موقع 24:
2025-03-14@01:29:54 GMT

هل تنجو أمريكا المنقسمة؟

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

هل تنجو أمريكا المنقسمة؟

كان الخبراء السياسيون طيلة دورة الانتخابات الحالية يقولون لأنفسهم إن أمريكا لم تكن قط منقسمة إلى هذا الحد. وتوالت الأحداث الدرامية على نحو محموم: ثلاث محاولات اغتيال وانسحاب رئيس حالي من السباق الرئاسي ودعم أحد أفراد عائلة كينيدي لمرشح جمهوري.

التنبؤ بأن أمريكا ستكون بخير بعد انتخابات مضطربة لا يعني التفاؤل الأعمى

إذاً، هل الفوضى مقبلة؟ لا تراهنوا على ذلك، كتب الناقد الثقافي أدريان نوين.


لفت نوين في مجلة "ذا كريتيك" البريطانية إلى أنه كان مؤخراً في جولة انتخابية أسترالية ضمن مجموعة من المهووسين بالسياسية زارت المؤسسات التي تشكل السياسة والثقافة الأمريكيتين في العاصمة واشنطن ونيويورك. وأغلب زملاء الكاتب في المجموعة يخدمون أو خدموا بصفة موظفين لدى سياسيين في مرحلة ما من حياتهم المهنية، وهم أصدقاء مع بعضهم البعض. وبما أن نوين لم يشغل قط وظيفة في السياسة، منحتنه هذه الزيارة بعض الرؤى المفيدة في حياة هؤلاء المطلعين، من معلقين ومستشارين حزبيين إلى مديري مراكز الأبحاث. الاقتتال مبالغ به

من المفهوم أن الانتخابات - بخطابها المحموم والمتفجر، وكشفها عن التصدعات في المجتمع الأمريكي- جعلت الناس من كل الأطراف يشعرون بالقلق. ويبدو أن المجتمع المدني يترنح ــ وكأن الجميع يحاولون الانقضاض على بعضهم بعضاً. لكن هل هذا واقعي؟

The American system is far more resilient than it looks, writes @lackoftaste https://t.co/yAkrl1dslD

— The Critic (@TheCriticMag) November 9, 2024

لقد اقترح مرشد سياحي تحدث إليه الكاتب في مقبرة أرلينغتون الوطنية أن معظم الأمريكيين بعيدون من السياسة، إما لأنهم غير مسيسين أو لأنهم يعتقدون أن السياسيين لا يعالجون القضايا التي يهتمون بها، مثل الرعاية الصحية أو إيجاد توازن في الموازنات. وذكر شخص آخر يعيش في فيرجينيا أن الحروب الثقافية الدائرة في أمريكا جعلته مستقلاً سياسياً ومتحرراً من القبلية سواء من جانب الديمقراطيين أو الجمهوريين.


تجربة لي كوان يو

لعبت هذه الدينامية دوماً لمصلحة أمريكا، حتى لو ظلت محيرة للغرباء. عند زيارة الولايات المتحدة، انزعج الرئيس الأسبق لسنغافورة لي كوان يو من "الفقر بين الثروات العظيمة" و "الحقوق المفرطة للفرد على حساب المجتمع". لكن كوان يو اندهش من أن البلاد مرت بأوقات مضطربة كثيرة – الحرب الأهلية والكساد الكبير والحرب العالمية الثانية – وتمكنت من التعافي سريعاً.

If your candidate doesn't win tonight, guess what? It's going to be okay. All that BS and fearmongering you heard on repeat isn't reality. You'll be fine. America will be fine. So wake up, get your kids off to school, go to work and function like a mature adult. You don't need a… pic.twitter.com/AQIU6o1tLN

— Eye on Politics (@EyeOnPolitics) November 6, 2024

يمكن رؤية هذا الأمر اليوم. بعد الوباء، انتعش الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير، والآن تنخفض معدلات الجريمة العنيفة والفقر. وبالرغم من تضخم سياسات الهوية، إن القيم الليبرالية في أمريكا بعيدة كل البعد عن التقويض في نهاية المطاف. وبالنسبة إلى جميع المتطرفين الذين يمكن رؤيتهم يصرخون على الإنترنت، فالأمريكي العادي ليس منخرطاً في السياسة بشكل محموم.


توقع لم يخضع للتدقيق

ثمة تنبؤ لم يصمد أمام التدقيق هذه السنة وهو أن 2024 ستكون تكراراً لسنة 1968. من السهل مقارنة الأوقات الحالية بالعام الذي شهد اغتيال روبرت ف. كينيدي ومارتن لوثر كينغ، وعدم خوض ليندون جونسون الانتخابات والاحتجاجات ضد حرب فيتنام في الجامعات. كانت أمريكا آنذاك مستقطبة بشدة كما هي اليوم. لكن أوجه التشابه تتوقف عند هذا الحد، لأن 2024 لم تكن عنيفة أو مؤثرة كما كانت سنة 1968 التي أدت إلى السبعينات المضطربة، مع ارتفاع معدلات الجريمة والفساد الحكومي والتضخم.
في الآونة الأخيرة، لم تستمر دراما انتصار ترامب سنة 2016. بالفعل، مع وضع الخطاب الصاخب في تلك الفترة جانباً، ستبدو السنوات التي تلتها غير مشوقة. باءت تهديدات الثورة بالفشل، ولم يتمكن ترامب قط من تنفيذ أفكاره السياسية الأكثر دراماتيكية، مثل بناء الجدار على الحدود مع المكسيك. ومن المتوقع أن يحدث الشيء نفسه هذه المرة.


