خسرت الساحة الثقافية السودانية والعربية الشاعر السوداني هاشم صديق الملقب بـ«شاعر الملحمة»، الذي ترك بصمة عميقة في وجدان القراء بقصائده التي مزجت بين الحنين إلى التراث السوداني ورؤيته المستقبلية، فهو أحد المبدعين الذين ربطوا بين الشعر والمسرح والغناء، فترك بصمات لا تُنسى في الذاكرة الثقافية السودانية.

سبب وفاة الشاعر السوداني هاشم صديق

ورحل الشاعر السوداني الكبير والكاتب المسرحي هاشم صديق، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مساء يوم السبت الماضي، وأوضحت صحيفة «الحدث السوداني» أنّ سبب وفاة الشاعر السوداني هاشم صديق هو معاناته مع مشاكل صاحية لازمته في السنوات الأخيرة،  إذ كان يتردد على المستشفيات بانتظام لتلقي العلاج، حتى تدهورت حالته الصحية ورحل عن عالمنا تاركًا وراءه أعمالًا فنية أثرت الثقافة السودانية وذاع صيتها في العالم العربي.

الشاعر السوداني هاشم صديق من مواليد عام 1957 في حي شرق بمدينة أم درمان، السودان، والتحق بروضة في مسقط رأسه، قبل أن يبدأ تعليمه الأولي هناك، ثم انتقل إلى مدارس الأحفاد، ودرس بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح، وحصل على شهادة البكالوريوس في النقد المسرحي بتقدير امتياز في عام 1974.

معلومات عن الشاعر السوداني هاشم صديق

تلقى الشاعر هاشم صديق علومه الأولى في مجال المسرح والتمثيل على أيدي نخبة من الأساتذة الرواد، منهم إسماعيل خورشيد والسر أحمد قدور والفاضل سعيد ومحمود سراج والطاهر شبيكة وغيرهم، الذين أسسوا له قاعدة صلبة في هذا المجال، وفي عام 1976، واصل هاشم صديق رحلته الأكاديمية في مجال الفنون المسرحية، حيث سافر إلى المملكة المتحدة للالتحاق بمدرسة التمثيل المرموقة «إيست 15» في اسيكس، حيث طور مهاراته في التمثيل والإخراج. 

بعد عودته إلى السودان، أسهم هاشم صديق بشكل فعال في تطوير التعليم المسرحي، حيث عمل أستاذًا محاضرًا ومشاركًا بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح حتى عام 1995، ومن أهم إنجازاته خلال تلك الفترة إنشاء مكتبة المسرح السوداني الشاملة، التي تضمنت مجموعة قيمة من الكتب والمواد السمعية والبصرية، لتصبح مرجعًا أساسياً للباحثين والمهتمين بالمسرح. 

أبرز أعمال الشاعر السوداني هاشم صديق

ومن أبرز أعماله أوبريت «قصة ثورة» أو «الملحمة»، الذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ الموسيقى والمسرح السوداني، وقد تمكن بالتعاون مع الموسيقار محمد الأمين، من تقديم أول تجربة ناجحة للغناء الموسيقي الكورالي في البلاد، ليثري الساحة الفنية السودانية بعمق. 

وبرز هاشم صديق في مجال المسرح بأعمال بارزة مثل «أحلام الزمان» التي حازت جائزة الدولة لأفضل نص مسرحي عام 1973 و«نبتة حبيبتي» التي نالت جائزة النص الأدبي عام 1974، كما قدم إسهامات قيمة في الدراما الإذاعية والتلفزيونية، حيث تناول قضايا المجتمع السوداني بعمق وحساسية، ما جعله أحد أبرز رواد الدراما السودانية. 

وامتد تأثير شعر هاشم صديق ليشمل أوساط الموسيقيين، حيث غنى له كبار الفنانين السودانيين أمثال محمد الأمين ومصطفى سيد أحمد وأبو عركي البخيت وسيد خليفة، وقد تمكن شعره من أن يجمع بين عشق الوطن وتطلعات الشعب، مما جعله صوتًا يعبر عن آمال الأمة وأحاسيسها، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الفنية السودانية. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الشاعر السوداني هاشم صديق الشاعر هاشم صديق هاشم صديق شاعر السودان هاشم صديق الشاعر السودانی هاشم هاشم صدیق

إقرأ أيضاً:

من صديق إلى عدو| ترامب ينقلب على زيلينسكي ويشعل الجدل.. هل تنتهي الحرب؟

في تطور جديد يعكس مواقفه المثيرة للجدل، شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومًا حادًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، محمّلاً إياه مسؤولية استمرار الحرب في أوكرانيا. تصريحات ترامب أثارت ردود فعل واسعة، لا سيما مع تأكيده أن روسيا باتت تمتلك "أوراقًا رابحة" تجعل موقفها التفاوضي أقوى. تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول موقف الولايات المتحدة من الحرب في أوكرانيا ومستقبل التحالفات الدولية.

ترامب: زيلينسكي جرّ الولايات المتحدة إلى حرب لا يمكن الانتصار فيها

أكد ترامب في مقابلاته الأخيرة مع وسائل الإعلام الأميركية أن روسيا باتت في موقع قوة نتيجة سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي الأوكرانية، مما يمنحها أفضلية في أي مفاوضات مستقبلية. وأضاف قائلاً: "الروس يريدون إنهاء الحرب، لكنهم يمتلكون زمام المبادرة، بينما أوكرانيا أصبحت دولة محطمة بسبب سياسات زيلينسكي".

