العرب المبشّرون بنهاية ترمب... من قبلُ
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
العرب المبشّرون بنهاية ترمب... من قبلُ.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
الشفشفة آخر مراحل الرأسمالية
ترمب يعلن حرب الجمارك التجارية علي الجميع ولكن زعمه أن الشركاء التجاريين سيدفعون قيمة الجمارك غير صحيح، الجمارك يدفعها المستهلك في بلده (قد يتضرر البلد المصدر أيضا بطرق أخري).
هدف ترمب هو زيادة الدخل الضريبي وغش جماهيره بالقول أن الفاتورة يدفعها الأجنبي وليس المواطن الأمريكي. ولكن هدف ترمب الأهم هو إجبار الشركات الصناعية علي الرحيل من الدول الأخرى وإقامة مصانعها في أمريكا تفاديا للحواجز الجمركية علي مبيعاتها في السوق الأمريكي المربح. وغالبا لن ينجح في تحقيق هذا الهدف بدرجة معقولة تخلق فرص عمل صناعية معتبرة ولكنه سينجح في تدمير النظام الإقتصادي الدولي وعرقلة قطار العولمة ودفع الكثير من الدول إلي تعزيز علاقاتها الإقتصادية والتكنولوجية والإستراتيجية مع الصين حتي لا يكون البيض كله في سلة أرميكا في مرحلة جنونها.
أيضا مزق ترمب أسس التحالف الغربي العسكري وحلف الناتو وبذا يهاجم كل أعمدة النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية وتحور بعد سقوط الكتلة السوفيتية.
من إيجابيات ترمب إصراره على إطفاء الحرب الأكرانية وهذه مساهمة غاية الأهمية بما أن روسيا قوة نووية ضاربة وربما يقود التصعيد معها من جانب التحالف الغربي إلي فناء نووي للجنس البشري. ولكنه من ناحية أخري يشعل نيران الحروب الاقتصادية ويشرع في شفشفة واسعة النطاق.
لا أحد يدري كيف سيكون وقع الهجوم الترمبي على دول الجنوب المستضعف، فمن ناحية لم يكن النظام الإقتصادي الدولي رحيما بهذه الدول ولكن هذا لا يعني أن البديل الذي سينشأ من جعبة ترمب سيكون رؤوفا بها فالتغيير أحيانا يكون إلي الأسوأ.
عموما يجب التمييز بين وقع سياسات ترمب في المدي القصير ووقعها في المدي الطويل بعد أن تتكيف دول العالم مع واقع الشفشفة الأمريكية وذبول أوروبا وصعود مجموعة البريكس بقيادة الصين. وسيكون إعادة تموقع أوروبا في فضاء الجيبوليتيك الكوني من أهم أحداث التاريخ الحديث.
في فترة رئاسة ترمب الأولي جنحت أوروبا وكندا واستراليا إلي إمتصاص الصدمة والصبر على أمل أن ترمب ظاهرة عابرة لا تتكرر في التاريخ. ولكنه عاد أكثر شراسة واهم من ذلك أن الرسالة قد وصلت عن تربة أمريكية خصبة قادرة على إنبات ألف ترمب آخر في مقبل الأيام لذا لا يمكن تبني منهجية الصبر وإنتظار ذهاب ترمب لتعود المياه إلي مجاريها إذ أن الواقع السياسي الذي تقيا ترمب لن يعجز عن إنتاج نسخ أشد خطورة منه.
ما يميز ترمب عن سابقيه من قادة التحالف الغربي أنه يهين الجميع ولا يستثني الجنس الأبيض ولا يميز بينهم وبين بني الأصفر ولا الزرقة. ولولا خطورة الأوضاع لاستمتع بعض منا بجولة من الشماتة.
ما يحدث أمامنا هو تشنجات الموت التي تمر بها الامبراطورية الأمريكية/الغربية والإمبراطوريات أكثر خطرا في مسار تحللها. وليس في أيام صعودها. ستخبر الأيام.
معتصم أقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب