التسوية في الجنوب.. بوابة الخروج من الجحيم!
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
من الواضح أنّ المعارك الحاصلة في جنوب لبنان وصلت إلى مرحلة من الجمود العسكري، إذ إن العدوّ الاسرائيلي حقّق في الأيام الأولى للحرب من خلال العمليات الجوية كل ما يمكن تحقيقه، وها هو اليوم بات يقوم باستهداف أهداف مدنية في إطار عملية إثبات حضوره في المعركة وأنّ الحرب لا تزال تهدّد عودة المدنيين الى الجنوب والبقاع.
من الواضح أيضاً أنّ المعركة البريّة في الجنوب قد وصلت الى حائط مسدود وفق التكتيكات الاسرائيلية الحالية، ما يعني أن ثمة احتمالين أمام اسرائيل؛ الاول هو إنهاء العملية البرية، ما من شأنه أن يُشكّل هزيمة كبرى تجعل اسرائيل عاجزة عن التفاوض بقوّة لأنّ التفاوض السياسي وما يستتبعه من مكتسبات لا يمكن الحصول عليها من دون دفع عسكري على مستوى الجغرافيا، أي أن تحقق اسرائيل إنجازاً في البرّ وتُحكم سيطرتها على القرى والمدن بواسطة القوات البرية.
أما الاحتمال الثاني فيترّكز حول توسيع العدوّ للعملية البرية والزج بعدد كبير من الآليات في عملية اجتياح كبرى عبر ممرات معروفة جغرافياً في لبنان، وهذا الحلّ قد يشكّل ذروة ما يتمنّاه "حزب الله" اليوم، لأنه سيقود الى الالتحام الذي لطالما أمل به امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، وحينها سنكون امام اقتحام برّي واسع وإنجاز نسبي، أي أن اسرائيل قد تتوغّل في بعض القرى.
لكن هذا الدخول سيشكّل حالة من الاستنزاف التي لم تشهد اسرائيل لها مثيلاً من قبل، أي أننا قد نشهد تدمير عشرات الاليات والدبابات الاسرائيلية وقتل عشرات الجنود وجرح المئات، وهذا ليس تحليلاً عسكرياً وإنّما قياساً بالنسبة للانتكاسات التي تعرّضت لها اسرائيل في الايام الاولى للعملية البرية عند القشرة الحدودية.
هكذا يصبح الحديث عن تسوية متوقفا أمام هذين الاحتمالين، سواء في حال لم تعد اسرائيل ترغب باستمرار المعركة البرية وواصلت بالمقابل صواريخ المقاومة، بمعزل عن حجمها، دك الشمال والقواعد العسكرية في حيفا وتل أبيب، فإنّ اسرائيل ستتجه بطبيعة الحال الى عملية تسوية الا في حال اتخذت القرار بخوض الحرب مع إيران. وسواء اتجهت الى استكمال حربها البرية، فإنّ التسوية أيضاً ستشكّل بوابة الخروج من الجحيم. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بري: أي حل أو تسوية تحقق مصلحة إسرائيل على حساب لبنان وسيادته مرفوض
أكد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، اليوم الثلاثاء، أن موقف لبنان من أي تسوية هو وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 بلا حرف زائد أو حرف ناقص.
وقال بري، في تصريحات لصحيفة الجمهورية اللبنانية، إن أي حل أو تسوية تحقق مصلحة إسرائيل على حساب لبنان وسيادته مرفوض، متسائلا: هل من عاقل يعتقد أننا سنوافق على تسوية أو حل يحقق مصلحة إسرائيل على حساب لبنان وسيادته؟.
ورداً على سؤال عن إعلان وزير الدفاع الاسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن إسرائيل انتصرت على حزب الله، أوضح بري: عن أي انتصار يتحدثون، هل انتصروا في غزة، 13 شهراً من الحرب على القطاع، ولم يتمكنوا من إعادة الأسرى، ولم يتمكنوا من حماس، بالعكس فإن حماس ما زالت تقاتل وتقاوم بشراسة، والأسرى الإسرائيليون ما يزالون لديها.
وأشار إلى أنه في لبنان قاموا باغتيالات لقيادات حزب الله ودمروا البيوت وهدموا الأبنية المدنية وقتلوا المدنيين، فهل هذا انتصار، وهل انتصروا على أرض الواقع، وهل مكنتهم هذه الاغتيالات وكل هذا التدمير والقتل من الانتصار؟.
ويأتي هذا فيما تتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ أعلنت حماس بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل.
وأسفر القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، عن وقوع أكثر من 43 ألف قتيل وأكثر من 102 ألف مصاب.
وبداية أكتوبر الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء تنفيذ عملية برية محدودة في جنوب لبنان، ضد أهداف وبنى تحتية لـ حزب الله، في عدد من القرى القريبة من الحدود، بحسب قوله.
وارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى 2867 قتيلًا و13047 مصابًا منذ بدء التصعيد وفقًا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية.
اقرأ أيضاًقصف إسرائيلي يستهدف محيط طريق أرزون - صريفا جنوبي لبنان
العدوان على فلسطين ولبنان يضع النظام الدولي على المحك.. نص كلمة السيسي أمام القمة العربية الإسلامية
بث مباشر.. القمة العربية الإسلامية لبحث جهود وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان