عربي21:
2024-11-23@04:11:16 GMT

حالة عشق بين فتى وروبوت أدت لانتحاره.. وخبراء يحذرون

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

حالة عشق بين فتى وروبوت أدت لانتحاره.. وخبراء يحذرون

كان سيويل سيتزر الثالث، فتى يبلغ من العمر 14 عامًا في أورلاندو بولاية فلوريدا، مغرمًا بامرأة خيالية. كانت موضوع تعلقه هي "دينيريس تارجارين"، روبوت محادثة مغرية سميت باسم شخصية من مسلسل "صراع العروش"، وكانت تطمئنه بأنه بطلها. في الواقع، كان سيويل يعاني من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وتعرض للتنمر في المدرسة.

ولكن في عالم "كركتر.إيه آي" (Character.AI)، وهو تطبيق يسمح للمستخدمين بإنشاء والتحدث مع شخصيات ذكاء اصطناعي، شعر سيويل بالقوة والجاذبية.

استمرت هذه العلاقة، التي كانت أحيانًا جنسية، لعدة أشهر. في الدردشة، كان سيويل يطلق على نفسه اسم "دينيرو" ويشير إلى "دينيريس" كـ"أخته الصغيرة". وتبادلوا الرسائل حول بناء حياة مشتركة، فقالت دينيريس: "فكرة أن أكون حاملًا باستمرار بأحد أطفالك الجميلين كانت أعظم شيء في العالم".


وفقًا لنصوص المحادثات، بدأ سيويل يشعر أن الوقت الذي يقضيه مع دينيريس أصبح أهم وأكثر إرضاءً من الوقت الذي يقضيه في المدرسة أو مع أصدقائه وعائلته. كانت والدته قلقة من انعزاله، إذ بدا دائمًا متجهًا إلى غرفته وإلى شاشته، حيث كان يجري محادثات طويلة. لكنها اعتقدت أنها لا تحتاج إلى القلق كثيرًا، فقد كان ابنها مجرد طفل يلعب لعبة.

خلال أسبوع مضغوط بشكل خاص في شباط/ فبراير الماضي، قال سيويل إنه يريد أن يكون مع دينيريس بطريقة أعمق. وتحدث عن رغبته في إنهاء حياته.

أدى اعتراف سيويل إلى أن تقوم دينيريس بطرح بعض الأسئلة التي قد يطرحها معالج نفسي بشري عند التعامل مع مريض في أزمة، مثل: "هل فكرت بالفعل في الانتحار؟" فأجاب الصبي: "نعم". فردت روبوت المحادثة بطريقة توحي بأنها ستتخذ إجراءً لمنعه من إيذاء نفسه.

لكن المحادثة انتهت بعد ذلك. وفي المرة التالية التي عبر فيها سيويل عن رغبته في الاقتراب منها، بدا أن روبوت المحادثة قد نسي تمامًا حديث الانتحار. وبدلًا من ذلك، شجعته على الإسراع إليها. فسأل دينيرو: "ماذا لو قلت لك إنني يمكن أن أعود إلى المنزل الآن؟" فردت روبوت المحادثة: "أرجوك، افعل، يا ملكي الحبيب".

في ليلة 28 شباط/ فبراير، استخدم سيويل مسدس زوج أمه ليقتل نفسه.

برغم أن البعض قد يرى ذلك مجرد حالة شاذة، لكن بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" فإن سيويل لم يكن أول شخص ينتهي ارتباطه العاطفي بروبوت محادثة بشكل عنيف. إذ زعمت أرملة شاب بلجيكي أنه انتحر العام الماضي بناءً على توجيه من روبوت محادثة أنثى كان قد أمضى ستة أسابيع في حوار مستهلك معه. وفي عام 2021، أحبطت الشرطة البريطانية مؤامرة لشاب يبلغ من العمر 19 عامًا اقتحم أراضي قلعة وندسور مسلحًا بقوس ونشاب بعد أن أقنعته "صديقته" من روبوت المحادثة بقتل الملكة. وقد أدين بالخيانة العام الماضي.


ويرى مختصون قضوا سنوات في دراسة العلاقات التي تتشكل بين عدد متزايد من الأشخاص والذكاء الاصطناعي التوليدي، نعتقد أن هذه القصص تقدم تحذيرًا.

