وجه المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان رسالة إلى القادة العرب والمسلمين عشية اجتماعهم في السعودية غدا الاثنين في القمة العربية الإسلامية الثانية لبحث الوضع في لبنان وغزة.

 

وقال نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب في الرسالة: "نتوجه إليكم من لبنان الجريح الذي يرزح تحت عدوان إسرائيلي غاشم منذ أكثر من سنة، آملين أن يكون مؤتمركم الثاني بدعوة كريمة من المملكة العربية السعودية، على مستوى التحديات التي يواجهها بلدنا والمنطقة بشكل عام".

 

وأضاف: "إننا نناشد ضمائركم أن تبذلوا أقصى الجهد لوقف هذا العدوان الذي حصد حتى الآن نحو 3200 شهيد وأكثر من 14 ألف جريح بحسب إحصاءات وزارة الصحة اللبنانية، وتدمير نحو خمسين ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان والبقاع والعاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، فضلا عن تهجير نحو مليون ومائتي ألف مواطن من منازلهم تشتتوا في المناطق اللبنانية وفي الدول المجاورة، فضلا عن مئات الآلاف الذين تركوا البلد إلى دول العالم".

 

وتابع: "الذنب الذي ارتكبه لبنان في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة أن شريحة كريمة من أبنائه وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية التي لطالما كانت قضية أساسية على طاولاتكم، فساندت غزة الجريحة التي مارس الكيان الصهيوني بحقها وما يزال، حرب أبادة موصوفة وجرائم ومجازر يندى لها الجبين، وسط صمت غربي مريب، بل وبدعم من معظم دول هذا الغرب. ومنذ أكثر من شهر انتقل العدو الإسرائيلي في حربه المجرمة إلى لبنان، مستخدما أحدث الأسلحة الفتاكة، فدمّر وما يزال،  مدنا وقرى عن بكرة أبيها، حتى باتت قاعا صفصفا خالية من سكانها، في أخطر جريمة بحق شعب آمن، وهو يواصل هذه الحرب من دون وازع أو رادع، إلا من مقاومة شريفة نشأت بفعل غياب الدولة اللبنانية عن حماية أهلها وأبنائها. وعلى الرغم من ذلك فإن التصدي للعدوان الإسرائيلي في لبنان وغزة يكبّد العدو الإسرائيلي خسائر فادحة، ويُعطي العدو درسا تاريخيا للكيان الغاصب، ما يعزز الموقف العربي والإسلامي في مواجهة هذا العدو، وهو رصيد يشكل قيمة مضافة للأمن القومي العربي".

 

وأشار الخطيب إلى أن "الأطماع الصهيونية ليست غريبة عن تاريخ العرب والمسلمين، وإن العنجهية الصهيونية وصلت بالقادة الصهاينة إلى الإعلان بصراحة عن نيتهم في تغيير واقع الشرق الأوسط. فأي شرق أوسط ستعيشه الأمة العربية والإسلامية في ظل هذا "الشرق الأوسط الصهيوني"، وأي تاريخ سيُكتب لهذه الأمة في ظل هذا الغرور اللامتناهي. إن مواجهة الخطر الصهيوني الداهم ليس مهمة فئة بعينها من اللبنانيين والفلسطينيين، بل هي واجب على هذه الأمة جمعاء، قبل أن تصل الأخطار إلى جميع العواصم العربية والإسلامية، فنندم جميعا ساعة لا ينفع الندم. وعليه فإننا عازمون على الدفاع عن بلدنا وكرامتنا في وجه الأطماع الصهيونية كما فعلنا دائما، لأننا نرى أن الأمن القومي للأمة العربية هو قضية مشتركة".

