لبنان ٢٤:
2025-04-28@19:41:31 GMT

هل يكون هذا المقترح هو الحلّ لوقف الحرب في لبنان؟

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

يتمّ الحديث عن مقترح لإنهاء الحرب في لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل يقضي بفصل "المقاومة الإسلاميّة" عن النزاعات والصراعات في المنطقة. وقد يكون هذا الطرح الحلّ لوقف إطلاق النار وخصوصاً وأنّ القيادة الجديدة لـ"الحزب" أصبحت مُقتنعة بعد أكثر من سنة على هجوم "طوفان الأقصى"، بضرورة عدم ربط ما يجري في البلاد بما يحدث في غزة.

    
كما أنّ "حزب الله" سلّم رئيس مجلس النواب نبيه برّي مسؤوليّة التفاوض بالنيابة عنه، لتطبيق القرار 1701 بهدف وقف إطلاق النار، علماً بأنّ الأمين العام السابق لـ"الحزب" حسن نصرالله كان مُوافقاً على شروط الهدنة قبل أنّ ينقلب رئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو على الإتّفاق الأميركيّ – الفرنسيّ، ويضرب المساعي الدوليّة للتهدئة.  
ولعلّ موقف "الحزب" الجديد والمتأخر بفصل الحرب في لبنان عن النزاع الإسرائيليّ – الفلسطينيّ في غزة هو ما دفع المُفاوضين الدوليين إلى طرح إقتراح وقف إطلاق النار على أساس أنّ لا يكون "حزب الله" طرفاً مُشاركاً في نزاعات المنطقة. وهذه الفكرة ليس من المتوقّع أنّ تُعارضها "المقاومة"، كما أنّ إسرائيل قد تعتبر أنّها تُشكّل فوزاً ونجاحاً لها وسط التصعيد بين طهران وتل أبيب، وانتظار الردّ الإيرانيّ على الهجمات الإسرائيليّة الأخيرة التي طالت الأراضي الإيرانيّة.  
كذلك، فإنّه من المُرجّح أنّ يعود الرئيس الأميركيّ المُنتخب دونالد ترامب إلى سياسة الضغط على إيران كيّ لا تُهدّد المصالح الأميركيّة والإسرائيليّة في الشرق الأوسط. وهنا يجب التذكير أنّ الرئيس الجمهوريّ أمر باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في العراق عام 2020، وفرض عقوبات غير مسبوقة على طهران وأخرج بلاده من إتّفاقية النووي الإيرانيّ.  
وإذا كانت إيران مُهدّدة خلال ولاية ترامب هل يبقى "حزب الله" مُحايداً؟ يقول محللون عسكريّون إنّ "الحزب" قد يتدخّل فقط في حالة واحدة، وهي إعلان الحرب على طهران، غير أنّ هذا الأمر مستبعدٌ لأنّ الرئيس الأميركيّ المُنتخب يُمارس ضغوطاً ويفرض عقوبات على خصومه ويتحاشى الحروب، وأعلن أمام مناصريه ووعد اللبنانيين أنّه سيُنهي الحرب التي دعمها جو بايدن ونائبته كامالا هاريس.   ولكن في المقابل، فإنّ نتنياهو يُريد القضاء على قدرات "حزب الله" العسكريّة، أو أنّ يمنع "الحزب" من التزوّد بالصواريخ والمسيّرات والأسلحة والوسائل القتاليّة كيّ لا يُعيد بناء نفسه كما حدث بعد العام 2006، وكيّ لا يبقى تهديده قائماً على أمن إسرائيل. لذا، يقوم جيش العدوّ بمُهاجمة شحنات الأسلحة الآتية من سوريا، إضافة إلى مستودعات ومواقع في دمشق يزعم أنّها عائدة لـ"الحزب".
 
