استقبل أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، في مكتبه اليوم، رئيس شركة المياه الوطنية بالقطاع الشرقي المهندس عادل بن جمعان الغامدي، واطلع على مشاريع شركة المياه الوطنية لربط أحياء ضاحية الملك فهد والفرسان بمحافظة البيضاء بمنظومة الخدمات البيئية.
وقدم المهندس الغامدي لسمو أمير المنطقة الشرقية تقريرًا عن المشاريع التي أفضت خلال شهر ونصف الشهر عن ربط ما يقارب “2600” عقار بالشبكة العامة، والارتقاء بجودة الحياة في هذه الأحياء تطبيقًا لاستراتيجيات المياه الوطنية ومستهدفات المملكة 2030، مؤكدًا استمرارية أعمال ربط الخدمات البيئية في محافظة البيضاء لحين الانتهاء من العقارات كافة التي شملها المشروع في مرحلته الأولى، وتبلغ ما يقارب “9000” عقار.


وأشار إلى أن الشركة من منطلق حرصها على العملاء ومتطلباتهم قامت بافتتاح مركز لخدمة عملائها بمدينة الدمام ومحافظة الخبر لتسهيل إنجاز تعاملاتهم، واستقبال ملاحظاتهم على الخدمة عبر فريق مختص ومتكامل لمتابعة رحلة العميل الخدمية، مقدمًا الشكر لسمو أمير المنطقة الشرقية على متابعته الدائمة لمشاريع الشركة لتقديم خدمة متميزة لكل مواطن ومقيم.
كما استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، في مكتبه اليوم، عددًا من أعضاء مجلس الشورى المعينين حديثًا.
وهنأ سموه الأعضاء على هذه الثقة الملكية الكريمة لخدمة الوطن والمواطن، مؤكدًا أن هذه الثقة الممنوحة من القيادة – رعاها الله – هي ثقة غالية، جاءت لتلبي احتياجات جميع المواطنين، والاستماع إلى خططهم للإسهام في تطوير وبناء الوطن.
ورفع الأعضاء الشكر لسمو أمير المنطقة الشرقية على الاستقبال والتهنئة، وعلى توجيهاته، سائلين الله العون والتوفيق.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية أمیر المنطقة الشرقیة المیاه الوطنیة

إقرأ أيضاً:

كتاب الفوضى.. قصة صعود وهبوط شركة الهند الشرقية

نعيش اليوم في عالم تهيمن عليه شركات عملاقة مثل مايكروسوفت وآبل، إلا أن هناك شركة، برغم اندثارها، كانت في وقت من الأوقات أكثر قوة وتأثيرًا من شركات عالمنا الراهن مجتمعة. هذه الشركة ليست مألوفة للكثيرين، رغم دورها التاريخي الهائل وتأثيرها العميق على مسار العالم.

إنها شركة الهند الشرقية، التي كانت قوة لا تضاهى في الشؤون العالمية منذ تأسيسها عام 1600 حتى سبعينيات القرن الـ19. المؤرخ الأسكتلندي ويليام دالريمبل وصف بشكل رائع تاريخ هذه الشركة وأهميتها في كتابه الصادر عام 2019 بعنوان الفوضى: الصعود المستمر لشركة الهند الشرقية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الباتيك في إندونيسيا.. فن تقليدي يعكس روح جاوا وبيئتهاlist 2 of 2"عباسيون وبيزنطيون رجال ونساء".. تحولات الحكم في قصور الخلفاء والأباطرةend of list

وفي مقاله بموقع ذا كونفيرزيشن، كتب الأكاديمي أنور هالاري، وهو محاضر أول في المحاسبة والإدارة المالية، بالجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة قائلا إنه قرأ هذا الكتاب ولاحظ أن المؤلف دالريمبل بأسلوبه البديع، يسلط الضوء على كيفية تحول شركة تجارية إلى الحاكم الفعلي لشبه القارة الهندية لأكثر من قرن. وكان أول حاكم للشركة، السير توماس سميث (1558-1625)، شخصًا غير عادي، وقد عمل مدققا قبل أن يقود هذه الشركة التي غيرت مجرى التاريخ.

