تحت سياط التعذيب.. مأساة سليمان نموذج لمعاناة الأسرى والمختطفين في سجون الحوثي
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
الصورة تعبيرية
تصاعدت الانتهاكات والجرائم التي تطال الأسرى والمختطفين في سجون مليشيا الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، حيث تتعدد الشهادات حول ممارسات تعذيب ممنهجة وقاسية تستهدف المعتقلين، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة.
وتحدثت مصادر حقوقية لوكالة خبر، عن مأساة متجددة ارتكبتها مليشيا الحوثي مع الأسير محمد سليمان من محافظة ذمار جراء التعذيب المستمر في سجونها بصنعاء.
وأفادت المصادر ان الأسير محمد سليمان، البالغ من العمر 36 عامًا، وقع في أسر مليشيا الحوثي في منطقة صرواح بمحافظة مأرب عام 2020.
وبحسب المصادر، خضع سليمان لجولات من التعذيب الوحشي المستمر، والذي تسبب له في أضرار جسدية ونفسية خطيرة، حتى أنه فقد الوعي مرات عديدة نتيجة التعذيب المفرط، إلا أن ذلك لم يمنعه من الوقوع في أيدي جلادين لا يعرفون للرحمة معنى.
ولفتت المصادر أن الأسير محمد سليمان توفي تاركًا خلفه زوجة وأربعة أطفال، لتبقى ذكراه وشهادته مثالًا مؤلمًا على ما يعانيه الأسرى والمختطفين في السجون الحوثية.
وعقب وفاته، قامت المليشيا بإبلاغ أسرته لاستلام جثته، في حادثة ليست الأولى من نوعها، بل تتكرر مع كثير من الأسرى الذين يلقون حتفهم تحت التعذيب - وفقا للمصادر.
سياسة قمعية ووحشية ممنهجة
وتؤكد مصادر حقوقية أن حالة محمد سليمان ليست استثناءً، بل هي جزء من نمط قمعي ممنهج تتبعه مليشيا الحوثي تجاه المعتقلين لديها، سواء كانوا أسرى حرب أو مختطفين.
وتشمل أساليب التعذيب استخدام الأدوات الحادة، الضرب العنيف، التعليق من الأطراف لفترات طويلة، والصعق الكهربائي، إضافة إلى الحرمان من الرعاية الصحية. كما يتعرض بعض الأسرى أيضًا للتهديد المستمر والابتزاز النفسي، مما يتركهم في حالة دائمة من الرعب واليأس.
نداءات حقوقية للتدخل الدولي
مع تصاعد هذه الانتهاكات، تجددت نداءات المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية للمجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان للتحرك الفوري من أجل إنقاذ آلاف المعتقلين في سجون مليشيا الحوثي.
ويطالب الناشطون الحقوقيون بضرورة إرسال لجان دولية للتحقيق في أوضاع السجون الخاضعة للمليشيا، والعمل على توثيق الجرائم المرتكبة ضد المعتقلين، تمهيدًا لإحالة المسؤولين عنها إلى العدالة ودعم الجهود الرامية لإيقاف الانتهاكات.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی محمد سلیمان
إقرأ أيضاً:
رحلة عذاب من غزة لسجون الاحتلال.. مأساة أسير فلسطيني بين القهر والتعذيب
"خرجنا من عذاب إلى عذاب، من سجن صغير إلى سجن أكبر"، بهذه الكلمات يلخص الأسير ماهر هنا معاناته في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد الإفراج عنه في 20 أغسطس/آب الماضي، لينتقل إلى مرحلة أخرى من القهر والمعاناة.
بدأت رحلة معاناة ماهر منذ اللحظة الأولى لاعتقاله في منطقة الصناعة بمدينة غزة، وذلك بعد تلقيه اتصالا في 7 يوليو/تموز الماضي من جيش الاحتلال الإسرائيلي يأمره بمغادرة منطقته في حي الدرج وسط غزة والتوجه إلى مكان آمن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فيديوغراف.. كيف تتصرف إذا اعتُقل طفلك بالقدس؟list 2 of 2تقرير حقوقي: 160 مليون طفل عامل "متسرب" في العالمend of list اعتقال وتنكيليقول ماهر للجزيرة نت "نزحت إلى منطقة الصناعة، وخلال ساعات الليل اقتحم الجيش المنطقة وحاصرها واعتقل جميع المواطنين، وبعد ذلك تم فصل الرجال عن النساء والأطفال"، وتعرض المعتقلون للضرب الشديد قبل نقلهم إلى منطقة نتساريم، حيث احتُجزوا بالقرب من حفر تشبه القبور، في مشهد يوحي بأنهم سيُدفنون فيها أحياء.
