الجزيرة:
2025-12-13@21:49:53 GMT

عبد الحميد شومان.. رائد الاقتصاد التحرري في فلسطين

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

عبد الحميد شومان.. رائد الاقتصاد التحرري في فلسطين

اقتصادي فلسطيني ولد في القدس عام 1888، أسس البنك العربي وفتح فروعا له في مدن فلسطينية أخرى، إضافة إلى بلدان عربية وأجنبية، اعتقلته سلطات الانتداب البريطاني مرتين لانخراطه في أعمال وطنية، توفي عام 1974.

المولد والنشأة

وُلد عبد الحميد شومان عام 1888، في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة.

الدراسة والتكوين العلمي

تلقى عبد الحميد شومان تعليمه الأولي في الكُتّاب، لكنه لم يكمله والتحق بالعمل في محاجر قريته.

التجربة العملية

بدأ شومان حياته العملية في استخراج قطع حجارة البناء من مقالعها في بيت حنينا، ونقلها على الدواب إلى القدس. ومن بين أهم إسهاماته في هذا الجانب مشاركته في أعمال بناء الكنيسة اللوثرية في القدس سنة 1898، الواقعة في حارة النصارى قرب كنيسة القيامة.

وكان فخورا بهذا العمل إذ قال عنه "كل حجر من حجارة هذه الكنيسة رفعته على ظهر البغال ونقلته من بيت حنينا إلى هنا، أنا من بنيت هذه الكنيسة".

عام 1911 هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية وعمل فيها بائعا متجولا، ثم افتتح محلا تجاريا صغيرا طوّره إلى مصنع للألبسة الجاهزة، يحمل اسمه في مدينة نيويورك.

أحمد حلمي عبد الباقي أحد من ساهموا في إنشاء البنوك في فلسطين (مكتبة الكونغرس) التجربة السياسية

شارك في عضوية عدد من اللجان الوطنية والإسلامية والإنسانية في فلسطين، كاللجنة المركزية لإعانة المنكوبين في فلسطين التي شكلها المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في أعقاب ثورة البراق عام 1929. وقد كان أمينا للصندوق.

كما كان عضوا في لجنة القدس، التي تشكلت في أوائل مايو/أيار عام 1936، وإثر ذلك اعتقلته السلطات البريطانية رفقة عدد من السياسيين، واعتقل مرة ثانية بعد عام بمعتقل المزرعة في عكا وقبع في غرفة انفرادية ولقي من التعذيب أشده.

عام 1936 تأسست في القدس هيئة سياسية شعبية عرفت باسم "اللجنة القومية"، قادت الحركة الوطنية الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية، وكان شومان من ضمن المندوبين الخمسة في "مؤتمر اللجان القومية"، الذي عقد في مدينة القدس بتاريخ 7 مايو/أيار من العام ذاته.

وتقرر الإعلان عن عدم دفع الضرائب إلى أن تغيّر الحكومة البريطانية سياستها المحابية للصهيونية. وانتخب عضوا في "لجنة التموين والمقاطعة"، التي تشكّلت لمساعدة المتضررين من الإضراب العام.

الإنجازات

أثناء سنوات إقامته في الولايات المتحدة شارك في أنشطة اجتماعية وخيرية وصحفية متعددة، فقد اشترى أرضا لتكون مقبرة للمسلمين في نيويورك، وقدم تسهيلات ومساعدات للطلاب العرب، ودعم الصحف التي تصدر باللغة العربية.

ويروي أنه كان "يحتفل بقدوم كل عربي سياسي مناضل يزور نيويورك، ويجمع المال من المهاجرين لأكثر من مشروع عربي". كما أصدر جريدة عربية باسم "الدبور"، وشارك بنشاط في جمع وإرسال التبرعات لدعم نضال الحركتين الوطنيتين في فلسطين وسوريا.

إنشاء البنك العربي

عاد إلى فلسطين في عام 1929، فوجد البلاد تفتقر إلى مصرف وطني، إذ كانت المصارف الموجودة آنذاك إما إنجليزية أو صهيونية، واقترح أن ينشئ العرب بنكا وطنيا خاصا بهم ليغنيهم عن المصارف الأخرى.

