ذكرت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أن كاتب المقال تلقى رسالة من أحد أصدقائه في طهران بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية جاء فيها: "نحن على وشك النزول إلى الشوارع لتوزيع الحلوى". وبحسب الصحيفة، "نعم، يحتفل الشعب الإيراني بأغلبية ساحقة بعودة ترامب إلى البيت الأبيض. قد يصدم هذا القراء، لكن التفسير بسيط: لقد أدى انتخاب ترامب إلى إخفاق نظام آية الله في إيران،وهو النظام الذي كان الشعب الإيراني يائسًا للإطاحة به لعقود من الزمان.
إن انتخاب ترامب هو أسوأ سيناريو ممكن للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والحرس
الثوري الإسلامي. لقد كانت عبارة "إيران كانت مفلسة عندما كنت في السلطة" من بين العبارات المفضلة التي يرددها ترامب في حملته الانتخابية، وهي تعطي إشارة واضحة إلى أن إحدى خطواته الأولى في السياسة الخارجية ستكون إحياء سياسة "الضغط الأقصى" على النظام". وتابعت الصحيفة، "لقد كانت سياسة "الضغط الأقصى" التي انتهجها ترامب، والتي أدت إلى خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 وإعادة فرض العقوبات، وخاصة على قطاعي النفط والغاز اللذين يسيطر عليهما الحرس الثوري الإيراني، فعالة للغاية. فقد انخفضت صادرات النفط الإيرانية إلى 200 ألف برميل يوميا. وحتى الصين، التي كانت قلقة بشأن الوصول إلى السوق الأميركية، امتثلت للعقوبات، مما حرم طهران من مليارات الدولارات.ولا يمكن إنكار أن "الضغط الأقصى" أدى إلى ركوع اقتصاد النظام وألحق ضررا كبيرا بقدرة شبكة الفصائل المسلحة التابعة للحرس الثوري الإيراني على العمل: من حماس إلى حزب الله". وأضافت الصحيفة، "في عهد الديمقراطيين، سمح التخلي عن "الضغوط القصوى" للنظام الإيراني بتصدير ما يصل إلى 139 مليار دولار من مبيعات النفط، والوصول إلى مليارات الدولارات من الأصول غير المجمدة. وقد مكّن هذا التدفق النقدي بشكل مباشر من شن الهجوم على إسرائيل في السابع من تشرين الأول. لكن تجفيف التدفق النقدي لخامنئي لن يكون الضربة الوحيدة التي يوجهها ترامب للحرس الثوري الإيراني ووكلائه، ومن المؤكد تقريبًا أن الرئيس المنتخب سيستعيد الردع العسكري الأميركي في الشرق الأوسط لجعل آية الله وأصدقائه يفكرون مرتين قبل شن الهجمات". وبحسب الصحيفة، "في السنوات الأربع الماضية، أوضحت إدارة جو بايدن لخامنئي أن الولايات المتحدة لن تفرض عواقب عسكرية مباشرة على الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك عندما قتل وكلاء الحرس الثوري الإيراني ثلاثة جنود أميركيين في كانون الثاني من هذا العام. وفي الواقع، لقد شكل هذا النهج حسابات النظام الإيراني وجعله يعتقد أنه يمكنه الإفلات من التصعيد دون عواقب.وكانت النتيجة هجمات صاروخية مباشرة غير مسبوقة على إسرائيل وتصعيد برنامجها النووي إلى مستوى قريب من مستوى الأسلحة، وهو أمر لم يحدث في عهد ترامب على الرغم من الانسحاب من الاتفاق النووي. وهذا يمثل فرقًا صارخًا عن عندما صدم ترامب طهران بأمره باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني. لن يستعيد ترامب الردع الأميركي في الشرق الأوسط فحسب، بل من المرجح أن يرفع القيود المفروضة على جهود إسرائيل لتفكيك شبكة الحرس الثوري الإيراني". وبحسب الصحيفة، "هل يستطيع خامنئي أن يلجأ إلى صديقه القوي في موسكو طلبا للدعم؟ فمنذ غزو روسيا لأوكرانيا، زود آية الله فلاديمير بوتين بالصواريخ والطائرات من دون طيار، على أمل تأمين علاقة استراتيجية. ولكن ترامب قد يكون المدمر النهائي في "علاقة الحب" بين بوتين وخامنئي، وإذا أبرم ترامب صفقة في أوكرانيا ترضي موسكو، فهل يظل بوتين مخلصا لآية الله؟ يشير التاريخ إلى أن بوتين ليس معروفا بالالتزام ولن يجد أي مشكلة في التخلي عن خامنئي لتلبية احتياجاته الخاصة. ومع قلة الخيارات، من المؤكد أن آية الله لن يكون لديه خيار سوى مصافحة ما يسميه "الشيطان الأكبر"، فترامب في نهاية المطاف صانع صفقات. ولكن هنا تأتي الضربة القاضية. فلا يمكن رؤية خامنئي وهو يصافح الرجل الذي قتل سليماني". ورأت الصحيفة أن "كل هذا من شأنه أن يضع النظام الإسلامي في إيران في أضعف موقف له منذ 45 عاما. وإذا ما تبعت الضغوط القصوى التي يمارسها ترامب الدعم الأقصى للشعب الإيراني، فقد لا يتبقى في إيران بحلول نهاية رئاسة ترامب أي نظام ديني. قد لا يسعى ترامب إلى تغيير النظام بشكل صريح كسياسة، ولكن هذا قد يكون أحد العواقب غير المقصودة لأفعاله. ففي نهاية المطاف، بالنسبة لترامب، فإن السياسة شخصية، وإذا كانت هناك "قائمة انتقام"، فمن المؤكد أن خامنئي سوف يكون على رأس القائمة". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
الحرس الثوری الإیرانی
آیة الله
إقرأ أيضاً:
موقف يثير تفاعلا من موقف أردوغان مع بدء كلمة الأسد في قمة الرياض
وغاب أردوغان عن مقعده المحدد في قاعة القمة بينما كان يلقي الأسد كلمته التي استمرت ما يقرب من 6 دقائق، في خطوة أعادت إلى الأذهان موقفا مماثلا اتخذه النظام السوري ضد تركيا.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، انسحب وزير خارجية النظام آنذاك فيصل القاسم من قاعة اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة أثناء قيام نظيره التركي هاكان فيدان بإلقاء كلمته.
وفي قمة الرياض، أظهرت لقطات مصورة تداولها ناشطون جلوس سفير تركيا لدى السعودية أمر الله إشلر في مكان أردوغان خلال كلمة رئيس النظام السوري، الأمر الذي أثار تفاعلا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، شدد وزير الخارجية التركي على عدم استعداد النظام السوري لتطبيع العلاقات مع تركيا والتفاوض مع المعارضة لإنشاء إطار سياسي.
وجاءت تصريحات فيدان بعد أيام من كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن توقف عملية التفاوض بين تركيا والنظام السوري على خلفية اختلاف في مواقف الطرفين إزاء الوجود العسكري التركي في شمال غرب سوريا، وذلك على الرغم من تكثيف أنقرة جهودها خلال الأشهر الأخيرة بهدف تطبيع العلاقات مع دمشق.
وقال لافروف في حديث مع صحيفة "حرييت" التركية، إن "اختلاف مواقف دمشق وأنقرة (بشأن انسحاب القوات التركية) أدى إلى توقف عملية التفاوض".
وأضاف أن نظام الأسد "يصر على أنه من الضروري أولا توضيح مسألة انسحاب الوحدات العسكرية التركية من الأراضي السورية. وبينما تؤكد تركيا التزامها بسيادة سوريا ووحدة أراضيها من حيث المبدأ، لكنها تعرض مناقشة مسألة سحب القوات في وقت لاحق".
وكان أردوغان الذي أعلن في أكثر من مناسبة عزمه على اللقاء مع الأسد في تركيا أو بلد ثالث، كشف في تصريحات صحفية في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عن طلبه من نظيره الروسي فلاديمير بوتين المساعدة في ضمان التواصل مع النظام السوري من أجل تطبيع العلاقات بينهما.
وأشار أردوغان إلى أن "تأثير روسيا على الحكومة السورية معروف"، متسائلا: "هل سيطلب السيد بوتين من الأسد اتخاذ هذه الخطوة؟ لندع الوقت يجيب على ذلك". يشار إلى أن دمشق كانت تعد حليفا اقتصاديا وسياسيا مهما لأنقرة قبل انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث شهدت العلاقات بين البلدين مرحلة مزدهرة، تكللت بلقاءات عائلية بين الأسد وأردوغان، إلا أن العلاقات تدهورت بشكل غير مسبوق في تاريخ البلدين؛ على خلفية رفض أنقرة عنف النظام ضد الاحتجاجات الشعبية، ثم اتجاهها إلى دعم المعارضة السورية. سوريا