كنوز دير السريان تحكي قصة الزمان.. باب النبوات شاهد على تاريخ المسيحية
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
بينما يتميز كل دير بمعالمه الفريدة، سواء كانت أثارًا عريقة مثل الأسوار والحصون أو طبيعة خلابة، فإن دير العذراء السريان يحمل لقب أقدم الأديرة الأرثوذكسية، ويتفرد بوجود "باب الرموز والنبوات" و"الشجرة المعجزة" اللذين يزيدانه قدسية وتاريخية.
باب الرموز باب الرموز والنبوات
بني دير العذراء بالسريان في القرن الخامس الميلادي، وسمي بهذا الاسم لأن العديد من الرهبان السوريين أقاموا فيه على مر القرون.
ونسبت الكنيسة الرئيسية في الدير إلى السيدة العذراء، وتحتوي على جداريات رائعة، ويعلو الهيكل قبة مزينة بمشاهد من الكتاب المقدس مثل منظر يصور ميلاد السيد المسيح.
يضم هذا الدير أشهر باب هيكل عبارة عن تحفة فنية فريدة هي (باب الرموز) أو (باب النبوات)، وهو عبارة عن حامل أيقونات (صور مسيحية قبطية) يعكس بوضوح الوحدة التي تربط بين الكنائس الأرثوذكسية.
وعن قصه هذا الباب، روى القمص أثناسيوس السرياني مسؤول شرح معالم الدير للزوار - في حوار خاص لموقع صدى البلد الإخباري- أن دير السيدة العذراء والأنبا يحنس كاما الشهير بدير السريان تأسس في القرن الخامس، وأن أهم ما يميزه هو “باب النبوات” الذي صنعه الرهبان السريان (من سوريا)، وقد أطلق على الدير اسم "السريان" نسبة إليهم، معقبا: “حيث عاش رهبان من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة جنبا إلى جنب مع الرهبان الأقباط لقرون عديدة (من القرن الثامن إلى القرن السادس عشر)”.
وأوضح أنه على الرغم من الاختلاف في اللغة والطقوس بين الرهبان السريان والأقباط، إلا أنهم عاشوا في وئام وتسامح، حيث كان الرهبان السريان يؤدون صلواتهم في كنيسة العذراء السريان، بينما كان الأقباط يمارسون طقوسهم في كنيسة العذراء المغارة، ومن أهم ما صنعوا في الدير كان (باب الرموز) أو (باب النبوات) الذي يمثل سرًا تاريخيًا دينيًا، إذ تجسد رسوماته رحلة المسيحية عبر العصور، بدءًا من ميلاد المسيح وحتى مجيئه الثاني.
باب الرموز والنبواتوصف الباب ومراحلهوأكمل القمص أثناسيوس السرياني حديثه قائلا: إن باب النبوات يرمز للمراحل التي تمر بها المسيحية من أول ميلاد المسيح حتى المجيء الثاني، فالصف الأول يرمز إلى عصر انتشار المسيحية في عهد الدولة الرومانية وعصر الاستشهاد، ويظهر انتشار المسيحية بقوة ووضوح نتيجة بشارة الآباء الرسل.
وأضاف أن الصف الثاني يرمز إلى عصر الكراسي الرسولية وهي الإسكندرية – أورشليم – روما – أنطاكية – قسطنطينية – قرطاجة، وهي مرحلة تأسيس الكنائس الرسولية التي أسسها رسل السيد المسيح أو تلاميذ المسيح وضمت كنيستي الأرثوذكسية وكنيسة اورشليم وكنيسة سوريا وانطاكيا وروما والقسطنطينية.
وتابع أن الصف الثالث يرمز إلى ظهور الإسلام في القرن السابع ويوجد هلال داخل كل فرع من الصليب.
كما أوضح القس أثناسيوس أن الصلبان الصغيرة ترمز إلى الفترة الحالية وكثرة الطوائف في المسيحية.
وأشار إلى أن الصف الرابع يرمز إلى الصليب المعكوف الذي يعبر عن الضعف لأنه ظهر هرطقات أثرت على الإيمان المسيحي واضطهاد المسيحيين.
شجرة القديس ما افرام السرياني شجرة مار إفرام المعجزيةوأكد أن الصف الخامس يرمز إلى الفتور الروحي، فهذه الرموز لم يخترعها الرهبان، فالباب صنعه الرهبان في القرن العاشر، فقد أخذوا من الإنجيل ومن تاريخ الكنيسة حتى القرن العاشر هذه المراحل فهي لم تكن من اختراعهم.
وعن قصه الشجرة الشهيرة في الدير، قال القص أثناسيوس إنها شجرة فريدة خاصة بالقديس مار افرام السرياني، ومار كلمه سريانية معاناها القديس لأن حياته كانت مليئة بالقداسة.
الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة القديس كليوباس الرسول .. غدا سبب نقل مقر الكنيسة .. البابا يصلي أول قداس بـ "مثلث الأمل"|صوروروى أن هذا القديس جاء لزيارة دير السريان وكان يتعجز على عصاية في الرمال، كما قصد زيارة الأنبا بيشوي في المغارة الخاصة به، فلما رأوا ذلك الرهبان قالوا لا يصلح لأن الذي يمسك عصاه يكون الأسقف أو الراهب العجوز فمن تواضع مار افرام ترك عصاه، فربنا أراد أن يظهر تواضعه وأنه قديس فنبتت عصاه لتصبح شجرة كبيرة مفرعة من القرن الرابع ولذلك لا تزال موجودة، وهي شجرة تمر هندي لا يوجد منه في مصر، وتنمو في الأماكن الحارة أكثر في إفريقيا والهند؛ لذلك هي شجرة معجزية ويتميز بها الدير.