وتزامنت تطلعات شومان مع زيارة طلعت باشا من مصر إلى القدس لبحث إمكانية إنشاء فرع لبنك مصر في فلسطين، على أن يسهم أهل فلسطين بنحو نصف رأس المال، وقُبل الاقتراح بترحيب، ومع ذلك، بذل الصهاينة جهدهم لتعطيل هذا المشروع، وتمكنوا في النهاية من إحباطه.

أنشأ شومان "البنك العربي" في القدس برأس مال قدره 15 ألف جنيه فلسطيني، في شارع باب الخليل، وسجّل رسميا في 21 مايو/أيار 1930، وفتح أكثر من فرع له في فلسطين.

شاركه في تأسيس البنك العربي صهره أحمد حلمي عبد الباقي، الذي تركه عهدة بين يديه لما عاد إلى الولايات المتحدة، إلا أنه بعد عودة شومان من المهجر واستقراره نهائيا في وطنه، استقال عبد الباقي من عمله رئيسا لمجلس إدارة البنك العربي معلنا عن مشروع لتأسيس بنك زراعي.

وافتتح عبد الباقي فروعا للبنك الجديد في كل من طولكرم وغزة والرملة وطبريا وعكا وبيسان، غير أنه تراجع بسبب الحرب العالمية الثانية واضطر إلى تحويله لمصرف أطلق عليه "بنك الأمة العربية"، واشتهر باسم "بنك الأمة".

وعن اختيار شومان "البنك العربي" اسما للبنك قال "لمّا عزمت على تأسيس هذا البنك، لم أشأ أن أطلق عليه اسمي أو اسم قريتي بيت حنينا أو بلدي فلسطين… بل اسم الأمة العربية والوطن الكبير فسمّيته البنك العربي".

حاول الصهاينة منع تأسيس البنك، لكنهم فشلوا أمام إصرار شومان، ففي حديثه مع صديقه المؤرخ عجاج نويهض حول المحاولات الصهيونية منع مشروع طلعت حرب، وكذلك البنك العربي، قال: "لن أستسلم، انتظر قليلا وسوف تسمع الخبر الذي يعجبك. لن أعود إلى نيويورك قبل فتح مصرف وطني جديد".

وقبيل النكبة عام 1948، كان شومان قد نجح في إنشاء فروع للبنك العربي في بلدان عربية وأجنبية.

عقب النكبة نُقل المقر الرئيسي لـ"البنك العربي" إلى عمّان، واعتبر رسميا شركة مساهمة عامة. ونشط شومان وابنه عبد المجيد، الذي تسلم لاحقا رئاسة مجلس إدارة البنك العربي، من أجل إعادة تأسيس فروع البنك، سواء تلك التي أغلقت في فلسطين نتيجة النكبة، أو التي سقطت بسقوط المدن الفلسطينية الكبرى التي احتلتها العصابات الصهيونية.

مؤسسة عبد الحميد شومان

قبل وفاته، أوصى عبد الحميد شومان بإنشاء مؤسسة تُعنى بالشأن الثقافي وتسهم في تمويل الأبحاث والدراسات العلمية والفكرية والطبية والتكنولوجية، لخدمة الأقطار العربية.

واستجابة لهذه الوصية، أنشئت مؤسسة عبد الحميد شومان في عام 1978 في العاصمة الأردنية عمان، بمبادرة من ابنه عبد المجيد. ومن أبرز دوائر المؤسسة منتدى عبد الحميد شومان الثقافي والمكتبة العامة ونظام المعلومات ومكتبة الأطفال ودارة الفنون.

الوفاة

توفي عبد الحميد شومان في التاسع من سبتمبر/أيلول 1974، في مدينة كارلوفي فاري التشيكية، ونقل جثمانه إلى القدس ودفن بجوار المسجد الأقصى.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات عبد الحمید شومان البنک العربی عبد الباقی بیت حنینا فی فلسطین فی القدس

إقرأ أيضاً:

من هو رائد سعد الذي اغتالته إسرائيل بعد 35 عاما من المطاردة؟

غزة- أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم السبت اغتيال رائد سعد القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، باستهداف سيارة مدنية على الطريق الساحلي جنوب غرب مدينة غزة.

