توسيع “العدوان على اليمن” وتبعاته الكارثية
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يعكس قلق أمريكا من تعاظم قوة الجيش اليمني، مخاوفها من استمرار فقدانها للنفوذ العسكري على بحار المنطقة وبالتالي على كل ما يجري فيها، فيما يؤكد تقرير أعده خبراء في الأمم المتحدة ونُشر في وقت سابق، رغم ما فيه من مغالطات، على الإقرار الضمني بالقوة التي صارت عليها القوات المسلحة اليمنية، وفي الأثناء يؤكد الخبير البحري في مركز الاستراتيجية والأمن البحري ومعهد السياسة الأمنية في جامعة كيل في ألمانيا، سيباستيان برونز، إنّ اليمنيين “أثبتوا أنّهم قوة هائلة”،
وفي المقابل تخلص العديد من التقارير الدولية إلى فشل الولايات المتحدة في استعادة قوة الردع والعودة للهيمنة على البحر الأحمر بما يمكنها من تحقيق هدف حماية ملاحة العدو الصهيوني.
ومنذ بدأت العمليات اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني في غزة وثم الشعب اللبناني، تُحدث آثاراً سلبية على العدو الإسرائيلي والأمريكي، وتُحدث فارقاً لجهة سحب بساط المظلة من تحت القوى الإمبريالية، تواترت التصريحات التي تضع اليمن مكاناً متقدماً على مستوى الجغرافيا العربية، وموازيا على المستوى الدولي لجهة الحضور والتأثير. فكيف صارت قناعة العدو قبل الصديق تُقيّم مستوى القوة اليمنية على هذا النحو؟.
العمق الصهيوني في مرمى النيران
لا، تنفك الأسلحة اليمنية عن إحداث المزيد من الأضرار المادية والمعنوية بالعدو الصهيوني ومن خلفه الأمريكي، فمع كل محاولة صهيونية أمريكية لاستعادة زمام المبادرة، يأتي صاروخ أو طائرة يمنية لتعيد الأمور إلى نقطة الصفر. خلال الأيام الماضية، وفيما العدو يحاول الضخ الإعلامي مستخدما الأبواق العربية، إشاعة تراجع اليمن عن موقفه من نصرة غزة، ليتفاجأ في اليوم التالي برد مزدوج، الأول فرط صوتي في العمق الصهيوني والآخر جوي يصيب عين أمريكا. ناهيك عن مبادرة السيد القائد، في إعلان التحدي ضد واشنطن بادارتها الجديدة، المتمثلة في المعتوه”ترامب”.
القوة الصاروخية في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ أعلنت تنفيذ عمليةً عسكريةً نوعيةً استهدفتْ قاعدةَ “نيفاتيم الجويةَ في منطقةِ النقبِ جنوبيَ فلسطينَ المحتلةِ بصاروخٍ باليستيٍّ فرط صوتي “فلسطين2” وصلَ إلى هدفهِ بفضلِ الله.
كما نجحت دفاعاتنا الجوية في إسقاطِ طائرةٍ أمريكيةٍ نوع MQ_9 وذلك أثناءَ قيامِها بتنفيذِ مهامَ عدائيةٍ في أجواءِ محافظةِ الجوفِ فجرَ اليومِ الجمعة. ليرتفعُ عددَ الطائراتِ الأمريكيةِ التي نجحتِ الدفاعاتُ الجويةُ اليمنيةُ في إسقاطِها من هذا النوع إلى اثنتي عشرةَ طائرةً خلالَ معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدسِ إسنادًا لمعركةِ طوفانِ الأقصى.
ما هي قاعدة “نيفاتيم” الجوية
تعد قاعدة “نيفاتيم” الجوية الإسرائيلية التي استهدفتها القوات المسلحة اليمنية، اليوم، موقعاً استراتيجياً يتعلق ببرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي.
وحسب المعلومات، تقع قاعدة “نيفاتيم” الجوية على بعد 15 كم جنوب شرقي بئر السبع، وتبعد حوالي 1100 كيلومتر عن الحدود الغربية لإيران، على بعد 16 كيلومتراً من ديمونة، تعتبر واحدة من أكبر القواعد الإسرائيلية، حيث يقال إنها تضم أربعة مدارج مختلفة الطول.
وتتمركز في القاعدة طائرات مقاتلة شبحية، وطائرات نقل، وطائرات ناقلة، وطائرات استطلاع ومراقبة إلكترونية، وطائرة “الرئاسة” الإسرائيلية، وهي طائرة بوينج 767 محولة للزيارات الدولية لرئيس الكيان الإسرائيلي و”رئيس الوزراء”.
