يمانيون:
2025-02-22@10:52:20 GMT

دين السلطان ودين الطغيان والإجرام

تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT

دين السلطان ودين الطغيان والإجرام

طاهر محمد الجنيد

أرسى الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم أسس الحضارة الإسلامية على مبادئ وقيم يحتكم ‘ليها الأمير قبل المأمور، ومن ذلك أنه من بطانة السوء فقال: “إن الله لم يبعث نبيا ولا خليفة إلا وله بطانتان –بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر –وبطانة لا تألوه خبالا، ومن يوقى بطانة السوء فقد وقي) والحديث صحيح الإسناد وآثاره مشهودة ومعلومة في الواقع.


كشفت الأحداث الجارية والمحن التي نمر بها حقيقة هذه الحكومات، فمعظمها خانع خاضع في مراتع العمالة والخيانة وبعضها ذليل مهان لا يستطيع أن يحمي نفسه، ما بالك أن يدافع عن أمته من الأخطار التي تتعرض لها وهي إضافة إلى ذلك متأرجحة لا تحمل أي مشروع نهضوي لا لذاتها فما بالك أن تحمل مشروع خير أمة أخرجت للناس، ومن عجزها أنها ذهبت لتأييد الإجرام واتهام المعتدى عليهم وتحميلهم المسؤولية، أنظمة هشة تستأسد على شعوبها وتحرقهم وتسجنهم بموجب أوامر طغاة ومجرمي العالم، تقتل بالشبهة وتسجن بالظن.
على العكس من ذلك حكومات الاستعمار الإجرامي بحلفه الصهيوني الصليبي الجديد، رغم أن كل دولة تحاول القضاء على الأخرى وتقضي على نفوذها، لكن عند مواجهة الإسلام يتناسون خلافاتهم وحروبهم ويعملون كفريق واحد للقضاء على الإسلام كمشروع وعلى أمة الإسلام كشعوب مهما كانت خلافاتهم –كاثوليك –بروتستانت –يهود –قال الله تعالى “تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى “، يعتمدون على استراتيجية التخطيط في مواجهاتهم مع المسلمين ويعملون وفق تخطيط محكم من أجل الصد عن سبيل الله قال تعالى ((ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا))البقرة-217-.
حينما أرادت فرنسا احتلال مصر وسلخها عن الخلافة العثمانية – وحتى يقلل الإمبراطور الفرنسي نابليون من تكاليف المواجهة مع المسلمين، كتب رسالة يعلمهم أنه جاء ليحرر مصر من النفوذ والسيطرة جاء فيها-(بسم الله الرحمن الرحيم لا اله إلا الله لا ولد له ولا شريك في ملكه —-ادعوكم أيها المشايخ والقضاة والأئمة —وأعيان البلد قولوا لأمتكم أن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون وإثبات ذلك انهم قد نزلوا في روميه وخربوا كرسي البابا الذي يحث النصارى على محاربة الإسلام )، وهكذا استطاع زعزعة اخلاص الجيش واستولى على مصر وكان يرأس مجلس العلماء، ويحاول إقناعهم بالتخلي عن الشريعة الإسلامية وتطبيق القوانين الغربية، فرد عليه أحد علماء مصر الأفذاذ- قائلا “إذا كنت مسلما حقا فلماذا لا تطبق الشريعة الإسلامية في فرنسا بدلا من إلغائها في مصر؟)-1-وهنا ظهرت حقيقه خداعة ومكره .
كان بعض المخدوعين قد انطلت عليهم الحيلة ولم ينخدع البعض واشتعلت الثورة ضد الفرنسيين وخلال ثلاثين يوما من المواجهات استشهد اكثر من نصف مليون إنسان بسبب فارق الإمكانيات بين المقاومة الشعبية والجيش الفرنسي، وبعد أن أخمد الثورة باستعمال كل الوسائل والأساليب الإجرامية حتى امتلأت الطرقات والشوارع بالجثث وأمر جنده باستعمال الحرابة في القتل حفاظا على الرصاص واكمل مشواره لاحتلال فلسطين ووصل إلى أسوار عكا.
وحينما أعطى الأمان للحماية مقابل التسليم، فلما سلموا له أمر بقتلهم وقتل الجرحى من جنوده أيضا لانهم يشكلون عائقا أمام تقدمه .
كان احتلال مصر بمشورة من اليهود الذين أعانوه بالمال والسلاح وحاربوا في صفوف قواته، وكمكافأة لهم أعطاهم وعدا للقدوم إلى فلسطين والاستيلاء عليها(إن الأمة الفرنسية تقدم لكم الآن على الرغم من كل العقبات مهد إسرائيل يورثه فلسطين الشرعيين –‘ن فرنسا تناديكم الآن للعمل على إعادة احتلال وطنكم واسترجاع ما فقد منكم)، وكان الاتفاق على أن يمنحهم جزءا من أرض مصر يستعدون فيه للانطلاق لاحتلال فلسطين، كان هذا الوعد قبل وعد بلفور البريطاني بمائة سنة.
