بيشم الأحذية.. القبض على رجل يوناني لسبب غريب
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
أدين رجل يوناني يبلغ من العمر 28 عامًا مؤخرًا بالتسبب في اضطرابات من خلال التعدي بشكل متكرر على جيرانه وشم أحذيتهم.
ألقي القبض على الرجل الذي لم يُذكر اسمه في الثامن من أكتوبر بعد أن رصده أحد جيرانه في سيندوس، وهي بلدة صغيرة تبعد حوالي 15 كيلومترًا (9 أميال) غرب سالونيك، في فناء منزلهم قبل الفجر بقليل وهو يشم الأحذية التي تركوها بالخارج للتهوية.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعدى فيها الرجل على ممتلكات خاصة لنفس السبب الغريب، لذلك اتصل الجار بالشرطة.
بعد سماع تفسير الرجل البالغ من العمر 28 عامًا وشهادة أحد الجيران، أصدرت محكمة الجنح ذات العضو الواحد في سالونيك حكمًا بالسجن لمدة شهر مع وقف التنفيذ، مع ثلاث سنوات من المراقبة.
وقال الرجل البالغ من العمر 28 عامًا للمحكمة: "لا أعرف بالضبط كيف وصلت إلى القيام بهذا الفعل، أشعر بالخجل الشديد وخيبة الأمل في نفسي، لا يمكنني تفسير ذلك، سأطلب الدعم لمعرفة ما يحدث وعدم جعل الأمر أسوأ"، مضيفًا أنه تعدى على ممتلكات جاره ثلاث مرات من أجل شم حذائهم لأسباب لا يستطيع تفسيرها .
واعترف المتهم بذنبه واعتذر عن تصرفاته، مضيفًا أنه لم يقصد أبدًا إيذاء أي شخص بتصرفاته، وأكد جيرانه أنه لم يتصرف معهم بعنف مطلقًا، لكنهم ما زالوا يشعرون بالانزعاج من سلوكه الغريب.
وقال الجار الذي أبلغ الشرطة في المحكمة: "لقد انزعجت وذهبت إلى الشرطة، طُلب مني الاتصال برقم الطوارئ 911 عندما رأيته يفعل ذلك، بقيت متيقظًا لمدة ثلاثة أيام وبمجرد أن رأيته في الصباح، أبلغت الشرطة وتم القبض عليه، لقد ألقينا القبض عليه متلبسًا بالجريمة.
لم يُظهر أي سلوك عدواني، لقد فهم على الفور ما كان يفعله، ولم يكن لديه أي سلوك عدواني، عندما سأله جار آخر عن سبب قيامه بذلك، أجاب: “لأنه يجعل حياتي أفضل”، أريد فقط مساعدته ووقف هذا الفعل ".
وقال الجار البالغ من العمر 60 عامًا والذي قدم الشكوى ضد جاره الشاب الذي يشم حذائهم للمحكمة إنه رأى المدعى عليه ثلاث مرات على ممتلكاتهم، مضيفًا أن جيرانًا آخرين أمسكوا به وهو يشم أحذيتهم خلال الأشهر الستة الماضية.
وبحسب ما ورد، قال الرجل لضباط الشرطة الذين ألقوا القبض عليه: "أعلم أنه نوع من المرض وسأفعل كل شيء للتعافي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رجل اخبار السوشيال ميديا اليونان من العمر
إقرأ أيضاً:
الدائرة تضيق
مع اتساع الحلم في بداية النشأة الأولى وتعدد الرؤى والآمال والمطامح والأماني، تتسع الدوائر وتكبر، فما بين مسافة نور تسحبه الشمس رويدًا رويدًا إلى آخر زاوية للظل، تبدأ مسافة الألف ميل تتقلص، وكأن كل ما تم بذله وتحقيقه والمراهنة على بقائه واستمراره يتراجع شيئًا فشيئًا. قال الله تعالى: «الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفًا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير» (الروم: 54)، فما بين فترة الضعف الأولى وفترة الضعف الثانية، ثمة مسافة زمنية تتسع لذات الأحلام والأماني والطموحات. تطول هذه المسافة لتستهلك كل القوة التي وهبها الله للإنسان لإعمار الأرض. ومع أنها طويلة جدًا من العمر الأول (مرحلة الصبا) إلى العمر قبل الأخير (مرحلة الشباب والفتوة والرجولة)، هذه المرحلة الثائرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تبدأ بعدها المرحلة الأخيرة التي تستجمع ما تبقى من قوى لعلها تسعف هذا الجسم المنهك من الجهد المضني ليُتكئ على رجله الثالثة «العصا».
