أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن بناء العلاقات الإنسانية يعتمد على مجموعة من "الأصول الأساسية" التي قد تكون خفية عن البعض، مشيرًا إلى أن أي علاقة يجب أن تكون لها حدود واضحة تُحترم من قبل جميع الأطراف المعنية. وفي حديثه خلال برنامج "مع الناس" المذاع على قناة "الناس"، أشار الورداني إلى أن العلاقة لا تتعلق فقط بالجوانب المادية أو الجسدية، بل تشمل أيضًا الجوانب النفسية والعاطفية التي قد تؤثر في صحة العلاقة ونجاحها.

الحدود في العلاقات: ضرورة وليست ترفًا

وأوضح الورداني أن الحدود في العلاقات لا تقتصر على الجوانب الجنسية فقط، بل تمتد لتشمل احترام المسافات النفسية والعاطفية بين الأطراف. وقال: "لا توجد علاقة بلا حدود، سواء كانت علاقة بين الزوج وزوجته، أو بين الأب وأبنائه، أو حتى بين الأصدقاء". وأكد أن وضع هذه الحدود يسهم في الحفاظ على توازن العلاقة ويمنع تطفل أحد الأطراف على خصوصيات الآخر، مما يحفظ الاحترام المتبادل ويعزز من قوة العلاقة.

وأضاف الورداني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع حدودًا واضحة في علاقاته مع أحب الناس إليه، مثل السيدة عائشة رضي الله عنها. فقد كان النبي يُظهر الاحترام المتبادل في تعاملاته، ويضع مسافة تضمن الحفاظ على خصوصية العلاقة مع كل شخص، ما يبرز أهمية الحدود في بناء العلاقات السليمة.

الحب المتوازن: لا تضع كل حياتك في شخص واحد

وفي إطار الحديث عن العلاقة بين الأفراد، شدد الورداني على ضرورة عدم جعل "الحبيب" هو محور الحياة بأكملها. وأوضح أن التفرد في الاهتمام بشخص واحد قد يؤدي إلى "تبعية كاملة" لهذا الشخص، ما يسبب توقف الحياة على سعادته أو غضبه. وقال: "لا تجعل حبيبك كل حياتك، لأن ذلك قد يؤدي إلى تبعية كاملة لهذا الشخص، وبالتالي تتوقف حياتك على سعادته أو غضبه".

وأكد الورداني أنه من المهم أن يكون لدى الشخص توازن في اهتماماته، حيث يجب تخصيص الحب والاحترام للأم، الأب، الزوجة، الأصدقاء وكل من يهمه في الحياة. هذا التوازن يساعد في الحفاظ على استقرار الشخص النفسي والعاطفي ويمنع الشعور بالفراغ العاطفي الناتج عن الاعتماد الكامل على طرف واحد.

نصائح لبناء علاقات صحية ومستدامة

وختم الورداني حديثه بالتأكيد على أن اتباع هذه الأصول الثلاثة — وضع حدود واضحة في العلاقات، الحفاظ على الاحترام المتبادل، وعدم التعلق الزائد بشخص واحد — يمكن أن يساعد في بناء علاقات صحية ومستدامة. فالعلاقات التي تقوم على هذه الأصول تضمن التوازن النفسي والعاطفي لكل الأطراف المعنية، وتحقق بيئة من الحب والاحترام المتبادل الذي يساهم في استمرارية العلاقة ونجاحها.


تحتاج العلاقات الإنسانية إلى توازن في الاهتمام والاحترام بين الأطراف المختلفة. وتعد الحدود الواضحة في العلاقات، سواء كانت بين الزوجين أو العائلة أو الأصدقاء، عنصرًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الورداني العلاقات الحدود في العلاقات ل الإفتاء فی العلاقات الحفاظ على الحدود فی

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تُعرب عن قلقها إزاء تأجيج التوترات والعنف في سوريا

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن قلقه البالغ، إزاء الاشتباكات الأخيرة في المناطق الساحلية بسوريا، والتي أسفرت عن عمليات قتل خارج نطاق القضاء وسقوط ضحايا من المدنيين.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمين العام يدين بشدة كل أعمال العنف في سوريا.. داعيا الأطراف إلى حماية المدنيين ووقف الأعمال العدائية.

وأضاف دوجاريك: أن الأمين العام يشعر بالقلق إزاء خطر تصعيد التوترات بين المجتمعات في سوريا في وقت ينبغي أن تكون فيه المصالحة والانتقال السياسي السلمي على رأس الأولويات بعد 14 عاما من الصراع، فالسوريون يستحقون السلام المستدام والازدهار والعدالة.

بدوره، أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسون عن بالغ قلقه إزاء الاشتباكات العنيفة وحالات القتل في المناطق الساحلية، والتي أسفرت عن وقوع ضحايا مدنيين.

وشدد بيدرسون على أهمية الحاجة الفورية لضبط النفس من جميع الأطراف، وضمان الاحترام الكامل لحماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي.

كما شدد على أنه ينبغي على جميع الأطراف الامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى تأجيج التوترات، أو تصعيد النزاع، أو تفاقم معاناة المجتمعات المتضررة، أو زعزعة استقرار سوريا، أو تقويض انتقال سياسي ذي مصداقية وشامل للجميع.

اقرأ أيضاًالأمم المتحدة تدعو إلى فتح باب تكافؤ الفرص أمام النساء والفتيات لصالح الجميع

الأمم المتحدة: فرار 80 ألف شخص من الكونغو الديمقراطية بسبب القتال

الأمم المتحدة: إغلاق المعابر ومنع المساعدات له عواقب مدمرة على أهل غزة

مقالات مشابهة

  • عبر فيسبوك.. القبض على سوري الجنسية يروج للمنشورات الإرهابية في بغداد
  • لأول مرة وفق القانون.. منح الجنسية العمانية لمواطنة روسية مع الاحتفاظ بجنسيتها
  • الأمم المتحدة تُعرب عن قلقها إزاء تأجيج التوترات والعنف في سوريا
  • عمرو الورداني: استحضروا رسول الله في قلوبكم وراجعوا أمامه نياتكم في أفعال الخير
  • رئيس الدولة: التكنولوجيا تغيّر جوانب حياتنا
  • الكويت.. تخفف مدة حكم «السجن المؤبد» وسحب الجنسية من المئات
  • القبض على 5 متسللين اجانب على حدود السليمانية
  • القبض على (5) متسللين اجانب على حدود السليمانية
  • هل تملك الجزائر الشجاعة لاستدعاء السفير الأمريكي بسبب مناورات الأسد الأفريقي قرب حدودها كما فعلت مع السفير الفرنسي؟
  • السلطات الكويتية تسحب الجنسية من المئات.. التزوير أحد الأسباب