البوابة نيوز:
2025-01-22@07:57:12 GMT

بين الأيقونات والتماثيل

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

هل هذه قضية تحتاج إلى نقاش فى ضوء الواقع المعاش بمشاكله وبتعقيداته على كل المستويات خاصة المستوى الاقتصادى. أعتقد لقناعتى أن كل الأمور متداخلة ومتشابكة فلا انفصال بين السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى كذلك الدينى الممثل فى الفكر الدينى. ذلك الفكر الذى يمثل حجر الزاوية فى أى بناء حقيقى لوجود وعى يدرك الأمور ويعى الواقع لكى يتم تغييره إلى الأحسن فى كل مناحى الحياة.

خاصة أن هذا الفكر الدينى هنا وهناك هو المسيطر والموجه والحاكم لكل الأمور ميراثا واقتناعا لكل من يؤمن ويتأثر بهذا الفكر دون شحذ الفكر  وإعمال العقل. لذلك تصبح هذه القضية مهمة وتحتاج إلى نقاش مثل قضايا كثيرة يقدس فيها غير المقدس. الأيقونة هى صور القديسين التى توجد فى الكنائس والأديرة بهدف تقديس هؤلاء وأخذهم نموذجا لكى يحتذى به (ويتم ما يسمى بالتبارك من هذه الأيقونات). وهذه الأيقونات توجد بالكنائس الأرثوذكسية ولا توجد التماثيل . وعدم وجود التماثيل بالأرثوذكسية تنفيذا للآية الإنجيلية التى تقول (لا تصنعوا لكم تمثالا على الأرض)، أما الكاثوليكية فتوجد بها هذه الأيقونات وكذلك توجد تلك التماثيل. وأعتقد أن وجود هذه الأيقونات فى الكنيسة الأرثوذكسية يعود للواقع المصرى القديم الذى جاءت عليه وبعده المسيحية. فالمسيحية فى مصر ومنذ دخولها لمصر كانت قد تأثرت بالواقع المصرى بشكل مباشر مما سرع فى انتشارها. فقد أخذت الكهنوت المصرى فأصبح كهنوتا مسيحيا، وأخذت المعبد الفرعونى فتحول إلى كنيسة ومفتاح الحياة إلى صليب وكذلك كانت عقيدة التثليث المصرية (إيزيس وأوزيريس وحورس) تمهيدًا الاقتناع بعقيدة التثليث المسيحية. وفى إطار هذا كان الفن القبطى هو الامتداد الطبيعى فى كل خطوطه للفن المصرى القديم. وأعتقد كان هذا الباب هو الذى دخلت منه الأيقونة إلى الكنيسة الأرثوذكسية أى تأثرا بالواقع المعاش الذى يؤثر ويتأثر بالإنسان. وعلى ذلك كان طبيعيا أن تتأثر الكنيسة الكاثوليكية بالواقع وبالزمان والمكان الغربى وبالحضارات الإغريقية والرومانية تلك الحضارات التى ابدعت كثيرا فى فن التماثيل.  ولذلك نرى إبداعات مايكل انجلو وأمثاله فى تلك التماثيل التى توجد فى الفاتيكان والتى تمثل مفخرة لهم. وهنا نرى تأثير الفكر الدينى أى تفسير البشر للنص الدينى ذلك الفكر الذى تأثر بالواقع فاجاز الصور والتماثيل بالرغم من وجود النص التحريمى؟ مع العلم أن الكنيسة البروتستانتية لا تؤمن لا بالأيقونات ولا بالتماثيل. جاء هذا الكلام لوجود ظاهرة التماثيل فى الكنيسة الأرثوذكسية والتى كانت تتفاخر وتتمايز على الكاثوليكية فى هذا الموضوع على أنها أكثر تمسكا بالنص الإنجيلى. فوجدنا تماثيل للأنبا أنطونيوس وبولا والأنبا شنودة الثالث (أكثر من تمثال). كذلك وجدنا أسقف بنى سويف يرفع تمثالًا للعذراء وكذلك شقيقه أسقف أسيوط الذى احتفل برفع تمثال العذراء بدير درنكة فى احتفال كنسى ورسمى مشهود. هنا سيقال إن التماثيل فن ضمن الفنون ويقام على تلك الأرضية الفنية! نقول وهل الكنائس والأديرة متاحف لعرض تلك الفنون التشكيلية؟ ولماذا إيجاد ظروف تسهل الخلط بين الفنى والدينى خاصة أن أى تواجد داخل الكنائس والأديرة يتم التعامل معه على أرضية دينية فقط. فكل موجود هو مقدس (الصور والتماثيل وحتى الستائر على الحوائط وغير ذلك الكثير والكثير). أما الأخطر فإن السيد أسقف أسيوط قال عند رفع التمثال الذى أقامه. أنه ذهب إلى تمثال العذراء فى حريصة بلبنان ستة عشر مرة لأخذ البركة من التمثال!! وعليه قال انظروا الى التمثال لكى تأخذوا بركة! فهل هذا لا يعتبر خلطًا معيبًا بين الفنى والدينى؟ وهل التمثال يعطى البركة؟! وعندما تكون البركة فى الحجر المصنوع فأين البركة الإلهية الحقيقية؟ ام أن التماثيل أصبحت بديلا البركة الحقيقية؟ الأمر خطير حيث أصبحت كل ايبارشية تدار حسب رؤية الأسقف خاصة فى الأمور العقائدية وليست الإدارية أو المالية. وهذا لا يليق لايتسق مع تاريخ الكنيسة الجميل ويعتبر إهدارا وإسقاطا لدور مجمع الأساقفة المنوط به مثل هذه الأمور. هذه قضية ليست جزئية أو بسيطة ولكنها يمكن أن تكون بداية لنهاية خطيرة على الكنيسة والفكر الدينى الذى يؤثر فى تشكيل وعى ووجدان المواطن المصرى. حمى الله مصر وشعبها العظيم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الايقونات التماثيل الارثوذكسية الكاثوليكية تمثال ا

