للاستفادة اقتصاديا.. القليوبية تواجه السحابة السوداء بأكبر مركز تجميع لـ قش الأرز
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
تعد مشكلة السحابة السوداء وحرق قش الأرز والحرق المكشوف للمخلفات الزراعية من أخطر المشكلات البيئية التي يشعر بها المواطنون بشكل كبير، خاصة في محافظات الدلتا ومنها محافظة القليوبية الأمر الذي يدعو إلى ضرورة تعاون وتكامل كافة الجهات المعنية للتصدي لتلك المشكلة، من خلال وضع خطة واضحة للقضاء على تلك الظاهرة سواء عن طريق تشديد الرقابة وإحكام السيطرة للتصدي لحرق المخلفات الزراعية بأنواعها.
وتسعي إدارة الإرشاد الزراعي بمديرية الزراعة بالقليوبية بالتنسيق مع وزارة البيئة على مجابهة انتشار السحابة السوداء من خلال منع حرق "قش الأرز" بالحقول التي شهدت زراعة المحصول هذا العام، والعمل على الاستفادة منه اقتصاديا فى استخدامات متعددة أو استخدامه كأعلاف للمواشي، حفاظا في المقام الأول على البيئة، ولتحقيق ربح مالي للمزارع في المحافظة بدلا من تحرير محاضر حرق القش بالمزارع بعد الانتهاء من عملة الحصاد.
زراعة 10135 فدان أرز هذا العاموقال المهندس محمود صبحي وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، إنه بلغ إجمالي مساحة الأرز المنزرعة بالمحافظة الموسم الحالي حوالي 10135 فدان، تم زراعتها بعدد من المراكز تمثلت في القناطر الخيرية وقها وبنها وكفر شكر، موضحا أن ما تم حصاده حتي الآن من إجمالي هذه المساحة بلغ حوالي 9795 فدان من إجمالي المساحة على مستوى المحافظة، وجارى اعمال الحصاد لباقي المساحة.
تحرير محاضر للمخالفين فى حرق قش الأرزوأشار وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، إلى أنه بلغ ما تم دراسته من إجمالي المساحة التي تم حصادها 9460 فدان، مشيرا إلى انه تم عقد ندوات توعوية لمزراعي الأرز بالمحافظة للعمل على توريد قش الأرز بعد الانتهاء من أعمال الحصاد، أو العمل على الاستفادة منه من خلال فرمه وتحويله لمواد غذائية تدخل في أعلاف الماشية وتسمينها، بدلا من القيام بأعمال الحرق ومنها يتم تحرير محاضر مخالفة لهم من قبل الزراعة ودفع غرامات مالية كبيرة.
وأضاف أنه يوجد بالمحافظة مركز تجميع قش الأرز بمنطقة شلقان دائرة مركز القناطر الخيرية، حيث تم تجميع بمراكز التجميع حوالي 700 طن، بينما بلغ إجمالي ما تم كبسه 5930 طن، أما ما تم فرمه 4970 طن، بينما تم تشوين 5630 طن، كما تم عمل كومات أسمدة بواقع 780 طن، وتحويل 70 طن منها لأعلاف ماشية.
تنظيم حملات وندوات لتوعية المزارعينوتابع وكيل زراعة القليوبية، أنه تم تنظيم العديد من الحملات والندوات لتوعية المزارعين، بأهمية تلك المنظومة، والفوائد الاقتصادية التي تعود على المزارع من تجميع قش الأرز، سواء بتحقيق عائد مادي إضافي، أو الاستفادة من قش الأرز بإعادة تدويره، وتحويله إلى أسمدة عضوية لتحسين التربة، بالإضافة الى التوعية بمخاطر السحابة السوداء، التي تنجم عن حرق قش الأرز، والتي تؤدي إلى تلوث الهواء والبيئة، الأمر الذي يؤثر على صحة المواطنين.
وأوضح أنه تم توفير معدات وسيارات صغيرة قادرة على الوصول إلى القرى النائية كما تم توقيع بروتوكولات لتأجير هذه المعدات مما يقلل من التكاليف ويضمن استدامة المشروع، بالإضافة إلى أنه تم تكثيف عدد المشاركين من الإرشاد الزراعي لتوعية المزارعين بأهمية الاستفادة من قش الأرز بدلًا من حرقه ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الجهود تم تحديد الأدوار والمسؤوليات لكل جهة معنية، كما تم إنشاء غرفة عميات تعمل لرصد وتتبع حالة الجو وتأثيرات السحابة السوداء.
1000042351 1000042349 1000042347المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قش الأرز وحرق قش الأرز السحابة السوداء المشكلات البيئية للمخلفات الزراعية السحابة السوداء الاستفادة من قش الأرز
إقرأ أيضاً:
لبنان يدخل العام 2025 متعبا اقتصادياً وحاملو السندات يفقدون حقّهم بالفائدة بعد 9 آذار
يدخل لبنان العام 2025 منهكاً على كل المستويات بفعل الحرب الاسرائيلية عليه وما خلفته من كوارث على المستوى الاقتصادي والتي طالت كل القطاعات بلا استثناء، حيث ضربت كل الأمال المعقودة للخروج من الازمات المتلاحقة لا سيما منذ العام 2019 حيث تراجع الاقتصاد اللبناني بشكل حاد، ليصل الانخفاض التراكمي في الناتج المحلي منذ 2019 إلى أكثر من 38% بنهاية العام الجاري. وقدّر نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي حاجة الاقتصاد اللبناني لأكثر من 10 مليارات دولار، من أجل إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب مع إسرائيل.
