الوطن:
2025-01-25@01:15:06 GMT

 أشرف غريب يكتب: ماذا تعني عودة ترامب؟

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

 أشرف غريب يكتب: ماذا تعني عودة ترامب؟

أخيراً انتهى السباق نحو البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن، فاز الجمهورى دونالد ترامب على الديمقراطية كامالا هاريس في منافسة بدت هادئة في البداية قبل أن تصيبها حمى النهايات كما جرت العادة في كل الانتخابات الرئاسية الأمريكية السابقة، حسمها ترامب بفارق مريح حتى يقضى على أية محاولات للطعن في نتائج الانتخابات مثلما حدث في مناسبات سابقة، ليس هذا فقط وإنما أتى معه بأغلبية تاريخية للجمهوريين في غرفتي الكونجرس النواب والشيوخ وعلى مستوى حكام الولايات أيضاً، وقد جاءت نتائج الانتخابات لتكشف عن مجموعة من الحقاق والمفارقات يمكن أن نخرج بها من تلك القراءة السريعة في هذه النتائج:

أولاً: جاء فوز ترامب ليصفع كل تكهنات المنجمين الذين أكدوا فوز هاريس، ومن بينهم أسماء كبيرة في عالم التنجيم مثل ليلى عبداللطيف وغيرها، ولم يكن المنجمون وحدهم الذين خابت توقعاتهم، فقد جاءت النتائج في بلد التقدم التكنولوجى والدقة العلمية على خلاف معظم استطلاعات الرأى التى ذهبت إلى فوز هاريس أو على الأقل إلى احتدام المنافسة بين المرشحين الجمهورى والديمقراطى ليقول الصندوق الانتخابى كلمته ويحسم المقترع الأمريكى المعركة لصالح الرجل العجوز.

ثانياً: بدا من خلال وصول ترامب من جديد إلى البيت الأبيض أن الناخب الأمريكى لا يزال غير مهيأ لأن تحكمه امرأة حتى لو كان بديلها رجل على مشارف الثمانين تم الطعن على حكمه مرتين، وتعرَّض للاغتيال مرتين، وأحيل للمحاكمة، وهاجمه معارضوه كثيراً حتى من داخل المعسكر الجمهورى، فإذا بالناخب الأمريكى يفضله مرتين على امرأتين: الأولى على هيلارى كلينتون في انتخابات 2016 وفي الثانية على نائبة الرئيس بايدن كامالا هاريس في الانتخابات الأخيرة 2024.

ثالثاً: ليس هذا فقط، بل إن وصوله من جديد إلى البيت الأبيض يعنى -من بين ما يعنى- أن الأمريكيين برهنوا على استعدادهم للعفو أو التغافل عن أية أخطاء يمكن أن يكون الرجل قد وقع فيها أثناء فترة رئاسته السابقة، أو ربما عبَّرت الأرقام المبهرة التى أفرزتها نتيجة الانتخابات عن اعتذار عملى وصريح من جانب الناخب الأمريكى لترامب بعد أن أسقطه في انتخابات 2020 لصالح جو بايدن وحزبه الديمقراطى، فقد مثلت عودته للبيت الأبيض مرة أخرى السابقة الثانية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، والأولى منذ عام 1892 حينما فعلها الرئيس الثانى والعشرون «جروفر كليفلاند» وعاد ثانية إلى البيت الأبيض بعد أربع سنوات من هزيمته أمام الرئيس الثالث والعشرين بنجامين هاريسون.

رابعاً: لم يهزم ترامب هاريس وحدها في تلك الانتخابات، وإنما أسقط معها الديمقراطيين في غرفتى الكونجرس وحكام الولايات، بل إن كثيراً من الولايات التى كان ولاؤها التقليدى لصالح الديمقراطيين أدارت ظهرها لهم هذه المرة، وكأن تلك الانتخابات كانت استفتاء على فشل إدارة الرئيس الديمقراطى جو بايدن ونائبته خلال أربع سنوات أمضياها في قيادة قطب العالم الأوحد، وقادا الولايات المتحدة إلى ما اعتبره الأمريكيون تراجعاً في مستوى معيشتهم وتذبذباً في إدارة الملفات الخارجية.