إقرأ أيضاً:

«الأزهر»: 2 مليون فتوى تتعلق بفقه العبادات والمعاملات وقضايا الفكر

قدم الأزهر الشريف حصاد فتاواه لعام 2024، حيث شهد هذا العام إقبالاً على الفتاوى من قبل مراكز الفتوى المختلفة داخل المشيخة. وأعلن مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية إحصاء بجهوده الإفتائية خلال عام 2024، فى إطار أنشطته المكثفة لنشر الوعى وتصحيح المفاهيم، من خلال برامج متكاملة، وحضور متواصل على جميع المنصات الإعلامية، وفى الميادين المختلفة.

وواصل «مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية» فى عام 2024 مواجهة خطابات الفكر المتطرف بأشكاله المختلفة، وتفنيد شبهاتها وأباطيلها، والإسهام فى القضاء على فوضى الفتاوى وتصحيح الأفكار المغلوطة، من أجل تحصين المسلمين، لا سيما الشباب من السقوط فى براثن التطرف، مع إمداد المسلمين بالفتاوى والعلوم الشرعية المنضبطة والصحيحة فى شتى بقاع الأرض.

ورد مركز الفتوى الإلكترونية، خلال عام 2024، على نحو 1.961.711 فتوى هاتفية ونصية وميدانية وبحثية وإعلامية وعلى وسائل التواصل، تتعلق بكل ما يهم الناس فى حياتهم اليومية، وفى كل فروع الفقه من عبادات، ومعاملات، وأحوال شخصية، وقضايا الفكر والأديان، وما يعرض للجمهور من شبهات، تتعلق بأمور الدين والدنيا.

كما واصل «بنك فتاوى الأزهر الإلكترونى» التابع لمركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، تقديم خدماته المتميزة للجمهور، والذى بدأ العمل فيه منذ ديسمبر 2019، ليكون ركيزة للبحث الإفتائى، ونشر المنهج الوسطى الرصين لجماهير المسلمين محلياً وعالمياً، حيث وصل عدد الفتاوى التى تم إعدادها بالبنك هذا العام إلى ما يزيد على (4.600) فتوى.

وتنوعت الفتاوى التى أصدرها مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، لتشمل الفتاوى النصية وبلغت 534.943 فتوى، و419.941 فتوى هاتفية، والفتاوى الميدانية، والتى بلغ عددها 393.695 فتوى، فضلاً عن فتاوى وسائل التواصل الاجتماعى وبلغت 75.003، وفتاوى وسائل الإعلام وبلغت 263.731، كما بلغ عدد الفتاوى الواردة لقسم فتاوى النساء 59.735 فتوى، والفتاوى باللغات الأجنبية 8.752.

فى السياق نفسه، شهد عام 2024 نشاطاً دعوياً متميزاً لمجمع البحوث الإسلامية؛ إذ واصل المجمع جهوده فى نَشْر القِيَم الإسلامية السمحة، وتعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال، لمواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية فى وقتنا المعاصر. وقدم المجتمع ما يقارب من 140 ألف رسالة دعوية ركزت على التحديات الراهنة وعلاقتها بالمفاهيم الإسلامية الأصيلة، ما أسهم فى توعية الجمهور وتعميق فهمه للقيم الدينية، إضافة إلى ذلك، أُقيم 308.341 درساً دينياً فى المساجد على مستوى الجمهورية، ما أسهم فى إثراء الفكر الدينى وتبسيط المفاهيم الشرعية للمصلين.

