أدعية الشفاء من الأمراض: أثر الإيمان والدعاء في حياة المسلم
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
يشكّل المرض اختبارًا من اختبارات الحياة، وتتجلى رحمة الله تعالى في أن جعل لنا من الكتاب والسنة أدعية خاصة طلبًا للشفاء والصحة. تُعدّ هذه الأدعية وسيلة للمسلم للتواصل مع خالقه، وتعكس يقينه بأن الله وحده القادر على الشفاء، فالاعتماد على الله مع الأخذ بالأسباب هو منهج المؤمن الحقّ. ومن هذا المنطلق، سنعرض بعض الأدعية التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتي صارت نبراسًا للمسلمين في مواجهة الأوجاع والأمراض.
وردت في القرآن الكريم آيات تعدّ "رُقية" شافية، وهي ليست مجرد كلمات، بل تحمل قوة الاستعانة بالله وحُسن التوكل عليه، ومن أبرز هذه الأدعية:
سورة الفاتحة: يُعرف عن سورة الفاتحة بأنها رقية للمؤمنين، حيث يُستحب قراءتها طلبًا للشفاء بقولها سبع مرات بنية الشفاء.
آية الكرسي (البقرة: 255): تعتبر آية الكرسي من أعظم آيات القرآن، ويتداوى بها المسلمون ويُستحب تكرارها في حالات المرض والشفاء.
سورة الإخلاص والمعوذتين: قال النبي صلى الله عليه وسلم إن قراءة المعوذتين والإخلاص ثلاث مرات تعدّ حماية من الشرور والأمراض. يُستحب أن تُقرأ هذه السور على المريض طلبًا للشفاء من الله.
أدعية الشفاء في السنة النبويةحثّ النبي صلى الله عليه وسلم على اللجوء إلى الله بالدعاء في أوقات الشدة والمرض، ووردت عنه أدعية خاصة للشفاء، منها:
"أذهب البأس، رب الناس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا": هذا الدعاء من أكثر الأدعية استخدامًا، وقد أوصى به النبي في عدة أحاديث عند الدعاء للمريض.
"بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك": جاء هذا الدعاء في السنة كصيغة للرقية الشرعية، ويُستحب قوله على المريض للشفاء بإذن الله.
"أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك": يُقال سبع مرات عند المريض، وهذا الدعاء كان النبي يكرره في زياراته للمصابين، تعبيرًا عن التوكل والتضرع لله للشفاء.
أهمية التوكل والأخذ بالأسبابإن الدعاء والتضرع إلى الله عند المرض يعدّ تعبيرًا عن يقين المسلم بأن الله هو الشافي، ولكن الدعاء مقرون دائمًا بالأخذ بالأسباب، كزيارة الأطباء وتلقي العلاجات المناسبة. إن الإيمان بقدرة الله والتفاؤل بالشفاء يعدّ جزءًا من العلاج النفسي والروحي للمريض، حيث تقوّي هذه الأدعية من عزيمة المصاب وتمنحه السكينة والتفاؤل.
الشفاء بين الإيمان والعلاجتذكرنا أدعية الشفاء الواردة في القرآن والسنة بأن الشفاء ليس مجرد تعافي جسدي، بل هو شفاءٌ للنفس والروح. وهذا ما يجعل الإسلام دينًا يشمل الحياة بكل تفاصيلها، متجذرًا في قلوب المسلمين عبر الدعاء والرجاء لله في مختلف الظروف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أدعية الشفاء الشفاء أهمية التوكل أدعیة الشفاء ی ستحب
إقرأ أيضاً:
حكم الصلاة على النبي محمد عند ذكر اسمه في الصلاة
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند ذِكر اسمه في الصلاة أمرٌ مشروع لا يؤثر في صحة الصلاة، بل هو مستحبٌّ كما نص على ذلك الشافعية، لكن ينبغي مراعاة التوسط والاعتدال في ذلك وعدم الجهر حتى لا يؤدي إلى التشويش على غيره.
