المدرسة الزمنية.. رباط علمي من القرن الـ15 أصبح مسكنا لعائلات مقدسية
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
المدرسة الزمنية -وتعرف أيضا باسم الرباط الزمني- مدرسة في القدس تقع بين باب القطانين وباب المطهرة قرب المسجد الأقصى المبارك. تأسست في القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي)، وسميت على مؤسسها ابن الزمن الدمشقي، الذي تقول بعض الروايات إنه ولد سنة 824هـ/1421م وتوفي عام 897هـ/1491م.
الموقعتقع المدرسة الزمنية في باب المطهرة (المتوضأ) مقابل المدرسة العثمانية، ويفصل بينهما ممر مكشوف يؤدي إلى المطهرة.
ينسب الرباط الزمني إلى مؤسسه الخواجه (لفظ فارسي يعني التاجر) شمس الدين محمد بن عمر بن محمد بن الزمن الدمشقي، المعروف بـ"ابن الزمن".
وكان ابن الزمن أحد خواص الملك السلطان الأشرف قايتباي، وقد ولد في دمشق ونشأ فيها، وكانت له صلة بالسلطان قايتباي، الذي عينه مشرفا على عمائره في المسجد الأقصى وبلاد الحرمين.
وابن الزمن هو من أشرف على بناء المنارة المجاورة للقبة الخضراء في المسجد النبوي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة.
ويفيد نقش التأسيس الذي يعلو باب الرباط الزمني أن مؤسسه أنشأه وأوقفه قبل وفاته في سنة 897هـ/1491م.
المدرسة الزمنية مقابلة لقبة الصخرة في القدس (الجزيرة نت) الوصفتتكون المدرسة الزمنية من طابقين، ويتم الوصول إليهما عبر مدخل مملوكي يشمل ارتفاعه طابقي الرباط. وتتجلى فيه مميزات المداخل المملوكية من حيث الضخامة والارتفاع وتكوينه من الأحجار البيضاء والحمراء.
وتمت زخرفته بشريط كتابي بالخط النسخي والمقرنصات الجميلة الشكل والتكوين، ويؤدي المدخل إلى باب ردهة التوزيع التي تلي المدخل مباشرة، وتحجب ما يجري داخل البناء عن خارجه، وسقفها عال ومغطى بقبة.
ويصعد منها بواسطة درجات إلى ساحة مكشوفة تحيط بها غرف عدة، أكبرها الغرفة الجنوبية الشرقية.
ومن الساحة المكشوفة يتم الدخول إلى الطابق الثاني، وفيه ساحة مكشوفة أيضا وحولها عدد من الخلاوي.
المدرسة الزمنية تحولت إلى مساكن لأسر مقدسية (الجزيرة نت) الوظيفةاستمر الرباط في وظيفته الاجتماعية المتمثلة في إيواء الغرباء والفقراء الوافدين إلي القدس وإطعامهم، وفي تدريس فقه المذهب الشافعي وإقامة الحفلات في المناسبات والأعياد الدينية، وتوزيع الحلوى والطعام.
كما كان يتم نسخ الكتب في الرباط، ففيه نسخ محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله كتاب "الوسيط بين المقبوض والبسيط ج1″، الذي ألفه علي بن أحمد الواحدي في شهر محرم من العام 887هـ.
وفي سنة 1912م تداعت أحوال الرباط وأمرت البلدية بإخلائه، فأعادت الأوقاف في القدس ضبطه وتعميره، وأصبح دارا لسكن عدد من العائلات المقدسية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات بن الزمن فی القدس
إقرأ أيضاً:
منى أحمد تكتب: قناة الزمن الجميل
قناة ماسبيرو زمان هي أحد حراس الهوية المصرية وشاهدة علي زمن جميل بجميع مكوناته، كان الإعلام والفن أرقي سفير للغة الضاد التي صاغت وجدان الأمة ،فتعضدت مكانتها بالمحبين والداعمين وحينما أخلص لها أبناؤها حافظت علي مكانتها وبريقها وجمالياتها.
