صحيفة البلاد:
2025-03-11@11:29:04 GMT

حديث في الفن

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

حديث في الفن

لا شك أن ليلة “عبد الوهاب” الغنائية التي أقامتها هيئة الترفيه، كانت واحدة من الليالي الفنية الجميلة، حيث تألق أكثر من 150 عازفًا، وبرع نخبة من الفنانين العرب في أداء أغاني موسيقارالأجيال محمد عبد الوهاب، كان التحدي أمام أصواتهم وغنائهم بالإضافة إلى التوزيع الموسيقي الذي فرض نفسه على الأوركسترا بتنوع آلاتها وبإبداع عازفيها، ممّا أضاف أبعادًا جديدة بفضل تقنيات الصوت والإمكانات المبهرة التي وفرها مسرح “أبو بكر سالم”.

وبالرغم من ذلك، فإن غياب الفنان العملاق صفوان بهلوان كان ملحوظا.
كنت أرى أن تلك الليلة كانت ستزداد تألقًا لو تم تقديم عمل موسيقي كبير بتوزيع أوركسترالي هارموني شامل، بحيث يتم تحويل إحدى أغاني عبد الوهاب إلى قطعة موسيقية بحتة، تستغل فيها المهارات العالية للتوزيع الهارموني، لتعبر عن جمال الأغنية بطابع موسيقي خالص.

تذكرت في تلك الليلة مبادرة قام بها صديقي الأستاذ يعرب بالخير، مدير عام العلاقات العامة في الخطوط السعودية خلال الثمانينيات من القرن الماضي ،حيث كلَّف الموسيقار السعودي الراحل سراج عمر، بتأليف وتوزيع مقطوعات موسيقية للأغاني التراثية الحجازية، تم إذاعتها على طائرات الخطوط السعودية، وقد تركت تلك المقطوعات الموسيقية بصمة هامة في عالم التلحين والتوزيع الموسيقي الهارموني، ممّا جذب اهتمام الكثيرين من محبي الموسيقى لإقتنائها.

إن إعادة توزيع الأغاني الكلاسيكية بشكل أوركسترالي، يُعدّ خطوة مهمة في صيانة وإثراء التراث الموسيقي العربي، ونقله للأجيال الجديدة. خصوصًا في ظل التحديات التي تواجه الموسيقى التقليدية، مع تغير الأذواق، وتطور أساليب العزف، والمفاهيم الموسيقية الحديثة.
المقصود بالتوزيع الأوركسترالي ( الهارموني )، هو المزج المتقن بين الآلات الموسيقية المختلفة في توافق، بحيث يتم تركيب تكوينات نغمية رأسية متزامنة، بخلاف التكوينات اللحنية الأفقية البسيطة أو المعقّدة حسب ازدياد عدد النغمات، ممّا يضيف بعدًا دراميًا، وعمقًا للأغنية، أو القطعة الموسيقية ،ويتيح للمستمع الانغماس في اللحن، واكتشاف تفاصيله، ويتيح هذا الأسلوب للمستمعين من غير العرب، فرصة التعرف على ثقافتنا الموسيقية وتقديرها

ولتقريب فكرتي للقارئ، أدعوه للإستماع إلى أعمال المايسترو مصطفى ناجي، وسليم سحاب، في إعادة توزيع أربع أغاني لعبد الوهاب، وأم كلثوم، مثل “دعاء الشرق” ، و”على باب مصر”، إضافة إلى “موسيقى حياتي”، و”الخيام”، اللتين عزفتهما أوركسترا لندن فيلهارمونيك، وأيضا التوزيع الموسيقي للفلكلور المصري، الذي ابدع فيه المايسترو علي اسماعيل. وغيرها من الأعمال العالمية، مثل موسيقي فيلم الرسالة لمؤلفه الفرنسي موريس جار.

