“ترامب” وبداية تفكك الحلف الغربي…
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
أبرز ما سَيحدث بالكتلة الغربية بعد فوز “دونالد ترامب” في الانتخابات الأمريكية، أنها ستشهد بداية تصدع غير مسبوق إن لم تعرف بداية حقيقية للتفكك…
في عهد “جو بايدن” لم يكن هذا مطروحا… كانت السلطة الأمريكية “سخية” في سياستها تجاه التعامل مع الدول الغربية، لا تضغط بالقدر الكافي على حلفائها الغربيين إن في السياسة البَيْنية بين مجموعة السبع أو في السياسة الخارجية ومن بينها تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية وأوكرانيا.
الولايات المتحدة تُريد استعادة مكانتها في العالم وقيادة الكتلة الغربية، لا مكان للاستفادة من السياسة الأمريكية الخارجية لتحقيق أرباح داخلية ولا مجال للسخاء في هذا الجانب. منطق الصفقة لـ”دونالد ترامب” سيمنع ذلك بما له من تداعيات على العالم أجمع. الجميع سيدفع مقابل أمنه!
في الجانب الآخر من النظام العالمي القائم ستكون روسيا هي المستفيد الأكبر من هذا التوجه الأمريكي الجديد باعتبار أنه من ناحية سيضعف خصومها المباشرين وبخاصة “الأوكران”، ذلك أن الولايات المتحدة لن تبقى المُدافع الأول عن أوكرانيا وسيُفرَض على كل من فرنسا وألمانيا على وجه الخصوص دفع ثمن فاتورة الدفاع عنها وعن أنفسهم، بل وفاتورة الدفاع عن اتحادهم الأوروبي ذاته، الأمر الذي سيُشكِّل عبئا ثقيلا على الأوروبيين ويُعطِّل مشروع التسلح المستقل الذي بدأوه.
ويمنعهم من الاستمرار في سياسة تحقيق أكبر قسط من الأرباح الاقتصادية بأقل تكلفة عسكرية ممكنة ضمن عملية إضعاف روسيا عبر الحرب، ونهب ثروات أوكرانيا من دون دفع الثمن، وهو الذي لن يحدث بعد اليوم، وهو ما تخشاه جميع دول الاتحاد الأوروبي وترحب به روسيا…
أما بالنسبة لقضيتنا المركزية الفلسطينية، والعدوان الصهيوني على غزة، فَسنربح تحول الدول الأوروبية الدَّاعمة للكيان إلى موقع الدفاع بدل الهجوم، أي أن هذه الدول ستضطر اضطرارا إلى الالتفات إلى أمن قارتها العجوز الاقتصادي من الصين والولايات المتحدة، والعسكري من روسيا، بدل الدفاع عن الكيان الصهيوني.
ويزيد من تأكيد هذا التوجه أن “دونالد ترامب” كان قد كَرَّر عدة مرات بأنه لن يدافع عن أحد مجانا سواء في أوروبا أو في الشرق الأوسط على الجميع أن يدفعوا له… وهذا ما سيجعل الدول الأوروبية تضطر إلى استثمار كل جهودها داخل القارة مما سيُضعِف آليا مساهمتها العسكرية والمادية في العدوان على غزة وخاصة فرنسا وألمانيا الدولتان الأكثر توجها نحو الخروج عن إطار الهيمنة الأمريكية.
في جانب آخر ستتمكن إيران من الاستفادة من ناحيتين: الأولى بداية تفكك الحلف الغربي والثانية زيادة تماسك الحلف الشرقي (الصين وروسيا والبريكس)، وهذا سيمنحها مساحة أكبر لكي تُعزِّز قوتها وقوة حلفائها في المنطقة خلافا للمتوقع، كما ستحظى الدول الخليجية من مساحة أوسع للمناورة شرقا حتى تمنع عن نفسها الابتزاز “الترامبي” إذا أرادت… وهي جميعها مؤشرات دالة أن الأربع سنوات القادمة من حكم “ترامب” ستُمكِّن الدول التي تملك سلطة قرارها بيدها من إعادة رسم سياستها الخارجية وفق ما يخدم مصالحها، الأمر الذي سيخدم بيئة المقاومة أكثر، وهو ما يُفسر استمرارها في دك معاقل العدو الصهيوني بالصواريخ رغم ادعائه الاستقواء والفرح بفوز “دونالد ترامب”!!..
صحيح “ترامب” مِثلُه مثل “بايدن” من داعمي الكيان الصهيوني بلا حدود… إلا أن هناك أمرا واحدا يفرق بينهما: أن “ترامب” سيقوم بما قام به “بايدن” أو أكثر وجبهة الغرب متصدِّعة في عهده وتخشى التفكك والانهيار، أي أنه سيقوم بما قام به سلفه أو أكثر ولكن في وضعية ذلك الذي يقطع الغصن الذي يجلس عليه…
الشروق الجزائرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب بايدن الولايات المتحدة روسيا الصين الولايات المتحدة الصين روسيا بايدن ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة رياضة مقالات صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
فشل مشروع دونالد ترامب بشأن الإغلاق الحكومي.. وأمريكا في ورطة كبرى
فشل مشروع قانون للإنفاق الحكومي يدعمه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في مجلس النواب الأمريكي، بعد أن تحدى العشرات من الجمهوريين «ترامب»، مما ترك الكونجرس بلا خطة واضحة لتجنب إغلاق حكومي وشيك، بحسب وكالة «رويترز».
دخلت الولايات المتحدة قبل شهر من تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أزمة كبرى بسبب ما يعرف بـ«الإغلاق الحكومي»، الذي بسببه قد تغلق قطاعات كبيرة من الحكومة الأمريكية أبوابها مؤقتًا عند منتصف ليل الجمعة بالتوقيت المحلي، إذا لم يوافق الكونجرس على مشروع قانون إنفاق مؤقت، والفشل في توفير التمويل للسنة المالية الجديدة.
مشروع دونالد ترامب ومايك جونسونوكان مشروع دونالد ترامب نص على قانون يشمل تعليق حد سقف الديون حتى عام 2027، وحث الرئيس المنتخب دونالد ترامب المشرعين على الموافقة على المزيد من الاقتراض الحكومي من خلال معالجة سقف الدين الوطني قبل توليه منصبه في 20 يناير المقبل.
وأشار الرئيس المنتخب إلى أن المشروع يشمل المساعدات الإغاثية المتفق عليها بسبب ما تعرض له الولايات المتحدة من كوارث خلال 2024، وأكد أن الاتفاق سيجنب البلاد الإغلاق المؤقت، كما سيمول العديد من القطاعات منها المزارعين.
وكشف التصويت عن مشكلات في الحزب الجمهوري التي قد تظهر مرة أخرى العام المقبل عندما يسيطرون على البيت الأبيض ومجلسي الكونجرس، حين يتولي الرئيس المنتخب البلاد.
فشل الاتفاقوفشل الاتفاق بأغلبية 235 صوتًا بعد ساعات فقط من تجميعها بشكل سريع من قبل زعماء الحزب الجمهوري الذين سعوا إلى الامتثال لمطالب ترامب.
يذكر أنه صفقة سابقة بين الحزبين فشلت، بعد أن أعلن «ترامب» وأغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، معارضتهما لها يوم الأربعاء الماضي.