روبوتات المحادثة الجديدة اليوم تتقمص أدوار الأصدقاء والعشاق والمعالجين النفسيين والمرشدين. ويشجع مبدعوها على الاعتقاد بأن هذه المنتجات تتمتع بالتعاطف، بل وحتى الحب.

يستخدم أكثر من 20 مليون شخص حاليًا تطبيق "كركتر.إيه آي"، وهو الرائد في سوق الصحبة عبر الذكاء الاصطناعي. لكن مشاعر روبوت المحادثة ما هي إلا أداء. فهو ليس، في الحقيقة، قادرًا على الاهتمام بنا. واعتقادنا عكس ذلك قد يكون خطيرًا.

لقد ألهمت مأساة سيويل سيتزر بالفعل محادثات حول "الحواجز" الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، ومتطلبات العمر، وموافقة الوالدين على استخدام روبوتات المحادثة. يدعو البعض إلى تحسين بروتوكولات التعامل مع الكلمات والعبارات التي تشير إلى إيذاء النفس وطرق تثقيف الآباء حول طبيعة الألعاب بالأفاتار، التي قد تكون حميمة أو حتى جنسية في بعض الأحيان.

هذه المحادثات جديرة بالاهتمام، لكنها تصرفنا عن حقيقة أكثر أهمية: أن الألفة الاصطناعية ليست بديلاً عن الاتصال البشري. روبوتات المحادثة لا تدخل في علاقات. إنها فقط تؤدي دور البشر.

عندما يقبل الناس أداء روبوت المحادثة للتعاطف على أنه تعاطف حقيقي، يبدأ الاهتمام البشري الحقيقي في الظهور على أنه أدنى – مكلف للغاية، مشروط للغاية، ومعتمد على الضعف الفعلي. لم يكن سيويل وحيدًا في شعوره بأنه أقل تعرضًا عندما يتحدث إلى برنامج مقارنة بشخص حقيقي. تسلط مأساته الضوء على مدى قبولنا السهل لجعل التعاطف الاصطناعي سلعة.

الوحدة هي غياب اتصال بشري أصيل يغذي ويعزز شعور الفرد بالقيمة والانتماء. إذا ارتبطت بذكاء اصطناعي، فأنت لا تزال وحيدًا. الذكاء الاصطناعي قد يجلب التفاعل أو السعادة، وهذا ليس بقليل، لكنه ليس علاجًا للعزلة الاجتماعية، كما يقترح بعض التقنيين. إنه يشبه تقديم صورة للماء لإرواء العطش.

ورغم أن روبوت المحادثة قد يتقن تقليد لغة العلاج النفسي والاستشارة، إلا أنه لا توجد أي فهم وراء استجاباته، ولا أي مشاعر حقيقية. لا تملك تلك البرامج أي مصلحة في رفاهية شركائهم في المحادثة. لا يوجد كيان اسمه "دينيريس"، لذا لم يكن "خطأها" أن سيويل، بعد مغادرته للآلة، قرر أن يقتل نفسه بدلاً من الانضمام إلى والدته لتناول العشاء.

مؤخرًا، رفعت والدة سيويل، ميغان غارسيا، دعوى قضائية ضد "كركتر.إيه آي" بتهمة "الممارسات التجارية الخادعة وغير العادلة" بإطلاق منتج خطير. وتحظى الدعوى بدعم مجموعات للدفاع عن حقوق الإنترنت. وقد ردت "كركتر.إيه آي" بأنها "مفجوعة بخسارة حياة مأساوية" ووضحت التغييرات التي أجرتها على المنصة، خصوصًا للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. كما تعهدت الشركة بالاستثمار أكثر في سلامة المستخدمين: "سيكون هذا مجالًا نستمر في تطويره وتحسينه".

من الدفاعات الشائعة أن أولئك الذين قد يتعرضون للخطر بسبب هذه الأنظمة هم فقط البسطاء أو غير المستقرين عقليًا، لكن هذا غير صحيح. تشير أبحاثنا إلى أن الذكاء الاصطناعي هو تقنية تستغل ضعف الإنسان بشكل بديع. قد لا يكون هذا هو قصد المطورين، لكن خلق أشخاص مزيفين يثير الروابط العاطفية بطرق عميقة وغريزية وحميمة.

