الاقتصاد نيوز - متابعة

يُعد الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية إستراتيجية كبرى، تتركز فيها أكبر احتياطيات النفط في العالم، لذا فإن أي تصعيد عسكري فيها قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية وأمنية عالمية عميقة جدا.

وتشكّل حقول النفط الإيرانية جزءا كبيرا من إمدادات النفط العالمية، ما يجعلها هدفا حساسا.

ومع تصاعد التوترات والأحداث الإقليمية بين إيران وإسرائيل، والتلويح المستمر بالقدرة العسكرية لكل طرف، يبرز تساؤلات ملّحة:

ماذا لو قامت إسرائيل بالفعل بضرب حقول النفط الإيرانية؟ كيف يمكن أن يؤثر ذلك على أسعار النفط العالمية؟ ما مدى التداعيات الاقتصادية التي ستنعكس على الدول المستوردة للنفط؟ ما مدى تأثير ذلك على استقرار المنطقة وقدرة الدول الكبرى على التعامل مع هذه الأزمة المتوقعة؟ ما هي التداعيات على الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة؟ التداعيات المباشرة

سيؤدي ضرب الحقول لا شك إلى انخفاض كبير في الإنتاج، ما سينعكس بشكل فوري على الأسواق العالمية، ومن ثم ارتفاع أسعار الخام إلى ما قد يتجاوز 120 دولارا للبرميل، لا سيما أن هناك اعتمادا عالميا على الإمدادات من الشرق الأوسط بنحو 35% من الإنتاج العالمي.

التأثير العالمي

سيمتد التأثير إلى جميع الصناعات المرتبطة بالطاقة، على الأرجح ما سيؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والنقل، ما سيرفع التضخم في الاقتصادات المستوردة للنفط، خاصة في أوروبا وآسيا، ما سيضغط على الصناعات المعتمدة بصورة كبيرة على النفط، مثل الطيران، والتصنيع، والنقل البري والبحري.

وقد يخلق هذا الوضع تحديات اقتصادية كبيرة للدول النامية المستوردة للنفط، مع زيادة تكاليف الطاقة، ما قد يفضي إلى اضطرابات اجتماعية مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية.

التأثيرات السياسية والأمنية

من الناحية الأمنية، يُعد ضرب حقول النفط الإيرانية تصعيدا كبيرا في الصراع الإسرائيلي-الإيراني، ما يثير احتمالية وقوع ردود فعل عنيفة، ويمكن أن تدفع طهران بردود انتقامية مباشرة أو غير مباشرة، أو من خلال تهديد حركة الملاحة في مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله حوالي 20% من النفط العالمي، ما يؤدي إلى أزمات إمداد ضخمة وارتفاع غير مسبوق في أسعار الطاقة.

أرقام وإحصائيات

وتقدر تقارير اقتصادية أن الانقطاع الإيراني قد يسحب حوالي 2.5 مليون برميل يوميا من الأسواق، خاصة التي تصدّر إلى الصين، أكبر مستهلك نفطي في العالم، وفي حالة استمرار الانقطاع لأسابيع، فإن الدول المستهلكة ستتأثر بارتفاع تكاليف الطاقة، ما سيؤدي إلى انخفاض في النمو الاقتصادي بمعظم الاقتصادات الرئيسية بنسبة تصل إلى ما بين 0.3% – 0.5% سنويا، نتيجة لتأثير التضخم على استهلاك الأسر والشركات.

استجابة المجتمع الدولي

بدأت الدول الكبرى كالولايات المتحدة والصين ودول الاتحاد الأوروبي تحاول البحث عن حلول لتعويض النقص في الإمدادات النفطية، إما عبر زيادة الإنتاج المحلي، أو من خلال تعزيز التعاون مع الدول المنتجة للنفط مثل السعودية والعراق، ما قد يؤدي إلى ضغط على هذه الدول لزيادة إنتاجها بشكل سريع، الأمر الذي يتطلب استثمارات في البنية التحتية واستخدام الاحتياطيات الإستراتيجية.

ويدفع هذا الولايات المتحدة إلى تهدئة التوترات عبر القنوات الدبلوماسية، لتجنب المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة.

على المدى الطويل

قد يدفع هذا السيناريو الدول إلى إعادة التفكير في إستراتيجياتها للطاقة، بما في ذلك البحث عن مصادر بديلة للطاقة وتقليل الاعتماد على النفط، فأوروبا، على سبيل المثال، قد تتسارع في برامج الانتقال إلى الطاقة المتجددة، ما قد يكون له أثر سلبي طويل الأمد على الدول المنتجة للنفط.