وزعم الاحتلال أن اغتيال سعد جاء ردا على خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، بتفجير عبوة ناسفة في وقت سابق بقوة من الجيش الإسرائيلي داخل غزة، لكن القناة الـ 12 العبرية قالت إنه "تم استغلال الظروف المواتية لاغتياله دون أي علاقة بأي انتهاك للتهدئة".

وأطلق الجيش الإسرائيلي على عملية اغتيال سعد اسم "وجبة سريعة"، حيث سنحت له الفرصة لاغتيال الرجل الثاني حاليا في الجناح العسكري لحركة حماس، بعد القيادي عز الدين الحداد الذي يقود كتائب القسام.

وباغتيال رائد سعد تكون إسرائيل قد نجحت في الوصول إليه بعد أكثر من 35 عاما من المطاردة، تعرض خلالها للكثير من محاولات الاغتيال.

مسيرة قيادية

ولد رائد حسين سعد في الخامس عشر من أغسطس/آب عام 1972 في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، والتحق مبكرا بصفوف حركة حماس، وبدأ الاحتلال يطارده في بداية الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987.وعتقلته قوات الاحتلال أكثر من مرة.

حصل على درجة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الإسلامية أثناء وجوده في السجن عام 1993، حيث كان نشطا حينها في الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، وحصل سعد على شهادة الماجستير في الشريعة من الجامعة نفسها عام 2008.

وبحسب المعلومات الخاصة التي حصلت عليها الجزيرة نت، التحق سعد بالعمل العسكري مبكرا، وعمل مع قدامى المطاردين من كتائب القسام أمثال سعد العرابيد، ويعتبر من أواخر جيل المطاردين في مرحلة انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000.

وتولى سعد منصب لواء غزة الشمالي في  كتائب القسام عام 2007، وكان ممن أشرفوا على تأسيس وتأهيل القوة البحرية للكتائب في غزة.

إعلان

وفي عام 2015 ترأس ركن العمليات، وكان عضوا ضمن مجلس عسكري مصغر مكون من قيادة كتائب القسام في قطاع غزة، إلى جانب القياديين محمد الضيف ومروان عيسى، وذلك في الفترة الواقعة بين عامي 2012 و 2021.

كيف تناول الإعلام الإسرائيلي عملية اغتيال رائد سعد في غزة؟.. التفاصيل مع مراسلة #الجزيرة فاطمة خمايسي#الأخبار pic.twitter.com/gLL2nMKLsc

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) December 13, 2025

تقول إسرائيل إن سعد كان مسؤولًا عن الخطط العملياتية للحرب، حيث أشرف على خطوتين استراتيجيتين شكّلتا أساس الاستعداد التنفيذي لعملية طوفان الأقصى: الأولى إنشاء كتائب النخبة، والثانية إعداد خطة "سور أريحا"، الهادفة إلى حسم المعركة ضد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي.

وزعم الاحتلال -خلال الحرب الأخيرة على غزة- اعتقاله أثناء اقتحام مجمع الشفاء الطبي في مارس/آذار 2024، ونشر صورته حينها ضمن مجموعة ممن تم اعتقالهم، قبل أن يعترف بأنها وردت بالخطأ مما يشير إلى ضعف المعلومات الاستخبارية المتوفرة عنه لدى الاحتلال الإسرائيلي.

وتعرض سعد أيضا خلال الحرب لعدة محاولات اغتيال، كان أبرزها في شهر مايو/ أيار عام 2024، بقصف منطقة سكنية بمخيم الشاطئ، وعرض الجيش الإسرائيلي مكافأة مالية قيمتها 800 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للوصول إليه بعد فشل اغتياله.

ونقلت إذاعة الجيش أن إسرائيل بحثت عن رائد سعد لفترة طويلة جدا، وسعت إلى اغتياله مرتان في الأسبوعين الماضيين، لكن الفرصة لم تكتمل، وبمجرد أن تم التعرف عليه مساء السبت وهو يستقل مركبة برفقة حراسه الشخصيين، نفذت الغارة على الفور.

