سلام… من طفلة سورية لاجئة إلى شاهدة على معاناة جيل معلق بلا هوية ولا أوراق
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
وروت سلام لكاميرا برنامج "ضحايا وأبطال" على منصة "الجزيرة 360" قصتها التي تمثل نموذجا لمعاناة متكررة يعيشها آلاف اللاجئين السوريين في لبنان.
وبعد مرور 12 عاما لهروبها من الحرب، تجد سلام نفسها وأسرتها في دوامة من التحديات القانونية والاجتماعية، في بلد لا يعترف بهم كلاجئين بل كنازحين.
وتعد سلام واحدة من بين أكثر من مليوني سوري لجؤوا إلى لبنان هربا من الحرب التي أودت بحياة ما لا يقل عن 300 ألف مدني، وأجبرت 12 مليون سوري على مغادرة ديارهم، وفقا لتقديرات مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وتتجلى معاناة سلام وأسرتها بشكل أساسي في غياب الأوراق الثبوتية، حيث تقول للبرنامج "ما عندي هوية، ما عندي أوراق، ما عندي شيء يثبت أني أنا سورية".
وهذا الوضع يحرمها وأسرتها وأخيها الصغير الذي ولد على الأراضي السورية من الحقوق الأساسية، مثل الحصول على الرعاية الصحية والتعليم في المدارس الرسمية.
تحديات متعددة
واستنادا على دراسة صادرة عن المجلس النرويجي للاجئين عام 2017، يظهر أن 92% من اللاجئين السوريين في لبنان غير قادرين على استكمال أي إجراء قانوني أو إداري لتسجيل أولادهم وزوجاتهم، ورغم بعض التسهيلات التي قدمتها الدولة اللبنانية، لا تزال العقبات قائمة.
وقالت منسقة المناصرة في جمعية "رود الحقوق" برنا حبيب لبرنامج ضحايا وأبطال إن العائلات السورية تواجه تحديات متعددة في تسجيل المواليد، أبرزها المهلة القانونية المحددة بسنة واحدة من تاريخ الولادة، والتي يصعب الالتزام بها نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.
وأضافت أن تكاليف المستشفيات والقابلات القانونيات العالية تشكل عائقا إضافيا، مما يدفع البعض للجوء إلى قابلات غير قانونيات.
وأشارت إلى أن الصعوبات التي يواجهها اللاجئون في الحصول على المستندات السورية والتصديقات اللازمة من السفارة السورية والجهات المعنية، إضافة إلى التكاليف المرتفعة لهذه الإجراءات، تزيد الوضع تعقيدا وتجعل العديد من العائلات السورية عالقة في دوامة بيروقراطية معقدة.
10/11/2024المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
جلسة 9 ك2 ..احتمالات مفتوحة وخلط أوراق
الثابت الوحيد الذي يمكن تأكيده هو أن جلسة مجلس النواب الانتخابية في 9 كانون الثاني ستنعقد كجلسة مفتوحة بدورات متتالية وأن فرط النصاب من قبل أي طرف خطوة مكلفة سياسياً ومحرجة أمام الجهات الدولية المعنية بالملف الرئاسي. وحدها القوات اللبنانية ألمحت إلى احتمال أن تمارس هذا الحق علماً أن ليس باستطاعها منفردة أن تعطل النصاب. والمسألة الأخرى التي تبدو واضحة لغاية اللحظة هي أنه ما لم يولد هذا التوافق العريض العابر للكتل الذي من شأنه أن يحسم اسم الرئيس العتيد، فالأسماء التي تتقدم السباق هي قائد الجيش العماد جوزاف عون، المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري، الوزير السابق جهاد ازعور، المصرفي سمير عساف، أما رئيس تيار المرده الوزير السابق سليمان فرنجية ورغم أنه لا يزال مرشحا رسمياً إلا أن إعلان انسحابه يبقى مسألة وقت.