بويصير: المجتمع الليبي لم يستوعب أهمية الحرية والعدالة والمساواة
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
زعم المقاول الأمريكي ذو الأصول الليبية، محمد بويصير، أن المجتمع الليبي لم يستوعب أهمية الحرية والعدالة والمساواة، بحسب تعبيره.
وقال بويصير في منشور عبر “فيسبوك”: “أستطيع أن أفهم مجتمعا يفتقد لوسائط استطلاع الرأي العام من خلال ردات الفعل تجاه التصريحات العلنية، مثال ذلك: كيف تتصورون يكون التفاعل حول تصريحات تخص الحرية أو العدالة أو المساواة في مجتمعنا، كيف سيعلق الناس عن مقولة مثل لا تمس حريتى إلا بقانون، أو حقى في محكمة عادلة لا تستطيع حرمانى منه مهما كانت سلطتك، أو حتى العلم هو وقود التقدم في المجتمعات”.
وأضاف هل ممكن أن يصل إلى حد التفاعل مع مقولات تبرز عضلات الرجل السلطوية وخاصة تجاه المرأة وتماهيا مع الموروث، لا أعتقد، لذلك فإن مجتمعا هو أحد تلك المجتمعات التي لازالت لم تستوعب أهمية الحرية والعدالة والمساواة، ولا تنتبه لوجودها وأهميتها إلا عندما يرى الشخص نفسه ضحية لغيابها”
وتابع “هذه المبادئ الإنسانية كانت سائدة في السبعينيات وقبلها بعشرين عاما، ارجعوا لصحف ذلك الزمان حتى الحائطية منها ترون كيف كان الناس يحتفون بها وبالعلم والمعرفة والآداب”.
واستطرد “الاحتفاء بالعلم الذى جعل افتتاح الجامعة يأتي بعد ثلاث سنوات فقط من الاستقلال وبلادنا تغرق في الفقر، والذى كان يدفع الأسرة الليبية لبيع أرضها كي يلتحق ابنها بالجامعة في مصر لدراسة الطب والهندسة والقانون، اليوم استبدلت هذه القيم بالتسلط عن طريق القمع والمال والموروث، فالسلطة هي طريق النجومية وأيضا الغنائم والمكاسب”.
واستكمل “اسألوا أهاليكم أي المجتمعات أخلاقه أفضل، ذلك المجتمع من زمن الاستقلال حتى السبعينيات أم مجتمع اليوم، واطرحوا السؤال المنطقي على أنفسكم: لماذا؟، إنها حفرة عميقه لا أعرف كيف يمكن أن نخرج منها، فلا ضوء يبدو في الأفق للأسف”.
الوسومالعدالة المساواة بويصير ليبيا
المصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: العدالة المساواة بويصير ليبيا
إقرأ أيضاً:
الحرية أن تعرف حدودك
علي بن سهيل المعشني أبوزايد
asa228222@gmail.com
تُعد حرية الرأي من أبرز القضايا التي تشغل اهتمام العالم، إذ تُصنّف كحق أساسي من حقوق الإنسان وركيزة لا غنى عنها للحياة الديمقراطية. فكل فرد يجب أن يكون قادرًا على التعبير عن آرائه وأفكاره بحرية، والمساهمة بذلك في بناء مجتمع واعٍ ومتعدد الأصوات.
لكن هذا الحق لا ينفصل عن المسؤولية؛ فليس كل ما يُقال يُعد بنّاءً أو يخدم الصالح العام، إذ يمكن أن يتحول الرأي أحيانًا إلى أداة هدم وتشويه، خاصة عندما يتجاوز التعبير حدوده ويدخل سلبا في حدود الآخرين.
أهمية التعبير عن الرأي الإيجابي
التعبير عن الرأي الإيجابي هو وسيلة فعّالة لإحداث تغيير حقيقي وإيجابي لدى المتلقي، إذ يُعتبر الرأي الإيجابي والنقد الذي يحمل نوايا حسنة ويركز على الحلول، رأيًا يتوجه نحو الإصلاح والتطوير، بدلًا من التقليل من قيمة الآخرين أو التركيز فقط على الأخطاء، وكما قال الله: "ادفع بالتي هي أحسن"، فيجب أن يكون الحوار إيجابيًا وبناءً لتحقيق بيئة تفاعلية تكون مخرجاتها مصلحة الطرفين.
قال رأيًا سلبيًا ويتوقع نتائج إيجابية
من المفارقات العجيبة أن يكون الرأي سلبيًا، ومع ذلك يتوقع البعض نتائج إيجابية! فالواقع يثبت أن الطرح السلبي الهدام لا يؤدي إلى نتائج إيجابية، بل يُسهم في زيادة التوتر، وقد يُثني الآخرين عن المحاولة أو الإصلاح أو التقدم، فحين ينعدم التقدير وتتغلب النظرة السلبية، يزداد العزوف عن الحوار وتبادل الأفكار، ويقل الأمل في تحقيق النتائج الإيجابية.
أفق الحوار البناء
يعد الحوار البنّاء من الأدوات الأساسية لنقل الأفكار ووجهات النظر بين الأفراد والمجتمعات بطرق محترمة وفعّالة، وبدلاً من فرض الآراء أو الدخول في جدالات غير مثمرة، علينا أن نفتح أفقًا للحوار البنّاء، حيث يتبادل الأطراف الأفكار بتفاهم واحترام، ويكون الهدف النهائي هو التوصل إلى حلول مشتركة وتعزيز التفاهم. من خلال الحوار البنّاء، يمكن تجاوز الكثير من العقبات وتجنب النزاعات التي قد تنتج عن سوء الفهم أو الآراء السلبية.
حرية الرأي وحدود الآخرين
حرية التعبير مكفولة للجميع، لكنها تنتهي عندما تمس حقوق الآخرين وكرامتهم، فالحرية ليست مطلقة، بل هي مشروطة باحترام حريات الآخرين وحدودهم، زالتعبير عن الرأي لا يعني الإساءة أو التجريح، بل يعني نقل وجهة النظر بأسلوب حضاري يحترم الطرف الآخر. فإذا كنت ترغب في ممارسة حريتك، عليك أن تعرف حدودك وألا تتجاوز حقوق الآخرين، وأن تدرك أن لكل شخص حقًا في الاحترام والتقدير، حتى وإن اختلفت معه في الرأي.
ختامًا، الحرية مسؤولية، ويجب أن ترتبط بضوابط وأخلاقيات تُبنى على الاحترام المتبادل والوعي بالحدود. فمعنى الحرية أن تعرف حدودك، وتدرك أن كل كلمة تخرج من لسانك، تؤثر في الآخرين وتنعكس على البيئة من حولك.عندما يكون الحوار بناء و الرأي ايجابي، يمكن أن نخلق مجتمعًا يسوده التفاهم والتعاون، حيث تكون حرية الرأي ركيزة لنهضة الأمة وتقدمها، لا أداة للهدم أو الإساءة.