وفى السياق، أطلق مجمع البحوث الإسلامية 180 قافلة دعوية متحركة استهدفت المناطق النائية، إضافة إلى 156 قافلة ثابتة فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، لنشر القيم الإسلامية وتعزيز الوعى الدينى، كما أطلق المجمع 125 قافلة مشتركة بالتعاون مع وزارة الأوقاف ودار الإفتاء، فى إطار تكاملى يهدف إلى تعزيز الوحدة بين المؤسسات الدينية.

وعمل المجمع على التواصل المستمر مع جميع فئات المجتمع من خلال عدد من اللقاءات الميدانية المتنوعة التى شملت 25.307 لقاءات فى دُور الرعاية الاجتماعية، و15.890 لقاءً فى مراكز الشرطة، و1.121 لقاءً مع أفراد الأمن المركزى، إلى جانب تنظيم 3.268 لقاءً داخل السجون، تم خلالها إلقاء الضوء على أهمية الإصلاح النفسى والتوجيه الأخلاقى للنزلاء، إضافة إلى 17746 زيارة للمستشفيات، وعَقْد نحو 50 ألف لقاء بالمدارس والمعاهد والشركات والمصانع.

وحرص المجمع على إشراك الشباب فى الأنشطة الثقافية والدينية، إذْ تم تنظيم 69.348 حلقة نقاشية فى مراكز الشباب، و12.071 حلقة فى قصور الثقافة، إضافة إلى 21.571 لقاءً فى المقاهى الثقافية، التى شكلت منصَّة حوارية مبتكرة لطرح القضايا الفكرية والدينية.

وفى إطار حرص المجمع على تعزيز دور المرأة فى المجتمع، تم تقديم 50.722 درساً دينياً موجهاً للنساء، وركزت هذه الدروس على القيم الأسرية والاجتماعية، كما أُقيمت 42.205 أمسيات دِينية، تناولت قضايا الحياة اليومية وكيفية التعامل معها وفقاً لتعاليم الدين الإسلامي.

وأطلق مجمع البحوث الإسلامية عدة مبادرات نوعيَّة؛ أبرزها مبادرة بناء الإنسان، التى شهدت 18.336 لقاءً، لتحسين وعى الأفراد بأهمية بناء الذات وفقاً للقيم الإسلامية، كما أُقيم 67.534 لقاءً فى إطار التأصيل الأخلاقى، لتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية فى المجتمع، إضافة إلى 56.816 لقاءً ضمن برنامج (المنبر الثابت)، الذى استمر فى نشر العِلم الشرعى وتعميق الفهم الصحيح للمفاهيم الدينية.

وأعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف فى تقرير حصاده، أن عام 2024 شهد استقبال آلاف من الأسئلة من فئات جماهيرية متنوعة فى مختلف لجان الفتوى الرئيسية والفرعية فى جميع محافظات مصر، والتى تقترب من نحو 230 لجنة فتوى فى مدن الجمهورية، فى إطار توجيهات من الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بتلبية احتياجات الجمهور فى الجوانب المعرفية الشرعية والمجتمعية بما يحقق رسالة الأزهر ودوره فى ضبط المفاهيم وتوعية الناس وتثقيفهم ورفع الوعى المجتمعى العام.

مقالات مشابهة

  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحيي ذكرى رحيل القديسة دميانة
  • ظهور راهبتين من الكنيسة الكلدانية في مباراة هوكي في ديترويت
  • هل توجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر من 10 معاصي تغلق باب الرحمة
  • أول معجزة للمسيح .. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بتذكار عرس قانا الجليل
  • «الأزهر»: 2 مليون فتوى تتعلق بفقه العبادات والمعاملات وقضايا الفكر
  • مشاهد لا توجد إلا في غزة الصامدة
  • أقدم الأعياد في الكنيسة.. صلوات واحتفالات الإيبارشيات بالغطاس| صور
  • بعد تكرارها|حوادث العنف الأسرى قنبلة موقوتة تهدد المجتمع.. وخبراء: غياب الوازع الدينى ساهم فى زيادة الظاهرة
  • نجم الأهلي السابق: «توجد مشكلة بين كولر والإدارة»
  • فينيسيوس: لا توجد مفاوضات مع أي فريق