تختصر اللقاءات والاجتماعات في لبنان والتي يحمل بعضها الطابع الروحي والديني بعنوان واحد: المحافظة على البلد واستقراره والتأكيد على اللحمة فيه.     ومما لا شك فيه أن العدوان الإسرائيلي ضد لبنان دفع بالقيادات الدينية والسياسية إلى التحرك في سياق العمل على تبديد الهواجس والتأكيد على دور الدولة ومؤسساتها كافة، ومن هنا كانت القمة الروحية الإسلامية المسيحية في بكركي ، كما لقاءات اخرى في دار الفتوى ومؤخرا اللقاء الروحي الدرزي في بعدران حيث حضر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى والنائبان السابقان وليد جنبلاط وطلال ارسلان وفاعليات من الطائفة.

  وعكست هذه اللقاءات ارتياحا في ظل هذه الظروف إنما بقيت مخاوف كثيرين من اجواء فتنة ومؤشرات خطيرة خلال وبعد الحرب.     وتقدمت القمة الروحية الإسلامية المسيحية بخارطة طريق سيادية بشأن وقف إطلاق النار وألتزام لبنان اتفاق الطائف والقرارات الدولية والوحدة والتضامن واحترام المؤسسات واللجوء إليها ،كل ذلك ورد في بيان فضفاض وواضح النقاط.   اليوم وبعد أكثر من اسبوعين على انعقاد هذه القمة ، جاء اللقاء الدرزي الروحي والذي لم يكن بعيدا على الإطلاق عن ثابتة الوحدة بين أبناء الشعب اللبناني، إنما لا يمكن اغفال خصوصيته ، ويفهم الأمر من شكل اللقاء والمواضيع التي بحثت.
وفي هذا السياق ، تفيد مصادر مطلعة ل "لبنان ٢٤ " أن التوافق الدرزي - الدرزي على حماية الجبل هي الرسالة الأبرز، ويتفرع منها مواكبة هؤلاء الأهالي كما مساعدة المواطنين الوافدين جراء العدوان الأسرائيلي والذين اختاروا مناطق ومدارس الجبل للأقامة، وتؤكد أن اللقاء كان ضروريا في الوقت نفسه للتباحث في أهمية التنبه لأية محاولات مفتعلة لأشاعة اجواء مشحونة تقود إلى فتنة بعد أخبار واحاديث من هنا وهناك عما يسمى " خرق " بين النازحين وتعريض الجبل لخضة ، ولعل الأخبار عن التنكر بزي المشايخ من بينها، مشيرة إلى أن هذا اللقاء الذي اتسمت مناقشاته بالسرية ،ركز على مسألة تقديم المساعدات والتنبه في الوقت نفسه وإبداء الثقة بالأجهزة الأمنية.
وترى المصادر أن التشاور الدرزي - الدرزي كان مخططا له منذ فترة إنما على صعيد سياسي وحزبي وامني موسع ، في مدينة الشويفات حتى وإن كانت الظروف مغايرة لأن العنوان وقتها كان يتركز على تحصين العيش الواحد في الجبل ، ولكن حصوله في هذه الفترة دليل على التشاور بملف كبير كملف النازحين وتداعيات الحرب ، معلنة أن موقف شيخ العقل من الخلوة التي عقدت حول عدم القبول بأي خلل امني من أي جهة اتت والتحذير من المتاجرة بالأرض كما بالأراضي والبيوت يستدعي التوقف عنده، وهناك معلومات تم تداولها بشأن أقدام بعض اهالي الجبل إلى تأجير منازلهم بأسعار مرتفعة وما من تدقيق يحصل في الوقت نفسه ومن دون أعلام الجهات المعنية من بلديات ومخاتير.
وتقول المصادر أن هناك هواجس محقة والمطالبة بوقف إطلاق النار ضرورية وفي الوقت نفسه ، جاء تأكيد هذا اللقاءات على التعامل مع الجيش وقوى الأمن لتحقيق الأستقرار ليعزز الثقة بها وهذه اللغة يستدعي تكرارها دائما، وليس مستبعدا أن تتوسع هذه اللقاءات لهذه الغاية ودائما في إطار مواجهة الفتنة .
تأتي هذه اللقاءات سواء ارتدت الطابع الروحي الخاص أو العام في مرحلة حرجة وتحمل كثيرين على أن يتحلوا بالحكمة والوعي تفاديا لوقوع المحظور في هذه الحرب الخطيرة.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الوقت نفسه