فن الحرية

إن التنبؤ بأن أمريكا ستكون بخير بعد انتخابات مضطربة لا يعني التفاؤل الأعمى. قد تبدو أمريكا محطمة، ولا شك في أن أحداثاً مروعة ستحدث في ولاية ترامب الثانية. لكن البلاد ستكون بخير. ستتخطى ذلك، كما فعلت دائماً. وكما قال ألكسيس دو توكفيل ذات يوم في كتابه "الديمقراطية في أمريكا": "لا يوجد شيء أروع من فن الحرية، لكن لا شيء أصعب لتعلم كيفية استخدامه من الحرية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب الانتخابات الأمريكية

إقرأ أيضاً:

وزير الرباط وسلا…بنسعيد و “كيليميني” أو حينما يدفع مغاربة الهامش إلى كره السياسة والسياسيين

زنقة 20. الرباط

أطلق وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد حملته الإنتخابية مبكراً على بعد قرابة عام ونصف من إنتخابات 2026، وإتخذ العاصمة الرباط منبراً وقلعةً دائمة ووحيدة يخاطب منها المغاربة أو بالأحرى ناخبي الرباط.

بنسعيد الذي يحلم أن يصبح رئيساً للحكومة وهو طموح مشروع، يعتقد أن المغرب هو الرباط فقط، والرباط فقط هو المغرب.

حصر لقاءاته بصفته وزيراً لثلاث قطاعات حكومية، بمقاطعات الرباط أكدال وحي الرياض والسويسي، يثير عديد التساؤلات من المتابعين للشأن السياسي والحكومي، حيث يلاحظ بشكل واضح للعيان أن بنسعيد وكأنه أصبح وزيراً للرباط فقط وشيئاً من سلا (حدو مؤسسة الفقيه التطواني)، حيث يغدق الدعم من قطاعات وزارته الموجه لجمعيات الأحياء بالعاصمة دون كلل، ومروراً بتخصيص عشرات المليارات لإنجاز مشاريع لا تتجاوز حدودها العاصمة الرباط (مدينة الألعاب الإلكترونية)، وبالتحديد بالحي الذي يعتبره خزاناً إنتخابياً، يعقوب المنصور.

وبالعودة إلى أرشيف آخر نشاط تواصلي لوزير الشباب والثقافة والتواصل بمدينة هامشية، نجد أنه يعود إلى ثلاث سنوات مضت، وبالضبط يناير 2022 بإقليم شيشاوة، ومنذ ذلك الحين صام بنسعيد عن التواصل مع مغاربة الهامش، ليتفرغ لمشروعه المستقبلي وحلمه برئاسة الحكومة متسلقاً بسلالم القطاعات الحكومية الثلاثة.

خاال فترة وجيزة ظهر وزير الشباب والتواصل والثقافة في لقاءات تواصلية مكثفة (حزبية وحكومية) بالعاصمة الرباط، وهو ما يراه متتبعون للشأن السياسي ترسيخ للمركزية التي إعتقد الجميع أنها من الماضي. والأخطر أنه يوحي على إستمرار تهميش شباب المغرب العميق من كل شيء، سواءاً اللقاءات التواصلية أو المشاريع التنموية.

ما يريد الوزير بنسعيد ترسيخه خطير جداً، يدفع بالشباب المغرب بالمدن الهامشية والجهات النائية إلى الإبتعاد بل وكره السياسة والسياسيين، حينما يرى وزير القطاع المفترض أنه يهتم به، لا يتواصل سوى مع “كيليميني” العاصمة ولا يأبه لشباب طاطا ولا الطاقات الشابة بالحسيمة وبني ملال والرشيدية وفكيك والحوز.

المهدي بنسعيد

مقالات مشابهة

  • وزير الرباط وسلا…بنسعيد و “كيليميني” أو حينما يدفع مغاربة الهامش إلى كره السياسة والسياسيين
  • صينية تستنسخ كلبها مقابل 22.000 دولار!
  • علقت في سيارتها لأسبوع.. أمريكية تنجو من الموت بعصر ملابسها المبللة (صور)
  • ترامب بلا ضغوط انتخابية.. كيف سيتغير السياسة الأمريكية؟
  • علقت في سيارتها لأيام .. أميركية تنجو من الموت بأعجوبة
  • تحقيق إسرائيلي: هكذا لعبت السياسة دورا محوريا في كل مراحل التفاوض
  • هيئة الأمم المتحدة للمرأة: التقدم نحو المساواة بين الجنسين في السياسة لا يزال محدودًا في 2025
  • الكرملين: أي انتخابات في رومانيا دون جورجيسكو ستكون غير شرعية
  • السياسة النقدية في العراق وفرص الاستقرار النقدي والتحول الرقمي
  • زيلينسكي يعلق على المحادثات مع أمريكا في جدة: ستكون بناءة