 

وختم: "إن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان يأمل من مؤتمركم الخروج بقرارات رادعة لهذا العدو ولداعميه، ونجدة الشعبين اللبناني والفلسطيني من براثن الإبادة التي ينشدها قادة العدو، كمقدمة لإذلال الأمة العربية والإسلامية والسيطرة على مقدراتها وخيراتها، وهو ما يحلم به الصهاينة منذ حلولهم في هذه المنطقة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المجلس الإسلامي الشيعي لبنان رسالة إلى القادة العرب السعودية القمة العربية الإسلامية لبحث الوضع في لبنان وغزة فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الشيخـة جواهـر: يجــب عــدم التفريط في الهوية العربية الإسلامية

الشارقة: «الخليج»
شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسة مثرية ضمن سلسلة جلسات «صالون الشارقة الثقافي» الذي نظمه المكتب الثقافي بالمجلس، وقد حملت الجلسة عنوان «قراءة في تاريخ المماليك، من خلال رواية «أولاد الناس»، بحضور ومشاركة مؤلفته الأديبة المصرية د. ريم بسيوني، في حوار أدارته د. مريم الهاشمي صباح يوم الثلاثاء الماضي، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، بحضور عدد من الأديبات والمهتمات بالشأن الثقافي والتاريخي والإبداعي ولفيف من سيدات المجتمع.
أعربت سموها، في بداية الجلسة عن سعادتها، باستضافة الكاتبة د. ريم، قائلة: «إن د. ريم بسيوني شخصية ثقافية عربية نفتخر بها، ونتمنى أن يكون لها صيت أكبر مما تحظى به الآن، لما قدمته لنا من تصوير مفصل عن تاريخ حبيبتنا مصر». لطالما كنا نجول في مصر ومدنها القديمة بحب دون الانتباه إلى تاريخها ومدى عمقه، فيقال لنا هذا مسجد السلطان الحسن، وهذا أحمد بن طولون، وغيرهم، تلك أسماء مررنا عليها مرور الكرام في التاريخ لمجرد المعرفة، ولكن «أولاد الناس» صور لنا تفاصيل المجتمع المملوكي وكأننا نعيش ما بين سحر الماضي وعبق التاريخ الذي جعلنا نشعر وكأننا نجالس «أولاد الناس».
وتابعت سموها قائلة: «مما لاشك فيه أن د. ريم استطاعت من خلال كتاباتها أن تسلط الضوء على المعنى الأعمق للفكر الصوفي، وهو جزء لا يمكن تجاهله عند بحثك في التاريخ الإسلامي، فوسعت مداركنا وبينت للقارئ كم هو فكر مملوء بالرحمة وتقبل الآخر والتسامح، ويحتاج منا إلى إعادة التفكر بمعانيه، وعدم إصدار الأحكام أو النفور منه ومن معتنقيه».
وأضافت سموها: «ولأننا في عالم لا يسعنا فيه أن نرمش دون ظهور صيحة جديدة نواكبها أو تكنولوجيا حديثة نتعلمها، وجب علينا التشديد على أهمية عدم التفريط بالهوية العربية الإسلامية، وقيمها ومبادئها السامية، التي - عكس ما يزعم البعض - تصلح لكل زمان ومكان ما دامت الأرض في دوران. لذلك أوصي الشباب بالعودة إلى الكتب والتمعن في التاريخ والتعرف على شخصياته العظيمة التي بَنَت مجتمعاتها وأسهمت في النهضة التي نشهدها اليوم. لذا أدعو أبناءنا للحفاظ على هذا الموروث وتمثيله بأفضل صورة».
وضمت الجلسة الحوارية عدة محاور شاركت فيها الدكتورة ريم كيفية تولُّد شعلة الكتابة لهذه الثلاثية التي تجاوزت السبعمئة صفحة، وناقشت قدرة الأديب على تغيير المفاهيم التاريخية لجمهور المتلقين دون الإخلال بالتوازن بين الشخصية الأكاديمية والإبداعية. كما تطرقت لدور الشخصيات النسائية في أعمال الكاتبة عموماً ورواية أولاد الناس على وجه الخصوص.