تصاعدت الثورة ضدهم وانهارت قواتهم وهزموا على أيدي أبطال مصر وخلفهم الإنجليز ليكملوا المهمة ويمكنوا اليهود من السيطرة على ارض فلسطين، فاحتلوا مصر واستمروا فلسطين وأصدروا وعد بلفور، ولما مكنوا اليهود من الاستيلاء على أرض فلسطين رحلوا وجاء الأمريكان .
المفكر العربي محمد السماك- أمين عام لجنة الحوار المسيحي الإسلامي في كتابه “القدس قبل فوات الأوان” يتحدث عن خلفيات قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ويقول (تعهد ترامب في برنامجه الانتخابي 2016م بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ولكنه انتظر سنة كاملة بعد فوزه واختار تاريخ 6 ديسمبر2017م لإعلان القرار وهو تاريخ له مغزى مهم وهو دخول القوات البريطانية واستيلائها على مدينة القدس من القوات العثمانية).
قد يكون ترامب لا يعلم بالتاريخ لكنه أحد أعضاء الجمعية الصهيونية المسيحية التي تدير أمريكا وتعمل على تمكين اليهود من السيطرة على فلسطين وتدمير الحضارة الإسلامية، قيما ومبادئ وبشرا ووجودا.
ولا يقتصر الأمر على هذه الدول فحسب، فدول أوروبا تعمل وفق حلف صليبي في ذات الإطار، ففرنسا بعد عودتها لاحتلال الشام وحينما استولت قواتها على دمشق دخل القائد الفرنسي للحملة واسمه “غورو “إلى قبر صلاح الدين وركله بقدمه وقال: هاقد عدنا يا صلاح الدين.
القضية لم تنته برحيل مستعمر ومجيء آخر فهناك مشروع متكامل تعمل عليه الحركة الإنجيلية المسيحية الصهيونية، وما يجري الآن من جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية على أرض غزة ولبنان واليمن والعراق وسوريا هو تطبيق لمشروعهم .
في القديم سيطر القساوسة والرهبان على الملوك وكانوا هم من يمنحون الملوك السلطة باسم الرب وينزعونها عنهم، ولما زاد الفساد والاستبداد عن حده، قامت الثورات ضدهم ووصلوا إلى مبدأ فصل الدين عن الدولة، مرحبا كان اليهود في نظرهم أعداء المسيح والمتآمرين على قتله -“تعال الله عما يقولون علوا كبيرا”، استطاع اليهود بمؤامراتهم ضرب النصارى بعضهم ببعض وأوجدوا طائفة تدين بالولاء لهم وهي الصهيونية المسيحية .
في ظل التنافس الكبير على السلطة والحكم، قامت الحروب بين الملوك والأمراء هناك، فكان المخرج إيجاد عدو يتوحدون ضده فقامت الحروب الصليبية ضد المسلمين ونشأت بينهم التحالفات لتنظيم النفوذ ومناطق السيطرة، ومن ذلك اتفاقية برلين لتنظيم وتقاسم النفوذ في أفريقيا واتفاقية سايكس بيكو لتقاسم أقطار الوطن العربي وتقسيمه بينهم.
تكاتفت قوات الحلف الصليبي الصهيوني في إسقاط الخلافة العثمانية –الرجل المريض – الاستيلاء على مناطق النفوذ، زرعوا الخونة والعملاء لمساعدتهم في استكمال المهمة وتم تقسيم الأراضي بناء على رغبات الدول الاستعمارية في السيطرة على الثروات النفوذ وحتى يتم تأمين السيطرة لأكبر فترة ممكنة، تم الأمر للعاملين معهم الذين استلموا السلطة بعد رحيلهم بإعادة إنتاج التجارب المأساوية في الصراعات بين النصارى بعضهم ببعض وفق الاختلافات الأثنية والطائفية والمذهبية والعرقية، ولكن في اطار الدول الإسلامية، وتكفل الاستعمار بإعداد من يتصدرون للفتوى من اليهود والنصارى ومكنهم من دخول المساجد وإصدار الفتاوى، حتى أن لورانس وصل إلى زبيد مطلقا لحيته يتلقى التعليم في حلقات العلامة الأهدل الذي كان عندما يراه يتقدم للصلاة ينفرد بعيدا عنه دون أن يعلم بأنه عراب ملوك وأمراء الجزيرة والخليج بعد ذلك.
ارتحل الاستعمار بجنوده وأوكل للعاملين معه الاستيلاء على الثروات وعهد اليهم إثارة الخلافات بين مكونات المجتمعات الإسلامية وفق المناهج التي أعدها مستشاروه لتكون أداة لتحطيم النهوض وتكريس التخلف والتبعية والهزيمة النفسية .
‘ذا كانت جيوش الغرب تبني عقيدتها على محاربة الإسلام والمسلمين، فإن الجيوش العربية لحماية العروش والاستقواء على الشعوب وتكريس القطرية، ولذلك يتحكم اليهود والنصارى في تحديد العقيدة العسكرية لها وفي تسليحها وفي السيطرة عليها حتى لا تشكل عبئا عليهم عندما تتحرك الجماهير وتستعيد وعيها وتطالب بما سلب منها وخاصة تحرير المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