كما يوجد في القاعدة الإسرائيلية، الطائرات المقاتلة F-35I Adir (“The Mighty One”) والتي تعد نسخة إسرائيلية معدلة من طائرات F-35 الأمريكية التي صممتها شركة “لوكهيد مارتن”، وكذلك يوجد في القاعدة السرب 122 “نحشون” والذي يشغل عدة تشكيلات من طائرات “جلف ستريم” المستخدمة في الاستطلاع والمراقبة الإلكترونية.
وفي مارس 2024، أعلنت القوات الجوية الأمريكية أن طائراتها الشبح من طراز F-35 قد تم اعتمادها للاستخدام مع القنابل الذرية B61-12. وأثار هذا تكهنات بأن طائرة F-35I Adir الإسرائيلية قد تكون قادرة على نقل وإسقاط الأسلحة النووية الإسرائيلية، وما إذا كان من الممكن تخزين هذه الأسلحة في “نيفاتيم”.
وفي عام 2008، زُعم أن الولايات المتحدة نشرت نظام رادار للإنذار المبكر المضاد للصواريخ يديره طاقم دائم من الجيش الأمريكي قوامه 120 فرداً في قاعدة “نيفاتيم”، فيما تم بناء أول مدرج فيها عام 1947 لسلاح الجو “شيروت أفير” التابع لمنظمة “الهاغاناه” العسكرية، رائد سلاح الجو الإسرائيلي. تم تجديدها عام 1983 لتكون قاعدة جوية حديثة بتمويل مشترك من “حكومة” الكيان الإسرائيلي والحكومة الأمريكية.
صور الأقمار الاصطناعية تظهر أضراراً في قاعدة «نيفاتيم» الإسرائيلية بعد ضربها من إيران في عملية الوعد الصادق1
صور الأقمار الاصطناعية تظهر أضراراً في قاعدة «نيفاتيم» الإسرائيلية بعد ضربها من إيران في عملية الوعد الصادق1
حين يقر العدو بالهزيمة
القائد السابق للقيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكنزي، اعترف بأن من أسماهم ” الحوثيين” هزموا الولايات المتحدة وإدارة بايدن في البحر الأحمر وباب المندب.
ونشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، 5 فبراير ، تقريراً نقل فيه عن الجنرال ماكنزي قوله إن “الحوثيين هزموا إدارة بايدن لأنها تفتقر إلى الإرادة السياسية لاستخدام القوة النارية الأثقل ضدهم”، حسب وصفه.وأضاف: “لقد انتصر الحوثيون، وفشلنا.. إنهم يسيطرون على باب المندب”. وتابع: “عاجلاً أم آجلاً، سوف يحالفهم الحظ ويقتلون أفراد الخدمة الأمريكية”، وفقاً لما نقل التقرير.
وفي أغسطس الماضي قال قائد الأسطول الأمريكي الخامس، قائد القوات البحرية الأمريكية في القيادة المركزية، جورج ويكوف، إن قرار وقف الهجمات في البحر الأحمر يعود لقوات صنعاء، وإن “تطبيق سياسة الردع الكلاسيكية في هذا السيناريو أمر صعب”.
وأضاف ويكوف، في تصريحات، إن الحل يجب أن يكون “دبلوماسياً” وذلك “لتجنب القلق بشأن محاولة الدفاع عن السفن التي تعبر المنطقة”. وقال إنه “من الصعب للغاية العثور على مركز ثقل مركزي [لقوات صنعاء] واستخدامه كنقطة ردع محتملة”، مضيفاً: “ما نقوم به حالياً هو محاولة الحفاظ على بعض مساحة القرار لقيادتنا”. وأشار إلى أن “ترسانة الحوثيين أصبحت أكثر قوة مما كانت عليه قبل عقد من الزمان، وهو ما جعل المهمة الأمريكية في البحر الأحمر أكثر خطورة”، وأضاف: “لقد تطوروا إلى ما هو أبعد بكثير من الطرق التي اعتدنا أن ننظر بها إليهم”.
القائد السابق للقيادة المركزية الامريكية
القائد السابق للقيادة المركزية الامريكية
عنيفون جداً
في أغسطس الماضي أعلن قائد الفرقاطة الهولندية، “يافان بوسيكوم”، الانسحاب نهائيا من التحالف الأوروبي في البحر الأحمر ضمن مهمة “أسبيدس”، وأرجع بوسيكوم سبب الانسحاب إلى الهجمات اليمنية، حسب ما نقلته عنه صحيفة “ذي انديان اكسبرس” الهندية، وقال إن “اليمنيين عنيفون، ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم”. ويلخص هذا التوصيف من أحد القادة العسكريين الأوروبيين الذين استعانت بهم أمريكا لاستعادة السيطرة على البحر الأحمر، الواقع الذي تكشّف لكل أولئك الذين جاؤوا بأحلامهم الوردية في ردع اليمن والعودة بالنصر.
