وزير الخارجية الفرنسي: أوروبا مهددة بالانقسام والتبعية لواشنطن بعد فوز ترامب
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حذر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو من أن أوروبا مهددة بالانقسام على خلفية وصول إدارة أمريكية جديدة إلى السلطة ما لم تتخذ دول القارة التدابير اللازمة لتصبح قوة جيوسياسية رائدة.
وفي مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية قال بارو ردا على سؤال عما إذا كان يخشى من انقسام أوروبا على خلفية ما يحدث في الولايات المتحدة: "نعم، هناك مثل هذا الخطر.
وأضاف الوزير الفرنسي: "إن الدول الأوروبية مصممة تماما على إجراء حوار مشترك مع الإدارة الجديدة في واشنطن، ويجب أن تتبنى أوروبا في هذا السياق موقف القوة الجيوسياسية التي لا مثيل لها، وحتى يتحقق ذلك، ينبغي عليها تعزيز مكانتها في المجالات الصناعية والعسكرية والتجارية".
وأشار إلى إن "الحماية التي كانت تقدمها الولايات المتحدة لم تعد مضمونة، ويهدد الأوروبيين الآن ثلاثة مخاطر وجودية، تتمثل بغياب الأمن وانتشار الحرب على نطاق واسع في القارة، والانحدار الصناعي والتكنولوجي، وانهيار النموذج الديمقراطي".
واختتم الوزير الفرنسي بالقول: "يجب على جيلنا أن يخرج من حالة الإنكار وأن يستجمع شجاعته لتغيير المصير الذي يهدد أوروبا بأن تصبح قارة تابعة.. قارة عجوزا، وأن تتحول إلى متحف".
وفي الآونة الأخيرة سلطت وسائل إعلام فرنسية الضوء على المشاكل الاقتصادية الخطيرة التي قد تحصل في أوروبا بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية، خاصة وأنه أكد رغبته في فرض رسوم جمركية إضافية، حيث وصف ترامب الاتحاد الأوروبي بأنه استغلالي وتوعده بمبدأ "العين بالعين"، قائلا: "الاتحاد الأوروبي سيئ، يرسل لنا بضاعته ولا يقبل بضائعنا".
وتوقع المفوض الأوروبي السابق للسوق الداخلية الفرنسي تييري بريتون، وقوع أزمة "قاتلة لأوروبا" بعد عودة دونالد ترامب، للبيت الأبيض، موضحا أن "انتخاب ترامب ليس خبرا جيدا بالنسبة لأوروبا، فهو يعني زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية".
فيما أكد الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، أن "نتائج الانتخابات الأمريكية يمكن أن تمثل نقطة تحول بالنسبة لفرنسا وأوروبا والعالم"، معتبرا أن فوز ترامب، "يعني زيادة في البطالة بفرنسا، وانخفاض النمو وربما ارتفاع التضخم، لأنه سيكون هناك عجز مهم للغاية في الميزانية الأمريكية، ومما لا شك فيه، سياسة نقدية متغيرة".
من جانبها ذكرت صحيفة "بوليتيكو"، أن الاتحاد الأوروبي أعد إجراءات في حال نشوب حرب تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة.
وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" قد أفادت في وقت سابق بأن الاتحاد الأوروبي يعكف على تطوير استراتيجية تجارية في حال فوز دونالد ترامب، تتضمن إمكانية فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الأمريكية في حالة فشل المفاوضات بشأن تحسين التجارة مع واشنطن.
ووفقا لعضو البرلمان الألماني توماس إرندل، يجب على أوروبا أن تتحمل المزيد من المسؤولية في الأمور المتعلقة بأمنها، لأن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ربما يكون "آخر رئيس عابر للأطلسي transatlantic بالمعنى التقليدي لهذه الكلمة".
وكما لاحظت صحيفة واشنطن بوست، يعترف المسؤولون الأوروبيون بأن فقدان الدعم الدفاعي الأمريكي من شأنه أن يوجه "ضربة ساحقة" للاتحاد الأوروبي نفسه.
