ملتقى الطفل بالجامع الأزهر: الإسلام نموذج للذوق الرفيع في الحياة اليومية
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
عقد الجامع الأزهر اللقاء الأسبوعي لملتقى الطفل تحت عنوان" الذوق في الإسلام أساس الرقي والحضارة"، وحاضر في اللقاء الدكتور عبد الرحمن جمعة، منسق رواق القرآن الكريم والتجويد بالجامع الأزهر.
أوضح د. عبد الرحمن جمعة، أن الذوق، مصدر ذاق الشيء، وفي الأدب يُعرف بأنه "حاسَّة معنوية" تصدر عنها انفعالات النفس تجاه العواطف والأفكار، وبالتالي يمتد الذوق من المحسوسات إلى المعاني، مما يعكس أهمية مراعاته في رسالة الإسلام، فالبعض يعتقد أن مفهوم "الذوق" يرتبط فقط بالطبيعة والعادات، وليس له علاقة بالدين، لكن الحقيقة هي أنها وجهة نظر مغلوطة؛ فالأديان السماوية بما فيها الإسلام، تسعى إلى تهذيب الفطرة البشرية وتراعي المشاعر، وتنقي العادات المتنوعة، فلقد خلق الله البشر بمختلف طبائعهم، وزودهم بوازع داخلي يوجههم نحو ما يجب مراعاته عند التعامل مع الآخرين، وهو الأعلم بما يصلحها ويفسدها، كما قال تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، فلو أدرك الناس هذا الوازع، لتمكنوا من تجنب مشقة البحث عن كيفية التعامل مع الآخرين.
ولفت د. جمعة، إلى أن الإسلام يدعو إلى الرفعة في الذوق والسلوك، ويعتبرهما جزءًا أساسيًا من الدين، فهو دين يحث على التفاعل الإيجابي مع الآخرين، ويعزز القيم الإنسانية الرفيعة التي تساهم في بناء مجتمع متحضر وراقٍ، كما أنه يسهم في الرقي الفكري والنضج الروحي، فقد جاء الإسلام ليحرر الإنسان من التقليد الأعمى، سواء في العقائد أو العادات، كما أن الإسلام شدد على أهمية عدم انتهاك الأعراف العامة التي لا تتعارض مع الشريعة، مثل الاعتدال في الطعام والشراب، فقد روى الترمذي أن النبي ﷺ قال: "ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطنه" وكان النبي محمد ﷺ يدعو إلى تحسين السلوكيات، فكان يوجه الصغار لتجنب التصرفات التي تتعارض مع الذوق، كما في قصة عمر بن أبي سلمة عندما نصحه النبي بأدب الطعام، كما دعا الإسلام إلى الاهتمام بالملبس وحث المسلمين على اختيار ملابس تتوافق مع الذوق العام، حيث قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾.
وتابع منسق رواق القرآن والتجويد: لقد اهتم الإسلام بالمظهر وارتداء أفضل الثياب، وخاصة البيضاء منها، التي تساهم في تعزيز "الذوق" العام، قال رسول الله ﷺ: "البسوا ثياب البياض؛ فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم"، وضرورة اختيار ما يُسمع ويُشاهد، محذرًا من الأمور التي قد تُخدش "الذوق" العام أو تتعارض مع الحياء، قال تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا﴾ كما امتد مفهوم "الذوق" في الإسلام ليشمل حتى معاملة الحيوانات، حيث يحث على عدم إيذائها أثناء الذبح، كما ورد عن النبي ﷺ: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء".
ودعا د. عبد الرحمن جمعة إلى التخلق بالذوق في مراعاة مشاعر الآخرين وعدم السخرية أو إحراج الآخرين، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ﴾ كما نبه إلى عدم مقاطعة الآخرين أثناء الحديث، حيث قال النبي ﷺ: "لا تحاسدوا، ولا تقاطعوا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ملتقى الطفل بالجامع الأزهر
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: ملتقى الكاريكاتير خطوة في مسيرة دعم القضية الفلسطينية
أعلن مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر الشريف عن انطلاق الموسم الثالث من ملتقى الأزهر الدولي للكاريكاتير والبورتريه تحت عنوان «غزة... صمود لا ينكسر»، خلال الفترة من 15 يناير إلى 15 فبراير 2025م، برعايةٍ كريمةٍ من فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وإشراف عام من أ. د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف تنفيذي من أ. د. نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلَّاب الوافدين والأجانب.
