حكم إيقاظ النائم للصلاة.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن النائم يسقط في حقه التكليف بأداء الصلاة، ولا يتوجه إليه الخطاب حال نومه، وإنما يتوجَّه إليه بعد الاستيقاظ، ويكون الواجب عليه حينئذٍ أداءها إن كان في الوقت متسع، وقضاء ما فاته إن كان الوقت قد انتهى.
حكم إيقاظ النائم للصلاة
واوضحت الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى عظم من شأن الصلاة في القرآن الكريم ونَوَّه بأهميتها وعلوّ مكانتها في الإسلام، فأوصى بالمحافظة عليها في أوقاتها المفروضة، مُؤكِّدًا على ما فيها من الذِّكْر والخشوع وخضوع القلب والبدن لله سبحانه وتعالى، والإتيان بما أمر به والابتعاد عما نهى عنه؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وقال تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ [الإسراء: 78].
آراء الفقهاء في حكم إيقاظ النائم لأداء الصلاة
وأضافت الإفتاء أن الفقهاء اختلفوا في حكم إيقاظ النائم للصلاة، فذهب فقهاء الحنفية والحنابلة إلى وجوب إيقاظه، وقَيَّد الحنابلة ذلك بضيق الوقت.
وذهب الشافعية إلى أنَّه يستحب إيقاظ النائم للصلاة لا سيما عند ضيق الوقت، إذا لم يخش عليه ضرر.
قال الإمام النووي في "المجموع شرح المهذب" (3/ 74، ط. دار الفكر): [يستحب إيقاظ النائم للصلاة، لا سيما إن ضاق وقتها؛ لقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ [المائدة: 2]، ولحديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُصلِّي صلاته من الليل، وأنا معترضة بين يديه، فإذا بقي الوتر أيقظني، فأوترت"] اهـ.
وتوسَّط المالكيةُ في هذه المسألة؛ فوافقوا الحنفية والحنابلة في أنَّه يجب إيقاظ النائمِ للصلاة الواجبة خاصة، أَمَّا في المندوبة فوافقوا الشافعية في أنه يستحب الإيقاظ.
وورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِه، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ». رواه أبو داود والنسائي والدارقطني في "سننهم"، وابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، والحاكم في "المستدرك"، وصَحَّحه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيقاظ النائم إيقاظ النائم للصلاة الصلاة
إقرأ أيضاً:
حكم أداء قيام الليل بعد صلاة العشاء مباشرة.. أمين الإفتاء يجيب
أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين دار الإفتاء المصرية، أن أداء قيام الليل يجوز بعد الانتهاء من صلاة العشاء مباشرة، ويستمر وقتها حتى قبيل دخول وقت الفجر، مشيرًا إلى أن الأفضل أن تُؤدى في الثلث الأخير من الليل لما في هذا الوقت من بركة وأجر عظيم.
وقيام الليل من العبادات العظيمة التي حثّ عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فهي سنة مؤكدة عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولها أثر بالغ في تثبيت الإيمان والتقرب من الله تعالى. يقول الله عز وجل في سورة المزمل: «يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمْ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا...»، وهي دعوة مباشرة لإحياء الليل بالعبادة وقراءة القرآن.
وقد مدح الله تعالى أهل الإيمان الذين يتقربون إليه بقيام الليل فقال: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ...»، وهو وصف يدل على مدى إخلاصهم وإقبالهم على ربهم في ساعات السكون.
وفي شهر رمضان، يتضاعف أجر قيام الليل، وخصوصًا في ليلة القدر، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه»، لما في هذه الليلة من خير كثير وخلوة بين العبد وربه لا يراها أحد سواه.
أما وقت قيام الليل، فيمتد من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، وأفضل أوقاته هو الثلث الأخير من الليل، حيث ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا ويقول: «هل من سائل فيُعطى؟ هل من داعٍ فيُستجاب له؟ هل من مستغفر فيُغفر له؟».
وفيما يخص عدد ركعات قيام الليل، فلا حد لها، ويجوز أن يُصلي المسلم ما يشاء من الركعات، ولكن الأفضل أن تكون إحدى عشرة ركعة مع الوتر، اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وتُصلّى مثنى مثنى، كما جاء في الحديث الشريف: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلّى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى».
ويُستحب في هذه الصلاة الخشوع والطمأنينة، فالقليل مع الإخلاص والخشية خير من كثير بلا تدبر، فقيام الليل عبادة لا تُقاس بعدد الركعات بل بحضور القلب والإخلاص في القرب من الله.