ومنذ أيام عرضت ماسبيرو زمان برنامج شريط الذكريات، الذي كان يقدمه الشاعر والإذاعي الراحل فاروق شوشة، وكانت ضيفة البرنامج القامة الكبيرة د.عائشة عبد الرحمن او بنت الشاطئ ، وحلقة جعلتني في حالة من الانبهار المصحوب بالدهشة والمرارة.
انبهار من الثراء اللغوي والثقافي للضيف والمضيف، فالأداء الإعلامي للراحل العظيم وهو القيمة الكبيرة مبهر ، كان الحضور راقي ومخارج حروف واضحة ، فاروق شوشة غني عن التعريف فهو الشاعر الكبير ولغة وصوت لا تخطئه أذن، فلم يقاطع الضيفة هو جالس أمامها في حالة أنصات تام واستمتاع، فهو في حضرة المستنيرة عائشة عبد الرحمن إحدي علامات التنوير من سيدات النهضة العلمية والفكرية والأدبية في العالم العربي، والتي تركت تراثا ثريا لأجيال متعاقبة.
وحديث يسير في عدة إتجاهات إتجاه أستعرضت فيه قصة كفاحها، وكيف استطاعت الحصول علي الماجستير والدكتوراة في أربعينيات وخمسينات القرن الماضي ، وميسرة علمية وفكرية لم تكن بالشئ الهين في وقت كانت تعاني فيه المراة المصرية من القيود المجتمعية.
فكانت د. عائشة عبد الرحمن النموذج والقدوة التي قدمتها الشاشة الفضية، وإتجاه أخر يسمو بالعقل والوجدان معا من خلال أعمالها الأديبة ورحلة عطائها، وحلقة متكاملة الأركان الإبداعية فأين نحن الأن من تلك الحالة التي ساهمت في ترسيخ وبناء الهوية المصرية.
ورغما عني وجدت نفسي أعقد مقارنات ليست في محلها بالتأكيد ، ولكن النقيض الذي استدعته الذاكرة للحالة الراهنة شكلا وموضوعا ، اثار علامات إستفهام كبيرة ،أين كنا وإلي أين وصلنا الأن؟ وكان هناك عدة إشكاليات من هذه اللوحة المتكاملة .
أولها الرسالة الأعلامية وهو مجال عملي والتي كانت تقدم للمواطن المصري والعربي ،عبر نوافذ إعلامية كانت محدودة بالنظر للتنوع الحالي ، فكان المحتوي الإعلامي واضح المعالم ، يرتكز علي تشكيل الوجدان المصري والعربي، ويؤكد دائما علي الهوية الثقافية الجمعية من خلال قامات تنويرية ،مما أدي إلي ترسيخ صورة ذهنية ساحرة عن حالة ثراء وريادة إبداعية .
جانب أخر كان مبعثا علي الإعجاب هوالمزاج المصري في ذلك الوقت ،فهذة الرسالة قابلها حالة إستيعاب بين عموم المصريين، علي أختلاف طبقاتهم ،مهد لها مستوي تعليم جيد وصخب فكري وأدبي وفني كان عنوانا أبرز لمرحلة إستثنائية من تاريخ مصر، فكان هناك حالة من الوعي المهيا لتقبل مثل هذة الجرعات الثقافية الفريدة.
والحقيقة أن هذا التنوع في المضمون الإعلامي لم يكن منصبا فقط علي الجانب الثقافي أوالأدبي ، بل كان يسير في جميع الإتجاهات من أجل هدف واحد وهو بناء شخصية الأنسان المصري والنهوض بها ، وتشكيل الوعي وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية وهنا أتساءل أين الرسالة الإعلامية التنويرية الأن من هذا الماضي العريق.
إعادة بناء الأنسان المصري فكريا وثقافيا إحدي الركائز التي تبنتها وطالبت بها القيادة المصرية ، وإن كان هناك إجتهادات من بعض الإعلاميين إلا أنها تظل في خانة الفردية ولم تستطع الحالة الإبداعية المصرية بكل روافدها أن تترجمها حتي الأن.