وأوضح وكيل الأزهر، أنَّ ملتقى الأزهر للكاريكاتير يحمل هذا العام عنوان «غزة... صمود لا ينكسر» تحت شعار «كن إنسانًا»، لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهي خطوة جديدة في مسيرة دعم الأزهر للقضية الفلسطينيَّة، من خلال فنٍّ راقٍ، باعتبار الفن أداة للتعبير عن القضايا الإنسانية والدفاع عنها، فضلًا عن دعم صمود أهل غزة وربط الفن بالرسائل الإنسانية السامية، مشددًا على أنَّ الملتقى يعكس مواقف مصر التاريخيَّة في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينيَّة.
من جانبها أوضحت أ. د. نهلة الصعيدي، أن ملتقى الأزهر للكاريكاتير أنَّ الملتقى يتضمن ورش عمل فنيَّة مخصصة للطلاب الوافدين بالأزهر، تهدف إلى تطوير مهاراتهم في مجالي الكاريكاتير والبورتريه، كما تسعى إلى تمكين المشاركين من التعبير عن القضايا الإنسانية بأسلوب إبداعي يعكس القيم الإنسانية والتراث العريق، وتشجع الطلاب على تقديم أعمال فنية تسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وتعزز وعيهم بالقضايا الدولية، بما يُسهم في نشر قيم العدالة والسلام.
ويهدف الملتقى إلى دعم رسالة الأزهر الشريف في تعزيز الفن الهادف الذي يعبر عن الثقافة الإسلامية والفكر الوسطي المعتدل، مع تسليط الضوء على أهمية القضية الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
شروط المسابقة
1. أن يكون عمر المشارك 18 عامًا على الأقل.
2. أن تكون الأعمال المشاركة أصلية وحديثة ولم تُقدم في مسابقات أخرى.
3. تقديم إقرار كتابي يثبت أن العمل من إنتاج الفنان.
4. تُستبعد الأعمال المنتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويتحمل المشارك المسؤولية الأدبية والقانونيَّة حال ثبوت ذلك.
5. يُستبعد الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى في أحد فروع المسابقة من الترشح لنفس الفرع في العام التالي.
6. يُسمح بالمشاركة في قسمي المسابقة، لكن يمكن الترشح للفوز في فرع واحد فقط.
7. الحد الأقصى لإرسال الأعمال: عملان في كل قسم.
8. يجب أن يكون حجم العمل المقدم لا يقل عن A3 ولا يتجاوز 2 ميغابايت.
أقسام المسابقة
1. الكاريكاتير
يشمل لوحات فنيَّة تسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، وتجسد صمودهم في وجه العدوان.
2. البورتريه
يتناول رسم شخصيات فلسطينية بارزة مثل:
شيرين أبو عاقلة: الصحفية التي عُرفت بـ"صوت فلسطين".
ناجي العلي: الفنان الكاريكاتيري المعروف بشخصية "حنظلة".
محمود درويش: الشاعر الفلسطيني الكبير ومؤلف وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني.
جوائز المسابقة
مسابقة الكاريكاتير والبورتريه:
المركز الأول: 1000 دولار.
المركز الثاني: 700 دولار.
المركز الثالث: 500 دولار.
جوائز تشجيعية:
ثلاث جوائز تشجيعية بقيمة 1000 جنيه لكل فائز من المشاركين في ورش العمل.
يحصل جميع الفائزين على شهادات تقدير من فضيلة الإمام الأكبر ودرع الأزهر الشريف.
للمشاركة في المسابقة، يُرجى زيارة بوابة الأزهر الإلكترونية للاطلاع على شروط المسابقة وتفاصيل التقديم. يتم إرسال الأعمال عبر البريد الإلكتروني: [email protected] قبل الموعد النهائي للتقديم.
وستُعلن أسماء الفائزين وموعد إقامة ملتقى الأزهر الدولي الثالث للكاريكاتير والبورتريه عبر بوابة الأزهر والقنوات الإعلامية المختلفة.