67 قطعة أثرية، نجحت مصر في استعادتهم من ألمانيا، وتنتمي هذه القطع لعدد من الحقب المصرية المختلفة، من أهمها قدم وساق لمومياء محنطة وقناعين وجداريتين انتزعوا من مقبرة الوزير «باك آن رن إف» بسقارة، بالإضافة إلى تمثال ملكي من البرونز، فضلًا عن مجموعة من التماثيل الصغيرة «الأوشابتي» وتماثيل من البرونز للمعبود «أوزير» إله الموتى وسيد العالم الآخر، وفقًا لما ذكرته وزارة الخارجية المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك.

استعادة هذه القطع الأثرية من الخارج إلى مصر يعتبر خطوة هامة حتى يُفسح المجال لاستعادة القطع الأثرية المسروقة والمنهوبة بالخارج مثل رأس الملكة نفرتيني بحسب الدكتور عماد مهدي عضو اتحاد الأثريين المصريين والمتخصص في الآثار المصرية القديمة في حديثه لـ«الوطن»، لافتًا إلى ضرورة جمع مليون توقيع من الشعب المصري كعريضة يُجرى تقديمها للسفارة الألمانية حتى يُصبح مطلبًا شعبيًا وليس حكوميًا فقط.

ومن بين القطع الأثرية المنهوبة التي تأمل مصر في استعادتها هو تمثال المهندس المعماري «حم ايونو» الذي بني الهرم الأكبر، والموجود حاليًا في برلين، وقد تعرّض التمثال للتدمير والتخريب خلال أحداث الحرب العالمية الثانية بحسب «مهدي»، يقول: «تمثال حم ايونو اللي بنى الهرم الأكبر اللي يعتبر من أهم المعالم عندنا أولى بيه أنّه يكون موجود في مصر، ونأمل أنّنا نقدر نرجعه تاني ضمن الدور اللي بتقوم بيه إدارة الآثار عندنا».

ما هي تماثيل الأوشابتي؟

تماثيل الأوشابتي التي جرى استعادة بعضًا منها من ألمانيا، كانت تحفظ في المقبرة لتقوم بأعمال المتوفي نيابة عنه في الحياة الأخرى، وظهرت هذه التماثيل لأول مرة في عصر الدولة الوسطى، إذ كان يُجرى تزويد المقبرة بواحد أو اثنين منها وكان حجمها لا يتعدى الـ20 سم، وذلك للقيام بالأعمال المختلفة نيابة عن المتوفى، وكانت تلك التماثيل تأخذ شكل المومياء، وتتقاطع ذراعيها على الصدر، وتُصنع من خامات مختلفة كالأحجار، والبرونز، والخشب، والفخار، والشمع، والذهب، والقاشاني الأزرق أو الأخضر، حسب حجم ثراء المتوفي وكان الأخير هو الأكثر شيوعًا، وفقًا لعضو اتحاد الأثريين المصريين.

وظيفة تماثيل الأوشابتي داخل مقبرة المتوفى

وتعرف تماثيل «الأوشابتي» أيضًا باسم «الشوابتي» أو «الشابتي» منذ الدولة الحديثة أي التماثيل «المجيبة» فكلمة «وشب» في اللغة المصرية القديمة تعني «يجيب» ومن هنا اشتق الاسم، أي لإجابة أو خدمة المتوفى؛ فكان يُكتب على هذه التماثيل جزء من الفصل السادس من كتاب الموتى، ويمثل مناجاة المتوفى للأوشابتي؛ بحيث يكلفه بأداء المهام الموكلة إليه، ففيه يقول: «إذا نوديت لتؤدي أحد الأعمال الموكلة إليك فلتقل ها أنا ذا، أنا موجود لري الأرض، وزراعة الحقل ونقل الرمال من الشرق إلى الغرب».

وتزايدت أعداد تماثيل «الأوشابتي» حتى بلغ عددها في عصر الدولة الحديثة نحو 365 أي بعدد أيام السنة، على أن يقوم كل واحد منها بالخدمة ليوم واحد من أيام السنة، ثم جرى إضافة 36 تمثالًا آخرين تُمثل مشرفيها، فأصبح إجمالي عدد التماثيل 401 بالمشرفين، وكان كل مشرف يتابع عشرة من «الأوشابتي» العاملين، ويُجرى التمييز بين المشرفين والعمال من خلال تصوير المشرفين بملابس الأحياء، في حين تزود تماثيل العمال بأدوات أعمالهم؛ مثل السلاسل والحقائب وأدوات الصيد، كما ظل بعضهم بلا أدوات.

