عودة: لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وإعادة بناء مؤسسات الدولة
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل قال في عظة: "سمعنا في رسالة اليوم الرسول بولس يقول: «أعلمكم أن الإنجيل الذي بشرت به ليس بحسب الإنسان، لأني لم أتسلمه وأتعلمه من إنسان بل بإعلان يسوع المسيح..
أضاف: "يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل غلاطية: «مع المسيح صلبت فأحيا، لا أنا، بل المسيح يحيا في. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه في إيمان ابن الله الذي أحبني وبذل نفسه من أجلي» (2: 20). كما يخبرنا نص إنجيل اليوم عن رجل يهودي وقع بين أيدي اللصوص، فمر كاهن ولاوي (شماس) من بني جنسه ولم يساعداه، فيما ساعده سامري عدو لليهود. هكذا يعلمنا نصا الرسالة والإنجيل كيف يصبح الإنسان المحب رسولا، حتى ولو كان قبلا شريرا (كبولس) أو عدوا (كالسامري)، لأن محبة الرب تستر كل الخطايا وتلد رسلا حقيقيين".
وتابع: "تعيد كنيستنا اليوم للقديس الرسول كوارتس مؤسس كنيسة بيروت في القرن الأول، وأول أساقفتها. هذا الرسول جاء ليبشر في بيروت، المدينة الوثنية التي ما زالت آثارها القديمة موجودة حتى يومنا. ما الذي يجعل إنسانا يأتي من بعيد ليبشر أناسا لا يؤمنون؟ ما الذي يدفعه إلى الموت الطوعي وهو يدرك أنه يتجه صوبه، خصوصا أن الذين يتوجه إليهم بكلمة الله لا يعرفون الله، بل يؤمنون بآلهة من صنع أيديهم، ولا شيء يردعهم عن قتل من يخالفهم الرأي أو الموقف؟ الدافع الأساسي للرسول هو محبته الحقيقية وإيمانه القوي بإله خالق ضابط الكل. لقد نظر السامري إلى اليهودي المجرح على أنه إنسان مثله، ولم يفضل على مساعدته شيئا، ولا حتى طقوس العبادة كما فعل الكاهن واللاوي. كما دفع من جيبه الخاص ثمن شفاء من كان يعتبره عدوا له. هذا ما يفعله كل رسول، أينما وجد، بمحبة نحو كل مجرح بالخطيئة والوثنية والآفات العالمية، وكله إيمان بأنه سيستطيع اصطياده نحو سفينة المسيح. من أجل تحقيق ذلك لا يتردد في صرف ما في جيبه، حتى ولو احتاج إلى العمل من أجل تأمين مصروفه، كما فعل الرسول بولس في عمله بصناعة الخيم مثلا لتأمين مستلزمات بشارته. الرسول ليس فقط من الإثني عشر، أو من السبعين، بل هو كل إنسان آمن حقا بالمسيح الكلمة، وحمله إلى محيطه. كان المسيح يطلب ممن يشفيهم ألا يخبروا أحدا بذلك، لكنهم لم يستطيعوا إخفاء النعمة الإلهية التي حصلوا عليها عندما لمسهم المسيح – كلمة الله فكانوا خير رسل له. كل رسول تواجهه عقبات لكن إيمانه الكبير يساعده على تخطيها. الرسل الأولون لم يعبأوا بالمصاعب والعقبات. حتى الموت الذي واجه معظمهم لم يجدوا فيه عقبة، لأنهم ساروا على خطى «الذي أحبهم وبذل نفسه من أجلهم».
وقال: "السؤال المطروح اليوم: هل نحن مستعدون للشهادة لكلمة الله في عصر سيطرة المال والمصالح والحروب والغرائز والأنانيات، وفي عصر التكنولوجيا والتطور، ووسائل التواصل التي أصبحت منابر للشتم والتهديد والتخوين واختلاق الإشاعات والأكاذيب؟ أم إننا سنضع الحجج الواهية عقبات أمامنا حتى لا «نعمل ونعلم وندعى عظماء في ملكوت السماوات»؟ بلدنا يمر في أوقات صعبة. إنه يحترق. سيادته منتهكة، سماؤه مستباحة، آثاره مهددة، أبناؤه يقتلون أو يهجرون من بيوتهم والعالم يتفرج. أزمات كثيرة تواجهه وقد تكون من أصعب ما مر عليه، وهو يحتاج إلى جهد كل لبناني من أجل تخطي محنته. هو بحاجة إلى رسل سلام ومحبة وتواضع وتضحية. إنه محتاج إلى تكاتف أبنائه عوض تشرذمهم وتشاتمهم وصب الأحقاد. وطننا جريح وهو محتاج لأن يكون جميع أبنائه كذاك السامري الصالح الشفوق الذي لم يبخل بشيء من أجل إنقاذ الجريح. لذا على اللبنانيين جميعا، مسؤولين ونوابا وقادة ومواطنين، أن يعودوا إلى لبنانيتهم، إلى أصالتهم، إلى إيمانهم، وأن يناضلوا من أجل لبنان ويعملوا على إعادة بناء دولة قوية، عادلة، مستقلة، شامخة بدستورها وقوانينها، تفرض هيبتها على الجميع، وتعمل من أجل مصلحة أبنائها وكرامتهم، فلا تكون ورقة مساومة أو ساحة تصفية حسابات، بل دولة مرفوعة الرأس، مسموعة الصوت، تعرف ما يناسبها، وتعمل من أجل بقائها وديمومتها وازدهارها وسلامة أبنائها. هذا يستوجب انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وإعادة بناء مؤسسات الدولة لإعادة الحياة إليها".
