جنود إسرائيليون يحرقون علم لبنان ومقتل العشرات بغارات عنيفة
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
قتل وأصيب عشرات اللبنانيين بغارات إسرائيلية جديدة على جنوب لبنان، وسط استمرار البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وشن الطيران الإسرائيلي غارات “على بلدتي الخيام وزوطر في جنوب لبنان، وبلدة علمات في محافظة جبل لبنان، وقصف الجيش الإسرائيلي بلدة سحمر الشقيف الجنوبية بالمدفعية، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط 20 شخصا بينهم 3 أطفال وعدد من الجرحى في الغارة الإسرائيلية على بلدة علمات في قضاء جبيل بمحافظة جبل لبنان”.
ونفذت مدفعية الجيش الإسرائيلي قبل قليل قصفا طال بلدتي صديقين وجبال البطم في جنوب لبنان، واستهدفت غارة إسرائيلية منزلا مأهولا بالسكان في بلدة رسم الحدث البقاع شرق لبنان، كما قتل 17 بينهم 7 مسعفين في الغارات التي استهدفت بلدة ديرقانون راس العين جنوب لبنان مع استمرار عمليات رفع الأنقاض والبحث عن مفقودين من قبل فرق الدفاع المدني، كما قتل 3 مسعفين في الغارة التي استهدفت بلدة عدلون جنوب لبنان، وطالت الغارات الإسرائيلية مدينة بعلبك وبلدات الحلانية وبوداي السعيدة في البقاع شرقي لبنان، مع غارات على حي البياض في مدينة النبطية”.
ووقعت غارة على بلدة السكسكية جنوب لبنان وأخرى طالت حي العيون في بلدة جديدة مرجعيون جنوب لبنان، كما أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن الغارة الإسرائيلية على بلدة زوطر الغربية استهدفت منزل المواطن علي عز الدين في حي الساحة بالبلدة ودمرته، وأغار الطيران على منزل في بلدة بافليه قضاء صور بينما يحلق على علو منخفض في أجواء مدينة الهرمل وقرى القضاء.
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام: “صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءاتها على قرى ومدن قضاءي صور وبنت جبيل منذ ليل أمس وحتى صباح اليوم الأحد”.
وأضافت: “أغار الطيران المعادي على مركز للدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية في بلدة ديرقانون راس العين ما أدى إلى ارتقاء 15 شهيدا من بينهم نجل مسؤول تنظيمي لحركة “أمل” في جبل عامل، وأيضا بينهم 4 شهداء من الهيئة الصحية الإسلامية، ولا تزال فرق الدفاع المدني تفتش بين الأنقاض عن مفقودين حتى صباح اليوم”.
الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا حول حرق جنوده علم لبنان
دان متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، “حرق جنود إسرائيليين العلم اللبناني في جنوب لبنان مؤخرا واعتبره “انتهاكا لقواعد وقيم جيش الدفاع الإسرائيلي”.
وكتب في بيان باللغة العربية على منصة “إكس”: “حربنا ضد حزب الله، ونعتبر قيام بعض الجنود على حرق العلم اللبناني في جنوب لبنان عملا مخالفا للتعليمات ولا يليق بقيم جيش الدفاع ولا يتماشى مع أهداف نشاطاتنا العسكرية في لبنان”.
وفي وقت سابق، ظهر جنود إسرائيليون في فيديو استفزازي يدنسون علم لبنان وسط ضحكاتهم من شرفة أحد المنازل في جنوب لبنان، مشيرين بأيديهم إلى الدمار الذي تسببوا به في المنطقة.
The Israeli army: We consider the burning of the Lebanese flag by our soldiers in southern Lebanon to be an act that violates instructions and is not befitting of our values, and our war is not against the Lebanese people. pic.twitter.com/GlQbXqKftf
— Lebanon daily news (@dailyLBnews) November 9, 2024وزير الخارجية اللبناني: الحكومة قررت إرسال 5 آلاف جندي إضافي إلى الجنوب
قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بوحبيب، “إن لبنان عازم على تعزيز انتشارِ قواته المسلحة في الجنوب اللبناني”.
وأعلن خلال كلمته في الاجتماع الوزاري العربي- الإسلامي في الرياض، “عن قرار الحكومة اللبنانية بتطويع وتدريب نحو 1500 عسكري، تمهيدا لإرسال 5000 جندي إضافي، لينضموا إلى نحو 4500 متواجدين أصلا في هذه المنطقة”.
وندد بوحبيب “بالهجمات التي تتعرض لها بلاده، مشيرا إلى أن “إسرائيل تقتل يوميا العشرات وأحيانا المئات بصورة ممنهجة لا تمييز فيها بين نساء وأطفال وشيوخ وطواقم طبية وصحفيين ومدنيين”، وفقا لموقع “النشرة” اللبناني.
وواصل: “كما لم يسلم تاريخنا وتاريخ الإنسانية جمعاء من معالم أثرية تعود لآلاف السنين، وبساتين زيتون معمرة، من التدمير والحرق، بهدف إنشاء منطقة عازلة على طول المناطق الحدودية الجنوبية للبنان، خالية من الحياة وغير قابلة للعيش، مما يشكل نمطا جديدا من الإرهاب البيئي الهادف إلى ضرب وانعدام الحياة البيولوجية والإنسانية”.