خامساً: تؤكد سطوة الجمهوريين على غرفتي الكونجرس الشيوخ والنواب إطلاق يد الرئيس الأمريكى الجديد/ القديم في سن القوانين التي يريدها وتمريرها دون أية عقبات، وهو ما يعنى حرية أوسع في إدارة السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية، ومسئولية أكبر أمام الشعب الأمريكى إذا كان ترامب يطمح من الآن إلى كتابة التاريخ والبقاء في البيت الأبيض لفترة رئاسية ثالثة تمتد حتى يناير 2033.

سادساً: هل تعنى تلك النتيجة أن الأمريكيين اختاروا الرجل الذى وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا وفي غزة وتقليص أثر حلف شمال الأطلنطى على السياسة الدولية من خلال خفض المساهمة المالية للولايات المتحدة في ميزانية الحلف والتى تصل حالياً إلى ما يقرب من ستين بالمائة بينما تتوزع بقية ميزانية الحلف على الدول الأعضاء الأخرى مجتمعة؟ 

فقد سادت خلال الحملة الانتخابية لترامب نغمة تبرهن على نزعة الرجل للتهدئة والسلم العالمى باعتباره لم يبادر في فترة رئاسته الأولى بالدخول في أى حرب أو على الأقل إشعالها والانغماس فيها، على عكس هاريس التى شاركت بايدن المسئولية خلال السنوات الأربع التى قضاها داخل البيت الأبيض.

سابعاً: لكن الأمريكيين اختاروا بالتأكيد رجلاً محافظاً لا يريد منح مزيد من الحريات للمثليين أو يشجع على الإجهاض، اختاروا رجلاً يزمع فرض مزيد من القيود على الهجرة إلى الولايات المتحدة والتعامل بصرامة وربما بعنف مع المهاجرين غير الشرعيين، وربما هذه الميول المحافظة هى التى دفعت الأمريكيين العرب إلى التصويت لترامب لاعتبارات أخلاقية وظناً منهم أنه سوف يُنهى الحرب في غزة ويكف يد إسرائيل عن الإبادة الجماعية التى ترتكبها في حق الشعب الفلسطينى. 

لكن هؤلاء الأمريكيين ذوى الأصول العربية نسوا -على ما يبدو- أن ترامب هذا في فترة رئاسته السابقة هو الذى نقل عاصمة بلاده إلى القدس، وهو الذى اعترف بشرعية احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان، وهو الذى غضَّ الطرف عن التوسع الاستيطانى الإسرائيلى في الضفة الغربية، وهو الذى أوعز باستخدام بلاده لحق الفيتو للتصويت على العديد من قرارات الإدانة لإسرائيل في مجلس الأمن الدولى، فهل يجهل عرب أمريكا الحقيقة الدامغة بأن السياسة الأمريكية الحاضنة لإسرائيل ثابتة مهما تغيرت أسماء ساكنى الببت الأبيض هناك أم أنهم يتعلقون مثلنا بالأمل الكاذب؟ 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية البيت الأبيض مجلس الأمن الدولى البیت الأبیض

إقرأ أيضاً:

ترامب يكشف عن رسالة ملهمة من بايدن في البيت الأبيض

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، عن تفاصيل رسالة "لطيفة وملهمة" تركها له سلفه جو بايدن في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، وذلك في إطار تقليد متبع خلال مراسم تنصيب الرؤساء الجدد.

وأشار ترامب إلى أنه يفكر في إتاحة الرسالة للجمهور، مؤكدا أنها تحمل نصائح حول أهمية المنصب الرئاسي.