تأسست شركة الهند الشرقية كشركة "مساهمة"، وهي نموذج مبتكر آنذاك وضعها تحت سيطرة المستثمرين. ولم يقتصر هؤلاء المستثمرون على النخبة مثل عمدة لندن وأعضاء الطبقة الأرستقراطية، بل شملوا أشخاصًا من مختلف شرائح المجتمع البريطاني، بدءًا من صناع الصنادل وعمال الجلود وصولا إلى تجار النبيذ.

إعلان

ما جعل هذا النموذج فريدًا هو قدرته على تأمين تمويل غير محدود. كان بإمكان الشركة دائمًا جذب المزيد من المستثمرين الذين أبهرتهم الفرص التي يتيحها الميثاق الرسمي الممنوح للشركة من قبل الملكة إليزابيث الأولى عام 1600. هذا الميثاق منح الشركة احتكارًا تجاريًا حصريًا في الهند، مما أتاح لها أن تصبح لاعبًا رئيسيًا على الساحة العالمية، بل وأن تتجاوز في تأثيرها مجرد كونها كيانًا تجاريًا إلى كيان سياسي وعسكري يفرض سيطرته بوسائل مختلفة.

 

تنامت القوة العسكرية لشركة الهند الشرقية تدريجيًا، واستطاعت استغلال الفوضى والاضطرابات الناتجة عن تراجع "إمبراطورية المغول"، التي هيمنت على أجزاء شاسعة من شبه القارة الهندية حتى أوائل القرن الـ18. يُشير المؤرخ "ويليام دالريمبل" إلى هذه الفوضى في عنوان كتابه "الفوضى: الصعود المستمر لشركة الهند الشرقية".

يستعرض الكتاب بشيء من التفصيل جشع وغطرسة الشخصيات البارزة التي قادت الشركة خلال ذروة قوتها. من بين هؤلاء اللورد روبرت كلايف (1725-1774)، أول حاكم بريطاني لبلاد البنغال، ووارن هاستينغز (1732-1818)، أول حاكم عام للهند. ورغم كفاءة هاستينغز الكبيرة في قيادة الشركة وإدارة قوتها العسكرية، وصفه كلايف بأنه "مفترس شركاتي عنيف وقاسٍ للغاية وغير مستقر عقليًا بشكل متقطع". هذا الوصف يبرز الطابع النفعي الذي ميز قادة الشركة آنذاك، حيث كانت القرارات تُتخذ غالبًا بهدف تحقيق المكاسب الشخصية على حساب الأخلاقيات.

لحظة مفصلية في تاريخ الشركة جاءت عام 1757، عندما قاد اللورد كلايف قوات الشركة لتحقيق نصر حاسم في معركة بلاسي، حيث هزم النواب البنغالي وحلفاءه الفرنسيين. يروي دالريمبل في كتابه تفاصيل دقيقة عن الحدث، بما في ذلك دور كلايف في اقتحام خزانة النواب في مدينة مورشد آباد. انتهت الواقعة باستيلاء كلايف على معظم محتويات الخزانة لنفسه، وعاد إلى بريطانيا بثروة شخصية هائلة بلغت آنذاك 234 ألف جنيه إسترليني، ما يعادل نحو 35 مليون جنيه إسترليني بأسعار اليوم.

إعلان

هذا السلوك الجشع والاستغلالي لم يكن استثناءً، بل كان انعكاسًا لنهج الشركة كلها، حيث سخّرت قوتها العسكرية والتجارية لتعزيز مصالحها الخاصة، محولة أراضي الهند وشعوبها إلى أدوات لتحقيق الأرباح والمكاسب.