خطبة الجمعة اليوم.. نوح العيسوي: الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير.. والعمل التطوعي يقوي التماسك والترابط بين أفراد المجتمع.. فيديو

خطبة الجمعة اليوم
خطيب الأوقاف يؤكد:
سيرة النبي مليئة بالرفق والتيسير والإسلام برئ من التشدد
العمل التطوعي يقوي التماسك والترابط بين أفراد المجتمع
الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير

قال الدكتور نوح العيسوي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الدين الإسلامي الحنيف، هو دين الوسطية والاعتدال، ومن أجل ما تميزت به الشريعة الإسلامية، هو الرفق والسهولة والتيسير، فلا ترى فيها حرجا ولا مشقة ولا عسر ولا شدة.

وأضاف نوح العيسوي، في خطبة الجمعة اليوم، من مسجد السلام بالسنطة محافظة الغربية، أن الله تعالى يقول في كتابه العزيز (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) ويقول تعالى (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).

كما يبين النبي الكريم، يسر الدين وسماحته وينهى عن التشدد والمبالغة فيه، فيقول النبي (إن الدين يسر ولن يشاد أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشئ من الدلجة).

وأشار إلى أن المشادة في الدين أن يضيق الإنسان واسعا أو أن يحرم الإنسان مباحا أو أن يوجب الإنسان ما ليس بواجب، فهذه هي المشادة في الدين.

وذكر خطيب الأوقاف، أن من يسر الإسلام وسماحته أن الله تعالى لم يكلف أحدا من عبادته فوق طاقته، فيقول تعالى ( فاتقوا الله ما استطعتم ) ويقول تعالى (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).

وأكد أن التيسير منهج رباني، حدد النبي معالمه وأرسى قواعده بعيدا عن التشدد والعنت والتكلف والتطرف، فقال النبي (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق) أي إن هذا الدين قوي وشديد فسيروا فيه برفق ولين دون عنت أو تشدد أو تكلف أو تطرف أو غلو، ولا تحملوا أنفسكم مالا تطيقون فتعجزوا عن العبادة والعمل.