وأوضح خلال لقاء مع الصحفيين أنه فتح الرسالة مساء الاثنين، واصفا إياها بأنها "لطيفة للغاية" و"ملهمة بعض الشيء" وقال "جاء فيها: إلى رقم 47، استمتع بها (فترتك الرئاسية). قم بعمل جيد. من المهم للغاية أن تعرف مدى أهمية المنصب".

وكان ترامب قد عثر على الرسالة المكتوبة بخط اليد على مكتبه يوم الاثنين خلال حفل في المكتب البيضاوي، وذلك بعد أن سأله صحفي عما إذا كان قد تلقى رسالة من بايدن.

ورفع الرئيس المظروف أمام الكاميرات، وأظهر الرقم "47" مكتوبا بخط اليد، مشيرا إلى أنه سيقرأها على انفراد قبل أن يقرر ما إذا كان سيكشف محتوياتها.

وأضاف ترامب "أعتقد أنني يجب أن أدع الناس يرونها، لأنها كانت إيجابية" بالنسبة له. وأعرب عن تقديره للرسالة التي تركها بايدن رغم الخلافات السياسية الطويلة بينهم.

تقليد رئاسي يعود لعقود

يعتبر ترامب أول رئيس أميركي يخدم فترتين غير متتاليتين منذ غروفر كليفلاند أواخر القرن الـ19. وكان قد ترك أيضا رسالة لبايدن عندما تولى الأخير منصبه في يناير/كانون الثاني 2021، ووصفها بايدن بأنها كانت "زاخرة للغاية" لكنه لم يكشف عن تفاصيلها علنا.

إعلان

يُذكر أن تقليد كتابة رسائل الترحيب بين الرؤساء بدأ مع الرئيس الراحل رونالد ريغان عام 1989، عندما ترك رسالة لنائبه وخليفته جورج بوش الأب، كتب فيها "لا تدع الديوك (رمز الديمقراطيين) تحبطك".

وخلال اللقاء ذاته مع وسائل الإعلام، وجه الرئيس الأميركي انتقادات لاذعة لسلفه بسبب العفو الذي أصدره عن عدد من الشخصيات، بما في ذلك أفراد عائلته.

وقال ترامب "أصدر بايدن عفوا بالأمس عن الكثير من المجرمين. عليكم أن تسألوا هذا السؤال: لماذا أصدر عفوا عن كل هؤلاء الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم؟".

وأضاف "لماذا أصدر عفوا عن لجنة جاي 6 غير المختارة، في حين أنهم أحرقوا ودمروا جميع الوثائق التي أظهرت أنهم ارتكبوا خطأ، وليس أنا؟" في إشارة إلى النائبة السابقة ليز تشيني.

وتابع ترامب انتقاداته قائلا "لماذا منحوا عفوا لجميع أقاربه؟ لقد جنى شقيقه (جيمس) ملايين الدولارات لكل هؤلاء الأشخاص المختلفين".

مقالات مشابهة

  • «أسوشيتد برس»: كيف يستخدم «سيد البيت الأبيض» التاريخ الأمريكى لبناء عصره الذهبى الجديد؟
  • عودة ترامب إلى البيت الأبيض وما تعنيه للعالم
  • حلم البيت الأبيض.. كيف يخطط ماسك ليكون الرئيس القادم؟
  • تهديد ترامب للديمقراطية الليبرالية في الولايات المتحدة
  • دونالد ترامب من نجم هوليوودي إلى البيت الأبيض .. أبرز الأدوار التي ظهر فيها
  • ترامب يكشف عن رسالة "ملهمة" من بايدن قبل مغادرته البيت الأبيض
  • ماذا وضع ترامب على مكتبه في البيت الأبيض؟.. «زر لطلب مشروبه المفضل»
  • ترامب يكشف عن رسالة ملهمة من بايدن في البيت الأبيض
  • ترامب يكشف عن رسالة "ملهمة" من بايدن في البيت الأبيض
  • ترامب: بايدن ترك لي رسالة ملهمة في البيت الأبيض