وروت سلام لكاميرا برنامج "ضحايا وأبطال" على منصة "الجزيرة 360" قصتها التي تمثل نموذجا لمعاناة متكررة يعيشها آلاف اللاجئين السوريين في لبنان.

وبعد مرور 12 عاما لهروبها من الحرب، تجد سلام نفسها وأسرتها في دوامة من التحديات القانونية والاجتماعية، في بلد لا يعترف بهم كلاجئين بل كنازحين.

وتعد سلام واحدة من بين أكثر من مليوني سوري لجؤوا إلى لبنان هربا من الحرب التي أودت بحياة ما لا يقل عن 300 ألف مدني، وأجبرت 12 مليون سوري على مغادرة ديارهم، وفقا لتقديرات مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وتتجلى معاناة سلام وأسرتها بشكل أساسي في غياب الأوراق الثبوتية، حيث تقول للبرنامج "ما عندي هوية، ما عندي أوراق، ما عندي شيء يثبت أني أنا سورية".

وهذا الوضع يحرمها وأسرتها وأخيها الصغير الذي ولد على الأراضي السورية من الحقوق الأساسية، مثل الحصول على الرعاية الصحية والتعليم في المدارس الرسمية.

تحديات متعددة

واستنادا على دراسة صادرة عن المجلس النرويجي للاجئين عام 2017، يظهر أن 92% من اللاجئين السوريين في لبنان غير قادرين على استكمال أي إجراء قانوني أو إداري لتسجيل أولادهم وزوجاتهم، ورغم بعض التسهيلات التي قدمتها الدولة اللبنانية، لا تزال العقبات قائمة.

وقالت منسقة المناصرة في جمعية "رود الحقوق" برنا حبيب لبرنامج ضحايا وأبطال إن العائلات السورية تواجه تحديات متعددة في تسجيل المواليد، أبرزها المهلة القانونية المحددة بسنة واحدة من تاريخ الولادة، والتي يصعب الالتزام بها نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة.

وأضافت أن تكاليف المستشفيات والقابلات القانونيات العالية تشكل عائقا إضافيا، مما يدفع البعض للجوء إلى قابلات غير قانونيات.

وأشارت إلى أن الصعوبات التي يواجهها اللاجئون في الحصول على المستندات السورية والتصديقات اللازمة من السفارة السورية والجهات المعنية، إضافة إلى التكاليف المرتفعة لهذه الإجراءات، تزيد الوضع تعقيدا وتجعل العديد من العائلات السورية عالقة في دوامة بيروقراطية معقدة.

10/11/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

هل تؤثر التطورات السورية على لبنان؟

تتسارع التطورات العسكرية والميدانية في سوريا في ظل المعركة التي اطلقتها قوى المعارضة وجبهة النصرة انطلاقاً من ادلب بإتجاه حلب والمحافظات الاخرى. وبالرغم من ان الجيش السوري استوعب الموجة العسكرية واستطاع استعادة عدد من النقاط الاستراتيجية ومنع اي تقدم بإتجاه الجنوب وسيطر بالكامل على ريف حماة، الا ان المعركة لا تزال في اولها ما يطرح اسئلة عن امكانية اتخاذها مسارا من الاستنزاف والستاتيكو الطويل كما حصل في سنوات الحرب السورية، وعليه سيكون التأثير على الواقع الاقليمي امرا لا مفر منه في هذه الحالة وستكون الساحة اللبنانية اول المتأثرين، أو هكذا تقول التجارب السابقة.

