الانخراط الإقليمي مع أفغانستان ضروري لاستقرار العالم
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
تدهور الوضع في أفغانستان منذ انسحاب قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في عام 2021، فوفقاً لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، لا تزال الدولة تمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم في عام 2023.
سيحد الاستقرار في أفغانستان من انتشار الإرهاب والتطرف
وبحسب ما جاء في تقييم عسكري أمريكي، أمست أفغانستان مجدداً بؤرة مهمة لتنسيق المُتشددين المتطرفين، فقد وُجدَ أن هناك تصاعداً للجماعات الإرهابية -مثل داعش خراسان والقاعدة- التي تُهدد الأمن والاستقرار في أفغانستان، وتثير القلق من أن تستفحل الأنشطة الإرهابية قريباً خارج حدود الدولة.
وعلى الرغم من هذه التهديدات، اختفت أفغانستان إلى حد كبير من وسائل الإعلام، ولم تعد تمثل أولوية كبرى لدى الولايات المتحدة وحلفائها.
وفي هذا الإطار، قال تالغات كالييف، سفير متجول في وزارة الخارجية الكازاخستانية، في مقال بموقع مجلة "ناشونال انترست" الأمريكية، إنه من الخطأ فك الارتباط بالكامل مع أفغانستان، مؤكداً ضرورة تعاون واشنطن وحلفائها في الغرب مع دول آسيا الوسطى بغية إعادة دمج أفغانستان في الهياكل الاقتصادية والأمنية الإقليمية وضمان استقرار الدولة ونموها، إذ سيصب ذلك على المدى المتوسط إلى البعيد في مصلحة واشنطن.
8 تريليونات دولار في الحرب على الإرهابوأضاف الكاتب: سيحد الاستقرار في أفغانستان من انتشار الإرهاب والتطرف، وتعلم الولايات المتحدة تمام العلم الدمار الذي يمكن أن تُلحقه المنظمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم والعبء المالي لمكافحة تهديدها.
ويذكر أن مشروع تكلفة الحرب في جامعة براون قدر أن الولايات المتحدة قد أنفقت ما يربو على 8 تريليونات دولار في حربها على الإرهاب.
وانحسر تهديد الإرهاب العالمي إلى حد كبير في الآونة الأخيرة، وخاصة في الدول الغربية، ومع ذلك فإن عدم الاستقرار الذي تعاني منه أفغانستان يمكن أن يفضي إلى عودة النشاط الإرهابي، ولا يزال يتعين على منظمات مثل القاعدة وداعش أن تجدد قدراتها الهجومية الخارجية الهائلة، لكنها ما برحت تزداد قوة في بعض بقاع أفغانستان.
وأشار كالييف إلى أن التنمية الاقتصادية لأفغانستان التي من شأنها أن تخلق فرص عمل مشروعة وتنتشل الملايين من براثن الفقر ستساهم أيضاً في عرقلة نفوذ المنظمات الإرهابية وأثرها على السكان الأفغان.
الاقتصاد والحرب على المخدراتورأى الكاتب أن أفغانستان الآمنة اقتصادياً والصالحة للعيش تسهل الحرب على المخدرات داخل الدولة، وتؤثر هذه القضية على العالم بأسره، إذ وجد أن أفغانستان تصدر الشق الأكبر من المخدرات غير المشروعة إلى الخارج، وبعضها حتى يصل إلى السواحل الأمريكية.
عندما تولت حركة طالبان الحكم في عام 2021، كانت أفغانستان تنتج 85% من الأفيون في العالم أجمع، ونظراً للحالة الاقتصادية الأفغانية والحالة الإنسانية في الدولة، من الممكن أن تخلق الحرب الناجحة على المخدرات مشاكل جديدة.. فقد تراوحت القيمة الإجمالية لإنتاج الأفيون في أفغانستان عام 2021 ما بين 1.8 و2.7 مليار دولار، أي ما يقدر بـ 14% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، وإذا لم تتمكن الحكومة من إيجاد سبل أخرى لدعم اقتصادها، فإن إغراء استئناف إنتاج المخدرات وتجارتها سيكون شديداً.
وعلى المدى القصير، يمكن للمساعدات الإنسانية أن تحول دون تطور هذا الوضع.
وأشار السفير إلى أن كازاخستان، وهي أكبر دولة في آسيا الوسطى جغرافياً واقتصادياً، مستعدة للتعاون مع الولايات من أجل دعم تنمية أفغانستان وتكاملها الاقتصادي.
واتبعت غالبية بلدان آسيا الوسطى إستراتيجية تقوم على افتراض أن التعاون والمشاركة مع أفغانستان، ولا سيما في الميدان الاقتصادي، سيعززان استقرار الأخيرة.. وحققت أفغانستان وكازاخستان حجم مبيعات تجاري يدنو من المليار دولار خلال العام الماضي، بزيادة مضاعفة مقارنةً بالعام الماضي. وتشكل الصادرات الكازخستانية إلى أفغانستان 978 مليون دولار من هذا المبلغ.
