“أسوشييتد برس”: الحرب على مستشفيات شمال غزة.. مزاعم من دون دلائل
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
الثورة نت/..
وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية تنشر تقريراً تناولت فيه العدوان الإسرائيلي على مستشفيات شمال غزّة وتحديداً مستشفى العودة، والإندونيسي، وكمال عدوان.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:
إن أحد أكثر الجوانب المذهلة في الحملة الإسرائيلية ضدّ حماس في غزة هو الدمار الذي لحق بقطاع الصحة في المنطقة.
وقد فحصت وكالة “أسوشييتد برس” الغارات التي شنّتها “إسرائيل” في أواخر العام الماضي على ثلاثة مستشفيات في شمال غزة: مستشفى العودة، ومستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان. وأجرت مقابلات مع أكثر من ثلاثين مريضاً وشاهداً وعاملاً طبياً وإنسانياً فضلاً عن مسؤولين إسرائيليين.
ولم تقدّم “إسرائيل” أي دليل يذكر على وجود كبير لحماس في المستشفيات الثلاثة. وقدّمت وكالة “أسوشيتد برس” ملفاً يسرد الحوادث التي أبلغ عنها أولئك الذين أجرت معهم مقابلات إلى مكتب المتحدّث العسكري الإسرائيلي. وقال المكتب إنه لا يستطيع التعليق على أحداث محدّدة. وتعرّضت المستشفيات الثلاثة لإطلاق النار أو تعرّضت لمداهمات مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة.
اليوم، لا توجد مستشفيات تعمل بكامل طاقتها في غزة بالكامل، بل 16 مستشفى فقط من أصل 39 مستشفى تعمل جزئياً، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، ومعظمها لا يقدّم أكثر من الإسعافات الأولية. وتقول منظّمة الصحة العالمية إنّ الهجمات الإسرائيلية على المواقع الطبية وحولها أسفرت عن مقتل 765 فلسطينياً وإصابة 990 آخرين. ولا يشمل هذا العدد المرضى الذين يقول الأطباء إنهم ماتوا بسبب نقص العلاج أو الأوكسجين أثناء الحصار الإسرائيلي، والذين لا يُعرف عددهم.
وفيما يلي بعض ما وجدته وكالة أسوشيتد برس:
مستشفى العودة:
لم يزعم “الجيش” الإسرائيلي قط وجود حماس في مستشفى العودة. وعندما سُئل عن المعلومات الاستخباراتية التي دفعت القوات إلى محاصرة المستشفى ومداهمته العام الماضي، لم يردّ مكتب المتحدّث العسكري.
بينما كان القتال محتدماً حول المستشفى، انفجرت قذيفة في غرفة العمليات في الـ 21 من تشرين الثاني/نوفمبر، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أطباء وقريب أحد المرضى، وفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود الدولية.
بعد أن حاصرت القوات المنشأة، قال الموظفون إنّ الاقتراب من المستشفى قد يكون مميتاً بسبب نيران القنّاصة الإسرائيليين. وقال ثلاثة من مديري المستشفى إنّ امرأتين حاملين كانتا تسيران إلى المنشأة للولادة أصيبتا بالرصاص في 12 كانون الأول/ديسمبر ونزفتا حتى الموت في الشارع. وقال المسعفون إنهم استعادوا جثتيهما في وقت لاحق.
قال محمد صالحة، وهو مدير في ذلك الوقت وهو الآن القائم بأعمال مدير المستشفى، إنّه في اليوم التالي شاهد ابنة عمه وابنها البالغ من العمر ست سنوات يقتلان عندما أحضرت الصبي للعلاج من الجروح. ووصفت امرأة حامل أخرى، تدعى شذى الشريم، كيف سارت إلى المستشفى أثناء المخاض، برفقة حماتها وشقيق زوجها. وبينما كانوا يلوّحون بالأعلام البيضاء، أطلقت قوات الاحتلال النار على حماتها وقتلتها.
تمّ القبض على مدير المستشفى، أحمد مهنا، من قبل القوات الإسرائيلية بعد اقتحامها للمنشأة. ولا يزال مكانه مجهولاً. كما اعتُقل أحد أبرز أطباء غزة، جرّاح العظام عدنان البرش، أثناء الغارة وتوفي في الحجز الإسرائيلي في أيار/مايو.
المستشفى الإندونيسي:
المستشفى الإندونيسي هو أكبر مستشفى شمال مدينة غزة. قبل اقتحام الموقع، ادعت “إسرائيل” أنّ هناك مركز قيادة وسيطرة تحت الأرض لحماس يقع تحته. ونشرت صوراً ضبابية التقطتها الأقمار الصناعية لما قالت إنه مدخل نفق في الفناء ومنصة إطلاق صواريخ قريبة، خارج مجمع المستشفى.
بعد اقتحامه في أواخر العام الماضي، لم يذكر “الجيش” أو يظهر أي دليل على وجود منشأة أو أنفاق تحت الأرض. وعندما سُئل عما إذا كان قد تم العثور على أي أنفاق، لم يردّ مكتب المتحدّث العسكري.
أصدر “الجيش” صوراً لمركبتين عُثر عليهما في المجمع تظهر شاحنة صغيرة بها سترات عسكرية وسيارة ملطخة بالدماء تابعة لإسرائيلي مختطف، مما يشير إلى أنه تمّ إحضاره إلى المستشفى في 7 أكتوبر. وقالت حماس إنها جلبت أسرى إسرائيليين جرحى إلى المستشفيات لتلقّي العلاج.