في هذه الفترة، ثمة تصارع مستمر بين عمري الإنسان: العمر البيولوجي والعمر الزمني. هذا الصراع هو الذي ينهك العمر البيولوجي أكثر من العمر الزمني. فقد يكون عمر الإنسان الزمني (60 عامًا)، ولكن عمره البيولوجي أقل من ذلك انعكاسًا لمجموعة الأمراض التي يعاني منها، ومجموعة الانتكاسات والظروف القاسية التي يمر بها. ومع ذلك، لا يزال يتسلح بأمل «إن غدًا لناظره قريب»، وثمة قرب قد يكون أقسى من سابقه. والإنسان يجاهد حتى لا تضيق به الدوائر التي تحيط به من كل صوب: دائرة الفقر، ودائرة المرض، ودائرة تأزم العلاقات، ودائرة عدم تحقق الآمال والطموحات، ودائرة الصد والرد من القريب والبعيد، حتى يكون قاب قوسين أو أدنى من مرحلة «ثم جعل من بعد قوة ضعفًا وشيبة» حسب نص الآية الكريمة، حيث تعود الحالة إلى مربعها الأول {الله الذي خلقكم من ضعف...}. هنا لم تعد هناك دوائر كثيرة تترك لهذا الإنسان فرصة الاختيار. حيث لا خيارات متاحة، هي دائرة واحدة تضيق أكثر فأكثر. فلا رغبة في جديد تبدأ مرحلة تأسيسه الآن، ولا رغبة في إنشاء صداقة جديدة، فكل الصداقات التي كانت كانت مجرد وسيلة لأمر ما، وقد تحقق هذا الأمر أو تعذر. ولا رغبة في حلم يدغدغ المخيلة، فكل الأحلام أصبحت فراغًا منسيًا. ما يتذكر منه لن يغري بما كان الحال قبل ذلك؛ لأن الشعور الآن هو أننا لا نريد أن ندخل في معترك فقدنا ملكيته بالفعل. فلا القوة هي القوة، ولا الصحة هي الصحة، ولا التفكير هو التفكير، ولا مساحة العطاء الممنوحة لنا من لدن رب العزة والجلال هي المساحة ذاتها كما كان الأمر مع بداية النشأة.
«الدائرة تضيق»، هنا، وحتى لا يُساء الفهم، ليس ثمة يأس يعيشه أحدنا لحالة خاصة، ولكن الأمر سياق طبيعي في حياة كل منا وصل إلى مرحلة «ضعفًا وشيبة». والمجازفة بالشعور خارج هذا السياق تبقى حالة غير مأمونة العواقب، كمن يحب أن يردد «أن العمر الزمني مجرد رقم» فيظل سابحًا في غيه، متناسيًا فيه فضل ربه، ومتجاوزًا بذلك العمر البيولوجي، وهو العمر الذي تقاس عليه الحالة الحقيقية لما يصل إليه الإنسان في مرحلة «ضعفًا وشيبة». ولذلك، فلا مغامرة مقبولة ومستساغة في مرحلة «ضعفًا وشيبة». فهل ننتبه؟ أو ينتبه أحدنا لذلك؟ هنا تكمن المشكلة، ويكمن الحل أيضًا.