وفي هذه المناسبة، أود أن أُثني على رواد الموسيقى السعودية، مثل: طارق عبد الحكيم، وسراج عمر، وغازي علي، الذين حفروا في الصخر، وبذلوا جهودًا كبيرة في دراسة، وتطوير، ونشرالوعي الثقافي الموسيقي في الوطن. لذلك، أشدِّد على تشكيل لجنة لدراسة مسيرتهم، وإنجازاتهم الفنية، وتأثيرهم على الثقافة الموسيقية، ومن ثم تكريمهم بما يليق بعطائهم، وريادتهم، في هذا المجال، من خلال إنشاء صروح فنية، أو ثقافية، أو حتّى جوائز تقديرية تخلِّد أسماءهم.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبد الوهاب

إقرأ أيضاً:

صدر حديثًا.. "البوكر العربية وزمن الرواية" للكاتب شوقى عبد الحميد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صدر حديثًا كتاب "البوكر العربية وزمن الرواية" للكاتب والناقد الكبير شوقي عبد الحميد؛ محاولًا الإجابة على ما أثير من تساؤلات حول جائزة البوكر فى نسختها العربية منذ أن انطلقت الجائزة في أبوظبي في أبريل 2007، وبعد سبعة عشر دورة، وبعد أن أحدثت دوامات كثيرة حول الرواية العربية، وحفزت كتاب الرواية للتجويد، فتزايدت أعداد الروايات المقدمة لها فى كل عام عن سابقه، وثارت الأقاويل حول الرواية الفائزة فى كل عام. فمن رافض لها، لأغراض فى نفسه، ومن يرى أن الجائزة وصلت لغير مستحقيها.. ومن يرى أنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان.                    

وفي مقدمة كتابه، يقول الناقد شوقي عبد الحميد: "كما ثارت التساؤلات حول الأسس التى عليها يتم منح الرواية الجائزة، لتتداخل الأراء كذلك. ومن خلال كل تلك التساؤلات، ومن بين كل تلك الدوائر. رأينا أن نقدم قراءة لنموذج من كل بلد من الروايات الفائزة، بحثا عن السمات المشتركة بينها، إذ ربما وصلنا إلى فلسفة منح الجائزة، لتكون مرشدا لكل من يطمح فى الوصول إلى تلك الجائزة، التى تتيح لصاحبها الزخم القرائى، عبر الدول العربية قاطبة، فضلا عن ترجمة العمل إلى اللغات الأخرى. أى انها لا تتوقف فقط عند الجائزة المالية والمقدرة بعشرة آلاف دولار للروايات الست التى تصل إلى القائمة القصيرة، ثم خمسون ألف دولار للفائز بالجائزة. ولكنها تحمل الشهرة والنقد والدراسة فى كل محيط العالم العربى.

وتابع: "انطلقت الجائزة في أبوظبي في أبريل 2007، بناء على فكرة باقتراح لتأسيس جائزة مشابهة لجائزة "بوكر" العالمية. وصرح جوناثان تايلور رئيس مجلس أمناء الجائزة قائلا: أعتقد أن هذه الجائزة ستكافئ الكُتاب العرب المتميزين كما ستحقق لهم التقدير ورفع مستوى الإقبال على قراءة أعمالهم. حيث يقوم مجلس الأمناء سنويًا بتعيين لجنة تحكيم تتألف من خمسة أشخاص وهم نقّاد وروائيون وأكاديميون من العالم العربي وخارجه. 

 

واستطرد: ومن المتابعة يمكن إدراك أنه ما من إعلان عن الفائزين بإحدى المسابقات، إلا ويصحبها العديد من الاعتراضات. وعلى الرغم من أن الكثير من هذه الاعتراضات، تنبع من أغراض محددة، إلا أن الرؤية المتأملة لبعض هذه الجوائز، الخارجة عن إطار المحلية، يمكن فهم رؤيتها والإقتناع بها، حين النظرة المحايدة. 

مقالات مشابهة

  • أحمد عبد الوهاب في مأزق بسبب خطيبته بمسلسل الكابتن
  • حوار موسيقي عابر للحدود يحتفي باليوم العالمي للمرأة بمراكش
  • عرض موسيقي خلال احتفالية يوم المرأة المصرية بحضور السيدة انتصار السيسي
  • عرض موسيقي خلال احتفالية يوم المرأة المصرية بحضور قرينة الرئيس
  • تعليق جستنية على حديث يايسلة المثير للجدل مع الحكم
  • اليوم.. الفرقة الموسيقية للمركز القومي للمسرح تحيي الليلة الثالثة لـ"هل هلالك"
  • الفرقة الموسيقية للمركز القومى للمسرح تحيي الليلة الثالثة لـ هل هلالك 9 غدا
  • صدر حديثًا.. "البوكر العربية وزمن الرواية" للكاتب شوقى عبد الحميد
  • نقابة المهن الموسيقية تمنع مسلم من الغناء
  • نقابة المهن الموسيقية تقرر إيقاف مسلم ومنعه من الغناء