ويضيف "تم تحميلنا في شاحنات مليئة بالحصى، وألقونا على بطوننا، ثم كبّلوا أيدينا وأرجلنا بقيود حديدية من الساعة التاسعة مساء إلى التاسعة صباحا، وبعدها وصلنا إلى سجن سدي تيمان منهكين، وعند وصولي إلى السجن أمسك بي الجندي ودفعني من أعلى الدرج، مما أدى إلى إصابتي، ولم أتلقَ أي رعاية طبية طوال فترة الأسر".
ويروي كيف نُقل للتحقيق معه، وكيف ظل 4 أيام كاملة مكبلا ومعصوب العينين في غرفة تُعرف بـ"الديسكو"، لأنه يتم فيها تشغيل أصوات مرتفعة تهز المكان.
ويصف ماهر الظروف في سجن سدي تيمان الذي مكث فيه 14 يوما، وكيف يفتش الأسرى ويُضربون بالعصي ويُصعقون بالكهرباء كل يومين، وتكون أيديهم مكبلة ويجلسون على ركبهم من الخامسة صباحا حتى الـ12 عند منتصف الليل.
رحلة عذابثم نُقل ماهر إلى سجن عوفر، إذ جاءت القوات الخاصة وأخرجت الأسرى فردا فردا، وخلال نقلهم تعرضوا للضرب على رؤوسهم وصدورهم طوال الطريق حتى وصولهم إلى السجن.
وخلال مرحلة السجن وما فيها من تعذيب وحشي كان الأسرى يتلقون وجبة واحدة يوميا، ويُمنعون من الصلاة، ويجبرون على الانبطاح أرضا كلما دخل جندي إلى زنزانتهم، كل هذا دون أن توجه لهم أي تهمة، أو تثبت عليهم أي "جريمة".
ولا ينجو من هذا التنكيل المصابون أو ذوو الاحتياجات الخاصة، إذ يؤكد ماهر أن المواطنين المعتقلين من مستشفى الشفاء في غزة والمبتورة أطرافهم يتم تكبيلهم ولا يقدم لهم أي علاج في السجن.
وتحدّث بمرارة عن حرمانه من التواصل مع عائلته، فطوال فترة الأسر لم يكن يعرف مكان ابنه ولا مصير زوجته التي بقيت في غزة، وهم الآن في شمالها وهو في الجنوب بعد أن قطع الاحتلال الإسرائيلي أوصال القطاع من خلال حاجز نتساريم.
انتهاك الحقوقوتفيد تقارير حقوقية وإعلامية بأن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا في سجن سدي تيمان انتهاكات حقوقية فظيعة بحق المعتقلين، وأذاقوهم مختلف أصناف التعذيب والإهانة.
ففي ديسمبر/كانون الأول 2023 ومع ظهور أولى التقارير عن هذه الانتهاكات تحدثت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن حالات تعذيب للأسرى في هذا السجن، تلتها فيما بعد تقارير إعلامية وحقوقية أخرى في السياق نفسه ذكرت بعضها أن عشرات الأسرى الفلسطينيين قتلوا في هذه السجون.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة -وتحديدا منذ بدء عملية التوغل البري في القطاع- أكدت منظمة أطباء لحقوق الإنسان -في بيان لها- أن "الجيش الإسرائيلي اعتقل آلاف الغزيين، من بينهم قاصرون ونساء ومسنون وعشرات من الطواقم الطبية، ولم تنجح كل المحاولات لتحديد مكانهم جميعا، أو الحصول على معلومات عن حالتهم ومصيرهم، وسط الإخفاء القسري بحق الكثير منهم".