فما تسمى بـ”أسبيدس” الأوروبي، وكذا الحال بالنسبة للتحالف الامريكي الذي وُلد ميتاً، وتكرر التلويح به أكثر من مرة، تحركات صدمتها الجدية التي تعاملت بها القوات المسلحة اليمنية مع الغزاة الجدد. فاليمن الذي أعلن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضد العدو الإسرائيلي المحتل للأراضي العربية الفلسطينية، من الطبيعي ألا يقبل أي تواجد لقوات أجنبية تحت أي مسمى، أو مبرر بالقرب منه، وما تحاول البائسة أمريكا تسويقه بشأن حماية الملاحة الدولية، فنّده قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حينها بتأكيده بأن عسكرة البحر الأحمر هو الذي يهدد الملاحة.
تعقُّد المشهد بهذا الشكل لم يأت من فراغ، ولكنه ناتج عن ما ظهر به اليمن من قوة رادعة فرضت واقعاً جديداً ليس على هوى أمريكا والقوى الإمبريالية، وهذه القوة بطبيعة الحال ليست وليدة صدفة، وإنما ناتج اجتهاد وتحرك يمني على صعيد المواجهة، وعلى صعيد تطوير الصناعة العسكرية، حتى صار اليمن أقوى بشكل ملحوظ، ولذلك فإن تسليم الإعلام الدولي بهذه القوة، يأتي من كونها واجهت أمريكا التي نفخها الضعفاء كثيرا حتى صارت تعيش الدور وتنتفض إذا وجدت من يقف أمامها بحزم.
مواجهة اليمن انتحار
وتلفت التقارير انتباه أمريكا إلى عدم الغرق في مستنقع طيشها، فالعالم يقيس ويضع الاحتمالات من صمود وبسالة وجرأة اليمنيين، ما يجعل مواجهتهم انتحار ، وسيكون من الغباء أن تتجاوز أمريكا، أن يد اليمن، صارت طولى، أو أن تنسى حسب أكثر المراقبين إن لم يكن جميعهم بأن “التطورات الملحوظة في قدرات القوات المسلحة اليمنية قد وضعت البحرية الأمريكية في موقف دفاعي، حيث باتت عاجزة عن فرض ردع فعّال في مواجهة الهجمات المتكررة التي تستهدف الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر.”، وهذه الحقائق كوّنتها المواجهة التي رسمت معالم جديدة للمعادلة.
يتناول موقع newsfrol الروسي بإعجاب المواجهة اليمنية مع القوة الأمريكية، وكيف أن الجيش اليمني برز كقوة عظمى لتحديه الولايات المتحدة، وهذا هو مربط الفرس الذي يزيد من مخاوف أمريكا وحلفاءها من أن يلعب اليمن دورا بارزا في رسم “الشرق الاوسط الجديد”، وهو ما أشارت إليه هيئة البث الألمانية “دي دبليو” بقولها “إن اليمن يتجه لإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط باعتباره الأنشط في المحور والأكثر تأثيرا”.
ويؤكد موقع newsfrol أن نجاح الضربات اليمنية التي وصفها بالجريئة والمفاجئة للأهداف الاستراتيجية في المنطقة جذب الانتباه، وأن الهجمات على البنية التحتية لصناعة النفط في المملكة العربية السعودية، وكذلك على أهداف أخرى مهمة، أظهرت قدرة اليمنيين على “تقويض الاستقرار” في المنطقة والتأثير على الأسواق العالمية، حسبما ورد في التقرير، الذي أضاف أن من وصفهم بالحوثيين أظهروا مرونة مذهلة وقدرة على القتال في ظروف معقدة، فاستراتيجيتهم وتكتيكاتهم، التي تستهدف استخدام أساليب الحرب غير المتماثلة، كانت فعّالة للغاية ضد أعداء أقوياء، حسب الموقع الروسي.
حاملات الطائرات عفى عليها الزمن
وفي تقرير جديد كشفت مجلة “ناشيونال إنترست –nationalinterest ” الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول تعرض حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إس أيزنهاور) لهجمات صاروخية من قبل الجيش اليمني قبيل انسحابها من البحر الأحمر منتصف العام الجاري
وقالت مجلة ناشيونال إنترست إن صعود الصواريخ المضادة للسفن، في الحروب الحديثة من قبل الصين واليمنيين يسلط الضوء على مدى ضعف حاملات الطائرات الأمريكية الباهظة الثمن. وتابعت القول” يُظهر الخصوم مثل اليمنيين أن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والطائرات بدون طيار، يمكنها مواجهة حاملات الطائرات التي كانت مهيمنة في السابق، والتي تفرض الآن ضغوطًا على الميزانيات وتواجه مخاطر كبيرة، ورغم أن حاملات الطائرات الأمريكية تمثل معجزات تكنولوجية، فإنها تمثل بقايا من حقبة ماضية، فقد أصبحت أشبه إلى حد كبير بالبوارج القديمة التي حلت محلها، ونظام قديم لا يستحق التكلفة
وأشارت ناشيونال إنترست الى ان حاملات الطائرات الأمريكية عفا عليها الزمن، واليوم تستطيع ترسانات كبيرة من الصواريخ طويلة ومتوسطة المدى أن تطغى على دفاعات حاملات الطائرات وغيرها من السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية.