اللورد "روبرت كلايف" (شترستوك)شركة الهند الشرقية، التي جاءت من بلاد البنغال لتفرض هيمنتها على أجزاء واسعة من شبه القارة الهندية، حملت في طريقها سلسلة من المعارك والمذابح والفظائع التي خلفت إرثًا من الألم والاستغلال. إلا أن هذا الانتصار في البنغال الذي بدا كأوج قوتها كان أيضًا بداية واحدة من أكبر أزماتها. مع ورود أنباء نجاح الشركة، تضاعفت قيمة أسهمها بشكل كبير، لكنها انهارت لاحقًا في عام 1769 بعد أن أرهقت نفسها بالتوسع المفرط عسكريًا وتجاريًا، في وقت كانت بلاد البنغال تعاني فيه من مجاعة مدمرة.

في كتابه، يصف ويليام دالريمبل الوحشية التي اتسم بها جامعو الضرائب في الشركة خلال تلك المجاعة. حيث فرض هؤلاء ضرائب قاسية بلا رحمة، فيما يُشير إليه دالريمبل بأسلوب ملطف بأنه "هز شجرة الباغودا" –وهو تعبير يعكس البحث عن الثراء السريع على حساب الآخرين- هذه الأساليب، التي يمكن وصفها بأنها انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بمقاييس اليوم، لم تكن كافية لإنقاذ الشركة من أزمتها النقدية. لم تستطع الشركة السداد لدائنيها أو دفع ضرائبها، رغم الثروات التي جمعتها بأساليب قمعية.

بحلول عام 1773، كانت شركة الهند الشرقية تسيطر على 50% من التجارة العالمية، وهي نسبة مذهلة تعكس نفوذها غير المسبوق. لكن مع انهيارها المالي، اعتبرت الحكومة البريطانية الشركة "كبيرة جدًا بحيث لا يمكن السماح لها بالإفلاس"، فتدخلت لإنقاذها في واحدة من أولى عمليات الإنقاذ المالية الضخمة في التاريخ. ورغم أن ذلك الإنقاذ فرض على الشركة بعض القيود على استقلالها، فإنها ظلت قوة جبارة لسنوات عديدة.

إعلان

في ذروة قوتها، بلغ جيش الشركة الخاص نحو 250 ألف جندي في أوائل القرن الـ19، وهو عدد يفوق الجيش البريطاني نفسه في ذلك الوقت. يصف دالريمبل هذا الجيش كأنه "أسطول وول مارت الخاص من الغواصات النووية"، في إشارة ساخرة إلى قوته الضخمة. وكان هذا دليلًا على أن الاستيلاء الاستعماري على الهند لم يتم عبر قوة الدولة، بل من خلال قوة الشركات المدعومة بجيش خاص يمارس الهيمنة بالقوة.

على الرغم من أن الشركة بدت وكأنها قوة لا تقهر وقادرة على الاستمرار إلى ما لا نهاية، فإن الانتقادات المتزايدة لتكتيكاتها التجارية الصارمة وفسادها الداخلي بدأت تؤثر عليها. جاءت القشة الأخيرة في عام 1857، عندما اندلع التمرد الكبير الذي بدأ بين الجنود الهنود في جيش شركة الهند الشرقية وانتشر في جميع أنحاء شبه القارة الهندية. كان هذا التمرد بمنزلة ضربة قاصمة للشركة، وأدى إلى إنهاء حقبتها الطويلة من السيطرة المطلقة، واضطرت الحكومة البريطانية إلى التدخل مباشرة في حكم الهند، مما وضع حدًا لهذه القوة الاستعمارية التي كانت ذات يوم لا تقهر.

مثَّل تمرد عام 1857 القشة الأخيرة التي أسقطت شركة الهند الشرقية، وهو تمرد بدأ بين الجنود الهنود في جيش الشركة وانتشر في جميع أنحاء شبه القارة (شترستوك) وبعد أن قمعها البريطانيون وتسببت بمقتل نحو 100 ألف هندي، تولت الحكومة البريطانية السيطرة المباشرة على الهند. وهكذا بدأ عصر الحكم البريطاني باستيعاب التاج البريطاني لتلك المؤسسة العسكرية لشركة الهند الشرقية، ولكن في غضون بضع سنوات تم حل الشركة.

