موقع 24:
2024-12-03@18:44:30 GMT

ترامب.. رجل المفاجآت

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

ترامب.. رجل المفاجآت

عاد ترامب سيداً للبيت الأبيض، وصانعاً للأحداث الأهم عالمياً.. عاد أكثر قوةً وصلابةً ليؤكد أنه رجل المفاجآت، القادر على قهر المستحيل، فمن تابع مسيرته خلال السنوات الأربع الماضية يدرك أنه قهر المستحيل وقفز على الكثير من الحواجز الصعبة وكأنه فارس متمرس على الفوز. قليل من الناس تصنعهم التحديات، وكلما واجهوا صعاباً استطاعوا تحويلها إلى فرص للنجاح، ومن يتأمل رحلة حياة ترامب يجده من أوائل الناس الذين صنعتهم التحديات، خاض الكثير من المعارك مع خصوم له ليخرج من كل معركة منتصراً.

كَثُر من حوله القيل والقال لكنه لم يعبأ بما يقال ليواصل تحقيق أهدافه التي كانت جميعها كبيرة، رجل أعمال، رئيس ليس كغيره من الرؤساء حيث خرج من البيت الأبيض في العام 2020 تاركاً وراءه في أمريكا والعالم مدرسة سياسية هي المدرسة الترامبية، واليوم يعود إلى البيت الأبيض بعد تجربة ترسخ مكانة هذه المدرسة، مدرسة منهاجها السياسي لا يعتمد على النظريات الكلاسيكية بل بشكل أساسي على الفطرة، وبفطرته وقناعاته أدار الولايات المتحدة والعالم من 2016 حتى 2020، واليوم يعود ليدير أمريكا ومعها العالم مجدداً.