ويقول عضو اتحاد الأثريين المصريين، إنّ مجموعات «الأوشابتي» كانت تحفظ داخل صناديق خشبية لحمايتها، ودائمًا ما يُجرى العثور على هذه التماثيل داخل أي مقبرة بجوار الأواني الكانوبية التي كانت تستخدم لحفظ أحشاء الموتى، وكانت توضع في صندوق وتوضع بجوار مومياء بحجرة الدفن، وتأخد هذه الأواني شكل أبناء حورس الأربعة وهم «حابي» برأس قرد لحراسة الرئتين، «إمستي» برأس ‏إنسان لحراسة الكبد، «دوا موت إف» برأس صقر لحراسة المعدة، «قبح سنو إف» لحراسة الأمعاء.

وفي بداية عصر الدولة الحديثة زود الأوشابتى بأدوات بسيطة تستلزم الضرورة استعمالها وهي المحراث والمعول والسلة حيث كانت ترسم بعد ذلك، وجرت العادة أن يحمل الأوشابتي المحراث والمعول في يديه والسلة في الخلف لحمل الرمال، وكانت هذه التماثيل تصنع من الفخار ومعظمها للعمال، وهي تحتوي على زخارف بالأحمر والأصفر والأسود والأبيض، وكانت تحمل بقايا من كتابات بالحبر الأسـود، وبعضها كان يكتب في شكل أفقي وتكون تلك الكتابات فوق الصدر، وفقًا لمجلة الاتحاد العام للآثاريين العرب.

أما الكتابات التي كانت تكتب في شكل رأسي فكان موضعها على أسفل البطن حتى نهاية الساق، والتي كان معظمها يوضع داخل برواز أسود على شكل مستطيل يبدأ من أسفل الصدر حتى نهاية الساق، وغالبًا ما كانت تلك النصوص تبدأ بذكر اسم ولقب الميت، وأسهم عدد كبير من علماء المصريات في تفسير الفصل السادس من كتاب الموتى، وإعطاء الترجمة الخاصة بكل فقرة، وكانت الكتابات على تلك التماثيل تكون إما بالهيروغليفية أو الهيراطيقية أو الديموطيقية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تماثيل الأوشابتي الأوشابتي الحضارة المصرية القديمة المصري القديم كتاب الموتى تماثیل الأوشابتی هذه التماثیل

إقرأ أيضاً:

تشريح في المقابر.. النيابة تستخرج جثة طفلة البدرشين والطبيب الشرعي يفحصها

استخرجت اليوم نيابة البدرشين جثة طفلة أنهى والدها حياتها بعد وصلة من التعذيب والصعق بالكهرباء من المقابر لتشريحها بعد دفن الأب لجثة ابنته دون تصريح لاخفاء جريمته. 

وتوجه فريق من النيابة رفقة الطبيب الشرعي الى مدفن الطفلة وتم الاستعانة بـ"تربي" وتم فتح القبر واستخراج جثة الطفلة منه وأجرى الطبيب الشرعي عملية التشريح في المقابر ورصد الاصابات في جثة الطفلة المجني عليها في حضور النيابة العامة وحراسة مشددة من مباحث الجيزة وعقب الانتهاء من عملية التشريح تم اعادة دفن الطفلة مرة أخرى. 

وشهدت قرية أبو صير في مدينة البدرشين جنوب محافظة الجيزة جريمة قتل بشعة ارتكبها سائق توك توك بحق ابنته الطفلة بعدما أقام لها حفلة تعذيب حتى الموت حيث قام بالتعدي عليها بالضرب بـ"خرطوم" وصعقها بالكهرباء بـ"سلك عريان" بسبب هروبها المتكرر من المنزل واكتشافه علاقاتها الآثمة المتعددة مع الشباب. 

تفاصيل الجريمة كشفتها مباحث الجيزة عندما وردت معلومات الى مباحث مركز شرطة البدرشين بقيام سائق توك توك بدفن ابنته دون تصريح، وجه اللواء سامح الحميلي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة بسرعة التحري حول صحة المعلومات وبيان حقيقة الواقعة وملابساتها الكاملة، وشكل اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة فريق بحث لجمع التحريات اللازمة والكشف عن حقيقة المعلومة. 

