حديث النبي (2): رحمة القلب مفتاح للجنة
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
من الأمور العظيمة التي حثَّ عليها الإسلام وأكد عليها نبيه الكريم ﷺ هي خُلق الرحمة، وهي قيمة ترتقي بالمجتمع إلى درجات عالية من التعاون والمحبة، وتُسهم في تعزيز الروابط بين أفراده، في حديث شريف عن الرسول ﷺ، ورد أنه قال: "أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ"، وذكر منهم "رَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ"، فكان هذا الحديث بمثابة دعوة مفتوحة للناس كي يتحلوا بصفات الرحمة والشفقة، وخاصةً تجاه الأقرباء والمسلمين، مما يفتح أبواب الجنة للرحماء.
الرحمة، كما عرفها العلماء، هي اللين والرقة التي تُدفع صاحبها إلى مساعدة الآخرين والتعاطف معهم، وهي خُلق كريم يترجم حب الخير للناس والتفاني في سبيل إدخال السرور على قلوبهم، وهي خلق إلهي جليل. وقد وصف الله تعالى نفسه في القرآن بصفة "الرحمن الرحيم" ليُبَيِّن أن الرحمة من أعظم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المؤمن.
الرحمة ودورها في بناء المجتمعإن التمسك بخلق الرحمة يؤدي إلى تعزيز التآلف والترابط في المجتمع، حيث تدفع الإنسان إلى العفو والتسامح، ومساعدة المحتاجين، ورفع الأذى عن الناس. وعندما يتحلى أفراد المجتمع بالرحمة، يكون لذلك أثر كبير على تحسين العلاقات الإنسانية، ويقلل من مستوى العنف والصراع، إذ أن الرحمة هي صفة نبيلة تجبر صاحبها على التواضع وعدم التكبر.
الرحمة مفتاح للجنةفي الحديث، يُبرز النبي ﷺ أن الرحمة صفة تميز أصحاب الجنة، وهي دليل على قلوب رقيقة تخشى الله وتُحسن إلى خلقه. فالرجل الرحيم، رقيق القلب، يحرص على أن ينفع كل من حوله من أقرباء ومسلمين، ولعل هذا هو السبب في كونه من أهل الجنة، فالله تعالى لا يضيع أجر المحسنين، ومن يرحم الناس، يُعاملهم بلطف ورفق، ويُدرك حاجاتهم النفسية والمادية، فإن الله يرحمه في الدنيا والآخرة.
كيف نطبق الرحمة في حياتنا اليومية؟تطبيق خُلق الرحمة يحتاج إلى تدريب النفس على التحلي بالصبر، والعطف على الآخرين، والنظر إلى أحوالهم بعين العطف، وترك الأنانية والانتقال من الاهتمام بالمصلحة الشخصية إلى السعي لمصلحة الآخرين. يُمكن للرحمة أن تبدأ بأبسط الأمور: ابتسامة صادقة، مساعدة محتاج، تحية طيبة، أو حتى بتقديم العذر لمن أخطأ.
إن التحلي بالرحمة هو نهج نبوي كريم، من سار عليه فاز بمحبة الله، وكتب الله له أن يكون من أهل الجنة، كما بشّر بذلك النبي الكريم في حديثه الشريف، ليصبح الرحمة عنوان المؤمن وأساس التعامل في حياته اليومية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرحمة بناء المجتمع حياة الإنسان معنى الرحمة
إقرأ أيضاً:
إمام الحرم: حرص النبي على أمته بلغ الغاية في بيان الشريعة
قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي، إن مهمة الرسل الدعوة إلى الله تعالى وإبلاغ الرسالة وتبيين الشريعة، فقد بعثوا دعاة للخير وهداة للبشر مبشرين من أطاع الله بعظيم الجزاء ومنذرين من عصاه بشديد العقاب.
وأكد أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل، وسيد ولد آدم، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين.
أخبار متعلقة هطول أمطار الخير والبركة على محافظتي ينبع والجوفعلى مساحة 98 ألف متر مربع.. افتتاح حديقة الخزامى بخميس مشيطوأشار إلى أن النبي كان يدعوا أمته ليلا ونهاراً، سرا وجهارًا، وكان يذهب للمشركين في أسواقهم ومجامعهم، يدعوهم إلى ربهم ويصبر على أذاهم وصدهم وإعراضهم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } إمام الحرم: حرص النبي على أمته بلغ الغاية في بيان الشريعة حرص النبي على أمتهوأكد أن حرص النبي على أمته أشد من حرصهم على أنفسهم، حتى كان يتحسر ويحزن لإعراضهم حزنًا يكاد يفتك به ويهلكههم، فنهاه ربه عن ذلك فقال تعالى: "فلا تذهب نفسك عليهم حسرات"،وبين له أن التوفيق للهداية منه وحده جل وعلا فقال: "إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين".
وأكد أن من كمال شفقته صلى الله عليه وسلم على أمتهن كثرة دعاءه لهم وبكاءه لأجلهم حرصًا عليهم وخوفًا من عذابهم، وإن من عظيم حرصه تتبعه شؤون أصحابه وأتباعه، فهو يواسي المحزون ويفرج عن المكروب ويكون مع الناس في شؤونهم وأحوالهم.
وأشار إلى أن حرص النبي على أمته بلغ الغاية في بيان شريعته، ممتثلًا أمر ربه تعالى، فما من شيئ يقرب الأمة من الجنة ويزحزهم عن النار إلا وقد بينه النبي صلى الله عليه وسلم.