الاتفاقيات الدولية بالنسبة له صفقات، ليس لها داع إذا لم تتحقق من ورائها أرباح ومكاسب، ليس له حليف استراتيجي ولكن له مصالح استراتيجية يسعى لتحقيقها بأي ثمن، وتتحكم في تكوينه تحالفات ورفضه للتحالفات.. ألّف العديد من الكتب التي تتمحور حول حياته ومجال البيزنس وأسهل الطرق لجني المال، متقلب المزاج يجيد الانقلاب على ذاته وتغيير قناعاته، اختار العمل الحر طوال حياته وعندما قرر السعي إلى وظيفة رسمية كانت وظيفة «الرئيس»، سخر من العمل السياسي ووصفه وهو في منتصف الثلاثينات بالوضاعة وخاض أشرس المعارك ليمارس السياسة.
هو رجل التحديات الصعبة والمعارك الكبرى. عندما قرر الترشح للرئاسة لأول مرة عام 2015 وقف ضده أقطاب حزبه الجمهوري، فقد كان بالنسبة لهم دخيلاً، ورغم ذلك فاز بترشيح الحزب ليخيّب آمال المناهضين له، وخاض الانتخابات الرئاسية ضد هيلاري كلينتون، ليفوز ويخيب توقعات المحللين ويثبت أن نتائج استطلاعات الرأي مجرد وهم.
عندما خسر أمام بايدن الانتخابات قبل الأخيرة، وبعد اقتحام الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني تخلى عنه المحيطون به وهاجمه مقربون منه وعلى رأسهم نائبه «الوفي» مايك بنس ومستشاره للأمن القومي جون بولتون، وبعد خروجه من البيت الأبيض تم فتح جميع الملفات وتقديمه للمحاكمة في 37 قضية، تنقل بين محاكم ولايات مختلفة، وتم استجوابه على الملأ في بعضها، وتمت إدانته في بعضها، وتمت مساءلته مرتين أمام الكونغرس، ناهيك عن تعرضه لمحاولات اغتيال، ورغم ذلك لم ينكسر ولم يتخل عن قرار «العودة للبيت الأبيض».
إصرار ترامب على تجاوز كل العراقيل وخوض الانتخابات الأخيرة لم يكن الهدف منه فقط العودة للرئاسة، إنما استرداد كرامته والانتقام من أعدائه وتأكيد أنه لا يقبل بالخسارة، وتوعد بهزيمة هاريس والديمقراطيين وإلحاق أكبر هزيمة بهم خلال العشرين سنة الماضية، هزمهم في الانتخابات الرئاسية وفي الكونغرس، وخيّب توقعات المحللين مرة أخرى، وأثبت أن استطلاعات الرأي لا تستحق لا الوقت ولا الجهد.
عاد ترامب أكثر قوة بانتصار غير مسبوق، وحسب وصفه في خطاب الفوز فقد منحه الشعب تفويضاً لتحقيق أهدافه التي لا تتعلق بالداخل الأمريكي فقط بل بينها أهداف تتعلق بالأوضاع العالمية المأزومة، والسبب هو زيادة رقعة الصراعات العالمية والحروب المدمرة، حرب روسية - أوكرانية تورطت فيها أمريكا والغرب وألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، وحرب إسرائيلية غاشمة على غزة تجاوزت ال 13 شهراً من القتل والإبادة والتخريب والتدمير، ثم امتدت إلى الضفة وفتحت جبهة مع لبنان ولا يستبعد توسعها لتحرق الإقليم كله، وأيضاً أمريكا طرف أصيل فيها بالدعم اللامحدود الذي تقدمه لإسرائيل عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، والأمل معقود على ترامب في أن يضع نهاية لهاتين الحربين.
نعلم أن ترامب لن يغير ثوابت أمريكا وقناعاته المنحازة إلى إسرائيل التي أهداها في رئاسته الأولى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بسيادتها على الجولان المحتل، ولكن نعلم أيضاً أن هذه الحرب كبّدت أمريكا مليارات الدولارات وشوهت صورتها عالمياً بل وعند طلاب جامعاتها وشبابها الغاضب من الانخراط الأمريكي فيها، وكي تعود أمريكا «عظيمة» حسب شعار الرئيس المنتخب، لن يتحقق ذلك بإنفاق أموال دافعي الضرائب فيها على مزيد من التدمير لغزة ولبنان وغيرهما، ولعل ترامب يدرك ذلك ولذا تعهد في «خطاب النصر» بوضع حد للحروب في جميع أنحاء العالم والسعي لتحقيق السلام والاستقرار العالميين.. تعهُّد نتمنى أن يتحقق وأن يتوقف نزيف الدماء والخراب العالمي على يدي رجل يجيد الانقلاب وتبديل المواقف وتغيير المفاهيم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية

إقرأ أيضاً:

هل خضع الرئيس عباس لـ”تعليمات” طاقم البيت الأبيض؟ .. هيكل جديد لـ”السلطة” وانتخابات بدون حماس

سرايا - الخلفية التي أسّست لقرار الرئيس الفلسطيني المُفاجئ محمود عباس مساء الأربعاء بعنوان إصدار مرسوم رئاسي يُشكّل تجاوزا لتفاصيل القانون الأساسي الذي يحكم عمل السلطة الفلسطينية ليس أكثر من وصفة موصوفة في الواقع باتجاه التفاعل على المستوى الإقليمي العربي وفي دول معسكر السلام مع الخطوط والملامح العامة للمرحلة التي ترشح منها تفاصيل وتعليمات وتوجيه الرئيس الأمريكي المنتخب للبيت الأبيض دونالد ترامب.


وبدا واضحا لجميع الأطراف أن الملف الفلسطيني وملف الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي يخضعان لهندسة ما في منطقة يتعاون فيها الرئيسان السابق جو بايدن واللاحق دونالد ترامب.


ومن الواضح أن عواصم عربية مثل الرياض وأبو ظبي وعمان والقاهرة لديها الآن تصور يدعمه الآن الرئيسان.