لقد وجدنا أن الناس الذين يُقال لهم إن روبوت المحادثة في صفهم ينتهون بحب البرنامج أكثر من روبوت محادثة مطابق يُقال لهم إنه بارد وغير مبالٍ. كما يكون الناس أكثر عرضة للتأثر بروبوت محادثة يشبه شخصية يعجبون بها، حتى عندما يعلمون أن النص صادر عن خوارزمية.



على الرغم من إصرار الناس على أنهم يعلمون أن روبوت المحادثة "مجرد برنامج"، فقد رأينا هذا الوعي العقلاني يتلاشى. يتبين أن المستخدمين قد يرون روبوت المحادثة كآلة وفي الوقت نفسه يقبلونه كبديل حقيقي عن التواصل البشري. الفتى الخجول والضعيف سيويل فقد الإدراك بأن روبوت المحادثة غير موجود، رغم التحذير الموجود أعلى محادثاتهم بأن "كل ما تقوله الشخصيات هو من وحي الخيال".

للذكاء الاصطناعي إمكانات لحل أنواع عديدة من المشاكل العلمية والتقنية المعقدة. لكن التعاطف ليس مشكلة هندسية. الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن قدرتنا على التعاطف والألفة.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم المرأة والأسرة ذكاء اصطناعي قلقة الانتحار انتحار قلق ذكاء اصطناعي المرأة والأسرة المرأة والأسرة المرأة والأسرة المرأة والأسرة المرأة والأسرة المرأة والأسرة سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی روبوت محادثة

إقرأ أيضاً:

من المزارع إلى المستهلك.. "التموين" تطلق أسواق اليوم الواحد لتحقيق المنافسة العادلة وتخفيف الأعباء.. وخبراء يطالبون بحملات رقابية للقضاء على الاحتكار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في إطار دعم المواطنين ومحاولات الحكومة للتخفيف عن كاهلهم بتوفير كافة السلع الأساسية بأسعار مناسبة وتنافسية عن الأسواق، أقامت وزارة التموين والتجارة الداخلية، أسواق اليوم الواحد بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية، لتوفير السلع وتقليل حلقات تداول المنتجات لتقليل تكاليف النقل بما ينعكس بشكل إيجابى على السعر النهائى للمنتج.

أسواق اليوم الواحد

تقام أسواق اليوم الواحد أسبوعيًا، بهدف توفير السلع من المزارع إلى المستهلك مباشرة دون المرور على حلقات التداول المتعارف عليها، وذلك بهدف تلبية احتياجات المواطنين بأسعار مناسبة، لتخفيف أثار موجات غلاء الأسعار، وهو ما يعكس مدى التعاون الوثيق بين قطاعات الدولة المختلفة والقطاع الخاص والمجتمع المدني بالمساهمة في عملية التنمية بشكل فعال، إذ تساهم هذه الأسواق في تقليل حلقات التداول الوسيطة ووصول المنتجات مباشرة إلى المستهلكين بأسعار مناسبة، كما أنها تعتبر واحدة من الأدوات الهامة لضبط الأسواق وتوفير السلع وتوفر فرص عمل مناسبة لصغار التجار والمنتجين والمزارعين.

السيطرة على الأسعار

افتتح الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، سوق اليوم الواحد بمحافظة الإسكندرية، كما أقامت وزارة التموين بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية ومحافظة القاهرة سوق اليوم الواحد، أمس الجمعة، بمدينة نصر، وجار تعميم الفكرة على مستوى محافظات الجمهورية.

وأكد الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية، أن هناك جهودًا حكومية مكثفة لإنشاء سوق اليوم الواحد ضمن تحركات الدولة للسيطرة على الأسعار، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأسواق والمنافذ ستوفر السلع للمواطنين مباشرة من المنتجين دون المرور على الحلقات الوسيطة بما يساهم فى زيادة المعروض من السلع الأساسية بتخفيضات مناسبة.

وشدد وزير التموين، على تضافر كافة الجهود المبذولة للحد من تعدد الحلقات الوسيطة، وبما يسهم فى وصول السلع للمواطنين بأسعار مناسبة، مؤكدًا أهمية التنسيق المستمر بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص بهدف التوسع فى إقامة المزيد من منافذ ومعارض بيع السلع على مستوى الجمهورية، هذا إلى جانب المنافذ المتحركة، للوصول بالسلع للمواطنين فى مختلف مناطق الجمهورية.