وفي هذا السياق، قال نتنياهو إنّ القرارات الدوليّة مثل الـ1701 والـ1559 جيّدة، لكن العبرة هي في تنفيذها. وتجدر الإشارة إلى أنّ "الثنائيّ الشيعيّ" لا يزال يرفض المسّ بسلاح "المقاومة"، لأنّ الحرب الحاليّة أثبتت أنّ هدف إسرائيل ليس فقط القضاء على "الحزب" وإنّما تدمير لبنان وتهجير اللبنانيين واحتلال الجنوب بهدف بناء منطقة عازلة، وسط بقاء الأطماع الإسرائيليّة بالمياه والأراضي والثروات الطبيعيّة اللبنانيّة.  
غير أنّ المحللين العسكريين يرون أنّ نتنياهو قد يكتفي بالقبول بفصل "حزب الله" عن صراعات المنطقة، وقد يكون فوز ترامب بداية جيّدة يُبنى عليها لوقف الحرب في لبنان وغزة، لكن يبقى على إسرائيل أنّ تُوافق على هذا المُقترح إضافة إلى إيران كونها الطرف الأوّل والأخير المُؤثّر على قرارات "الحزب" في لبنان، والتي تدفعه إلى إكمال المعارك لتحسين شروطها.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الحرب فی لبنان الإسرائیلی ة حزب الله

إقرأ أيضاً:

اقْتِصَادَات الحَل العَسْكَري المُتَوَهَّم

اقْتِصَادَات الحَل العَسْكَري المُتَوَهَّم
The Economics of a Delusional Military Solution

