجه تحديات في استيراد الغاز الإيراني بسبب العقوبات الأميركية
  • ما الذي تريده واشنطن من إملاء الشروط؟