عملياً لا يبدو، وبالرغم من كل ما يحصل في الميدان، ان التطورات الحالية تكرار لتجربة العام 2011 وما تلاها، بل هناك عدة سيناريوهات قد تكون تقف خلف التحرك العسكري الكبير للمعارضة، غير أنها، ومهما كانت، لن تؤدي الى نتائج مماثلة لما حصل في السابق. اولاً قد تكون اسرائيل مستفيدة مما يحصل وقد يكون لها دور في اشعال هذه المعركة خصوصاً أنها ستؤدي الى إشغال ايران في سوريا في لحظة الحاجة القصوى لحلفائها لها وعلى رأسهم "حزب الله"، كما ان تهديد المنطقة الوسطى في سوريا وتحديداً حمص سيقطع خطّ الامداد من ايران الى لبنان ما سيوجه ضربة بالغة الخطورة للمقاومة في لبنان.

كما ان السيناريو الثاني الواقعي ايضاً، هو ان تكون تركيا تريد ان تفاوض النظام في سوريا تحت النار بعد تجاهل الرئيس السوري بشار الاسد كل المحاولات التي قامت بها انقرة في هذا الشأن. وعليه قد تصل المعركة الى حائط مسدود في وجه المعارضة بعد اي تسوية تركية سورية، خصوصاً ان اشارات ايجابية ظهرت امس من الاتراك عبر سحب جيشهم من ادلب ما يرفع الغطاء عن الفصائل المسلحة او اقله يوحي بإستعداد تركيا لفتح مسارات الحلّ مع السوريين، وحصل ذلك بالتوازي مع وجود وزير الخارجية الايراني في انقرة لمناقشة الوضع السوري.

في كل الاحوال، لا يبدو ان هناك غطاء كبيرا لأي فوضى مستدامة في سوريا، ومن يراقب الحراك الاماراتي اليوم يعرف ان ابو ظبي لا تدعم دمشق فقط في اطار العلاقة الثنائية بل تقود حملة ديبلوماسية عربية لتأمين الغطاء للسوريين لمكافحة الارهاب، وهذا قد ينطبق بشكل او بآخر على المملكة العربية السعودية وان بسقف اقل لاعتبارات كثيرة تحكم الحراك السياسي للرياض.
امام هذا المشهد يصبح الحديث عن فوضى في سوريا امر غير واقعي خصوصاً مع اقتراب وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض، فكيف الحال في لبنان؟ لا يمكن الوصول الى اي استنتاج يوحي بأن الدول الاقليمية على اختلاف انتماءاتها تريد فوضى في لبنان، كذلك الامر بالنسبة للغربيين، الفرنسيين والاميركيين الذين يسعون الى استقرار امني وسياسي، لا بل واقتصادي في لبنان في اطار احتواء تراجع "حزب الله" وملء الفراغ.

ليس اكيداً ان المسار السياسي الحالي سيوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية خصوصا بعد تصريحات المستشار المعيّن حديثاً للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، المحامي مسعد بولس، لكن المحسوم أن المرحلة المقبلة في لبنان لن تكون الفوضى، اذ ان الاميركيين يريدون الوصول الى شرق اوسط مستقر في بداية عهد ترامب وهذا قرار حاسم يشمل دول عدة . والواضح ان كل الحراك الحاصل حاليا مرتبط بهذا الامر... المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية يهدى طفلة مصحفًا إلكترونيًا لتيسير حفظ القرآن الكريم
  • سلام استقبل وفد المنتدى الاسلامي.. هذا ما تمّ تأكيده
  • هل تؤثر التطورات السورية على لبنان؟
  • جيش الاحتلال يصدر بيانًا بشأن الغارات التي نفذها في لبنان
  • بلدية مسقط تطرح مناقصة لتطوير "مُتنزه هوية نجم".. و300 فرص عمل متوقعة
  • لبنان: معاناة مستمرة وسط صمت حزب الله
  • سلام هنأ مسعد بولس: تعيين يعكس التزام ترامب إيلاء لبنان والمنطقة
  • حزب الله والتطورات السورية: هل من دور عسكري له؟
  • صور تثير قلق تركيا!.. هذا أول ما تفعله المعارضة السورية في الأماكن التي تسيطر عليها
  • ما هي أبرز المكاسب التي حققتها قوات المعارضة السورية في شرق حلب؟