هل يكون هذا المقترح هو الحلّ لوقف الحرب في لبنان؟
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
يتمّ الحديث عن مقترح لإنهاء الحرب في لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل يقضي بفصل "المقاومة الإسلاميّة" عن النزاعات والصراعات في المنطقة. وقد يكون هذا الطرح الحلّ لوقف إطلاق النار وخصوصاً وأنّ القيادة الجديدة لـ"الحزب" أصبحت مُقتنعة بعد أكثر من سنة على هجوم "طوفان الأقصى"، بضرورة عدم ربط ما يجري في البلاد بما يحدث في غزة.
كما أنّ "حزب الله" سلّم رئيس مجلس النواب نبيه برّي مسؤوليّة التفاوض بالنيابة عنه، لتطبيق القرار 1701 بهدف وقف إطلاق النار، علماً بأنّ الأمين العام السابق لـ"الحزب" حسن نصرالله كان مُوافقاً على شروط الهدنة قبل أنّ ينقلب رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو على الإتّفاق الأميركيّ – الفرنسيّ، ويضرب المساعي الدوليّة للتهدئة.
ولعلّ موقف "الحزب" الجديد والمتأخر بفصل الحرب في لبنان عن النزاع الإسرائيليّ – الفلسطينيّ في غزة هو ما دفع المُفاوضين الدوليين إلى طرح إقتراح وقف إطلاق النار على أساس أنّ لا يكون "حزب الله" طرفاً مُشاركاً في نزاعات المنطقة. وهذه الفكرة ليس من المتوقّع أنّ تُعارضها "المقاومة"، كما أنّ إسرائيل قد تعتبر أنّها تُشكّل فوزاً ونجاحاً لها وسط التصعيد بين طهران وتل أبيب، وانتظار الردّ الإيرانيّ على الهجمات الإسرائيليّة الأخيرة التي طالت الأراضي الإيرانيّة.
كذلك، فإنّه من المُرجّح أنّ يعود الرئيس الأميركيّ المُنتخب دونالد ترامب إلى سياسة الضغط على إيران كيّ لا تُهدّد المصالح الأميركيّة والإسرائيليّة في الشرق الأوسط. وهنا يجب التذكير أنّ الرئيس الجمهوريّ أمر باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق عام 2020، وفرض عقوبات غير مسبوقة على طهران وأخرج بلاده من إتّفاقية النووي الإيرانيّ.
وإذا كانت إيران مُهدّدة خلال ولاية ترامب هل يبقى "حزب الله" مُحايداً؟ يقول محللون عسكريّون إنّ "الحزب" قد يتدخّل فقط في حالة واحدة، وهي إعلان الحرب على طهران، غير أنّ هذا الأمر مستبعدٌ لأنّ الرئيس الأميركيّ المُنتخب يُمارس ضغوطاً ويفرض عقوبات على خصومه ويتحاشى الحروب، وأعلن أمام مناصريه ووعد اللبنانيين أنّه سيُنهي الحرب التي دعمها جو بايدن ونائبته كامالا هاريس. ولكن في المقابل، فإنّ نتنياهو يُريد القضاء على قدرات "حزب الله" العسكريّة، أو أنّ يمنع "الحزب" من التزوّد بالصواريخ والمسيّرات والأسلحة والوسائل القتاليّة كيّ لا يُعيد بناء نفسه كما حدث بعد العام 2006، وكيّ لا يبقى تهديده قائماً على أمن إسرائيل. لذا، يقوم جيش العدوّ بمُهاجمة شحنات الأسلحة الآتية من سوريا، إضافة إلى مستودعات ومواقع في دمشق يزعم أنّها عائدة لـ"الحزب".
وفي هذا السياق، قال نتنياهو إنّ القرارات الدوليّة مثل الـ1701 والـ1559 جيّدة، لكن العبرة هي في تنفيذها. وتجدر الإشارة إلى أنّ "الثنائيّ الشيعيّ" لا يزال يرفض المسّ بسلاح "المقاومة"، لأنّ الحرب الحاليّة أثبتت أنّ هدف إسرائيل ليس فقط القضاء على "الحزب" وإنّما تدمير لبنان وتهجير اللبنانيين واحتلال الجنوب بهدف بناء منطقة عازلة، وسط بقاء الأطماع الإسرائيليّة بالمياه والأراضي والثروات الطبيعيّة اللبنانيّة.
غير أنّ المحللين العسكريين يرون أنّ نتنياهو قد يكتفي بالقبول بفصل "حزب الله" عن صراعات المنطقة، وقد يكون فوز ترامب بداية جيّدة يُبنى عليها لوقف الحرب في لبنان وغزة، لكن يبقى على إسرائيل أنّ تُوافق على هذا المُقترح إضافة إلى إيران كونها الطرف الأوّل والأخير المُؤثّر على قرارات "الحزب" في لبنان، والتي تدفعه إلى إكمال المعارك لتحسين شروطها. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحرب فی لبنان الإسرائیلی ة حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الاتحاد: نتنياهو يقامر بأمن المنطقة من أجل أهواءه الشخصية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب حزب الاتحاد برئاسة المستشار رضا صقر، عن رفضه الشديد لقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق جميع المعابر، معتبرًا تلك الخطوة انتهاكًا صارخًا لحقوق الفلطسنيين، مما يزيد من معاناة سكان القطاع، الذين يواجهون أوضاعًا كارثية بسبب الحصار والعدوان المستمر.
وحذر الحزب ـ في بيان له اليوم ـ من أن هذه السياسات الإسرائيلية التعسفية تعيد الأزمة إلى نقطة الصفر، حيث تتنصل إسرائيل من التزاماتها وتواصل تصعيدها الأحادي، ما يقوض الجهود المبذولة للوصول إلى تسوية سلمية ويزيد من حالة التوتر الإقليمي.
وشدد حزب الاتحاد على خطورة إغلاق المعابر ووقف المساعدات، والذي لا يؤدي إلا إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، حيث يعيش السكان في ظروف قاسية دون غذاء أو دواء أو خدمات أساسية؛ مما يشكل جريمة إنسانية تستوجب تدخلاً دوليًا عاجلًا.
كما أكد الحزب على ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من كافة أراضي قطاع غزة ومن محور فلادلفيا، وعدم السماح لها بالمماطلة أو فرض شروط جديدة تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية على حساب المدنيين الفلسطينيين.
واستنكر الحزب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تهدد باستئناف الحرب في حال عدم تنفيذ مطالبه، معتبرًا أن هذه السياسات العدوانية تشكل مقامرة بأمن واستقرار المنطقة، حيث يسعى نتنياهو إلى تحقيق مكاسب سياسية شخصية على حساب حياة الأبرياء واستمرار الصراع.