رجّح فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن يشهد شمال قطاع غزة مجاعة حقيقية نتيجة التصعيد المستمر والحصار الإسرائيلي المتصاعد، والذي يفرض قيودًا قاسية على الإمدادات الإنسانية منذ أكثر من شهر. 

جاء هذا التحذير ضمن بيان لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، حيث أكد لازاريني على خطورة الوضع الإنساني في القطاع قائلًا: "للأسف، ليس مستبعدًا حدوث مجاعة في شمال غزة".

الوضع الإنساني المتدهور في شمال غزة

أوضح لازاريني أن إسرائيل تستخدم الجوع كسلاح حرب، حيث تُحرم العائلات في غزة من الأساسيات الضرورية للحياة، بما في ذلك الطعام والماء والرعاية الصحية.

وعلى الرغم من دخول بعض المساعدات الإنسانية، فإنها ليست كافية على الإطلاق لتلبية الاحتياجات اليومية، إذ يتم إدخال نحو 30 شاحنة فقط يوميًا، وهو ما يمثل 6% فقط من المتطلبات الإنسانية لسكان غزة.

الحاجة إلى تدخل دولي عاجل

طالب لازاريني المجتمع الدولي بالتحرك واتخاذ خطوات سريعة لمعالجة الأزمة، مشددًا على أهمية اتخاذ قرارات سياسية تسهّل وصول القوافل الإنسانية والتجارية بانتظام إلى شمال القطاع. 

وأشار إلى أن الإرادة السياسية ضرورية لإنهاء أزمة الجوع المتفاقمة، مؤكدًا: "لم يفت الأوان بعد لاتخاذ الإجراءات اللازمة".

تحذيرات دولية من وقوع مجاعة وشيكة

في سياق متصل، أصدر فريق الخبراء الدوليين المستقلين التابع للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تقريرًا يشير إلى احتمال قوي بوقوع مجاعة وشيكة في شمال غزة، ما يُعد مؤشرًا على كارثة إنسانية محققة إذا لم يُتخذ إجراء سريع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مجاعة غزة شمال غزة الحصار الاسرائيلي أزمة إنسانية في غزة الأونروا اللاجئين الفلسطينيين وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين غزة المحاصرة فی شمال

إقرأ أيضاً:

الوضع الإنساني والأمني في غزة وجنوب لبنان في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي

 

تتواصل تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان وسط تصاعد القصف البري والجوي، وتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.

وكشفت تقارير صادرة عن مؤسسات دولية وأممية عن أرقام صادمة وحالة إنسانية كارثية في القطاع، بالتوازي مع تصعيد عسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كل من غزة ولبنان.

نزوح جماعي وانهيار إنساني

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن نحو 69% من قطاع غزة خاضع حاليًا لأوامر تهجير، مقدّرة عدد النازحين الجدد منذ استئناف العمليات العسكرية بـ420 ألف شخص.

كما حذرت الوكالة من أن المساعدات الإنسانية لم تدخل إلى غزة منذ الثاني من مارس الماضي، في أطول فترة انقطاع للمساعدات منذ اندلاع الحرب، ما يزيد من تعقيد مهمة المنظمات الإنسانية في تلبية احتياجات السكان.

إغلاق المعابر وتصعيد العمليات العسكرية

يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق معبر كرم أبو سالم، المعبر التجاري الحيوي جنوبي القطاع، لليوم الخمسين على التوالي، في حين تتواصل العملية البرية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة لليوم السابع عشر، وسط دمار واسع ونزوح جماعي.

في المقابل، قال موقع "واللا" العبري إن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ "مناورة كبرى" في قطاع غزة قد تؤدي إلى تقسيم مدينة غزة إلى قسمين وإضعاف قبضة حركة حماس على أكثر من نصف القطاع، ضمن خطة تتضمن إنشاء مراكز توزيع غذاء مباشرة من قبل شركات مدنية أميركية.