وبحسب الصحيفة، أعد المسؤولون الأوروبيون أيضا مسودة للتعريفات التجارية الانتقامية في حال بدأ ترامب مرة أخرى في فرض رسوم جمركية على منتجات الاتحاد الأوروبي.
من جانبه قال عضو البرلمان الأوروبي الفرنسي تييري مارياني إن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية سيجبر أوروبا على إعادة النظر في اعتمادها على الولايات المتحدة"، مؤكدا أنه "يتعين على أوروبا أن ترى في هذه الانتخابات فرصة للتشكيك في جدوى تبعيتها للولايات المتحدة".
يذكر أن دونالد ترامب فاز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي جرت في 5 نوفمبر الجاري، بعد أن تولى الرئاسة عام 2016، ليصبح أول سياسي أمريكي منذ القرن الـ19 يعود إلى البيت الأبيض بعد انقطاع دام 4 أعوام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وزير الخارجية الفرنسي أوروبا واشنطن فوز ترامب الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تطلب إدراج تركيا ضمن الموازنة الدفاعية للاتحاد الأوروبي
أنقرة (زمان التركية) – دعا المستشار الألماني، أولاف شولتس، لانتفاع تركيا من موازنة الدفاع الجديدة للاتحاد الأوروبي المقدرة بنحو 150 مليار يورو.
واجتمعت دول الاتحاد الأوروبي بعد اتخاذها قرار بالاستثمار في أنظمتها الدفاعية ورفع الموازنات الدفاعية للدول الأعضاء عقب التهديدات الصادرة عن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وخلال المؤتمر الصحفي عقب قمة قادة الاتحاد الأوروبي، التي عُقدت في السابع من الشهر الجاري بمدينة بروكسل، صرح شولتس أن المفوضية الأوروبية تقدمت بمقترحات جيدة فيما يتعلق بتمويل الصناعات الدفاعية الأوروبية قائلا: “نحن في تنسيق وثيق على الصعيد الأوروبي ولقاءاتنا مع الشركاء خارج الاتحاد مثل بريطانيا وتركيا والنرويج جيدة. من المهم جدا بالنسبة لنا فتح المشاريع التي سيتم دعمها بهذه القروض أمام الدول غير الأعضاء بالاتحاد ولكن تعمل بشكل وثيق معنا مثل تركيا والنرويج وسويسرا وبريطانيا”.
وذكرت وسائل الإعلام الغربية أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عارض مقترح انتفاع الدول غير الأعضاء في الاتحاد من هذا التمويل خلال المفوضية الأوروبية التي شهدت بحث تمويل الصناعات الدفاعية الأوروبية مفيدة أنه قد يصدر قرار بانتفاع الدول غير الأعضاء من الموازنة على الرغم من معارضة فرنسا.
وأشار تقرير في الصحافة اليونانية إلى الاهتمام المتزايد بتركيا خلال المفوضية الأوروبية. وتطرق التقرير بعنوان “أوروبا وتركيا في الحرب الجديدة” إلى الديناميكيات الجديدة في التسليح.
وأوضح التقرير أن الاتحاد الأوروبي يقر بالدور التركي النشط في أوروبا مفيدا أن تركيا لم تعد وسيط فقط بل اكتسبت مكانة مهمة كضامن لأمن الاتحاد الأوروبي وأن هذا التطور يعزز دورها الاستراتيجي في المنطقة.
وأكد التقرير أن اتفاقية الشراكة الموقع بين بيرقتار التركية وليوناردو الإيطالية، أحد أضخم الشركات الدفاعية الأوروبية، ليست محض تصادف مشيرا إلى أن هذا التعاون يشكل خطوة مهمة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية لتركيا مع أوروبا وقوتها في الصناعات الدفاعية.
وتواجه دول الاتحاد الأوروبي أياما عصيبة في ظل مغادرة الولايات المتحدة قائمة الدول الداعمة لأوكرانيا.
Tags: أولاف شولتسالاتحاد الأوروبيالحرب الروسية الأوكرانيةالعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبيالموازنة الدفاعية للاتحاد الأوروبيدونالد ترامب