بمعنى أو بآخر خطوة الرئيس عباس جزء من تحضيرات مشهد السلطة الفلسطينية الداخلي للهيكلية التي يريدها الرئيس ترامب وسيحاول فرضها متوقعا أو مبلغا العديد من الزعماء العرب بأنه يتوقع أن لا يواجه أي مقاومة في التصورات التي يراها مناسبة حتى الآن.

لاحظ الجميع أن مستوى التنسيق بين العواصم العربية ارتفع في الوقت الذي ارتفعت فيه المساحة المشتركة عند التفكير بمآلات ومستقبل القضية الفلسطينية ما بين الرئيس بايدن وترامب حيث كل المؤشرات في واشنطن تشير إلى أن الإدارة الديمقراطية فيما تبقّى لها من أيام وأسابيع اتّفقت مع طاقم بترامب علي هندسة للمشهد مشتركة تضمن أمن "إسرائيل".

ويبدو أن الاتفاق على وقف إطلاق النار في لبنان ومحاولة وقف إطلاق النار لاحقا في غزة هي جزء حيوي من هذه الهندسة.

وثمّة معلومات في السياق تشير إلى أن الرئيسان الأمريكيان اتّفقا فيما يبدو وأبلغا عواصم عربية أن التركيبة الحالية للسلطة الفلسطينية غير مقبولة.

وأن السلطة الفلسطينية ينبغي أو يتوجب أن تخضع لإعادة هيكلة وتواجه الفساد فيها وتتغير أنماط الرئاسة فيها إذا أرادت البقاء أو الإفلات بالبقاء في عهد الرئيس ترامب تمهيدا لانتخابات “لا تقود” إلى نجاح حركة حماس بالأغلبية.

ولعلّ هذا بصورة محددة ما دفع الرئيس عباس لإعلانه التعميم الرئاسي الجديد والقاضي أن يتولّى موقع رئيس السلطة رئيس المجلس الوطني الفلسطيني وليس رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني كما ينص القانون الأساسي إلى حين إجراء انتخابات.

وهذا يعني أن السلطة الفلسطينية ليست بصدد التحوّل إلى دولة فلسطينية مستقلة بصورة منفردة.


يتردّد في أوساط الحزب الجمهوري في واشنطن بأن وقف إطلاق النار في لبنان مسألة في مساحة تخص "إسرائيل" اتّفق عليها الرئيسان بايدن وترامب لأن الأخير راغبٌ بإنهاء حالة الصراع العسكري وحقن المزيد من الدماء كما صرّح علنا مساء الثلاثاء.


وبالتالي ثمّة هندسة بالطريق تنتج عن المشاورات ما بين فريقي بايدن وترامب في المساحة المشتركة وهي "إسرائيل" وإعادة سكّة التطبيع السعودي الإسرائيلي تحديدا إلى مكانها الصحيح والعودة إلى ما كان يسميه ترامب بالعادة السلام الاقتصادي وبايدن تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين دون دولة فلسطينية ودون حل جذري لعملية السلام.

إقرأ أيضاً : 80 شهيداً و 280 مصاباً بالقدس منذ بدء العدوان الإسرائيليإقرأ أيضاً : العراق يغلق حدوده بشكل كامل على خلفية الأحداث المتصاعدة في سورياإقرأ أيضاً : مجلس النواب يقرأ الفاتحة على روح الشهيد وصفي التل - صور



تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #عمان#ترامب#الأردن#لبنان#مجلس#النواب#العراق#الفساد#أمن#العمل#بايدن#غزة#علي#الرياض#محمود#الجميع#رئيس#الرئيس