بيان أن الصلاة على النبي عليه السلام دعاء جليلوأوضحت الإفتاء أن الصلاة لا يصلح فيها إلا ما كان من جنسها؛ كالذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم؛ وذلك لما ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أنه قال: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» رواه مسلم.
وأضافت الإفتاء أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله سلم دعاءٌ جليلٌ، ومن عظمته قال عنه العلماء أنه من أفضل أنواع العبادات؛ فقد نقل الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (14/ 235، ط. دار الكتب المصرية) قول سهل بن عبد الله: [الصلاة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل العبادات؛ لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته، ثم أمر بها المؤمنين، وسائر العبادات ليس كذلك] اهـ، فهي دعاء جائزٌ في الصلاة على وجه العموم.
حكم الصلاة على النبي عليه السلام عند ذكر اسمه في الصلاة
قالت الإفتاء إن الشافعية ذهبوا إلى استحباب الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم عند ذكر اسمه الشريف في الصلاة؛ ويستوي في ذلك مَن كان ذاكرًا للاسم الكريم أو سامعًا له.
جاء في "حاشية الشرواني على تحفة المحتاج في شرح المنهاج" (2/ 66، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [لو قرأ المصلي آية فيها اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم نُدِبَ له الصلاة عليه في الأقرب بالضمير، كـ: صلَّى الله عليه وآله وسلم، لا اللهم صلِّ على محمد.. والظاهر أنه لا فرق بين أن يَقْرَأَ، أو يسمع] اهـ.
وجاء في "حاشية قليوبي على شرح جلال الدين المحلي على المنهاج" (1/ 227، ط. دار الفكر): [(تنبيه) قد علم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تكون ركنًا تارة كالتشهد الأخير، وبعضًا تارة كالأول، وسنة تارة عند سماع ذكره، ومكروهةً تارة كتقديمها على محلها، فإذا أتى بها في غير محلها فيتجه أنه لا يسجد إلا أن يقصد بها أحد الأولين فراجعه] اهـ.
وقد نص بعض الشافعية على تحديد الصيغة التي يُصَلَّى عليه بها عند سماع أو ذكر اسمه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال العلامة أحمد بن قاسم العبادي الشافعي في "حاشيته على الغرر البهية" (1/ 326، ط. المطبعة الميمنية): [لو قرأ المصلي آية فيها اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم نُدِبَ له الصلاة عليه في الأقرب بالضمير؛ كـ: صلَّى الله عليه وآله وسلم، لا بالظاهر نحو: اللهم صل على محمد؛ للاختلاف في بطلان الصلاة بركن قولي؛ أي: بنقله] اهـ.
قال الإمام الحطاب المالكي في "مواهب الجليل" (1/ 544، ط. دار الفكر): [(فرعٌ) قال في "المسائل الملقوطة": إذا مرَّ ذِكْر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قراءة الإمام، فلا بأس للمأموم أن يصلي عليه] اهـ.
الأدلة على مشروعية الصلاة على النبي عليه السلام أثناء الصلاة
يدل على مشروعية الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم عند ذكر اسمه أو سماعه في الصلاة أيضًا -عمومُ ما رُوي عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «البخيلُ مَن ذُكِرْتُ عِندَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» رواه الترمذي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" وصحَّحاه، والمراد: من ذُكر عنده اسمه صلى الله عليه وآله وسلم.
قال الصنعاني في "التَّنوير شرح الجامع الصغير" (4/ 581، ط. مكتبة دار السلام): [(مَن ذُكرتُ عنده)، أي: ذكر اسمي عنده، قال في "الإتحاف": وكذا ذِكر كنيته وصفته وما يتعلق به من معجزاته] اهـ، والحديث مطلق غير مقيدٍ بوقت أو حالٍ؛ فيدل على أنها جائزة حينما يُذكر سواءٌ في الصلاة أو في غيرها.
وقال العلامة الحسين اللاعي في "البدر التمام شرح بلوغ المرام" (3/ 154، ط. دار هجر): [والحديث فيه دلالة على وجوب الصلاة عليه على جهة الإطلاق بصيغة الأمر] اهـ.