ويعني هذا بصورة عامة أن أي ضربة إسرائيلية لحقول النفط الإيرانية ستكون لها تداعيات تتجاوز النفط وأسعاره، لتشمل الاقتصاد العالمي، وتخلق تحديات جيوسياسية وأمنية معقدة قد تستمر لسنوات.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار حقول النفط الإیرانیة

إقرأ أيضاً:

ماذا يحدث في مرتفعات الجولان؟ تفجيرات لم تقع منذ حرب 1973

على مدى عقود من الصراع، ظلت مرتفعات الجولان السورية المحتلة هادئة، وحتى بعد اندلاع حرب غزة التي أشعلت الأوضاع في المنطقة، ظل الهدوء سائدا في المرتفعات ولو نسبيا. لكن تغيرات دراماتيكية حدثت في هذه المنطقة في الآونة الأخيرة.

اعلان

تتسارع الأحداث على جبهة الجولان السوري المحتل، ما يشي بأن شيئاً ما قد يحدث، وسط تقارير إعلامية بأن إيران قد تهاجم إسرائيل براً من إحدى الجبهات المحيطة، من المرجح أن تكون الجولان.

وبدأ الجيش الإسرائيلي أعمال تشييد على طول الخط الفاصل في الجولان المعرف باسم "خط ألفا"، وفقما أظهرت صور أقمار اصطناعية حللتها وكالة "أسوشيتد برس ".

ومن بين هذه الأعمال، تعبيد طريق على طول الحدود.

وتقول الأمم المتحدة إن القوات الإسرائيلية دخلت المنطقة المنزوعة السلاح، خلال قيامها بهذا العمل.

صورة التقطت عبر الأقمار الاصطناعية تظهر قوات إسرائيلية تنفذ عمليات حفر على طول خط "ألفا" في الجولان.Planet Labs PBC/AP"انتهاك خطير"

ونقلت "أسوشيتد برس" عن قوة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في الجولان قولها "إن أعمال الجيش الإسرائيلي على طول الحدود السورية انتهاك خطير لاتفاق وقف إطلاق النار" الذي أنهى حرب عام 1973.

وبحسب الأقمار الاصطناعية، فإن العمل بدأ في أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل نشر الجيش الإسرائيلي مقاطع فيديو تظهر تدمير ألغام على الحدود في الجولان، في حدث لم يقع بهذا الحجم، منذ حرب عام 1973.

وتظهر اللقطات أعمال تفجير تحت السيطرة في حقول ألغام عديدة في الجولان، بعضها بالقرب من كيبوتس "عين زيفان" المتاخم للحدود.

وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فقد تم تدمير أكثر من 2000 لغم على مساحة تمتد 370 دونماً.

وذكرت القناة أن عمليات التفجير هذه جاءت بعد "عام من العمل المعقد" مشيرة إلى أن الغاية هي استغلال الأراضي المزروعة بالألغام في العقارات والزراعة والسياحة.

والألغام الأرضية استراتيجية دفاعية تهدف إلى إبطاء العدو أو منع قواته من المرور عبر مناطق معينة، وغالباً ما تكون هذه العبوات المتفجرة مموهة أو مدفونة تحت الأرض، وهي مصممة لتدمير الأهداف التي تعبرها.

واستخدمت إسرائيل هذه الاستراتيجية على نطاق واسع في الجولان.

وحتى الآن، لم تعلق سوريا رسمياً على كل ما يجري في الجولان، بينما امتنع مسؤولون إسرائيليون عن الحديث عن صور الأقمار الاصطناعية.

وبحسب المرصد، وهو مؤسسة حقوقية معنية بسكان الجولان، فإن أكثر من 75 ألف دونم، أي ما يقارب 6٪ من مساحة الجولان المحتلة، يُشتبه في كونها مزروعة بالألغام الموزعة على حوالى 2000 حقل.

Relatedإسرائيل تُشغل الجبهات: تطورات جديدة في الجولان تهدد هيمنة حزب اللهشاهد: بعد استهداف الجولان والجليل الأعلى بـ100 صاروخ.. الجيش الإسرائيلي يضرب منصات صاروخية لحزب اللهرصد قواعد ومواقع إسرائيلية في الجولان.. حزب الله ينشر مشاهد الحلقة الثانية طار بها "الهدهد"قلق في تل أبيب من التصعيد في الجولان السوري المحتل وحادثة مجدل شمس

لكن كيف تزيل إسرائيل أحد وسائل حمايتها في ظل حرب متعددة الجبهات؟

اعلان

البعض ربط ذلك بالاستعداد لتوغل القوات الإسرائيلية في الأراضي السورية تحسباً لهجوم إيراني مباغت.

وكان موقع "والا" الإخباري العبري الواسع الانتشار أفاد، الاثنين، نقلاً عن مصادر إسرائيلية قولها إن هناك تقديرات تشير إلى أن إيران ربما تخطط لتنفيذ هجوم بري من إحدى الجبهات المحيطة بإسرائيل.

وسيكون هذا الهجوم، إن حدث، رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنته إسرائيل على المواقع العسكرية الإيرانية أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

ومع أن المصادر لم تذكر تلك الجبهة، فإن التوقعات تشير إلى الجولان.

اعلان

وكانت دبابات إسرائيلية توغلت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في أراضي محافظة القنيطرة السورية.