طباعة المشاهدات: 915  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 01-12-2024 01:46 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
ثلاثة أطفال ينسفون مبنى عملاقا في ثوان عارضة أزياء حسناء تقتل زوجها وتنتحر في جريمة غامضة بين الحنان والقسوة .. أسلوبك التربوي يؤثر على دماغ طفلك البرلمان البريطاني يجيز (الموت الرحيم) بشرى سارة للمنتفعين من صندوق المعونة الوطنية حول... "خسرت عيوني بسببه" .. من هو الطيار... الحكومة: تخفيض سعر البنزين بشقيه "تعريفة"... الحكومة تقر معدل الضمان الاجتماعي .. رفع اجازة... الحكومة توجه بالنظر لمعالجة الملاحظات بشأن الإجازة... 80 شهيداً و 280 مصاباً بالقدس منذ بدء العدوان...العراق يغلق حدوده بشكل كامل على خلفية الأحداث...مجلس النواب يقرأ الفاتحة على روح الشهيد وصفي التل -...هل بدأ تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد؟ أردوغان...إضاءة جسر الجبل الأسود بألوان علم فلسطينلماذا انسحب الجيش السوري من حلب؟ .. أصابع أردوغان...المتحدث العسكرى المصري: نواجه تحديات غير مسبوقة على...بن غفير "يتفاخر" بمصادرة "مكبرات...إصابة 4 مستوطنين خلال التدافع نحو الملاجئ بعد إطلاق... شيرين: "كان عسل أسود" .. وحسام حبيب:... بعد سحب جنسيته .. هل يملك داود حسين فعلاً جنسية أخرى؟ لخطورتها على المواطنين .. هدم فيلا فنان مصري شهير "يلا نعمل سيئة جارية" .. شيرين تتصدر... تامر حسني يلجأ للقضاء بسبب منشور مزيف أتلتيكو يقسو على بلد الوليد ويقتنص الوصافة مؤقتاً ملف السعودية لاستضافة مونديال 2034 يحصل على أعلى تقييم فوز الرمثا على الأهلي بدوري المحترفين مانشستر يونايتد يسابق الزمن للتعاقد مع المصري مرموش شباب الأردن يتفوق على معان بثلاثية علماء يتوصلون إلى طريقة تحمي الأرض من كارثة فضائية متوقعة لخطورتها على المواطنين .. هدم فيلا فنان مصري شهير أول عاصمة أزياء كبرى تفرض مثل هذا الحظر .. لندن تمنع "الجلود الغريبة" في عروضها تفاصيل قضية المدرس المنتحر حرقا .. تنمر عليه طلابه ونشروا فيديو "مستفزا" ماذا ينقص هذه الصورة؟ حاول التوصل للإجابة في 6 ثوان رأس مفصولة في الثلاجة .. تفاصيل مقتل مصرية على يد جارها في "كوكب اليابان" .. توقيف رجل اقتحم 1000 منزل للتخلص من التوتر بعد اختفائه أكثر من 20 عاما .. القبض على أحد أبرز المطلوبين للعدالة في أميركا تأثير "الجمعة السوداء" على الدماغ .. لماذا يصعب مقاومة الإغراءات؟ بعد ان اشتراها بملايين .. مالك لوحة الموزة يأكلها - فيديو

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • رئيس أرامكو: السياسات الخضراء "الواقعية" مفيدة لأميركا مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض
  • القبض على قاتل في حضرموت: تحقيقات جديدة تكشف المفاجآت
  • المانوسفير يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأميركية
  • عمرو أديب تعليقا على تهديد ترامب: هي غزة فيها مكان يتضرب
  • ترامب يتوعد حماس بثمن باهظ: اطلقوا سراح الرهائن قبل دخولي للبيت الأبيض وإلّا
  • قبل مغادرته البيت الأبيض.. بايدن يعفو عن ابنه في قضايا اقتصادية
  • الذهب يسجل أسوأ أداء شهري منذ سبتمبر 2023 مع قرب وصول ترامب إلى البيت الأبيض
  • عفو هانتر بايدن.. خطوة تثير الجدل وتضع بايدن في مرمى هجوم ترامب
  • البيت الأبيض يعلق على الوضع في حلب وعلاقة أمريكا بهجمات المعارضة السورية
  • هل خضع الرئيس عباس لـ”تعليمات” طاقم البيت الأبيض؟ .. هيكل جديد لـ”السلطة” وانتخابات بدون حماس