لقد خلّف الهجوم الإسرائيلي في شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر الطوابق العليا من مبنى الفندق الإندونيسي محترقة، وجدرانه مليئة بالشظايا، وبواباته مليئة بالركام المتراكم.
وبينما حاصرت القوات الإسرائيلية المستشفى، أصاب القصف الطابق الثاني منه في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات، وفقاً للموظفين.
وخلال الحصار، قدّر الأطباء والمسعفون أنّ خُمس المرضى ماتوا. وكان هناك ما لا يقل عن 60 جثة ملقاة في الفناء. وفي ظل قلة الإمدادات، قال الأطباء إنهم أجروا عشرات عمليات البتر على أطراف مصابة لا يمكن علاجها.
مستشفى كمال عدوان:
بينما حاصرت القوات الإسرائيلية كمال عدوان في تشرين الثاني/نوفمبر، توفي ما لا يقل عن 10 مرضى بسبب نقص المياه والأوكسجين والأدوية، وفقاً لحسام أبو صفية، طبيب الأطفال الذي أصبح مدير المستشفى بعد الحصار.
قال العديد من الشهود إنه عندما اقتحموا المستشفى في 12 كانون الأول/ديسمبر، سمحت القوات للكلاب البوليسية بمهاجمة الموظفين والمرضى وغيرهم. قال أحمد عتبيل، البالغ من العمر 36 عاماً، والذي كان يحتمي في المستشفى، إنّه رأى كلباً يعضّ إصبع أحد الرجال.
وقال شهود إنّ القوات أمرت الصبية والرجال من منتصف سن المراهقة إلى الستين بالوقوف في طوابير خارج المنزل القرفصاء في البرد، معصوبي الأعين وعراة تقريباً لساعات من الاستجواب. وبعد إطلاق سراح بعضهم، فتحت النار عليهم أثناء عودتهم إلى المستشفى، مما أدّى إلى إصابة خمسة، كما قال ثلاثة شهود.
وقال ثلاثة شهود إنّ جرافة عسكرية إسرائيلية هدمت المباني في مجمع المستشفى وسحقت الخيام التي كانت تؤوي النازحين. وقد تمّ إخلاء معظمهم، لكن أبو صفية قال إنه وجد جثث أربعة أشخاص سحقت.
وقال “الجيش” الإسرائيلي إنّ حماس استخدمت المستشفى كمركز قيادة لكنه لم يقدّم أيّ دليل. وقال إن الجنود كشفوا عن أسلحة لكنه عرض لقطات لمسدس واحد فقط.
*المصدر: الميادين نت
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: تشرین الثانی نوفمبر مستشفى العودة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يقلّص مدة خدمة الاحتياط مع تراجع الإقبال
قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تقليص مدة خدمة الاحتياط بعد الانخفاض غير العادي في عدد المتقدمين للخدمة، وفق ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت أن الجيش الإسرائيلي قلص نطاق النشاط العسكري لكتائب الاحتياط من متوسط 20 أسبوعا لكل جندي إلى 9 أسابيع فقط.
وأشار إلى أن قرار تقليص فترة عمل كتائب الاحتياط يأتي خوفا من إثقال كاهلهم بعد انخفاض الإقبال على الخدمة.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق اليوم عن انخفاض ملحوظ في انضمام جنود الاحتياط للخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلي جراء دفع الحكومة مشروع قانون يسمح باستمرار إعفاء متدينين يهود من الحريديم من الخدمة العسكرية، وكذلك بسبب الإرهاق.
وقالت يديعوت أحرونوت إن الجيش يشعر بالقلق بسبب انخفاض بنسبة تتراوح بين 15% و25% في خدمة الاحتياط، وأوضحت أن هذا الشعور برز خلال الأسابيع الأخيرة في الألوية القتالية في قطاع غزة وفي الجبهة الشمالية -خلال الحرب على لبنان– مؤكدة أنه يؤثر على قرارات الجيش العملياتية.
ووفق الصحيفة فإنه من الواضح أن النقص في عدد الجنود يؤثر على عملية صنع القرار بشأن الحرب في لبنان وغزة، وأصبح حجر الزاوية في أي موافقة على خطط مستقبلية.
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي هم جنود سابقون انتهت مدة خدمتهم الإلزامية النظامية، وقرروا الخدمة في قوات الاحتياط عند الحاجة إليهم، ويعدون من القوى العاملة في السوق الإسرائيلية.
ويفوق تعدادهم 465 ألفا، واستدعت إسرائيل 360 ألفا بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ولم يسبق لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن خاض تاريخيا حربا طويلة، وهذا أثر على أدائه وقدراته الميدانية وكبده خسائر بشرية كبيرة، وهو ما تسبب بمشاكل وصراعات سياسية داخلية في إسرائيل، وفق محللين عسكريين.
وأواخر الشهر الماضي، كشفت أرقام لإدارة إعادة التأهيل التابعة للجيش الإسرائيلي عن تلقي 12 ألف جندي العلاج في وحداتها منذ بداية العدوان على قطاع غزة، ثم على لبنان، ثلثاهم من قوات الاحتياط.
لكن جيش الاحتلال أشار في أحدث إحصائياته إلى 772 قتيلا و5184 جريحا منذ بداية العدوان على غزة، ولم يتحدث إلا عن نحو 300 جندي يعالَجون حاليا في المستشفيات.
وتشن إسرائيل منذ أكثر من عام حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، خلّفت حتى الآن أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
كما أسفرت الحرب الإسرائيلية على لبنان، والقصف المتبادل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن مقتل 3 آلاف و189 شخصا وإصابة 14 ألفا و78 آخرين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق بيانات لبنانية رسمية.