وأكد وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، أنه “كلما طالت هذه الحرب زادت معاناة اللبنانيين، إذ نزح 1 من أصل 4 من سكان لبنان، أو ما يزيد عن مليون ونصف إنسان يفتقر معظمهم في أماكن نزوحهم إلى أبسط مقومات الحياة”.
وأوضح بوحبيب: “لقد عبّر لبنان بوضوح عن موقفه ورؤيته لحل مستدام عبر المطالبة أولا بوقف فوري لإطلاق النار، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى الحدود، وعودة كافة النازحين من جانبي الحدود إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم، من خلال التطبيق الشامل والمتوازي لقرار مجلس الأمن 1701، بحيث تكون السلطة الشرعية الوحيدة جنوب نهر الليطاني هي سلطة حكومة لبنان، ولا يكون هناك سلاح دون موافقة حكومة لبنان”.
“حزب الله” يعلن إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
أعلن “حزب الله” عن “اشتباك مقاتليه مع قوة إسرائيلية متسللة عند بلدة عيترون في جنوب لبنان وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، واستهداف جنود ومواقع الجيش الإسرائيلي”.
وجاء في بيان لـ”حزب الله”: “بعد رصد تحركات لقوة من جيش العدو الإسرائيلي تحاول التسلل باتجاه بلدة عيناتا، وعند الساعة 03:30 من فجر اليوم الأحد اشتبك مقاتلونا مع القوة المتسللة عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة عيترون، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح”.
وجاء في بيانات الحزب اللبناني عن عمليات الاستهداف بالصواريخ والأسلحة المتنوعة لليوم الأحد:
استهداف تجمع لقوات الجيش الإسرائيلي بين بلدتي حولا ومركبا شرقا بصلية صاروخية. استهداف مستوطنة كريات شمونة بصلية صاروخية صباح اليوم الأحد. استهداف قاعدة “شراغا” شمالي مدينة عكا بصلية صاروخية. في إطار التحذير الذي وجهه “حزب الله” لمستوطنات الشمال، تم استهداف مستوطنة “إيفن” بصلية صاروخية. هجوم جوّي بسرب من المسيّرات الانقضاضية على تجمع لقوات الجيش الإسرائيلي في مستوطنة “أفيفيم” وأصابت أهدافها بدقة. استهداف مستوطنة “شتولا” بصلية صاروخية. استهداف مستوطنة “زرعيت” بصلية صاروخية. استهداف مستوطنة “شوميرا” بصلية صاروخية. استهداف للمرة الثانية من نوعه طال تجمعا لقوات الجيش الإسرائيلي في مرتفع القبع عند الأطراف الجنوبية الشرقية لبلدة مركبا عبر صلية صاروخية. استهداف تجمع لقوات الجيش الإسرائيلي في مرتفع القبع عند الأطراف الجنوبية الشرقية لبلدة مركبا بصلية صاروخية.المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: حزب الله وإسرائيل غارات اسرائيلية على لبنان غارة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية الجیش الإسرائیلی استهداف مستوطنة بصلیة صاروخیة فی جنوب لبنان لقوات الجیش حزب الله فی بلدة
إقرأ أيضاً:
وتيرة الخروقات تتصاعد جنوب لبنان.. كيف يُفهَم التصعيد الإسرائيلي؟!
على الرغم من رفع الحكومة اللبنانية الصوت مرارًا وتكرارًا، والاحتجاجات التي قدّمتها إلى لجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، وغيرها، يبدو أنّ إسرائيل تصرّ على "تجاهل" الاتفاق، أو ربما "استغلاله"، فتقفز فوقه، رافعة وتيرة خروقاتها وانتهاكاتها التي أضحت يوميّة، وتأخذ أشكالاً مختلفة، وآخرها التوغل الذي شمل مناطق بعيدة عن الحدود، كما جرى في وادي الحجير.فقد استفاق اللبنانيون صباح الخميس مثلاً على خبر "توغل" القوات الإسرائيلية في عدّة نقاط في مناطق القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير، جنوبي لبنان، ما اضطر أهالي البلدة البعيدة نسبيًا عن الحدود، إلى النزوح باتجاه قرى مجاورة، وتحديدًا الغندورية وصريفا، ليكتشفوا لاحقًا أنّها أقدمت خلال توغلها على "خطف" مواطن لبناني، بعدما أطلقت النار على رأسه، قبل أن تعود لتسليمه إلى قوات اليونيفيل والصليب الأحمر اللبناني.
وفيما أعلنت قيادة الجيش أنها تتابع الوضع بالتنسيق مع قيادة اليونيفيل، واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار، تولّى الإعلام الإسرائيلي تسريب أخبار عن "نوايا إسرائيلية مضمرة" بالبقاء في لبنان، حتى بعد انتهاء مهلة الستين يومًا، وعن استغلال الاتفاق من أجل إقامة سواتر ترابية ومناطق عازلة، تتيح لإسرائيل مراقبة الوضع عن كثب، الأمر الذي يثير القلق، فكيف يُفهَم التصعيد الإسرائيلي في هذا التوقيت؟!