 

الدروس الأخلاقية

أهم درس يمكن تلخيصه في رواية الفوضى هو اقتباس من أحد شخصياتها، وهو السياسي المحافظ والمستشار اللورد في القرن الـ18، البارون "إدوارد ثورلو":

ليس للشركات أجساد لتعاقبها، ولا أرواح لتدينها؛ لذا فهي تفعل ما يحلو لها

ويصف "ويليام دالريمبل" بوضوح كيف يتجلى التاريخ أمام أعيننا اليوم في أماكن غير متوقعة مثل "قلعة باويس" في وسط ويلز. يشير دالريمبل إلى أن القلعة "مليئة بالغنائم القادمة من الهند، حيث تتكدس غرفة تلو الأخرى بكنوز الإمبراطورية التي استحوذت عليها شركة الهند الشرقية. وما يثير الدهشة، أن هذا المنزل الخاص في الريف الويلزي يحتوي على قطع أثرية مغولية أكثر من أي متحف في الهند، بما في ذلك المتحف الوطني في دلهي".

إعلان

يُذكّرنا كتاب الفوضى بأن الشركات الأكثر ربحية وإبداعًا يمكن أن تتحول بسهولة إلى أدوات للاستغلال إذا غابت عنها المساءلة والحوكمة الفعالة والإدارة السليمة. وبهذا المعنى، يقترب الكتاب من أن يُصنّف كواحد من الكلاسيكيات الحديثة لتحليله الدقيق لتدهور الشركات الكبرى عندما تُترك بلا رقيب.

صحيح أن الشركات الضخمة اليوم تفتقر إلى القوة العسكرية التي امتلكتها شركة الهند الشرقية، ولحسن الحظ، فإن حوكمة الشركات قد تطورت بشكل كبير خلال القرنين الماضيين. ومع ذلك، تبقى هذه الكيانات قوية بشكل لا يصدق. تشير الإحصاءات إلى أنه من بين أكبر 100 كيان اقتصادي في العالم – سواء كان أفرادًا أو منظمات – تمثل الشركات نحو 70% منها.

تهيمن هذه الشركات الكبرى اليوم على التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، الذي قد يجعلها تبدو في ظاهرها أكثر سلمًا وأقل تهديدًا. ومع ذلك، يذكرنا انهيار شركة الهند الشرقية البريطانية بأن الحكومات، في نهاية المطاف، تمتلك القدرة على فرض سيطرتها وإعادة تأكيد وجودها، إذا توفرت الإرادة السياسية لذلك.

ورغم كل ما يصفه الكتاب من وحشية واستغلال وفساد مارسته الشركات في الماضي، فإنه يحمل في طياته رسالة أمل. فهو يشدد على أن التغيير ممكن، وأن الحكومات والمؤسسات قادرة على التصدي لجشع الشركات العملاقة إذا اختارت اتخاذ موقف حازم. الفوضى ليس مجرد كتاب عن الماضي، بل هو أيضًا دعوة للتأمل في حاضرنا ومستقبلنا، حيث تتنامى القوة الاقتصادية للشركات العملاقة وتتشابك مع حياتنا اليومية.

مقالات مشابهة

  • كتاب الفوضى.. قصة صعود وهبوط شركة الهند الشرقية
  • أمير الشرقية يسلم كأس الأمير نايف بن عبدالعزيز في ميدان الفروسية بالرياض
  • أمير الشرقية يُسلّم كأس الأمير نايف بن عبد العزيز في ميدان الفروسية بالرياض
  • أمير الباحة يرعى الحفل السنوي لجمعية الأطفال ذوي الإعاقة بالمنطقة
  • الأحوال المدنية بالمنطقة الشرقية تشارك في مهرجان ربيع النعيرية
  • أمير عسير يرعى حفل جائزة التميز الوطنية لذوي الإعاقة الحركية
  • بمناسبة ترقيته إلى لواء.. نائب أمير تبوك يستقبل مدير الجوازات بالمنطقة
  • أمير الباحة يطّلع على معرض إصدارات النادي الأدبي بالمنطقة
  • أمير المنطقة الشرقية يتسلم التقرير السنوي للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
  • أمير الشرقية يتسلم التقرير السنوي لـ "هيئة الأمر بالمعروف"