فاطمة السراجي
هل يوجد في الكون كلمة تحمل في طياتها أعظم قيمة من قيمة الشهادة؟
هل يمكن لقلم محبرته الدماء أن يصف بدقّة تلك القلوب البيضاء التي ضحت؛ مِن أجلِ وطنها ولم يكن لها إلا أن تسقي أرضها بدمائها الدافقة؛ كي تزهر بالحرية والكرامة؟
إنها كلمة تحمل في طياتها عبق الفداء وبزوغ الأمل ونور الشرف، كلمة ترتبط بروح الإيمان والحرية، بتضحية لا تنضب وإيمان لا يتزعزع، أسقطوا أحزمة الخوف والرهبة، ووقفوا صامدين أمام فجاج الظلم والاضطهاد، ليكتبوا بدمائهم تاريخ البطولة والصمود.
شهداؤنا صوت الضمير الحي، الذي لم تستطع رصاصات الظلم والقهر أن تخنقه، ليسوا مُجَـرّد أشخاص يفارقوننا، بل هم رموز للصمود والقوة والعزم.
وليسوا مُجَـرّد أسماء تنقش على صفحات التاريخ، بل هم أرواح تحمل قصص البطولة والتضحية، إنهم قُدوة لنا في الوفاء والعطاء.
تتجدد ذكراهم كلما تردّدت أصداء أرواحهم في سماء قلوبنا وأرواحنا، وكلما زاد انتصار الحق على الباطل لم تفارقنا ذكراهم، فهم النجوم التي ستبقى تشع في سماء التاريخ بكل بريق وعنفوان، مثيرةً في نفوسنا الفخر والاعتزاز بتضحيتهم، وحبًا وإجلالًا لأرواحهم الطاهرة التي تسكن بيننا خالدة إلى الأبد.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
القدرة على تحمل الألم دليل على اضطراب الشخصية
كشف علماء من جامعة رادبود، إن الأشخاص القادرين على التعامل مع مستويات عالية من الألم هم أكثر عرضة لأن يكونوا مصابين بالاضطراب النفسي.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات مرتفعة من الاعتلال النفسي ليسوا أكثر مقاومة للألم فحسب، بل أقل قدرة على التعلم من التجارب المؤلمة.
يعتقد الباحثون أن هذا قد يكون جزءًا مهمًا من سبب فشل الأشخاص الذين يتمتعون بهذه السمات في التعلم من العواقب السلبية.
وخلال التجارب التي أجريت على أفراد من عامة الناس، فشل الأشخاص الذين يعانون من سمات اضطراب نفسي في تغيير سلوكهم حتى عندما واجهوا صدمات كهربائية مؤلمة.
وصرحت الدكتورة ديمانا أتاناسوفا، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "ما توصلنا إليه مؤخرًا هو أن الأشخاص ذوي السمات النفسية يفشلون باستمرار في تغيير سلوكهم حتى بعد تلقي العقوبة، مما يشير إلى أنهم يكافحون من أجل التعلم من العواقب السلبية لأفعالهم".
ويعتبر الاعتلال النفسي أو اضطراب الشخصية هو أحد سمات الشخصية المعروفة باسم "الثالوث المظلم" والتي تتميز بالكذب المرضي، والتلاعب، وعدم الشعور بالذنب، والميل إلى ضعف التحكم في السلوك.
ولاحظ علماء النفس منذ فترة طويلة أن الأشخاص الذين لديهم هذه السمات غالباً ما يفشلون في التعلم من العقوبة أو العواقب السلبية لأفعالهم، ومع ذلك، لم يتمكن الباحثون من تفسير الآلية المحددة وراء هذا النقص.
واقترح الباحثون خلال هذه الدراسة أن عدم قدرة المرضى النفسيين على التعلم من النتائج المؤلمة قد يكون بسبب عدم الحساسية للألم الجسدي.
واستعان الباحثون بـ 106 من أفراد الجمهور لملء استبيانات مصممة للكشف عن مستويات الميول النفسية مثل الافتقار إلى التعاطف أو الاندفاع.
بعد إجراء الاختبار، تعرض كل مشارك لسلسلة من الصدمات الكهربائية الصغيرة عبر أقطاب كهربائية وضعت على أذرعهم، وسجل الباحثون النقطة التي أصبح فيها الألم ملحوظًا لأول مرة والمستوى الأقصى الذي كان المشارك على استعداد لتحمله.
وكما توقع العلماء، فإن المشاركين الذين سجلوا أعلى الدرجات في الميول النفسية كانوا قادرين على تحمل قدر أكبر من الألم مقارنة بالشخص العادي.
وفي بعض الحالات، تمكن عدد قليل من المشاركين من الوصول إلى الحد الأقصى لضبط القطب الكهربي وهو 9.99 ملي أمبير قبل أن يصلوا إلى قدرتهم على تحمل الألم.