إسرائيل "تستغلّ" الاتفاق
ليس خافيًا على أحد أنّ القوات الإسرائيلية تتمادى في خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار، ليس في الأيام الأخيرة فقط، ولكن منذ اليوم الأول لإبرامه، ولو أنّ وتيرة هذه الخروقات تصاعدت بشكل لافت ومضطرد في هذه الفترة، حتى إنّ هناك من يسأل إن كان الاتفاق قد أبرِم من طرف واحد مثلاً، ولا سيما أنّ القاصي والداني يدرك أنّ ردة الفعل ستكون مغايرة جدًا، لو أنّ الجانب اللبناني هو الذي خرق الاتفاق، ولو بنسبة أدنى بكثير من الخروقات الإسرائيلية.
ويذكّر العارفون في هذا السياق بالخرق "اليتيم" للاتفاق الذي نفذه "حزب الله" بعد أيام من إبرامه، تحت عنوان "أعذر من أنذر"، أو ربما "رفع العتب"، وكيف استنفر الجميع في الداخل والخارج، خشية أن يعيد عقارب الساعة إلى زمن الحرب، وهو ما لا يسري على الخروقات الإسرائيلية التي لم تنفع كلّ الضغوط الداخلية والخارجية في وضع حدّ لها، بل يبدو أنّ إسرائيل ماضية في تنفيذ مخطّطاتها من دون أيّ اكتراث أو اعتبار لاتفاقات أو تفاهمات.
في هذا السياق، ثمّة من يتحدّث عن "استغلال واضح" من جانب إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار من أجل تحقيق ما لم تستطِع تحقيقه في الحرب، أو ربما لـ"تحصين" نفسها في مرحلة ما بعد الستين يومًا، وهو ما بدأ الإعلام الإسرائيلي بالتلميح إليها بصورة أو بأخرى، علمًا أنّ التوغل في وادي الحجير مثلاً، ولو كان مؤقتًا ومحدودًا، إلا أنه لم يكن ممكنًا في أيام القتال، خصوصًا مع ما ينطوي عليه من رمزية، وقد شهد على الواقعة الشهيرة في حرب 2006.
لبنان.. "ضبط النفس" يتقدّم
على الرغم من الخروقات الإسرائيلية المستمرة للاتفاق، والتي ترقى برأي كثيرين لمستوى الاستفزازات، يستمرّ "ضبط النفس" على الضفة اللبنانية، بما في ذلك ضفة "حزب الله"، الذي سبق أن أعلن على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أنه يترك أمر معالجة الانتهاكات الحاصلة للدولة اللبنانية وقيادة الجيش، والذي يقول العارفون بأنّه لن "يُستدرَج" إلى ردّ "انفعالي" قد تحوّله إسرائيل إلى "ذريعة" لتكثيف انتهاكاتها، أو حتى العودة إلى الحرب.
ولعلّ التصريح الذي صدر عن النائب علي فياض باسم كتلة "الوفاء للمقاومة"، والذي تبنّاه إعلام "حزب الله" بشكل رسمي، لا يخرج عن هذه الثابتة، مع بعضٍ من رفع السقف، فهو وصف ما حصل من توغل للقوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية بـ"التطور شديد الخطورة"، واعتبر أنّه يهدد الاتفاق بصورة جدّية، إلا أنّه وضع الأمر مرّة أخرى برسم الدولة اللبنانية، "حكومة وجيشًا وجهات معنية"، وفق تعبيره، من أجل إعادة تقويم الموقف ومراجعة الأداء الحالي.
ويتلاقى هذا الكلام أيضًا مع ما قاله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل يومين، أمام اللجنة التقنية لمراقبة وقف إطلاق النار في الجنوب، حين أكد أن لبنان ملتزم بنود التفاهم، فيما إسرائيل تواصل خروقاتها، ودعا اللجنة إلى "الضغط على إسرائيل لتنفيذ بنود التفاهم، وأبرزها الانسحاب من المناطق المحتلة ووقف الخروقات"، علمًا أنّ الانطباع السائد حاليًا أنّ لبنان سيعمل في المرحلة المقبلة على رفع مستوى "الضغط" هذا، لتحميل الدول المعنيّة مسؤولياتها في هذا الصدد.
صحيح أنّ اتفاق وقف إطلاق النار أعطى "هامشًا" لإسرائيل، بمهلة الستين يومًا، كما يقول البعض، باعتبار أنّه خلافًا للاتفاق الذي أعقب حرب تموز 2006 مثلاً، لم ينصّ على انسحاب إسرائيلي فوري من الأراضي اللبنانية، إلا أنّ "المنطقيّ" أن تكون هذه المهلة مخصّصة للتراجع، لا للتقدم، وهو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول الأداء الإسرائيلي "المريب" إلى حدّ بعيد، فهل من نوايا مضمرة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء؟ المصدر: خاص "لبنان 24"