صحيفة البلاد:
2024-11-12@23:43:30 GMT

مجرد لعبة كراسي

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

مجرد لعبة كراسي

يُلاحظ أنه مع الإعلان عن كل دورة انتخابية أمريكية جديدة، ينشغل العالم كله بتحليلات وتوقعات، مستعرضاً التاريخ السياسي لكل حزب، ثم الحياة المهنية للمرشحين كليهما، ولإنجازات الرئيس الذي تنتهي ولايته، ومؤهلات منافسه وقدراته التي ربما ترجح الكفة لصالحه.

وتزداد حمُّى التكهُّنات مع قرب موعد الإعلان عن النتائج، مثل أيامنا هذه، ويذهب بعض المهتمين في التنظير، بعيداً عن كل ما يدور في دهاليز مطبخ السياسة الأمريكية، في ما يتعلق برأي النخبة السياسية وعامة الشعب على حد سواء.


أما واقع الحال كما أراه من وجهة نظري المتواضعة: السياسة الأمريكية ثابتة، يحكمها اللوبي اليهودي من خلال مجلسيها.

والنتيجة: دعم غير محدود لدولة الكيان اليهودي، يحتل المرتبة الأولى، حتى على المصلحة الأمريكية نفسها. وتوظيف المنظمات الدولية الهلامية من مجلس (قهر) وأمم (غير متحدة) ومفوضية (ظلم) الإنسان وغيرها من صندوق (الاستغلال) الدولي… إلخ، لخدمة إسرائيل أولاً، ثم من بعد لخدمة أمريكا، بعيداً عن الاهتمام بأي مشاكل أخرى في العالم، كانت أمريكا نفسها سبباً مباشراً في إشعال جذوتها.

والحقيقة: الأمر لا يتطلب عبقرية خارقة لاستكشافه، فبصرف النظر عن قراءة متعمِّقة في التاريخ السياسي لأمريكا، نجد أن ما قدمه الجمهوريون عن طريق ترامب مؤخراً، أو قل ما قدمه اللوبي اليهودي في أمريكا لإسرائيل، من دعم استفز مشاعر العالم كله، لم يسبق أن تجرأ رئيس أمريكي من سلفه حتى على مجرد التفكير فيه.

وها هم الديمقراطيون في عهد بايدن، أو قل أيضاً اللوبي اليهودي في أمريكا: تُذبح فلسطين من الأذن إلى الأذن، وتدكّ بيوتها على رؤوس ساكنيها من أبرياء، وحتّى على حيواناتهم، تحت سمع الديمقراطيين
وبصرهم، بل أكثر من هذا: بدعم سخي منهم، ناهيك عن حرب السودان العبثية، وقرى منطقة الجزيرة التي يُذبح حتى أطفالها ونساؤها وشيبها وشبابها بالجملة، ويذلون ويهانون بطريقة بشعة تغضب حتّى الشيطان، دونما جريرة ارتكبوها؛ دون أن تحرك أمريكا (راعية العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان) ساكناً؛ وقطعاً لن تحرك أبداً: بل تصبّ الزيت على النار.

وليس دعم أمريكا، أقصد اللوبي اليهودي الذي يحكم أمريكا قولاً وفعلاً، لأوكرانيا في حربها ضدّ روسيا ببعيد، وتجّييش الغرب لمناصرة أوكرانيا في محرقة أشعلتها أمريكا نفسها. ولن أتحدث عن تداعيات (الخريف العربي)، و (فوضى امريكا الخلاقة) في منطقة الشرق الأوسط.

وبالجملة: ما من فتنة هنا أو هناك، في هذا العالم الفسيح، إلا من خلفها فوضى أمريكا، وديمقراطيتها العرجاء، وكيلها بمكيالين.
أما في ما يتعلق بقرار الشعب الأمريكي في التصويت لانتخابات الرئاسة، ففي تقديري: يحكمه المزاج، والأهواء، والانفعال الآني، أكثر ممّا يحكمه العقل الرزين. ولأن أهل مكة أدري بشعابها كما نقول، يدرك الأمريكيون (مكرهين) أكثر من أي شعب آخر، أن بلادهم يحكمها اللوبي اليهودي، طوعاً، أو كرهاً، إن فاز الديمقراطيون، أو الجمهوريون، فالأمر سيَّان، أكد هذا كثير من الأكاديميين الأمريكيين أنفسهم. ففي ما يتعلق بالأهواء، والمزاج العام، واللحظة الآنية، مثلاً: فوز الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، الذي كان ديمقراطياً ليبرالياً في الأساس، ثم (تجمّهر) وجاء للانتخابات من شاشة السينما، عام 1980، فوزه على سلفه جيمي كارتر الديمقراطي الأصل، الذي جاء للبيت الأبيض من مراكز الأبحاث والقلم والقرطاس، إثر أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران. مع أن الكل كان يدرك جيداً: أن كارتر كان أكثر علماً، وأرجح عقلاً، وأبعد نظراً، وأطيب قلباً، مقارنة بمنافسه ريغان.

والذي أراه اليوم، أن رؤية اللوبي اليهودي في أمريكا لحرب دولة الكيان اليهودي على غزة، هي التي تحدِّد الفائز.
والمحصلة في تقديري المتواضع: لا ينتظر أحد جديداً من انتخابات أمريكا، إن حكمها زيد أو عمرو.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود اللوبی الیهودی

إقرأ أيضاً:

شاهد | ترحيب كبير في الشارع اليمني بالعملية التي استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “ابراهام لينكولن”

???? ترحيب واسع وارتياح كبير في الشارع اليمني بالعملية النوعية التي استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "ابراهام لينكولن" ومدمرتين أمريكيتين#مواجهة_التصعيد_بالتصعيد#ابراهام_تحت_القصف_اليمني #معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس pic.twitter.com/gTuaHJnAXu

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) November 12, 2024

مقالات مشابهة

  • عطوان: استهداف اليمن لحاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام” إنجاز يرفع الرأس ويُخلّد في التاريخ
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • شاهد | ترحيب كبير في الشارع اليمني بالعملية التي استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “ابراهام لينكولن”
  • يعشق إسرائيل وشعبها .. تعرف على سفير أمريكا الجديد لدى تل أبيب الذي اختاره ترامب
  • ما الذي سيتغير مع عودة ترامب؟ مآلات طوفان الأقصى واتجاهات السياسة الأمريكية
  • ا.د هاني الضمور .. شهادات مزورة ومناصب عليا: تجارة وهمية تهدد مستقبل العقول في العالم
  • تسلية وفوز.. «محمد» يرفع كأس العالم بـ«لعبة إلكترونية» للمرة الثانية
  • أكثر المدن التركية التي يعاني رجالها من قصر القامة
  • وزارة الدفاع الأمريكية تكشف عن نوعية الأهداف الحوثية التي استهدفتها مقاتلاتها يوم امس
  • مسقط تحتفي بنجوم العالم في حفل مرور 100 عام على تأسيس لعبة الهوكي