القمص اثناسيوس السريانيدير العذراء مريم السريانويعتبر دير العذراء مريم السريان أحد أبرز الأديرة الأثرية في تاريخ الكنيسة، حيث يرجع إنشاؤه إلى القرن الخامس الميلادي، ويقع الحصن القديم على يمين مدخل الدير، وإن كان قد تم ترميمه، لكن من المعروف أن الذى بنى هذه الحصون في الأديرة هو الملك زينون (474 م. - 491 م.) تكريمًا لابنته الراهبة إيلارية التى ترهبنت فى برية شيهيت وذاع صيتها في جميع أنحاء العالم، وهناك مخطوط بمكتبة لندن لمايمر مار يعقوب السروجى يرجع تاريخ نساخته في الدير إلى عام 603 م.
ويذكر المؤرخ الشهير "بتلر"، أن حواجز كنيسة العذراء السريان يرجع تاريخها إلى ما قبل عام 700 م، وتشبه فى ذلك كنيسة الأنبا بيشوى وكنيسة العذراء البراموس وتعد هذه الكنائس أقدم آثار البرية إلى وقتنا الحالى.
ويلقب بالسريان منذ القرن الرابع ببرية شيهيت ذات الشهرة الواسعة فى العالم أجمع حتى أنه كان يأتي إليها الناس من مختلف بلاد العالم لزيارتها والتبرك من النساك الذين بلغوا درجات روحية عالية أو للتعبد، مثلما أتى القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك والقديسان مكسيموس ودوماديوس أولاد ملك الروم وعاشوا بالبرية.
ولا زالت آثار الأديرة القديمة على بعد 3 كيلو مترات تقريبًا جنوب شرقي الدير، التى منها دير الأنبا يحنس كاما، ودير ابانوب، ودير الأحباش، ودير الأرمن، وديرالأنبا يحنس القصير.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دير مار إفرام السرياني کنیسة العذراء دیر العذراء فی القرن یرمز إلى فی الدیر
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب يوافق على مجموع مواد "الضمان الاجتماعي" ويحسم تعريف المسيحية المنفصلة
وافق مجلس النواب على مجموع مواد مشروع قانون الضمان الاجتماعي والدعم النقدي المقدم من الحكومة، فيما أرجأ رئيس المجلس المستشار الدكتور حفني جبالي الموافقة النهائية لجلسة لاحقة.
و تأتي الموافقة بعد حسم تعريف المنفصلة في المادة الأولى التي سبق وأرجأ المجلس حسمها بعد الجدل على الذي شهدته المناقشات، اعتراضًا من بعض النواب على عدم توافق التعريف مع الشريعة المسيحية لعدم وجود طلاق كنسي، فكان النص المطروح يعرف المنفصلة بأنها "المسيحية المنفصلة عن زوجها ولم يحدث طلاق كنسى، ويثبت ذلك بشهادة من الرئاسة الدينية التابعة لها، أو بموجب حكم قضائى بات".
وقدم وزير شؤون المجالس النيابية، محمود فوزي مقترحين لضبط التعريف خلال الجلسة العامة، مشيرًا إلى الاتصالات التي أجرتها الحكومة مع قداسة البابا تواضروس، لضبط التعريف بما يتوافق مع الشريعة المسيحية.
وقال فوزي "كان هناك تعليق على عبارة طلاق كنسي، ورجعت للقيادات الدينية وقداسة البابا" مضيفًا "نضع أمام المجلس أحد خيارين أولهما يكون تعريف المنفصلة المسيحية المنفصلة عن زوجها ويثبت ذلك بشهادة من الرئاسة الدينية التابعة لها أو بموجب حكم قضائي بات، ويتم حذف لم يحدث طلاق كنسي".
الاقتراح الثاني هو "المسيحية المنفصلة عن زوجها ولم يحدث طلاق ويتم حذف كلمة كنسي، ويثبت ذلك بشهادة من الرئاسة الدينية التابعة لها أو بموجب حكم قضائي بات". وأكد فوزي أن الاقتراحين مقبولين من القيادات الدينية والحكومة.
و سأل المستشار الدكتور حنفي جبالي عن التعريف الذي تفضله الحكومة، فقال فوزي "لو حذفنا كلمة كنسي نكون مطمئنين أنه يوجد تغطية أخرى للحالة في التعريفات الواردة في القانون، كل خشيتنا ان المرأة المطلقة لا تجد لها مأوى لكن موجود تعريف للمطلقة والأرملة، فمن طلقت من زوجها ولم تتزوج مغطاة بحالة أخرى من الحالات التي وردت في القانون".
و لفت النائب الطماوي وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية تأييده الاقتراح الأول، وهو ما استقر عليه المجلس فأصبح التعريف " المسيحية المنفصلة عن زوجها ويثبت ذلك بشهادة من الرئاسة الدينية التابعة لها أو بموجب حكم قضائي بات".