وختم: "لذا علينا أن نحدد أولوياتنا، ومهما طالت لائحتها يجب ألا يترأسها سوى واحد، هو الرب، نعمل بهدي تعاليمه، ونكون رسلا في هذا الزمن المتردي، أمناء لبلدنا، مناضلين من أجل حريته وسيادته، صناع سلام، وناشري محبة، لا نخجل من إيماننا ومن الإعلان عما يصنعه الله من إحسانات في حياتنا، فنمجده على الدوام".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرسول بولس من أجل
إقرأ أيضاً:
كم مرة اعتمر الرسول؟.. اعرف العدد وصفة العمرة والدعاء المستحب (فيديو)
كم مرة اعتمر الرسول، هو سؤال قد يخطر كثيرا في الأذهان، إذ أنّ العمرة من العبادات المستحبة التي حثَّت عليها السُنَّة النبوية، وورد ذكرها في العديد من الأحاديث الشريفة، ومنها ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم: «العُمرةُ إلى العُمرةِ كفَّارةٌ لما بينَهُما، والحجُّ المبرورُ ليسَ لَه جزاءٌ إلَّا الجنَّةُ».
كم مرة اعتمر الرسول؟وحول الجواب عن سؤال كم مرة اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر مقطع فيديو على قناة «الناس»، إن النبي اعتمر 4 مرات، فقد ورد في صحيح البخاري أنَّ التابعيَّ قَتادةَ بنَ دِعامةَ قدْ سَألَ الصَّحابيَّ أنسَ بنَ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه عن عدَدِ عُمُراتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَأَلْتُ أنَسًا رَضيَ اللهُ عنه: كَمِ اعْتَمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: أرْبَعٌ: عُمْرَةُ الحُدَيْبِيَةِ في ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَدَّهُ المُشْرِكُونَ، وعُمْرَةٌ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ في ذِي القَعْدَةِ حَيْثُ صَالَحَهُمْ، وعُمْرَةُ الجِعِرَّانَةِ إذْ قَسَمَ غَنِيمَةَ -أُرَاهُ- حُنَيْنٍ. قُلتُ: كَمْ حَجَّ؟ قالَ: واحِدَةً.
صفة العمرة- الإحرام بعد الاغتسال وارتداء ملابس الإحرام.
- الجهر بالتلبية من الميقات لإعلان نية العمرة.
- التوجه إلى مكة.
- دخول المسجد الحرام والطواف 7 مرات عكس اتجاه عقارب الساعة.
- السعي 7 أشواط بين الصفا والمروة.
- في نهاية العمرة يتحلل الرجال من الإحرام بحلق الرأس أو التقصير، وتنتهي العمرة للنساء بقص خصلة صغيرة من شعرهن.
كم مرة حجَّ النبي؟وقال أمين الفتوى، إنّ النبي حجَّ في السنة العاشرة من الهجرة المباركة، وهي الحجة الوحيدة التي حجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الهجرة على الصحيح من أقوال العلماء.
دعاء العمرةدعاء نية العمرة، فيما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: «إنِّي لَأَعْلَمُ كيفَ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُلَبِّي: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَكَ».
اللهم إنا نسألك في هذا المقام المبارك أن تكتبنا من عتقائك من النار.
- اللهم أعتق رقابَنا ورقابَ آبائنا وأمّهاتنا وسائر قراباتنا من النار يا عزيز يا غفّار.
- اللهم لا تفرّق جمعنا هذا إلا بذنبٍ مغفور، وعيبٍ مستور، وتجارةٍ لن تبور، يا عزيز يا غفور.
- اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، واجعل تفرّقنا بعده تفرّقًا معصومًا، ولا تجعل معنا شقيًا ولا محرومًا.
اللهم لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا كربًا إلا نفَّسْته، ولا غما إلا أزلته، ولا دَيْنًا إلا قضيته، ولا عسيرًا إلا يسّرته، ولا عيبًا إلا سترته، ولا مبتلًا إلا عافيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا عدوا إلا أهلكته، ولا مجاهدًا إلا نصرته ولا مظلوما إلا أيّدته، ولا ظالما إلا قصمته، ولا ضالًا إلا هديته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضا ولنا فيها صلاح إلا أعَنتنا على قضائها ويسّرتها برحمتك يا أرحم الراحمين.
- يسنّ للمعتمر التلبية قبل الوصول إلى البيت الحرام وبعد إحرامه من الميقات، مع الحرص على الإكثار منه، وذلك بقول: «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لا شَرِيكَ لكَ».