تحفيز الابداع والابتكار بالجامعات الاردنية “الجزء الثاني”
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
د:محمد عوض الزبيدي
كان الابداع والابتكار ولا يزالا اساسا للتقدم والتطور في مختلف علوم الحياة ولولاه لما وصل الإنسان إلى هذه الدرجة من الرقي في الوقت الحاضر .
ففي البحث العلمي ، تبرز ميزتي الابداع والابتكار لدى الباحث ، وتكمن أهمية البحث العلمي بحل المشكلات التي تهدد حياة الإنسان، وتساهم نتائج الابحاث في تطور المجتمعات الإنسانية وتقدمها من خلال الاختراعات والاكتشافات التي تقدمها تلك النتائج .
فمن خلال الجامعات يتم نقل المعرفة عن طريق التدريس ، وتوليد المعرفة عن طريق البحث العلمي ، وتنمية المجتمع عن طريق نقل التقنية والابتكار والمشاركة المجتمعية ، ولاهمية البحث العلمي بالجامعات ، تجد كل جامعة حكومية لها نظامها الخاص بالبحث العلمي ، وهذا ما أكده قانون التعليم العالي والبحث العلمي ، فمن واجب مجلس التعليم العالي ، تشجيع البحث العلمي والابتكار ودعمهما ورفع مستواهما خاصة البحث العلمي التطبيقي الموجه لخدمة المجتمع وتنميته ، وبموجب هذا القانون تم إنشاء صندوق البحث العلمي والابتكار لغاية تشجيع المشاركة العلمية والبحثية الابتكارية والريادية الأكثر فائدة لتلبية حاجات المجتمع وفقا للاولويات الوطنية البحثية ، فمن خلال الاطلاع على مهمام صندوق البحث العلمي نجدها لاتؤدي الى النتائج والاهداف المنصوص عليها .
فهذا ما يدل ان قانون التعليم العالي وقانون هيئة الاعتماد و نظام صندوق البحث العلمي ، لا تدعم البحث العلمي على مستوى الجامعات الاردنية ولا يوجد ما يربطها بسوق العمل ، حيث ستبقى الأبحاث لغايات ترقية المدرسين.
ومن خلال رجوعي إلى قانون مجلس البحث العلمي ، الصادر في عام ١٩٧٢ والملغي عام ١٩٧٦ ، ستجد الدقة في كيفية دعم البحث العلمي وكيفية دعم الباحثين مع ايصال نتائج البحث العلمي لصناع القرار مع مشاركة جميع أطياف المجتمع ، حيث تم من خلاله تأسيس مجلس البحث العلمي الاردني ، والذي كان يرتبط في جميع شؤونه برئيس الوزراء ، وأن من أهداف المجلس السعي لمواكبة التقدم العلمي ووضع نتائجه في خدمة المجتمع الاردني توخيا لرفع مستواه الاقتصادي والاجتماعي والصحي ،وكان يتولى ادارة شؤونه ، رئيس الوزراء رئيسا ووزير التربية والتعليم نائبا للرئيس _ كونه لم توجد فحينه وزارة التعليم العالي _ ، واستاذين من الجامعة الاردنية يسميهما مجلس الجامعة _ والمقصود الجامعة الاردنية _ ، وسبعة اعضاء من المؤسسات والدوائر الحكومية المعنية بالبحث العلمي ، وثلاثة اعضاء واحد من القطاع الصناعي وواحد من القطاع الزراعي ، وواحد من القطاع التجاري ، واعضاء يمثلون الجمعيات العلمية والنقابات المهنية وعضوين من المهتمين بشؤون البحث العلمي .
وبالرجوع إلى مهام المجلس الملغى ، سترى الفرق بين مهام المجلس الاتي على ذكرها ومهام هيئة الاعتماد ومهام صندوق البحث العلمي ، حيث ان من مهام المجلس الملغي : منها وضع التوصيات المتعلقة بسياسة البحث العلمي في المملكة وتقديم المشورة الفنية والاقتراحات العلمية للقطاعين العام والخاص ، وتنسيق ودعم وتشجيع البحوث العلمية البحثية والتطبيقية ومتابعة التقدم العلمي والتطور التقني في العالم ، والعمل على تطوير موارد التمويل اللازمة له وتحديد طرق استثمارها، وتقديم المساعدات العلمية بما فيها المساهمة في تغطية نفقات البحوث وتامين متطلباتها ، وتشجيع العلماء والخبراء الاردنيين في الخارج على العودة للمملكة للعمل في مجالات البحث العلمي وتطبيقاته، واستخدام الباحثين والمستشارين في جميع المجالات لاغراض البحث العلمي ، ونشر ما يرى نشره مناسبا مم البحوث العلمية وتسهيل الاستفادة من نتائجها بالوسائل المختلفة ، وإنشاء مركز للوثائق العلمية ووضع فهرس موحد لجميع المراجع والمطبوعات المتوفرة في المكتبات ، هذا فيما افرد نص خاص على التزام وتعاون الادارات الحكومية والمؤسسات مع المجلس اذا طلب منها ذلك .
