حكم أداء الصبي للتكاليف الشرعية.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم أداء الصبي للتكاليف الشرعية، قائلة أن الصبي الذي لم يبلغ الحلم غير مكلف شرعًا بأداء التكاليف على وجه اللزوم؛ لما ورد عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصبي حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ» رواه أصحاب السنن الأربعة.
قال الإمام المناوي في "فيض القدير" (4/ 35، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [«رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ» كناية عن عدم التكليف؛ إذ التكليف يلزم منه الكتابة.. «وَعَنِ الصبي» يعني الطفل وإن مَيَّز «حَتَّى يَكْبَرَ».. وفي رواية: «حَتَّى يَبْلُغَ»، وفي رواية أخرى: «حَتَّى يَحْتَلِمَ»] اهـ.
وأضافت الإفتاء أن الصبي وإن كان غير مطالب بأداء العبادات على وجه اللزوم، لكنه إن أتى بها على وجهها الصحيح فإنه يُثاب عليها، فالمرفوع عن الصبي المؤاخذة على فعل الشر، أمَّا الثواب على فعل الطاعات فليس بمرفوع عنه، بل له أجرُ ما أتى به من العبادة.
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (12/ 121-122، ط. دار المعرفة): [ذكر ابن حبان أن المراد برفع القلم: ترك كتابة الشر عنهم.. وقال شيخنا في "شرح الترمذي": هو ظاهر في الصبي، دون المجنون والنائم.. فالذي ارتفع عنه -أي: الصبي- قلم المؤاخذة، وأما قلم الثواب فلا؛ لقوله للمرأة لما سألته: ألهذا حج؟ قال: نعم، ولقوله: «مُرُوهُمْ بالصلاة»] اهـ.
حكم تعويد الصبي على الطاعةوقالت الإفتاء إن الشرع قد أمر أولياء الأمور أن يُدَرِّبُوا أولادهم على أداء العبادات الواجبة، وأن يعلموهم شرائع دينهم، ولا يتركوهم سدى، بدون تعويدهم على أداء الفرائض الدينية، وقد قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6].
قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (23/ 492، ط. مؤسسة الرسالة): [عن قتادة قال: مروهم بطاعة الله، وانهوهم عن معصيته] اهـ.
وورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفقٌ عليه.
وفي رواية للإمام مسلم في "صحيحه" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وإن لولدك عليك حقًّا».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء المصرية دار الإفتاء التكاليف الشرعية
إقرأ أيضاً:
أحيانًا أؤدي الصلاة وأنا كسلان فهل ينقص ذلك من ثوابها؟.. أمين الفتوى يجيب
نشرت دار الإفتاء المصرية عبر قناتها الرسمية على موقع "يوتيوب" مقاطع فيديو تناولت فيها أسئلة مكررة حول أداء الصلاة، منها سؤال: "هل تقبل صلاتي وأنا كسلان وأترك السُنن؟".
ردّ الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً: "بإذن الله تُقبل صلاتك، لكن المهم ألا تترك الفرض، وجاهد نفسك؛ فهذه حالة يمر بها الكثير من الناس".
وأوصى بالدعاء إلى الله بأن يرزقك حب العبادة والنشاط فيها، والقراءة عن فضل الصلاة وأجرها العظيم.
هل أداء الحج أو العمرة بالوشم ينقص من الثواب أم يبطلها.. دار الإفتاء توضحهل قراءة المأموم للفاتحة بعد الإمام واجبة .. الإفتاء تحسم الجدلوفي نفس السياق، أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن سؤال حول كيفية التغلب على الكسل في أداء الصلاة، موضحاً أن الحل يكمن في المسارعة إلى أدائها بعد الأذان مباشرة، مع استحضار شوق العبد للوقوف بين يدي الله -سبحانه وتعالى-. واستشهد بقول الله تعالى: "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً" (النساء: 103).
وأشار إلى أهمية إدراك المسلم لخطورة ترك الصلاة وما يترتب عليه من حرمان حقيقي، داعياً إلى المبادرة والاعتياد على أداء الصلاة فور سماع الأذان.
أما عن التركيز أثناء الصلاة وتجنب السرحان، أوضح الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى ومدير إدارة التدريب بدار الإفتاء، أن الانشغال بأمور الحياة يُنقص من أجر الصلاة.
وأوصى بخطوتين رئيسيتين: ذكر الله أثناء الصلاة والتأمل في معاني الآيات، مع النظر إلى موضع السجود أو السبابة في التشهد، مشيراً إلى أن إغماض العينين قد يزيد من السرحان.
كفارة اليمين.. الإفتاء توضح التصرف الشرعي لشخص لا يستطيع القيام بههل تصح صلاة قيام الليل قبل الفجر بدقائق .. دار الإفتاء توضحوأضاف الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى، أن الاستعداد للصلاة قبل أدائها بدقائق يساعد على الخشوع، مؤكداً أهمية السنة القبلية في تهيئة النفس والبدء بدعاء الاستفتاح، مثل قول: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب...".
وختمت دار الإفتاء نصائحها بالدعوة إلى استحضار عظمة الله والهدوء أثناء الصلاة لتحقيق الخشوع الكامل.