أفغانستان جسروفي حين أن منطقة آسيا الوسطى ستستفيد أكثر من هذه التآزرات، فلا شك أن الأمر سيعود بالنفع أيضاً على الولايات المتحدة وحلفائها. وفي نظرة سريعة على الخريطة، يبدو أن أفغانستان جسر يربط بين آسيا الوسطى والهند والخليج العربي، ما يتيح الوصول إلى الموانئ البحرية الباكستانية في كراتشي وجوادر، ثم إلى الهند والشرق الأوسط وقارة إفريقيا.
وفي الآونة الأخيرة، أرسلت كازاخستان عدة شاحنات عبر طريق تجاري جديد إلى باكستان عبر أفغانستان يمتد مسافة 4000 كم، وفي مصلحة الولايات المتحدة أن تنشأ سلاسل توريد جديدة وطرق تجارية تتقاطع مع أوراسيا.
جدير بالذكر أن طالبان أكدت أن أفغانستان مستعدة لتكون ممراً تجارياً، وأن تساهم في صفقات الأعمال الدولية والإقليمية.
وخلال المحادثات الأخيرة بين واشنطن وطالبان، أكد ممثلو واشنطن أن الولايات المتحدة منفتحة على المناقشات المعنية بالاستقرار الاقتصادي ومواصلة الحوار بشأن جهود مكافحة الإرهاب.
إعادة دمج أفغانستانورحب الكاتب بإثارة واشنطن مسألة حقوق المرأة مع طالبان، إذ إن كازاخستان تؤيد حماية حقوق المرأة وحرياتها في أفغانستان، ويخلص إلى ضرورة أن تكون الخطوة التالية هي تعاون الولايات المتحدة مع كازاخستان ودول آسيا الوسطى من أجل إعادة دمج أفغانستان في الهياكل الاقتصادية الإقليمية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الولایات المتحدة فی أفغانستان آسیا الوسطى
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تفشل في كهربة شاحنات البريد
كشفت خدمة البريد الأمريكية عن خطة لشراء أسطول من شاحنات البريد الكهربائية بالكامل لسعاة البريد في عام 2022، وكان من المفترض أن يتم تسليم 3000 منها بحلول الآن. لسوء الحظ، لم تقترب هذه الخطط حتى من الاكتمال. ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن شركة المقاولات الدفاعية أوشكوش سلمت 93 مركبة فقط حتى الآن.
في عام 2022، أعلنت خدمة البريد عن خطتها لشراء ما لا يقل عن 60 ألف "مركبة توصيل الجيل التالي" لسعاة البريد بحلول عام 2028 والبدء في استبدال أسطولها القديم من الشاحنات. دعا الطلب الأولي لخدمة البريد إلى 5000 مركبة كهربائية بالكامل إلى جانب مركبات جديدة تعمل بالغاز، لكن دعوات من وكالة حماية البيئة وإدارة بايدن دفعتهم إلى زيادة حصة مركبات الجيل التالي التي تعمل بالكهرباء.
حصلت صحيفة واشنطن بوست على ما يقرب من 21000 سجل حكومي وداخلي للشركة وتحدثت مع 20 شخصًا على دراية بعملية تصنيع وتصميم الشاحنات. تُظهر تقاريرها أن شركة أوشكوش واجهت تأخيرات كبيرة في تصنيع شاحنات الغاز الطبيعي المسال الكهربائية مما تسبب في أرقام تسليم أقل من المتوقع. قال بعض المصادر المجهولة إن المهندسين واجهوا صعوبة في معايرة الوسائد الهوائية لشاحنات البريد، وأن جسم السيارة ومكوناتها الداخلية غير قادرة على احتواء تسرب المياه بدرجة مثيرة للقلق.
إن وقت التسليم لبناء شاحنات البريد الجديدة بطيء للغاية أيضًا. ذكرت صحيفة بوست أن مصنع ساوث كارولينا لا يمكنه بناء سوى شاحنة واحدة يوميًا على الرغم من أن أوشكوش كانت تأمل أن تتمكن من بناء 80 مركبة على الأقل يوميًا بحلول الآن.
كما فشلت أوشكوش في إبلاغ خدمة البريد بهذه التأخيرات. يقول أربعة من المصادر الخلفية إن أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة حاول تحديث خدمة البريد بشأن مشكلات التصنيع هذه فقط ليتم حظر هذه الجهود من قبل رؤسائهم في الشركة.
وقال متحدث باسم شركة أوشكوش في بيان إن المقاول الدفاعي لا يزال "ملتزمًا تمامًا بكونه شريكًا قويًا وموثوقًا به" مع الخدمات البريدية ويصر على "أننا نواصل السير على المسار الصحيح لتلبية جميع مواعيد التسليم"، وفقًا لصحيفة The Post.
إن فشل هذه الخطط لا يؤثر فقط على قدرة الخدمة البريدية على تحديث وتحديث أسطولها من شاحنات البريد القديمة. بل قد يؤدي أيضًا إلى عرقلة خطط الرئيس بايدن لمكافحة تغير المناخ. ذكرت رويترز يوم الجمعة أن فريق انتقال الرئيس دونالد ترامب يفكر في إلغاء برنامج شاحنات البريد الكهربائية تمامًا.