خسائر بشرية فادحة

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 44 شهيدًا و145 إصابة وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى وجود ضحايا لا تزال جثثهم تحت الأنقاض. وبحسب الوزارة، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 51،201 شهيد و116،869 مصابًا، بينهم 1،827 شهيدًا و4،828 مصابًا منذ 18 مارس 2025 فقط.

استهداف جنوب لبنان

وفي سياق التصعيد الإقليمي، أفادت مصادر لبنانية بمقتل شخص إثر غارة إسرائيلية استهدفت مركبة في منطقة كوثرية السياد جنوب لبنان. وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقًا أنه استهدف حسين نصر، نائب قائد الوحدة 4400 في حزب الله، ضمن عمليات وصفت بأنها جزء من الردع الإقليمي.

أعياد مسيحية بلا فرح

في الضفة الغربية وقطاع غزة، أحيت الكنائس المسيحية في بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وغزة عيد الفصح المجيد وسط أجواء حزينة، خلت من مظاهر الفرح المعتادة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي. وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الاعتداءات على المسيحيين خلال الأعياد تمثل "إبادة جماعية وعقوبات جماعية وانتهاكًا صارخًا لحرية العبادة".

مواقف دولية وتحذيرات إنسانية

قال برنامج الأغذية العالمي إن "العائلات في غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها القادمة"، مطالبًا جميع الأطراف بالسماح الفوري بدخول المساعدات إلى القطاع. كما أشار الطبيب الأميركي كلايتون دالتون، بعد عودته من غزة، إلى أن مشاهد الدمار هناك تشبه ما حدث في "هيروشيما بعد القنبلة الذرية".

تحضيرات سياسية في فلسطين

في سياق آخر، أعلن عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسير نصرالله، أن الأسبوع الحالي سيشهد اجتماعات مكثفة استعدادًا لانعقاد دورة المجلس المركزي الفلسطيني يومي 23 و24 أبريل الجاري، وسط ظروف سياسية وأمنية دقيقة تمر بها القضية الفلسطينية.

سياسات وتحولات دولية

وفي تطور دولي لافت، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تسعى لإجراء تغيير جذري في وزارة الخارجية الأميركية، يتضمن تقليص أنشطتها في إفريقيا وإغلاق عدد من السفارات، وهو ما قد يؤثر مستقبلًا على سياسة واشنطن الخارجية في المنطقة.

في النهاية تُظهر الوقائع الميدانية والبيانات الصادرة عن جهات متعددة أن الأوضاع في غزة تسير نحو مزيد من التعقيد، في ظل غياب أي أفق حقيقي للحل السياسي واستمرار التصعيد العسكري، ما ينذر بكارثة إنسانية أكبر في حال استمر الحصار والإغلاق ومنع دخول المساعدات، وسط تصعيد إقليمي متزايد قد يمتد إلى جبهات أخرى.

 

مقالات مشابهة

  • صرخات الجوع في غزة.. الحصار الإسرائيلي يدفع سكان القطاع نحو المجاعة.. شاهد
  • “الأونروا”: الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المساعدات “ورقة مساومة” ضد غزة
  • الأونروا: الاحتلال الإسرائيلي يستخدم المساعدات ورقة مساومة ضد غزة
  • طولكرم تحت الحصار.. 85 يوما من العدوان الإسرائيلي المتواصل
  • تحذير أممي من «كارثة وشيكة» في غزة جراء الحصار
  • الوضع الإنساني والأمني في غزة وجنوب لبنان في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي
  • برنامج الأغذية العالمي: ندعو للسماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة فورا
  • عاجل:- حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ترتفع إلى 51،201 شهيد و116،869 مصاب
  • أوضاع مأسوية في الفاشر بسبب حصار الدعم السريع.. شبه مجاعة (شاهد)
  • أوضاع مأساوية في الفاشر بسبب حصار الدعم السريع.. شبه مجاعة (شاهد)