وتقول مصادر سياسية إن العماد عون الذي يتم التداول على نطاق واسع من أنه مدعوم أميركيا ومقبول سعودياً، يواجه عقدة التعديل الدستوري الذي يستدعي انتخابه بـ86 صوتاً، إذا أرادت الكتل اعتماد السابقة التي أوصلت العماد ميشال سليمان في العام 2008 إلى سدة الرئاسة، وهو ما يبدو عملية شاقة لم تتوفر عوامل نجاحها لغاية اللحظة، رغم أن المؤيدين للعماد عون يصرون على أن الأيام المقبلة ستشهد زخماً في التحرك السعودي – الأميركي لتأمين هذه العوامل، وهم يربطون ذلك بمسار متكامل يتصل بالدعم الدولي وإعادة الإعمار وإعادة ترتيب الوضع اللبناني بمجمله. أما اللواء البيسري الذي جرى تبنيه قطرياً في ظل أجواء تتحدث عن قابلية "الثنائي الشيعي" لتبنيه كما أنه ورد على اللوائح التي تداولها التيار الوطني الحر، فمن ناحية صفته العسكرية يحتاج إلى تعديل في قانون الانتخابات يتيح له تجاوز فترة الاستقالة قبل ستة اشهر من انعقاد الانتخابات، علما ان التعديل القانوني يحتاج إلى 65 صوتاً وهو ما يبدو أقل تعقيداً من التعديل الدستوري، بيد أنه يواجه بتعقيد آخر يتصل بعدم جواز الخلط بين الجلسة التشريعية وجلسة انتخاب الرئيس. وعلى خط الوزير أزعور الذي أطل مجدداً وبصورة مفاجئة فهو يستند إلى التوافق السابق لديه من قوى المعارضة والتيار الوطني الحر لكنه يبقى بحاجة إلى توافق إضافي كي يبلغ عتبة الـ65 صوتاً، في حين أن عساف الذي هو في الأصل مرشح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقام بجوله على عدد من القوى السياسية الأساسية، فقد جرى تناقل خبر مفاده أن الخماسية تميل إلى تأييده.
في واقع الحال، ما لم تبرز تطورات دراماتيكية ذات مغزى خلال الأيام المقبلة التي تسبق موعد الاستحقاق الرئاسي تنتج توافقاً وطنياً عريضاً وهو احتمال يجب أن يبقى في الحسبان، فإن جلسة 9 كانون الثاني لن تشهد، بحسب المصادر، في دورتها الأولى تجاوز أي من المرشحين عتبة الـ86 صوتاً مما يدفع الرئيس نبيه بري إلى فتح دورة ثانية يجري فيها التصويت على أساس الـ65 صوتاً، الأمر الذي يواجه احتمالات عدة أولها عدم تمكن أي من المرشحين من تجاوز عتبةالـ 65 صوتاً مما يجعل انعقاد هذه الدورات بلا طائل، ما قد يدفع الرئيس بري إلى رفع الجلسة من دون إغلاق محضرها، التزاماً بموقفه الذي أعلنه وأصر عليه. أما الاحتمال الثاني فهو أن تلجأ بعض القوى إلى التغيير في خياراتها للانتقال إلى أسماء تتيح توسعة دائرة التوافق وهذا ما يطرح أسئلة سياسية كبيرة، لأن الاتجاه الذي تراعيه مختلف الكتل السياسية هو عدم رغبتها بالاستفزاز والتحدي وعدم تهريب أسماء لا تلقى المباركة الدولية والعربية التي يحتاجها لبنان في الفترة المقبلة والتي تتطلب توفر شروط ضرورية لإنجاح العهد في معالجة الملفات الكبيرة التي تنتظره.
في مطلق الأحوال، قد يكون الأكثر ترجيحا الذهاب، بحسب المصادر نفسها، إلى الاحتمال الثالث وهو عدم التمكن من انتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني، وبالتالي الدخول في مرحلة جديدة من الانتظار، الذي سيكون من أبرز المعطيات المستجدة التي ستدخل عليه والتي لا يمكن تجاوز تأثيراتها، استلام إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السلطة في البيت الأبيض والذي سيكون له رأيه في هذا الملف، بالإشارة إلى ما يُفهم من تصريحات مستشاره لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس، وقد يشكل هذا المعطى خلطاً جديداً للأوراق لكن من غير أن تتضح تماماً الوجهة التي سيسلكها.
المصدر: خاص لبنان24