واقع أمني جديد

وأمام اغتيال إسرائيل الشخصية العسكرية الأبرز في المقاومة الفلسطينية منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعتقد الباحث في الشأن الأمني رامي أبو زبيدة أن "الاحتلال لا يتعامل مع التهدئة في قطاع غزة بوصفها حالة توقف عن الحرب، بل كمرحلة عملياتية مختلفة تُدار فيها المعركة بأدوات أقل ضجيجا وأكثر دقة".

وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن الاغتيالات والاستهدافات الانتقائية التي نُفذت مؤخرا تكشف بوضوح أن الحرب لم تنتهِ، بل أُعيد تدويرها ضمن نمط جديد يقوم على الضرب المتقطع، وإدارة الصراع بدل حسمه.

ولفت إلى أن الاحتلال يحرص على اختلاق مبررات ميدانية لتسويق عدوانه باعتباره ردا دفاعيا، "غير أن هذا الخطاب لا يخرج عن كونه محاولة مكشوفة لإعادة تعريف مفهوم الخرق نفسه، بحيث يصبح أي حادث أمني أو اشتباك محدود أو اختلاق أحداث غير موجودة -في عمق سيطرته داخل الخط الأصفر- ذريعة كافية لتنفيذ عملية اغتيال".

ويرى أبو زبيدة أن الاحتلال يسعى لفرض معادلة جديدة قوامها "أن التهدئة لا تعني الأمان"، وأنه يحتفظ بحق الضرب متى شاء، ويسعى من خلال هذا السلوك إلى فرض قواعد اشتباك أحادية الجانب، تمنحه حرية العمل الجوي والاستخباراتي داخل القطاع دون التزامات سياسية أو قانونية.

وأشار إلى أن الضربات المحدودة لا تهدف فقط إلى إيقاع خسائر مباشرة، بل إلى الحفاظ على زمام المبادرة، ومنع المقاومة من الانتقال من مرحلة الصمود إلى مرحلة التعافي وإعادة التنظيم، وإبقاء البنية التنظيمية للمقاومة في حالة استنزاف دائم.

إعلان

وفي البعد الأمني لفت أبو زبيدة إلى أن كثافة العمل الاستخباراتي تشير إلى أن الاحتلال يستغل فترة الهدوء لتحديث بنك أهدافه استعدادًا لجولات قادمة، وهو ما يفسر عدم تسريح وحدات سلاح الجو والطيران المسيّر، واستمرار عمل شعبة الاستخبارات العسكرية بكامل طاقتها.

ويعتقد الباحث في الشأن الأمني أن "السيناريو الأخطر يكمن في تطبيع هذا النمط من الاستباحة، بحيث تتحول الضربات الخاطفة إلى حالة دائمة، تُنفّذ على مدار الوقت، وإن كانت أقل كثافة من الحرب الشاملة، وهذا يعني عمليًا تكريس واقع أمني جديد في قطاع غزة، تُنتهك فيه التهدئة بشكل مستمر، ويُفتح الباب أمام نزيف دم متواصل بلا سقف زمني أو ضمانات حقيقية".

مقالات مشابهة

  • غداً .. بيت الشعر العربي ينظم أمسية شعرية لشعراء وفناني فلسطين
  • من هو رائد سعد الذي اغتالته إسرائيل بعد 35 عاما من المطاردة؟
  • مدير معهد فلسطين للأمن القومي: اغتيال رائد سعد ضربة موجعة لحماس
  • مدير معهد فلسطين للأمن القومي: اغتيال رائد سعد يهدف لإرباك حماس ورفع معنويات الداخل الإسرائيلي
  • جيش الاحتلال يؤكد اغتيال القيادي في كتائب القسام رائد سعد
  • البنك المركزي الروسي يحذر: الاقتصاد يواجه خطر الركود وسط ضغوط الحرب
  • ابتعاد المخرج جمال عبد الحميد عن العمل 13 عامًا يدخل حياته في أزمة نفسية.. زوجته تكشف التفاصيل
  • البنك الدولي: الاقتصاد الصيني حافظ على قوته في الربع الثالث
  • رسمياً.. بشرى سارة للمواطنين: البنك المركزي يخفض الفائدة ويؤكد استقرار الاقتصاد
  • عبد الحميد بسيوني: مسؤولية الإخفاق في كأس العرب تقع على عدة أطراف