نجحت تحريات فريق البحث الذي قاده اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية والعميد محمد مختار رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة في التوصل الى حقيقة المعلومة حيث تبين ان طفلة تبلغ من العمر 13 عاما دفنها والدها دون الحصول على تصريح دفن من مفتش الصحة أو اخطار الجهات المختصة مما أثار شك رجال المباحث في الأمر. 

فجرت تحريات العقيد هاني عكاشة مفتش فرقة مباحث جنوب الجيزة مفاجأة حيث تبين ان والد الطفلة أنهى حياتها بمساعدة شقيقه بعد وصلة من التعذيب والصعق بالكهرباء حتى فارقت الحياة متأثرة باصاباتها المتفرقة فقام بدفنها دون الحصول على تصريح دفن، واسفرت التحريات أن الهروب المتكرر للطفلة المجني عليها من المنزل بسبب سوء معاملة والدها له سبب تعذيبه لها كما انه اكتشف عدم عذريتها بعد ارتباطها بعلاقات غير شرعية متعددة اثناء هروبها من المنزل. 

ألقت قوة أمنية ترأسها المقدم أحمد يحيى رئيس مباحث البدرشين القبض على والد الطفلة "سائق توك توك" وعمها "عامل بمخزن خردة" وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الجريمة بسبب سوء سلوكها وهروبها المتكرر وعلاقاتها الآثمة. 

واعترف الأب المتهم أمام رجال المباحث أن لديه ابنتين 13 سنة و 10 سنوات انفصل عن والدتهما منذ عدة سنوات وان الطفلتان تقيمان برفقته في منزل العائلة وأن ابنتيه اعتادتا الهروب من المنزل بحجة انه يسيء معاملتهما ولا ينفق عليهما وابلغ في احدى المرات الشرطة وتمت اعادة الطفلتين من منطقة الحصري في مدينة 6 أكتوبر كما هربتا عدة مرات أخرى وكانت تذهبان الى الهرم أو الحصري حتى هربتا آخر مرة منذ عدة أيام وغابتا خارج المنزل لمدة 15 يوم وعندما عادت الطفلتين انهال عليهما الأب بالضرب عقابا لهما على بقاءهما تلك المدة في الشارع. 

وأضاف الأب في اعترافاته أنه قرر توقيع الكشف الطبي على ابنته الكبرى بسبب تصرفاتها المريبة وتحدثها المستمر في الهاتف حيث سمع حديثها مع أحد الشباب بطريقة مخلة ليفاجئ بأنها لم تعد بكر وفقدت عذريتها في علاقة محرمة مع أحد الشباب الذين تعرفت عليهم خلال مكوثها في الشارع بمنطقة الحصري ثم أقامت علاقات آثمة مع شباب آخرين ليصاب بالصدمة وقرر معاقبتها. 

وقال الأب المتهم أنه انهال بالضرب على ابنته بـ"خرطوم" ثم وصل جسدها بـ"سلك عريان" وأوصله بالكهرباء لصعقها عدة مرات وكان يعاونه شقيقه في تأديب الطفلة حتى فوجئا بسكون جسدها واكتشفا مفارقتها للحياة ليعلن في البلدة وفاتها ويدفنها دون استخراج تصريح دفن حتى لا يفتضح أمره بسبب الاصابات في جسدها. 

تم تحرير محضر بالواقعة كاملة متضمنا اعترافات المتهم وأحيل وشقيقه الى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.

مقالات مشابهة

  • احمد مكي داخل المقابر من أجل مسلسل الغاوي.. يعرض في رمضان 2025
  • مسؤول إسرائيلي يفتح النار على «قدرات الجيش المصري»: لماذا كل هذه الدبابات والغواصات؟
  • أول من عرف حقوق الملكية الفكرية.. كيف حافظ المصري القديم على إرثه الحضاري؟
  • موسى صبري 50 عاما في قطار الصحافة.. «متواضع وكانت قضيته محاربة الفساد»
  • عبد اللطيف: التعاون مع ألمانيا سيحدث نقلة نوعية في نظام التعليم المصري
  • مفيدة شيحة باكية: أتحدث إلى والدتي في المقابر كما لو كانت على قيد الحياة
  • لماذا لقب محمد المصري بـالضيف؟
  • دُفنت بدون تصريح.. استخراج جثمان طفلة من المقابر لتشريحها في البدرشين
  • لماذا لقب محمد المصري بـالضيف
  • تشريح في المقابر.. النيابة تستخرج جثة طفلة البدرشين والطبيب الشرعي يفحصها