وذكر الجيش حينئذ أن الهدف من ذلك: منع تسلل مسلحين من القنيطرة في اتجاه الجولان.

عملية إنزال

وعملياً، بدأت إسرائيل في توسيع نطاق عملياتها داخل سوريا، فإلى جانب القصف المتكرر، أعلنت مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري عن عملية إنزال داخل الأراضي السورية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "أحبط خطط شبكة إرهابية إيرانية" في سوريا، وذلك بعد أن اعتقل أحد أعضائها "في الأشهر الأخيرة خلال عملية استخبارية" في سوريا ونقله إلى إسرائيل للتحقيق معه.

اعلان

وأضاف أن الشخص هو علي عاصي من سكان محافظة درعا القريبة من الجولان.

وبحسب الجيش، فإن عاصي كان "يعمل على جمع المعلومات الاستخباراتية حول قوات جيش الدفاع في منطقة الحدود لتنفيذ نشاطات إرهابية مستقبلية"، متهماً إياه بأنه كان يعمل بتوجيه من "شبكة إرهابية تابعة لإيران".

المخاوف الإسرائيلية في جنوب سوريا

ودأبت إسرائيل، منذ سنوات، على القول: إن ما يثير مخاوفها هو التمركز الإيراني المتزايد في سوريا، خصوصاً في الجنوب القريب من مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها.

وبحسب معهد "كارينغي" الأمريكي للأبحاث، فإن إيران وحزب الله باتا لاعبين رئيسيين في جنوب سوريا وخصوصاً في القنيطرة، لكنهما لا يتمتعان بسيطرة مطلقة.

اعلان

وازداد وجود إيران وحزب الله في هذه المنطقة بعدما تمكن الجيش السوري من السيطرة على المنطقة في عام 2018، مع أن الأمر يلقى معارضة من الأردن وإسرائيل.

المصادر الإضافية • وسائل إعلام إسرائيلية وعربية

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ما هي الشروط الإسرائيلية لوقف الحرب على لبنان؟ هل بدأت إسرائيل في تطبيق "خطة الجنرالات" في شمال غزة؟ ماكرون دعا لوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة ونتنياهو يرد: معك أو بدونك سننتصر وصدى عارك سيلاحقك سورياالصراع الإسرائيلي الفلسطيني هضبة الجولانالسياسة الإسرائيليةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. معارك حامية في غزة والقسام تقصف القوات الإسرائيلية في نتساريم ومقتل شخصين في نهاريا بهجوم لحزب الله يعرض الآن Next من بينها رئيس الوزراء.. أصوات إسرائيلية تقايض ترامب بوقف الحرب مقابل ضم الضفة الغربية يعرض الآن Next روسيا وكوريا الشمالية تبرمان اتفاقية استراتيجية لدعم بعضهما في حال تعرض أي منهما لهجوم يعرض الآن Next هل يمكن أن تستمر الحياة بعد الموت؟ علماء يكتشفون حالة "لا حياة ولا موت" يعرض الآن Next اكتشاف موقع معركة القادسية في العراق.. تلك النقطة المفصلية في انتشار الإسلام اعلانالاكثر قراءة محافظ شرطة باريس: منع دخول الأعلام الفلسطينية إلى الملعب في مواجهة فرنسا وإسرائيل اليوم الـ 402 للحرب: إسرائيل تستمر في قصف غزة ولبنان وتعلن إصابة 26 في الجبهتين.. ومقتل ضابط و5 جنود تقرير: تحقيق إسرائيلي يشتبه في كون نتنياهو زوّر وثائق للتملص من تقصيره في 7 أكتوبر/تشرين الأول مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز نجل ترامب يسخر من زيلينسكي بعد إعادة انتخاب والده: "أنت على بعد أيام من خسارة مصروفك" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29غزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنانألمانياإسرائيلمنوعاتبنيامين نتنياهوشوكولاتةالحملدونالد ترامبتل أبيبالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث في مرتفعات الجولان؟ تفجيرات لم تقع منذ حرب 1973
  • أوبك تخفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي
  • "أوبك" تخفض توقعات نمو الطلب العالمي على النفط في 2024
  • "أوبك" تخفض توقعات نمو الطلب العالمي على النفط في 2024
  • الوطنية للنفط تحدّث كميّات استهلاك الطاقة
  • الوطنية للنفط تؤكد استمرار الزيادة اليومية في إنتاج ليبيا من النفط الخام والمكثفات
  • فوضى جديدة في أمستردام بسبب إسرائيل.. ماذا يحدث بشوارع المدينة؟ (فيديو)
  • الخارجية الإيرانية: سياسة واشنطن تؤجج الصراعات وتتحمل مسؤولية دعم الإبادة في غزة
  • مؤسسة النفط تواصل مبادرة “نفكر بالغد” بزراعة 14 ألف شتلة في الواحات
  • الوطنية للنفط: ارتفاع الإنتاج إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يوميًا