وفاة الشاعر السوداني هاشم صديق وهذا سبب وفاته و آخر ما كتبه
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
تاق برس- غيب الموت السبت الشاعر والأديب السوداني الشهير هاشم صديق عن عمر ناهز 67 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
ونعى رئيس وأعضاء مجلس السيادة الإنتقالي الأديب والشاعر المعروف هاشم صديق.
وقال مجلس السيادة، في بيان انه إذ ينعاه، إنما ينعى للشعب السوداني شاعراً فذاً ومبدعاً متعدد المواهب.
إتسمت كل أعماله بالرصانة والإبداع، فهو بجانب نبوغه في الشعر والأدب، تميز بكتاباته المسرحية والدرامية.
فضلاً عن تقديمه للعديد من البرامج الاذاعية والتلفزيونية في مجالات النقد والتحليل الدرامي.
وقد أعرب العديد من المواطنين والشعراء والأدباء عن حزنهم الشديد لفقدانه، مقدّمين تعازيهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث كان رحيله بمثابة صدمة مؤلمة للمجتمع الثقافي في السودان.
كان الراحل آخر ما كتبه هو قصيدته الشهيرة التي عبر فيها عن وجعه العميق تجاه وطنه وأهله. في تلك الأبيات، تناول الشاعر معاناة شعبه والهموم التي يعانيها وطنه، متعاونًا في إبداع هذه الكلمات مع رفيق دربه الموسيقار محمد الأمين، الذي كان يشترك معه في نقل هذا الوجع من خلال ألحانه، إلا أن الأقدار لم تمكنه من إتمام هذه الألحان، فكان الفقدان مزدوجاً.
من أبرز الأبيات التي كتبها هاشم صديق قبل وفاته:
كأنك يا وطن مجبور على الفجعة
ونقيح الهم كأنك من عصور ودهور
مقسّم بين وجود وعَدَم
كأنك راجي خيل الغيب وحلمك خطّ راسو الشيب
ولسع لا كمل عَشَمك… ولا خاطرك فتر يحلم
كأنك يا وطن موعود تعاند كل باب مسدود
ويهل فجرك طريق ممدود
وفي الآخر يعَقْبو ندم
كأنك للجروح مرهون
ومن ليل رحلتك مغبون
وفي غار النضم مسجون
ومحروم بالفعال تنعم
سألتك يا وطن إرتاح
فديتك يا وطن تسلم
قريت في دفترك شَجَنَك
وذاكرتَ المعاني حِكَم
مشيت بي قصتك للريح
وشَدّيت في مسارب الهم
لقيت حالك سؤال محتار
وجُرحك من نقيحو نَضَم
واعتبر بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي ان هذه الأبيات تعكس مدى الحزن العميق الذي شعر به هاشم صديق تجاه وطنه، ويعبر عن معاناة مستمرة تسببت بها الظروف الصعبة التي مر بها السودان خلال السنوات الأخيرة.
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: هاشم صديق هاشم صدیق م کأنک
إقرأ أيضاً:
هاشم صديق: موت إنسان غالي في زمن رخيص
رحل هذا المساء بعيداً عن بلاده وعن أهله وعن شعبه الذي أحبه، رحل إنسان غالي في زمن رخيص، غادر عالمنا المبدع الكبير هاشم صديق المنتمي منذ سنوات شبابه الباكر للكادحين والفقراء والثورة.
في رسائل عديدة أرسلها مؤخراً للأستاذة اسيا الربيع في لندن وهي من اصدقائه الخلص، احدهما قبل ساعات من رحيله، كان هاشم صديق مدهشاً ومهموماً بتفاصيل الوطن وبالنسيج الوطني الذي تمزق والقبائل والمجتمع .وتمنى ذرة من الأمل للغلابة والفقراء وتسأل موجوعاً عن الشتائم التي تصدر لشباب الثورة بعد محاولة تدمير ثورتهم، وتحدث عن فضيحة كيف يشتم شباب الثورة بمختلف النعوت واظهار المجرمين لأنفسهم بانهم خيار الناس!
وقال ان ثورة الشباب لم يكن لها مثيل في أفريقيا وتأسف وتحسر عن ضيق الأرض والمدن بالناس وبأهلها وعن خطاب الغش، ورفضه لتوريط الناس وخداعهم، وبضميره المفرط في الحساسية سأل الأستاذة اسيا الربيع عن أهلها الذين استضافوه في ام درمان في حي (الثورة) في رحلته الشهيرة وهو يتنقل من منزله بعربة (كارو)، وعبر عن معزته وشكره لهم. لقد كان هاشم صديق إنسان كبيراً رغم مرارة الحرب والزمن الرخيص.
كان هاشم صديق يحن إلى بيته وللحي والأهل وتسأل عن احوال المبدع الكبير ابو عركي البخيت وعن المخرج شكر الله خلف الله حتى يرسل دواوينه اليهم وقال بانه يختزن الكثير من الأشياء التي يود ان يخطها ابداعاً ورحل وفي نفسه شيءً من حتى الابداع.
اكثر ما لفت انتباهي في احاديث للمبدع الكبير هاشم صديق هي انتباهته القوية وبحسه الثوري المطبوع وتجربته الطويلة وهو يتحدث عن ان الثورة تحتاج لخطاب جديد ولمن يفرز الخيوط والحديث عن ثورة ذات قالب اجتماعي، هذا الجزء من حديثه غاية في الأهمية من فنان ومبدع يلامس الزمن والناس.
رحم الله هاشم صديق بقدر ما أعطى لبلاده من ملحمة وصلاة وطنية طويلة والعزاء لاسرته وأهله واصدقائه ولحواري أمدرمان وأرصفة المدن والفقراء في الريف والقرى وله مغفرة واسعة عند مليك رحيم.
٩ نوفمبر ٢٠٢٤