وقال الدكتور نوح العيسوي، من علماء وزارة الأوقاف، إنه لو تأملنا وتتبعنا سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- لوجدنا أنها مليئة بالتيسير والرفق لتؤكد أن الإسلام برئ من الغلو والتطرف والتشدد والتكلف في الدين.

وأضاف نوح العيسوي، في خطبة الجمعة اليوم، من مسجد السلام بالسنطة محافظة الغربية، أن النبي كانت دعوته دعوة التيسير والتخفيف، فعندما سمع أن رجلا يؤم الناس في صلاته، فأطال عليهم، غصب النبي غضبا شديدا وقال (إن منكم منفرين فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة).

وأشار إلى أن التيسير هو منهج الدين الإسلامي، ويدخل النبي المسجد فيجد حبلا ممدودا بين ساريتين (عمودين) فسأل النبي: ما هذا؟ قالوا: هذا حبل للسيدة زينب تصلي فإذا كسلت تعلقت بالحبل فأمسكت به، فقال النبي: لا، حلوه حلوه فليصلي أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقعد).

وتابع: الإنسان حينما يتعبد لربه فعليه أن يكون في نشاطه فإذا فتر نشاطه أو ضعيف فليستريح حتى يعود إلى نشاطه لأن الإسلام لا يريد من أبنائه أن يتكلفوا أو يغالوا في عبادتهم لله تعالى.

وأكد أن النبي يأمرنا بالأعمال التي نطيق الدوام عليها، ولا نغالي فيها حتى لا يحدث منا تفريط أو ترك للعبادات، فبعض الناس يجتهد في قيام الليل والنوافل، فإذا ما أراد أداء الفريضة شعر بالكسل، فليس هذا هو الدين.

وقال الدكتور نوح العيسوي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الدين الإسلامي الحنيف يحث على التعاون وبذل الخير للغير، بالمشاركة في أعمال الخير التي تدل على التماسك والترابط بين أفراد المجتمع.

وأضاف نوح العيسوي، في خطبة الجمعة اليوم، من مسجد السلام بالسنطة محافظة الغربية، أن المسلم دائما مفتاح للخير مسارع فيه، لقوله تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).

وأشار إلى أن العمل التطوعي هو واجب وطني ونبل أخلاقي وإنساني ومطلب شريف، ينشره المسلم سخي الأخلاق بين أبناء وطنه، حتى يتحقق قول النبي (مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

وأكد أن العمل التطوعي يسهم بقوة بالتماسك والترابط بين أفراد المجتمع، ولذلك جعله النبي من أفضل الأعمال إلى الله فقال النبي (أحب الأعمال إلى الله، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا، ولئن أمشى مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا).

وتابع: فما أجمل أن يشارك الإنسان في الأعمال التطوعية وأن يساهم فيها، التي تدل على الترابط والتماسك والتكافل بين جميع أفراد المجتمع.

مقالات مشابهة

  • ما هو المخفي خلف عودة “اليهود السوريين” لسورية بعد سُقوط الأسد وكيف بارك نظام الشرع عودتهم؟
  • رئيس فلسطين يهنئ القيادة بمناسبة ذكرى يوم التأسيس
  • جلالة السلطان يهنئ خادم الحرمين وحاكم عام سانت لوشيا
  • خطبة الجمعة اليوم.. نوح العيسوي: الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير.. والعمل التطوعي يقوي التماسك والترابط بين أفراد المجتمع.. فيديو
  • خطيب الأوقاف: الشريعة الإسلامية تميزت بالسهولة والتيسير.. فيديو
  • حين يزأر الحق؛ يرتجفُ عرشُ الطغيان
  • جلالة السلطان يتلقى شكر المشاركين في المؤتمر الدولي لـ"جمعية المحامين"
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة ترمسعيا شرق رام الله وسط الضفة الغربية
  • جلالة السلطان يهنئ ملك الأردن بنجاح العملية الجراحية
  • أمين الدعوة بالبحوث الإسلامية: الشخصية السوية تُبنى على عقيدة تطهر العقل من الخرافة