الورداني: الحدود في العلاقات لا تقتصر على الجوانب الجنسية
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن بناء العلاقات الإنسانية يعتمد على مجموعة من "الأصول الأساسية" التي قد تكون خفية عن البعض، مشيرًا إلى أن أي علاقة يجب أن تكون لها حدود واضحة تُحترم من قبل جميع الأطراف المعنية. وفي حديثه خلال برنامج "مع الناس" المذاع على قناة "الناس"، أشار الورداني إلى أن العلاقة لا تتعلق فقط بالجوانب المادية أو الجسدية، بل تشمل أيضًا الجوانب النفسية والعاطفية التي قد تؤثر في صحة العلاقة ونجاحها.
وأوضح الورداني أن الحدود في العلاقات لا تقتصر على الجوانب الجنسية فقط، بل تمتد لتشمل احترام المسافات النفسية والعاطفية بين الأطراف. وقال: "لا توجد علاقة بلا حدود، سواء كانت علاقة بين الزوج وزوجته، أو بين الأب وأبنائه، أو حتى بين الأصدقاء". وأكد أن وضع هذه الحدود يسهم في الحفاظ على توازن العلاقة ويمنع تطفل أحد الأطراف على خصوصيات الآخر، مما يحفظ الاحترام المتبادل ويعزز من قوة العلاقة.
وأضاف الورداني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع حدودًا واضحة في علاقاته مع أحب الناس إليه، مثل السيدة عائشة رضي الله عنها. فقد كان النبي يُظهر الاحترام المتبادل في تعاملاته، ويضع مسافة تضمن الحفاظ على خصوصية العلاقة مع كل شخص، ما يبرز أهمية الحدود في بناء العلاقات السليمة.
الحب المتوازن: لا تضع كل حياتك في شخص واحدوفي إطار الحديث عن العلاقة بين الأفراد، شدد الورداني على ضرورة عدم جعل "الحبيب" هو محور الحياة بأكملها. وأوضح أن التفرد في الاهتمام بشخص واحد قد يؤدي إلى "تبعية كاملة" لهذا الشخص، ما يسبب توقف الحياة على سعادته أو غضبه. وقال: "لا تجعل حبيبك كل حياتك، لأن ذلك قد يؤدي إلى تبعية كاملة لهذا الشخص، وبالتالي تتوقف حياتك على سعادته أو غضبه".
وأكد الورداني أنه من المهم أن يكون لدى الشخص توازن في اهتماماته، حيث يجب تخصيص الحب والاحترام للأم، الأب، الزوجة، الأصدقاء وكل من يهمه في الحياة. هذا التوازن يساعد في الحفاظ على استقرار الشخص النفسي والعاطفي ويمنع الشعور بالفراغ العاطفي الناتج عن الاعتماد الكامل على طرف واحد.
نصائح لبناء علاقات صحية ومستدامةوختم الورداني حديثه بالتأكيد على أن اتباع هذه الأصول الثلاثة — وضع حدود واضحة في العلاقات، الحفاظ على الاحترام المتبادل، وعدم التعلق الزائد بشخص واحد — يمكن أن يساعد في بناء علاقات صحية ومستدامة. فالعلاقات التي تقوم على هذه الأصول تضمن التوازن النفسي والعاطفي لكل الأطراف المعنية، وتحقق بيئة من الحب والاحترام المتبادل الذي يساهم في استمرارية العلاقة ونجاحها.
تحتاج العلاقات الإنسانية إلى توازن في الاهتمام والاحترام بين الأطراف المختلفة. وتعد الحدود الواضحة في العلاقات، سواء كانت بين الزوجين أو العائلة أو الأصدقاء، عنصرًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الورداني العلاقات الحدود في العلاقات ل الإفتاء فی العلاقات الحفاظ على الحدود فی
إقرأ أيضاً:
عمرو الورداني: عملوا أولادكم الانتماء وحب الوطن
أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أهمية فتح حوار مع أولادنا حول مفاهيم الوطن وأثره في حياتهم.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح له، أنه من المهم أن نناقش مع أبنائنا كيف يرون مفهوم الوطن، وكيف يمتد في حياتهم اليومية.
وأضاف أن الوطن ليس مجرد شيء فيزيائي أو حدود جغرافية، بل هو مفهوم أوسع يشمل الانتماء والتواصل مع الآخرين، ويشمل معاني الجوار والمشاركة في المجتمع.
وأشار إلى أنه عندما نساعد إخواننا في غزة ونقف بجانبهم ضد العدوان، فإننا نمارس مفهوم الوطن الأوسع الذي يتجاوز حدود الإقليم أو الدولة، حيث يشمل تضامننا مع الآخرين في أوقات الشدة.
وأكد أن مفهوم الوطن يشمل "معنى" أوسع من مجرد المكان الجغرافي، ويجب على أولادنا أن يفهموا هذا المعنى العميق.
وفي سياق آخر، نبه الدكتور الورداني على أهمية أن نعرف أحلام أولادنا وطموحاتهم لهذا الوطن، ويجب أن نتحدث معهم عن رؤيتهم لمستقبل الوطن والمجتمع، ونسلط الضوء على الأمل والتغيير الذي يحدث، مشيراً إلى أن هذه التغيرات تمثل "فتحاً كبيراً" يجب أن نتقبلها بصبر، وهذا الفتح يتطلب "عيوناً كثيرة ترى" وضرورة أن نتحاور ونتشارك معاً لتحقيق الأفضل.