وأظهر آخر تقرير صادر عن البنك الدولي الشهر الحالي انخفاض نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في لبنان بنحو 6.6% في عام 2024 بسبب التوترات الجيوسياسية.
وأوضح تقرير البنك الدولي أن لبنان بحاجة ماسة لإصلاحات عاجلة واستثمارات ضخمة في القطاعات الحيوية، مؤكدا أن النشاط الاقتصادي انكمش بنحو 5.7% في العام الجاري وهو ما يعادل خسارة قدرها 4.2 مليار دولار. وأكد التقرير أن لبنان يحتاج إصلاحات شاملة لتجاوز الأزمة، محذرا من أن استمرار الأوضاع الحالية من دون تغييرات سيزيد من عمق الأزمة الاقتصادية، ولابد من تنفيذ خطة شاملة للتعافي والإصلاح.
تحديات سياسية ودستورية واقتصادية تنتظر العام الجديد، حيث يفترض أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة التاسع من الشهر المقبل ومن ثم البدء في اتصالات ومشارات تكليف رئيس حكومة فتشكيل حكومة جديدة لإعادة انتظام عمل المؤسسات، ولذلك فإن الترقب سيد الموقف لجلسة 9 ك2 أو للجلسة التي ستليها من أجل انتخاب رئيس جمهورية يحظى بثقة الداخل والخارج ويدفع بالتعاون مع الحكومة الجديدة نحو وضع رؤية اقتصادية ومالية قادرة على النهوض بالبلاد، والعمل على ايجاد آليات التمويل من قبل الصناديق المالية الدولية والدول المانحة للاقتصاد اللبناني إضافة إلى إبرام اتفاقات الشراكة بين القطاع العام والخاص وإقرار القوانين اللازمة على المستوى المالي والمصرفي عبر هيكلة المصارف وجملة القوانين الاصلاحية التي لم يقر عدد كبير منها بفعل الكيديات السياسية.
ويقول الخبير المالي واستاذ الاقتصاد السياسي محمد موسى إن لبنان لا زال تحت الكثير من المؤشرات السلبية بالمعنيين السياسي و الاقتصادي، والتي سوف تحسم إيجاباً أو مزيداً من السلبية في العام 2025، فالتصنيف الائتماني الذي تضعه وكالات التصنيف ومنها وكالة ستاندرد آند بورز، أبقت في العام 2024 على التصنيف الائتماني بالعملة الأجنبية للبنان عند مستوى SD/SD مع نظرة مستقبلية سلبية على المدى البعيد، علماً أن التصنيف الائتماني للبنان قد بدأ بالتراجع منذ بداية العام 2019. وليس بعيداً شهدت سندات اليوروبوند اللبنانية ارتفاعًا ملحوظًا في عام 2024، حيث وصلت أسعارها إلى مستويات قياسية لم تشهدها منذ ثلاثين شهرًا.
ويلفت موسى في هذا السياق، إلى أن الإرتفاع الذي تشهده سندات اليوروبوند بسيط، لكن مجرد الإرتفاع يعني إما شراء سندات خزينة من قبل الدولة أو تمهيدا لرفع دعوى على الدولة. وهنا لابد من التذكير أن القراءات القانونية تختلف حول مدى سقوط حقوق أصحاب السندات في الاصل للمبلغ، أو سقوط الفوائد المترتبة عليها فقط، لذلك من المرجّح رفع دعاوى ضدّ الدولة قبل 9 آذار 2025، فبعد هذا التاريخ سيبدأ حاملو السندات بفقدان حقّهم بالفائدة، إلا في حال تمّت إعادة هيكلة اليوروبوند قبل هذا التاريخ.
وهنا، فإن الدولة بمكوناتها كافة مدعوة إلى إيجاد الحلول الملائمة سريعاً وقبل وقوع الأسوأ، فالدولة قادرة على استيلاد الحلول اللازمة إذا ما توفرت النيات المقرونة بالمرونة والالتزام، فالمرونة تتجلى بالمضي في المفاوضات مع الدائنين للوصول إلى هيكلة اليوروبوند على غرار اليونان وغيرها من الدول، مع الإشارة إلى أن حاملي سندات اليوروبوند هم بالدرجة الأولى المصارف اللبنانية ومستثمرون أجانب، فإذا تم رفع دعاوى سيكون من الخارج أكثر من الداخل إلا إذا رفعت المصارف دعاوى أيضاً.
وباختصار ما لم تلتق الحلول السياسية مع الحلول الاقتصادية وربطاً بالمعطيات الجديدة والمتغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم، ستبقى الضغوطات الخارجية على لبنان وقد تشتد أكثر و كما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الجنوب نحن في مرحلة ما بين الألم و الأمل و لعل الأمال تكسر الالام لما فيه خير هذا البلد.
المصدر: خاص لبنان24