د.حماد عبدالله يكتب: الصحافة..... وسنينها !!!!!
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
لعلى من أكثر الناس إيمانًا بأن الكلمة الحرة والرأى البناء والنقد الذاتى والتجرد أثناء الكتابة من كل ما يطبع المكتوب بالمصلحة الشخصية أو الإبتزاز أو قلة الحياء فقط من أجل أن هناك مثلًا يقول "خالف تعرف" شيىء غير مقبول... وكلا م لا يساوى الحبر الذى أستهلك فى كتابته !!
ناهيك عن الطباعة والمساحات المخصصة فى أدوات النشر سواء كانت جريدة أو مجلة أو حتى منشور !!
ولعلى وأنا أخوض فى هذه المقالة أعترف بأننى "هاو" فى مجال الكتابة ولست محترفًا !! حيث أننى أعتبر نفسى كأستاذًا جامعيًا ومهنيًا يمكن الإرتكان إليه فى رأى يدخل فى تخصصى الدقيق لذا فإننى أعيش على ما أنتجه فى مجال عملى وتخصصى إلا أن الكتابة فهى هواية أدبية مارستها منذ كنت تلميذًا فى المرحلة الإعدادية على (جرائد الحوائط ) بالمدرسة وبعض المقالات فى بعض الصحف دون تمييز من إتجاهاتها أو إنتمائاتها.
ولعلى قد وفقنى الله فيما إجتهدت فيه !!! إلا أننى أجد من قراءتى فى صحافة الوطن سواء كانت مستقلة أو حزبية أو ما تسمى قومية !! وهى "ولا قومية ولا يحزنون " !!
إذ يمتلكها مجلس الشورى ويديرها مجالس إدارات ويضع سياسات تحريرها رؤساء تحرير ومجالس تحرير محترمة !!!
ولا شك بأن الصحافة هى مرأة الوطن وهى نبض الشارع وهى كاشفة للمخالفات وبؤر الفساد لكى تنير صاحب القرار فى أخذ المبادئة والمبادرة بالحساب لصالح الشعب.
كما أن الصحافة أيضًا هى كاشفة لكل إيجابيات المجتمع سواء كان ذلك من خلال أداء جيد من مؤسسة أو هيئة أو أفراد وإعطاء القدوة للشعب لكى يحذو الجميع بغية الإرتفاع بمستوى الأداء الوطنى !!
و لكن جانب أخر أراه غير مضيىء ويدعو للإكتئاب وهى المناحرةوالتنابذ "والتلسين" فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة وهم صحفى مصر المحترمين !!
ولعل ما كان يتم فى الزمن القديم وخاصة قبل تأميم الصحافة إن الكاتب يقول رأى يمس زميل ويرد الزميل فورًا من نافذته على الرأى الأخر ويكون للتراشق حلاوة ويسجلوا أدبيات جديدة فيما يسمى أدب الإختلاف !!
وهذا يفيد القارىء ويعلم الطالب ويعطى صدقًاَ وصراحة وشفافية دونما بذائة!!
ودونما تلقيح كلام يؤخذ على واحد أو إثنين أو عشرات !! دون الإفصاح فيما بين الكاتب والمكتوب إليه !!
إننى أعتقد بأن هذه الممارسات هى إضاعة للوقت وفقد للطاقة الإبداعية لدى كتاب أعتز بهم ولهم لدى القراء مكانة ومكان..
إننى "كهاو" فى مجال الكتابة أرجو أن تزول هذه الغمة عن سماء هذه القبيلة المحترمة من قبائل المحروسة !!
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: فى مجال
إقرأ أيضاً:
الكتابة في زمن الحرب (48): أبكتني أوجاع أهل الجزيرة
تأثر الناس بشدة بما حدث ويحدث لأهلي في منطقة الجزيرة، تلك الرقعة الممتدة بمزارعها وأهلها الذين يتمتعون ببساطة وطيبة تخلو من التعقيد. هؤلاء الناس لا يعرفون في دنياهم سوى الطورية والملود، ويعيشون حياتهم من أجل تربية أبنائهم الذين سيكملون دورة الحياة من بعدهم، بينما يرتاحون في قبورهم.
ما يحدث في الجزيرة الان من مآسٍ ومعاناة هو معلوم لكل من له قلب ينبض اوعقل مستنير سوف يشهد على يتم وألم كل من عرف هذه الارض…عندما فكرت في الكتابة عن المجازر الدموية هناك، ترددت في ذهني رائعة الشاعر الرقيق المرحوم مبارك المغربي، التي غناها ابن الجزيرة والمبدع الفنان الخير عثمان (سحرتني الجزيرة).
كل هؤلاء الشعراء والمبدعين الذين عاشوا في تلك الأرض الخيّرة، وقعوا في حبها، فهي مكان ينبض بالحياة، يمنح من يقصده الصحة والعافية. الجزيرة بالنسبة لي جزء من هويتي وحبي لها لا تحده الكلمات، فقد تعمق في نفسي منذ أيام الطفولة وحتى بواكير الشباب.
اذكر اننا في مرافئ اغترابنا، كنا نتابع برنامج “أغاني وأغاني” ونستمتع بأداء الفنانين الشباب لأغنيات فنان الجزيرة المرحوم الخير عثمان، خصوصًا رائعته "سحرتني الجزيرة". اما المرحوم السر قدور، صاحب البرنامج، الذي تأثر بالثقافة المصرية حيث كان يقيم، ونجح في تقديم جيل جديد من الفنانين جعل منهم جواه عملت لتجديد غناء جيل الرواد في السودان، ما جعل برنامجه يحظى بشعبية واسعة في السودان وخارجه.السر قدور الشاعر والدرامي، كان من أبرز مؤرخي الفن السوداني، وقد كتب في صحيفة “الخرطوم” (نسخة القاهرة) عن شخصيات سودانية في عموده “أساتذة وتلاميذ”.
اما أغنية “سحرتني الجزيرة” التي كتبها المغربي تبقى في نظري واحدة من أجمل أعماله. المغربي رأى في الجزيرة سحرًا لم نره نحن، أبناؤها. فالشاعر بعيونه الحصيفة يستطيع تجسيد الرؤى شعراً، وهو يرى في موطننا جمالًا لا يُرى بالعين المجردة، ونجح في نقل هذا الجمال ليصبح جزءًا من ذاكرتنا الأدبية والثقافية.
عرفتُ مبارك المغربي عن قرب من خلال عملي معه في المجلس القومي للآداب والفنون. كانت تربطنا علاقة عمل وأدب، وكنت محظوظًا بأنه كان يُطلعني على مخطوطات أعماله الشعرية، ويستمع لرأيي، رغم قلة خبرتي. بعد مرور الزمن أدركت أن الأستاذ المغربي كان يسعى للأمام، حيث انتبهت لدور الفن في بناء شخصية الأمة وعلو شأنها.
الجزيرة، بجمالها وسحرها، ألهمت المغربي ليعبر عنها بأجمل الكلمات، فقد رأى فيها نجمًا متألقًا وسحرًا لا يُنسى. هذه الجزيرة ليست مجرد مكان؛ إنها شعور وانتماء، وحكاية تتناقلها الأجيال. أما مدينة ود مدني، التي أتممت فيها دراستي الثانوية، فلها مكانة خاصة في قلبي. فمدرستها العريقة سهلت لي الطريق نحو دراستي الجامعية، وسأظل دائمًا ممتنًا لأهلها وترابها ونيلها.
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة
osmanyousif1@icloud.com