بروفيسور/ مكي مدني الشبلي
المدير التنفيذي – مركز مأمون بحيري، الخرطوم

مع دخول الصراع في السودان عامه الثالث وتمسك طرفي الحرب بالحل العسكري الوهمي، بات من الضروري تفكيك البُعد الاقتصادي لهذا الحل بالنسبة لكل طرف، وفهم تأثيره على فرص السلام، وعلى مستقبل الحراك المدني وقواه السياسية. وتشير الدلائل إلى أن كلا حكومتي بورتسودان المزمعتين (البرهان وحلفاؤه) ونيروبي (حميدتي وحلفاؤه) تواجهان مآلات اقتصادية خانقة، حال نجاح أحدهما افتراضاً في تحقيق انتصار عسكري عسير المنال. ذلك أن المُنْقَلَب المُنتظَر لا ينحصر فقط في نتيجة الحرب، بل يتعدى ذلك ليشمل فقدان الشرعية، والعقوبات الدولية، وضعف الإيرادات، وانهيار القطاعات الإنتاجية.
فبالنسبة للمحددات الاقتصادية التي المتعلقة بافتراض انتصار عسكري للجيش، فسوف يواجه تحالفه الاعتماد على ميزانية عامة منهارة قوامها نذر يسير من الموارد الرسمية المحدودة المحصورة في عائدات الموانئ والضرائب والشركات العسكرية. حيث إن إنتاج الذهب لا يُدار بكفاءة بسبب ضعف الرقابة والفساد. وذلك فضلاً عن الدمار الشامل الذي خلفه الانتصار العسكري في ولاية الخرطوم يعني فقدان أهم المراكز الاقتصادية الرئيسية والضرائب المرتبطة بها لعدة سنوات. ومن ناحية أخرى فإن الانتصار العسكري لن يتأتى إلا بتبعات مالية طائلة ممثلة في تمويل الجيش والمستنفرَين واستيراد الأسلحة والمعدات، مما يشكل عبئاً ثقيلاً على الموارد الشحيحة، وربما يجُر التزامات خارجية تؤثر سلباً على استقلالية المسار. كما أن الجيش سيواجه أزمة حادة في توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والخدمات الصحيّة والبنية التحتية شبه المنهارة، مما يؤثر على جوهريّاً على النشاط الاقتصادي. ويعزز كلَّ هذه الضغوط الاقتصادية بفقدان الدعم الدولي، حيث إن المؤسسات المالية الدولية لا تعترف بحكومة بورتسودان الداعمة للجيش، مما يحرمها من القروض والاستثمارات. كما أن العقوبات الغربية المفروضة تعيق قدرة الحكومة على الوصول إلى أصول الدولة السودانية المجمدة في الخارج. أما من حيث التجارة الداخلية والخارجية، فإن الحل العسكري بافتراض انتصار الجيش سيخلف فقدان السودان للسوق المحلي والخارجي بسبب تبعات الحرب وانعدام الأمن، فضلاً عن تراجع الإنتاج الزراعي والصناعي المؤدي إلى انخفاض الصادرات وزيادة أسعار السلع، خاصة أزمة الوقود وارتفاع تكاليف النقل المعوقة لحركة التجارة.
وبافتراض تحقيق انتصار عسكري للدعم السريع وحلفائه، فإنه سوف يواجَه بالاعتماد على اقتصاد (مافيوي) موازٍ قائم على تهريب الذهب، والنهب، والابتزاز، وربما يتلقى دعماً سريَّاً خارجيَّاً، إضافة إلى شبكات تهريب إقليمية. بيد أنه ربما لا يواجه بتحمل تكاليف لوجستية لقواته لان أغلبها تُموَّل نفسها ذاتيَّاً (لا مركزيَّاً) من موارد السيطرة الجغرافية. ويفاقم من حدة هذه المآلات الاقتصادية العزلة الاقتصادية الدولية، فالدعم السريع لا يحظى باعتراف دولي، مما يمنعه من الحصول على تمويل دولي أو استثمارات ذات مصداقية. وذلك فضلاً عن أن التعاملات المالية الخارجية للدعم السريع وحلفائه تحفها مصاعب جمّة بسبب العقوبات الدولية على شبكاته المالية. ونظراً لمحدوديّة خبرة الدعم السريع في إدارة الدولة فسيواجَه بصعوبات كبيرة في توفير الخدمات في كافة أنحاء السودان بسبب ضعف الموارد والكوادر، وانعدام البنية التحتية مما يجعل نقل الإمدادات والبضائع صعباً ومكلفاً. ومن ناحية أخرى ستواجِه الدعم السريع وحلفاءه تحديات كأداء في التحكم في الاقتصاد المحلي بسبب معاناة معظم الأسواق من الفوضى الأمنية وغياب مؤسسات الدولة، مما يحد من أي نشاط اقتصادي منظم.