إقرأ أيضاً:

البرهان ينتقد حزب المؤتمر الوطني، يتأسف على الصراع الداخلي في الحزب

البرهان ينتقد حزب المؤتمر الوطني، يتأسف على الصراع الداخلي في الحزب ويحذر من تداعياته.

كلام ظاهره إنتقاد، ولكنه في الواقع يؤكد عودة حزب الموتمر الوطني رسميا في الساحة كفاعل أساسي ومؤثر. لم يعد الحزب محلولا ولا محظورا من النشاط السياسي مثل أيام ديسمبر. البرهان لم يتسخدم حتى كلمة “محلول”.

ولكن هل أدرك البرهان الآن أهمية حزب المؤتمر الوطني للسودان وتماسكه واستقراره؟
لقد تم حل الحزب ومطارته تماهيا مع الخونة من أحزاب وناشطي قحت وقطيع ديسمبر. وذلك بشكل غير قانوني وغير دستوري وغير عملي، مجرد استجابة لرغبة أحزاب قحت التي تريد إبعاد كل من ينافسها في الساحة لتستفرد بالحكم. البرهان تماهى معها خوفا وطمعا.
ومع ذلك، ربما يكون للبرهان وللعساكر عموما تفاهماتهم السرية مع حزب المؤتمر الوطني أو جزء منه على الأقل في السابق والآن.

علي أية حال لقد عاد حزب المؤتمر الوطني إلى الساحة (بدون كلمة “ما عدا” أو “المحلول”)، ويبدو أن البرهان قد تخلص أخيرا من الخوف من ابتزاز القحاتة ومن لفهم بثورة ديسمبر والتخويف من “الفلول”.

عموما، حزب المؤتمر الوطني هو حزب سوداني وطني يحق له العودة والعمل بشكل رسمي سابقا والآن، مع احتفاظ الشعب السوداني بالحق القانوني والسياسي لمحاسبة قادته قضائيا وسياسيا على أي جرائم أو أخطاء، مثلما يحق للشعب السوداني محاسبة بقية القوى السياسية وعلى رأسها خونة قحت. ولكن الشعب هو من يحاسب وليست الأحزاب. لا يحق من البداية لحزب سياسي أو مجموعة أحزاب أن تقرر عزل أو إبعاد حزب سياسي آخر مثلها بقوة السلطة وبشكل غير دستوري.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لبنان يرفع علمه على جراحه.. ويبحث عن نفسه بين أنقاض الحلم
  • اختتام فعاليات النسخة السادسة من «لقاءات قيادات حكومة أبوظبي»
  • اختتام فعاليات النسخة السادسة من «لقاءات قيادات حكومة أبوظبي»
  • دائرة التمكين الحكومي – أبوظبي تختتم فعاليات النسخة السادسة من «لقاءات قيادات حكومة أبوظبي»
  • من لبنان إلى أوكرانيا.. هذا ما يفعله بايدن في الوقت الضائع
  • خبير عسكري: جيش الاحتلال أدخل نفسه في كر وفر بمنطقة يعرفها حزب الله جيدا
  • ما الذي دار بين ارسلان وجنبلاط؟
  • البرهان ينتقد حزب المؤتمر الوطني، يتأسف على الصراع الداخلي في الحزب
  • القماطي: الدبيبة يبدأ في الفتنة.. وقرار دمج البلديات “تخريبي”
  • عضو بـ«النواب»: الشائعات تستهدف التشكيك في إنجازات الدولة وإثارة الفتنة