لذا نتمنى اعادة النظر لإنشاء مجلس بحث علمي على غرار المجلس الملغي ، مع إجراء تعديلات تدعم الابداع والابتكار من خلال البحث العلمي، وربط نتائجها مع صناع القرار في القطاعين العام والخاص، وذلك لتنمية المجتمع .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: صندوق البحث العلمی الابداع والابتکار التعلیم العالی من خلال
إقرأ أيضاً:
حمدان بن محمد يلتقي منتسبي الدفعة الأولى من مبادرة “مليون موهبة في الذكاء الاصطناعي”
التقى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل أمس خلال “أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي”، بمنتسبي الدفعة الأولى لمبادرة “مليون موهبة في الذكاء الاصطناعي” الهادفة إلى تمكين موظفي حكومة دولة الإمارات بمهارات الذكاء الاصطناعي، بحلول عام 2027، بما يعزز جهود تحقيق رؤى وتوجهات القيادة بترسيخ ريادة الإمارات عاصمة عالمية للذكاء الاصطناعي، والارتقاء بجاهزية الكوادر الوطنية لمتطلبات المستقبل، وتوسيع نطاق تبني حلول وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية.
وأكد سموه أن بناء القدرات الوطنية والاستثمار في الكوادر الحكومية وتمكينها بمهارات وأدوات المستقبل، يمثل نهجاً راسخاً في رؤية دبي والإمارات للمستقبل التي تركز على محورية التكنولوجيا في تشكيل معالم المستقبل، وضمان استدامة ريادة الدولة وازدهار مجتمعها.
وقال سموه إن “مبادرة مليون موهبة في الذكاء الاصطناعي مبادرة وطنية شاملة.. بوصلتها المستقبل.. وغايتها تعزيز جاهزية كوادرنا الوطنية، وتمكين شبابنا بالمهارات والأدوات لمواصلة مسيرة الدولة في صناعة مستقبل أفضل”، مضيفاً سموه أن “الاستثمار في الكفاءات والقدرات الوطنية رهان القيادة للمستقبل، ونهج ثابت أرسته الإمارات منذ بدايات تأسيسها، ومواكبة متغيرات الغد تتطلب استباقية ورؤية طموحة يحولها أصحاب العقول والمواهب والأفكار إلى واقع ملموس ينعكس إيجاباً على المجتمع.
حضر اللقاء سموّ الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، ومعالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتقنيات العمل عن بُعد، نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل.
وتمثل مبادرة مليون موهبة في الذكاء الاصطناعي التي تنظمها حكومة الإمارات بالتعاون مع شركة “مايكروسوفت” العالمية، في شراكة تم الإعلان عنها، خلال اجتماع سموه مع براد سميث نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس شركة مايكروسوفت ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، مشروعاً هادفاً لتحفيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، ودعم التعاون بين مختلف القطاعات بما يسهم في دعم نموذج الاقتصاد المستقبلي.
وتقدم المبادرة التي يتم تنفيذها على مستوى القطاع الحكومي في دولة الإمارات، محتوى معرفياً مصمماً خصيصاً لتطوير قدرات الموظفين الحكوميين، بما يتناسب مع تخصصاتهم ومهام عملهم وخبراتهم، وتشارك فيها أكثر من 50 جهة حكومية، ما يعكس التزام الحكومة بتعزيز كفاءات الكوادر الوطنية، وترسيخ ثقافة التعلم المستمر، وتسريع تبني وتطوير أحدث الحلول التكنولوجية في بيئة العمل الحكومي، ودعم بناء اقتصاد معرفي تنافسي.
ويسعى البرنامج إلى تزويد المنتسبين بالمهارات والمعرفة اللازمة من خلال أربعة مسارات تقدم حضوريا وافتراضيا، وتشمل؛ المسار الشامل، ومسار أكاديمية الذكاء الاصطناعي، ومسار رواد الذكاء الاصطناعي، ومسار القادة، ويمكن البرنامج المستفيدين بالحلول والمنهجيات الكفيلة بتعزيز الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي في عمليات اتخاذ القرارات وتحقيق الأهداف، بما ينعكس إيجاباً على ريادة الدولة وتنافسيتها عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويستهدف المسار الشامل كافة موظفي الحكومة، ويعمل على تسريع تبني الذكاء الاصطناعي في الحكومة، من خلال تعريف المنتسبين بإمكانات الذكاء الاصطناعي وأدوات «مايكروسوفت» لدفع الابتكار ورفع الكفاءة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الناجحة، والتطبيقات العملية لمواجهة تحديات العمل اليومي في القطاع الحكومي.
أما مسار رواد الذكاء الاصطناعي فيستهدف الخبراء الذين يشكلون حلقة وصل بين المبتدئين والخبراء التقنيين، من خلال تزويدهم بأساسيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وتمكينهم من تطبيقها عملياً في ورش تعزز التفكير التصميمي لتطوير حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة، كما يوفر للمشاركين فرصة للتفاعل مع أحدث الابتكارات ومستجدات التكنولوجيا، والاستفادة من تجارب عملية تُثري معرفتهم وتمكنهم من تطبيق حلول الذكاء الاصطناعي بفعالية في مجالاتهم المختلفة.
ويسعى مسار أكاديمية الذكاء الاصطناعي لدعم الخبراء والتقنيين بالأدوات المتطورة والمهارات العالمية لتطوير حلول عملية تعزز قدرات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، ومن بينها تطوير التطبيقات، فيما يستهدف مسار القادة تعزيز عملية صناعة القرار للمسؤولين والقيادات الحكومية في مجالات إدارة اعتماد الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي التوليدي، ودمج هذه التقنيات في سير العمل، كما يتناول خدمات القطاع الحكومي التي يمكن تطويرها وتسريعها باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.وام