أما بالنسبة للتحديات المشتركة التي ستواجه طرفي الحرب من خيار الحسم العسكري فإنهما يشتركان في مواجهة تحديات لا قبل لهما بها تشمل، فيما تشمل، انهيار قيمة الجنيه السوداني بتواصل فقدانه قدراً كبيراً من قيمته بسبب الحرب وصل إلى نحو 350%، مما يؤدي للتضخم الجامح الذي يؤجج السخط الشعبي عليهما. وتجدر الإشارة إلى ارتفاع معدلات التضخم بعد عامين من الحرب لأكثر من 400%، ووصلت نسبة البطالة إلى نحو 50%، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي بـنحو 41%، وانخفضت الإيرادات العامة بنسبة تصل إلى 75%، حيث يقدر تراجع الجهد الضريبي إلى نحو 2% مقارناً بنحو 5% قبل اندلاع الحرب. كما أن انعدام الأمن وانتشار السلاح سيلقي بآثار سالبة على الاقتصاد تؤدي لهروب المستثمرين وانهيار القطاعات الإنتاجية، خاصة قطاع الزراعة المتضرر أصلاً من النزوح وانعدام الأمن، مما يؤدي لتفاقم انعدام الأمن الغذائي. كما أن الحسم العسكري سيقود كليهما لغياب النظام المصرفي الفعال نظراً للنهب والدمار الذي لحق بالبنوك مما يحصر معظم التحويلات المالية في السوق السوداء ويعيق التجارة والاستثمارات. كما أن الشركاء التجاريين للسودان سيحجمون عن التعامل مع أي من الطرفين بسبب الغموض السياسي والتردي الاقتصادي. وستؤدي كل هذه التحديات لفقدان الثقة الشعبية في طرفي الحرب بتجلي اهتمامهما بالبقاء في السلطة أكثر من إصلاح الاقتصاد. وسيشكل تدمير البنى التحتية إحدى التحديات الكأداء التي تواجه الطرف المنتصر عسكرياً حيث انهارت شبكات الكهرباء، المياه، الطرق، المدارس، والمستشفيات، إضافة إلى انهيار مؤسسات الدولة التنفيذية والمالية، ما يصعب إعادة تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين. ومن ناحية أخرى فأي طرف ينتصر عسكرياً سيواجه ديوناً خارجية ضخمة تتجاوز 62 مليار دولار، معظمها متراكم من فوائد التأخير، مما يعقد أي جهود مستقبلية لإعادة الإعمار أو التنمية ويجعل إدارة الديون تحدياً مركزياً لأي حكومة منتصرة عسكرياً. ولا شك فإن الانتصار العسكري سيورث من يحققه كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب النزوح الجماعي للسكان، ونقص الغذاء والمياه والأدوية، وتفاقم الأوضاع الصحية، مما يتطلب استجابة عاجلة وموارد ضخمة غير متوفرة لإعادة الاستقرار المجتمعي. وفوق كل ذلك فإن الطرف المنتصر عسكرياً سيواجه بعزلة ومقاطعة دولية تفاقم ضعف الثقة المحلية والدولية بسبب تواصل الحكم العسكري وغياب حكومة مدنية موحدة مما يؤدي لحرمان السودان من الدعم المالي والمنح والقروض الدولية الضرورية لتخفيف الديون وإعادة الإعمار. ويُرجَِّح أن يؤدي ذلك إلى انفجار الاضطرابات الأمنية والسياسية التي ربما تجعل استمرار الطرف المنتصر حاكماً للسودان صعب التحقيق.
تشير هذه المآلات الاقتصادية القاتمة الناتجة عن الانتصار الافتراضي لأي من طرفي الحرب في إطار الحل العسكري إلى حتمية اللجوء لخيار الحل التفاوضي. ذلك أن اقتصادات كسر العظم لإنهاء الحرب الكارثية في السودان تبرز ضرورة اللجوء للحل السياسي كسيناريو أقل تكلفة وأكثر واقعية اقتصادية لجميع الأطراف، وفوقهم كلهم أقل تكلفة للشعب السوداني الذي دخلت معاناته من ويلات هذه الحرب الفاجرة عامها الثالث. حيث إن اختيار طرفي الحرب لوسيلة إنهائها يجب ألا ينحصر فقط في الموازين العسكرية الوهميَّة، بل يجب أن يُبنَى الخيار على حسابات اقتصادية دقيقة تتعلق بالخسائر والمكاسب واستدامة النتائج. وعليه يتحتم على الجيش والدعم السريع وكذلك القوى المدنية فهم أبعاد الاقتصاد السياسي لمآلات الحرب، وما يوفره الاقتصاد السياسي من فرص، أو يلحقه من ضرر قبل الاندفاع الاشتهائي نحو الحل العسكري المُتَوَهَّم الذي يعود عليهما وعلى الشعب السوداني بمآلات وَبِيلة.

melshibly@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • اقْتِصَادَات الحَل العَسْكَري المُتَوَهَّم
  • عن اغتيال نصرالله وعملية البيجر... تفاصيل جديدة كشفها نتنياهو!
  • إسرائيل تواصل العربدة وتقصف جنوب لبنان.. والوسطاء يتحدثون عن "بعض التقدم" في مفاوضات غزة
  • في بيان مُشترك.. إليكم ما أعلنه نتنياهو وكاتس عن استهداف الضاحية وحزب الله
  • حزب الله أمام ارتباك أمني.. من يراقب مناطقه؟
  • "فتح": قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد منظمة التحرير لوقف المقتلة بحق الشعب الفلسطيني
  • باراك: نتنياهو يقود “إسرائيل” نحو الهاوية.. وحربنا في غزة عبثية 
  • بري في موقف مفاجئ : لن نسلم السلاح الآن!
  • خبراء إسرائيليون يحذرون الاحتلال من نعي حزب الله وإزالته من خارطة التهديدات
  • طرح مفاجئ عن سلاح الحزب.. باحث إسرائيلي يكشفه