إخلاص عبود
في زمن كَثُرَ الممثلون، وامتلأ بالدعاة الناصرين بألسنتهم، فلم تكن الجمعيات تعد، ولا الأموال باسم فلسطين تحصى، كم رأينا من دموع، وكم سمعنا من خشوع، وكم شعرنا أن المعركة الفاصلة سيحتشر لها مئاتُ الآلاف من العلماء قبل الشعوب، من أصحاب الجمعيات، ومستلمي التمور، واللهُ حكيمٌ لا يمكن أن يترك الناس على ما يقولون، ليختبرهم ماذا سيفعلون.
ذهبت كُـلّ الادِّعاءات في مهب الريح، وتلاشت الصيحات، وبحّت الأصوات، وأغلقت أبواب الجمعيات، وفتحت أبواب التطبيع والارتهانات، وعلماء السوء قلبوا أرديتَهم، فظهرت بألوانٍ أُخرى مزخرفة تحب الرقص والغناء، وتهوى القمارَ والهوى، وتحل الخمور، وتبرّر الفجور، نعم إنها غزة، من وأظهرت الحقائقَ، وفضحت الخبايا، وكشفت الوجوه، وغربلت المواقف، إن الله أيها المسلمون والعرب أجمعون ابتلاكم بغزة، فمن نصرها فهو مسلم، ومن خذلها فليس حتى من البشر، ولا يحمل اسم إنسان، بل أصبح شيطانًا رجيمًا، وعميلًا للوبي الصهيوني.
تحَرّكت شعوبٌ لم تشهد يومًا بلا إله إلا الله وبمحمد رسول الله، فخرجت وبكت وندّدت، وكان لها مواقفُ لم تقف لهذا اليوم، إن الله ابتلاكم أيها العالم بغزة، فظهر من تبقى في قلبه بقية من إنسانية، ينادي، فخرجوا في أمريكا، وبريطانيا، وجُلِّ دول الغرب، خرجت الشعوب وهي تحت أنظمة تدعم الصهيوني، لم تجبُنْ ولم تخف، بل إنها تتحمل معاناة القمع، والعنف، والظلم، وتقف مواقفَ عجيبة فعلًا، في حين شعوب عربية، تشهد أن لا إله إلا الله، وتؤمن بنصره، وتعترف بقهره، تؤمن بدينه ونبيه، سقطت في وحل اللهو والضياع، وتيه الجبن والهوان، شعوب لا يفصلها عن فلسطين فاصل، ومع ذلك هي أول من صَمّت آذانها، وأعْمَت أبصارها، ووأدت ضمائرها بيديها لا بيدي غيرها.
تتضاعف معاناة غزة، وتصب دماؤهم، وأقول لهم: أين المهرب يوم الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى يحاسبكم، ويسألكم عنهم؟!
غربلتهم غزة، وأبى الله أن ينال النصر خليط، حتى يميز الله الخبيث من الطيب، وحتى يرى العالم من ينصرها، وَمن يخذلها ويرى من وقف بجانبها، اليوم تمثل الإسلام في غير المسلمين، وتمثل الكفر في من يسمون مسلمين، فخرجت شعوب الغرب بمطلب الإسلام، مطلب العدل والحق، وخرجت شعوب عربية بمواقف تسود الوجه، مخزية أعلنوا فيها براءتهم من فلسطين؛ فقالوا هي قضية لا تعنينا؛ لذلك غزة ابتلاء فضحهم، ونحن على أبواب الزوال، لن يزولوا حتى يزول معهم السيئون، وحتى نرى من يمكن أن يشكل في العالم بذرة خير، وقابل الهدى يبقى، والرافضون إلى زوال.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الحمدلله الشيطان اصبح صديقنا!!
بقلم : حسن جمعة ..
تخفت الاصوات شيئا فشيئا حينما تصل الامور الى مصلحة الدولة والكيان والسطوة فتتغير لغة اللسان وتستبدل الاوصاف حتى ان كانت تطلق على اشكال خرافية وقد تنتزع منها القرون و صفات الخيلاء والتكبر والعصيان والتمرد والكراهية والحسد والباطل والغواية والخبث والخداع وقد يغادرنا الشيطان في غفلة منا دون ان نعلم وسيبدأ السمر قريبا وتتعالى الضحكات وهكذا هو حال السياسات تتخاصم في اوقات وتصطلح في اوقات اخرى ولاجل مصالح البلاد العليا خيرا ما قامت به الجمهورية الاسلامية الايرانية باختيار المكان والزمان وايضا حصر الاشياء التي سيتم التفاوض عنها وقد نجحت في ذلك وكسبت الجولة الاولى من المفاوضات التي تحاول فك الطوق الذي فرض على رقبة ايران وعودتها للحضن العالمي كدولة قوية ليزداد تاثيرها بين بقية دول العالم ..نحمد الله وندعوه بان يغادرنا ذلك الشيطان الذي لديه وجه معزة عجوز كسيحة واذنان طويلتان تتدليان على رقبته كانها قلائد من جحيم ولانسمع به من جديد لتتجلى روح الملائكة على وجه العالم وتغادرنا الحروب والتهديدات
فهذا الشيطان لم يترك الشرق الاوسط الا وأشعل به نيران الخراب فتلك فلسطين اصبحت ركاما ولبنان تهدمت كل معالمها ناهيك عن ضرب اليمن والمساعدة على انقلاب الشرع واعوانه على سوريا ليجثموا على قلبها ولازالت تعاني واسرائيل تتمدد بها كتمدد السرطان في جسم منهك واليوم نحن نقف مراقبين ناظرين لتلك الطرق التي باتت سالكة بين الشيطان الامريكي والجمهورية الاسلامية عسى ان تغادر اميركا شرقنا الاوسط وننعم بالسلام والطمانينة ونحفظ ارواح المسلمين من تقنية لا تميز بين الطفل والشيخ نتمنى ان يبعدنا الله والدول الاسلامية عن شبح الحروب وان يعيش الجميع بامان وتطور والحمد لله ان الشيطان سيغادرنا اخيرا ولو مضى الامر بتنازلات بسيطة .