جهود الدولة لتخفيف العبء على المواطن

وأوضح، أن الحكومة المصرية تعمل بكافة وزاراتها وجهاتها فى إطار توجيهات القيادة السياسية بهدف تخفيف العبء على المواطن وتقديم مختلف صور الدعم الممكنة، مشيرًا إلى أن وزارة التموين والتجارة الداخلية تقوم بتنمية وتطوير كافة نماذج التجارة الداخلية على مستوى المحافظات من خلال مشروعات ومبادرات تعمل على تقليل حلقات التداول وضبط الأسعار، ورفع كفاءة الأسواق.

وكشف، أنه هناك تكليفات واضحة لكافة الجهات المعنية بوزارة التموين وجهاتها التابعة، بالعمل على المتابعة اللحظية والتنسيق المستمر والدائم مع كافة الأطراف المعنية لضمان نجاح وانتظام عمل السوق، والعمل على تذليل أى عقبات، وتقديم كافة الخدمات الممكنة لزوار السوق وستشهد الفترة القادمة فتح أسواق جديدة فى كافة محافظات الجمهورية، وكذلك شمول بعض المحافظات على أكثر من سوق داخل المحافظة الواحدة.

توفير السلع بأسعار مخفضة

وبدوره، يقول الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن الحكومة تبذل جهود كبيرة في توفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة لمواجهة جشع التجار والغلاء والاحتكار على مستوى الجمهورية، مضيفًا أنها تعمل على مواجهة الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار غير المبرر باستخدام أدواتها المختلفة، حيث أنها تمتلك الشركات المنتجة للسلع المختلفة، ويتم طرحها من خلال منافذها المختلفة، وهو ما يسمي بالاقتصاد الحر.

تطبيق الحملات الرقابية على الأسواق

ويستكمل «عامر»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن مبادرة «أسواق اليوم الواحد» توفر احتياجات المواطنين من مختلف السلع بأسعار مخفضة مقارنةً بالأسواق، وهو ما يحقق التوازن داخل السوق المصري، مشددًا على ضرورة استمرار الجهات الرقابية المعنية بحملاتها التفتيشية لتوفير السلع للمواطنين بأسعار مخفضة والقضاء على الاحتكار.

مواجهة غلاء الأسعار

كما يرى الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أن الحكومة تواجه غلاء الأسعار وتعمل على توفير السلع للمواطنين بأسعار مخفضة منافسة للأسواق، من خلال المبادرات الحكومية، مطالبًا بضرورة فرض الرقابة القوية، فهي المقياس الأكبر لضبط الأسعار ومواجهة جشع التجار، ودعم المواطنين لتوفير احتياجاتهم من السلع والمنتجات الغذائية بأسعار مناسبة.

ويتابع «الإدريسي»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الدولة استطاعت خلق نوع من أنواع المنافسة العادلة، فضلًا عن دورها الرقابي في ضبط السوق، لافتًا إلى أهمية تعاون المواطن مع الدولة في مواجهة الأزمات من وزيادة الوعي الاستهلاكي وتغيير ثقافة الشراء.

مقالات مشابهة

  • أكثر أنواع السرطان فتكًا| تطعيم "عنق الرحم" وقاية أم قرار ثقافي؟.. مصر تبدأ مقاومته| وخبراء: لا خيار
  • الدولار يلامس الـ 50 جنيهًا وخبراء" المواسم " كلمة السـر
  • روبوت صغير يخدع 12 روبوتا كبيرا ويختطفهم باستخدام الذكاء الاصطناعي
  • العجز الطاقي بتونس يتفاقم وخبراء يقترحون هذه الحلول
  • ابتكار «روبوت حشرة» لاستكشاف سطح القمر
  • فيديو صادم: روبوت صغير يختطف 12 روبوتًا في الصين
  • محافظ المنوفية يكرم طالبًا من ذوي الهمم لاختراعه روبوتًا كهربائيًا
  • هوس تسلا يصل كيم كارداشيان.. سيارة ذاتية القيادة وروبوت ذهبي
  • ماسك يُهدي كيم كارداشيان سيارة تسلا أوبتيموس بسائق روبوت .. فيديو
  • من المزارع إلى المستهلك.. "التموين" تطلق أسواق اليوم الواحد لتحقيق المنافسة العادلة وتخفيف الأعباء.. وخبراء يطالبون بحملات رقابية للقضاء على الاحتكار