ترامب، الذي طالما أبدى تحفظات على تقديم دعم غير مشروط لأوكرانيا، لمّح إلى أن الولايات المتحدة تُستدرج إلى حرب لا يمكن الانتصار فيها، وهو ما يتماشى مع موقفه المتشدد بشأن تقليص الدعم العسكري والمالي لكييف.

علاقة ترامب وزيلينسكي: توتر متزايد وعدم ثقة

لم يكن الخلاف بين ترامب وزيلينسكي وليد اللحظة، بل تعود جذوره إلى فترة رئاسة ترامب، عندما طلب زيلينسكي مستندات تتعلق بفساد عائلة بايدن، مما خلق فجوة عميقة بين الطرفين.

يرى محللون أن تصريحات ترامب الأخيرة تعكس استمرار هذا التوتر، لا سيما أن موقفه المتحفظ تجاه أوكرانيا لا يحظى بالإجماع داخل الحزب الجمهوري. فبينما يفضل بعض الجمهوريين مواصلة دعم كييف، يتبنى ترامب سياسة انعزالية تركز على "أميركا أولاً".

الجدل حول علاقة ترامب وبوتين: تحالف غامض أم استراتيجية براغماتية؟

إلى جانب مواقفه تجاه زيلينسكي، تثير علاقة ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين العديد من التساؤلات. فبينما يرى البعض أن ترامب يسعى لتعزيز المصالح الأميركية عبر نهج براغماتي، يعتقد آخرون أن مواقفه تميل لصالح روسيا على حساب الحلفاء التقليديين.

في هذا السياق، أشار الباحث السياسي عبد الحسين إلى أن "هناك علاقة غامضة بين ترامب وبوتين، وهو ما يثير انتقادات حتى داخل أوساط الحزب الجمهوري". وأضاف أن ترامب يفضل التعامل مع "الشخصيات القوية" مثل بوتين، وهو ما يعتبره البعض مؤشرًا على انحيازه للأنظمة السلطوية.

تراجع الدعم الأميركي لأوكرانيا وسط تصاعد الغضب الداخلي

تزامنت تصريحات ترامب مع تصاعد حالة الغضب في الداخل الأميركي بشأن حجم الدعم المقدم لأوكرانيا، خاصة مع عدم وضوح مصير مليارات الدولارات التي تم تخصيصها لكييف. حتى أن الملياردير الأميركي إيلون ماسك دعا إلى فتح تحقيق حول هذه المساعدات، بعد إقرار زيلينسكي بعدم معرفته بمصير حوالي 100 مليار دولار منها.

من جهة أخرى، أشارت تقارير إلى أن ترامب استشاط غضبًا بعد وصف زيلينسكي لرؤيته للحرب بأنها "قائمة على الأخبار الكاذبة"، مما زاد من حدة التوتر بين الطرفين.

هل يسعى ترامب لإعادة رسم خريطة التحالفات الدولية؟

أثارت تصريحات ترامب تساؤلات واسعة حول مستقبل العلاقات الدولية، خاصة في ظل تلميحاته إلى تغيير طبيعة التحالفات التقليدية للولايات المتحدة. الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اتهم ترامب بمحاولة "تصوير نفسه كإمبراطور عالمي"، داعيًا إياه إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في سياساتها الداخلية.

لكن بعض المراقبين يرون أن نهج ترامب في السياسة الخارجية ليس سوى امتداد لطبيعته البراغماتية التي تسعى لتحقيق أقصى المكاسب للولايات المتحدة، حتى لو كان ذلك على حساب الحلفاء التقليديين. وكما يشير عبد الحسين، فإن "ترامب يتعامل مع روسيا بشكل أكثر مرونة مقارنة بتعامله مع أوروبا، لأنه يرى أن الأوروبيين ضعفاء في سياساتهم الدفاعية".

مع تصاعد الخلافات بين ترامب وزيلينسكي، تبقى التساؤلات قائمة حول مستقبل الدعم الأميركي لكييف، وما إذا كانت مواقف ترامب قد تساهم في إحداث تغيير جذري في سياسات واشنطن الخارجية. وبينما يسعى زيلينسكي للحفاظ على دعم الغرب، يواصل ترامب توجيه انتقاداته الحادة، في مؤشر على أن العلاقة بين الطرفين قد تشهد مزيدًا من التوتر في المستقبل القريب.

مقالات مشابهة

  • وفاة رجل الأعمال والبرلماني السوداني علي أبرسي
  • وفاة الروائي و الكاتب السوداني محمد خير عبدالله متأثرا بداء الكوليرا
  • الصحة السودانية: 1351 إصابة بالكوليرا بينها 58 وفاة في كوستي
  • «الأيام» وإبداعات «أبو الفنون»
  • الصحة السودانية: 58 وفاة و1351 إصابة بالكوليرا فى كوستى خلال 3 أيام
  • الصحة السودانية: 1351 إصابة كوليرا و58 وفاة في ثلاثة أيام
  • القوى السياسية والمدنية السودانية خلال اجتماع أديس أبابا: ندين الجرائم التي ارتكبتها ميلشيا الدعم السريع
  • عمرو أديب: ترامب حول روسيا من عدو لحبيب وأوكرانيا من صديق إلى خصم
  • الأعيسر: ببالغ الحزن والأسى، أتقدم بأحر التعازي للشعب السوداني ولأسرة فقيد الوطن الشاعر محمد علي عبد المجيد
  • من صديق إلى عدو| ترامب ينقلب على زيلينسكي ويشعل الجدل.. هل تنتهي الحرب؟