وتحدثت الدكتورة عن مسؤوليتها المزدوجة كأكاديمية وكأديبة روائية، وما يستدعيه ذلك من حرص على الأمانة العلمية، خاصة حين تبنى الرواية على أحداث حقيقية وشخصيات لها حضورها المؤثر في التاريخ.
على الرغم من أنها حاصلة على شهادتي الماجستير والدكتوراه في علم اللغة الاجتماعي من جامعة أكسفورد في بريطانيا، وعملها كأستاذة ورئيسة لقسم اللغويات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تحرص ريم بسيوني على استخدام اللغة العربية في كتاباتها البحثية والأدبية، افتخاراً منها بانتمائها للثقافة العربية والإسلامية، مؤكدة أن الكاتب مسؤول عن تعزيز هذه الثقافة والتعريف بها وبما تحتوي من ثراء فكري وكنوز علمية، الأمر الذي يجب أن نعلمه لأجيالنا الشابة المتأثرة بعالم التكنولوجيا وما تحمله من اتجاهات معرفية لا تتناسب مع هويتنا.
كما تطرقت للحديث عن روايتها «أولاد الناس - ثلاثية المماليك» الحاصلة على جائزة نجيب محفوظ للأدب من المجلس الأعلى للثقافة لأفضل رواية مصرية لعام 2019-2020، وأوضحت أن مصطلح «أولاد الناس» يعود إلى العصر المملوكي، حيث كان يطلق على أبناء المماليك الذين ولدوا على أرض مصر، فأبناء الأمراء المماليك لا يرثون صفة المملوك من آبائهم بل ولادتهم فوق التراب المصري تعفيهم من صفة المملوك وتحولهم إلى أحرار بنعت «أولاد الناس». ويشاركهم الطبقة المرموقة في المجتمع القضاة والفقهاء وتليهم طبقة التجار، أما أهل مصر وسكانها فهم فقط من العامة، ولا يسري عليهم هذا اللفظ. 
كما أشارت إلى أن حياة المملوك كانت تتسم بالصعوبة حيث كان ملزماً بقوانين صارمة، فلم يكن يسمح له بالزواج إلا بإذن من السلطان ولا يورث أولاده للحد من الفساد، لذلك عرف أولاد الناس بعدم امتلاكهم للكثير من الأموال ولكن بمخزونهم الوفير من العلم والثقافة والفكر والوعي.
وأكدت أن العمل يجمع بين الجانب الأكاديمي والروائي الإبداعي، ويسلط الضوء على حقب تاريخية مهمة، ويقدم تاريخاً جميلاً للقراء ويصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة.

 

مقالات مشابهة

  • قائد الثورة: الأمريكي شريك أساسي مع العدو الإسرائيلي في كل جرائمه التي يرتكبها على مدى عقود من الزمن
  • الشيخـة جواهـر: يجــب عــدم التفريط في الهوية العربية الإسلامية
  • لإنجاز معجم مصطلحات.. المجلس الأعلى للغة العربية يستقبل إطارات الحماية المدنية
  • حزب الله يكشف تفاصيل معركة أولو البأس وخسائر العدو الإسرائيلي
  • الاحتلال الإسرائيلي: إسقاط مُسيرة انطلقت من لبنان إلى منطقة الجليل الأعلى
  • الاحتلال الإسرائيلي: تسلل طائرة مسيرة لمنطقة الجليل الأعلى من لبنان 
  • المقاومة الإسلامية في لبنان تسقط طائرة مسيرة صهيونية من طراز “هرمز450”
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن رصد 25 صاروخا من لبنان باتجاه الجليل الأعلى
  • الاحتلال الإسرائيلي: رصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان على الجليل الأعلى
  • قراءة متأنية لمخرجات مسمى “القمة العربية الإسلامية” غير العادية المنعقدة في الرياض والأبعاد الحقيقية من ورائها..1 – 2