وأكدت ناشيونال إنترست لقد أثبت اليمنيون أنهم قادرون على إبعاد البحرية الأمريكية بأكملها بالصواريخ المضادة للسفن حيث كانت البحرية الأمريكية بمثابة الضامن الأخير لطرق التجارة البحرية الواسعة النطاق في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، ولكن وجود صواريخ اليمنيون المضادة للسفن كانت أكثر من كاف لإبعاد الجزء الأكبر من البحرية الأمريكية عن التدخل في البحر الأحمر. ونوهت ناشيونال إنترست الى ان الرعب في البحر الأحمر استمر لفترة أطول كثيرًا مما كان ليحدث عادة. ونقلت المجلة عن المحلل البارز في معهد واشنطن، مايكل نايتس، قوله: “إن الجمع بين المراقبة على نطاق واسع، وتتبع الهدف عن قرب، والتوجيه النهائي، سمح للحوثيين بتحقيق بعض الإنجازات المثيرة للإعجاب في الرماية، مثل إصابة حاملة طائرات أمريكية على ما يبدو”.
ايزنهاور عفى عليها الزمن
ايزنهاور عفى عليها الزمن
تعقيد ديناميكيا البحر الأحمر
أما موقع “Army Recognition “المتخصص في مجال الدفاع والأمن والتقنيات العسكرية فنشر في تحليل له بعنوان «القارعة في مواجهة «ريموس 600» ذكر أن الكشف «عن السفينة الحربية، القارعة، يُظهر التزام “الحوثيين” بتحسين تكتيكات الحرب غير المتكافئة، وقد يؤدي هذا السلاح الأخير إلى تعقيد ديناميكيات الأمن في البحر الأحمر»، خصوصاً مع تعهدهم بمواصلة الضغط على “إسرائيل” وحلفائها حتى تتوقف العمليات العسكرية في غزة ولبنان.
وتطرق التحليل إلى طريقة عمل طوربيد القارعة ومميزاته، موضحة بالقول: «مركبة القارعة تعمل عن طريق التحكم عن بعد، ويتم توجيهها بواسطة كاميرا مثبتة على قضيب قابل للتمديد في الجزء الخلفي من المركبة التي تتخذ شكل الأنبوب، وتتيح هذه الميزة للمركبة أو الطوربيد مسح محيطها من خلال الصعود لفترة وجيزة لجمع البيانات البصرية، وبعد ذلك تغوص مرة أخرى لتجنب الكشف».
وتوقع أن تكون القوات المسلحة اليمنية قد أعدت إصدارات من هذا السلاح، جاهزة للقتال الحقيقي، يستخدم هيكلها الخارجي ألواناً مناسبة للبيئة البحرية، مما يزيد من قدرة المركبة بدون طيار على التخفي من خلال الاندماج في البيئة تحت الماء.
الغرب في خطر محدق
مركز تحليل السياسات الأوروبية “CEPA” ذكر أن القوة البحرية الغربية أصبحت في خطر والدليل هروب السفن الحربية من البحر الأحمر حتى لا تقع في مرمى “الحوثيين”. مضيفا أن قرار السفن الحربية الألمانية بتجنب البحر الأحمر حتى لا تقع في مرمى “الحوثيين” هو علامة على التراجع المثير للقلق للقوة البحرية الغربية.
وقال مركز تحليل السياسات الأوروبية في تحليلاً للباحث والخبير في دراسات الحرب في كلية كينجز لندن والمحلل المبتدئ في مركز الفكر البحري في كلية الحرب البحرية الإسبانية بعنوان “هل أصبحت القوة البحرية الغربية في خطر؟” إن قرار السفن الحربية الألمانية بتجنب البحر الأحمر، أثار غضبًا فوريًا في المجتمع البحري الدولي، جعل مدير الأبحاث في مجلس الجيوستراتيجية جيمس روجرز يصفه بأنه مخزٍ بينما وصفه الأميرال المتقاعد في البحرية الأمريكية جيمس ستافريديس بأنه “سخيف التحليل نفسه اعتبر الهجمات اليمنية المساندة لغزة ولبنان بانه تهديد هائل.
مركز تحليل السياسات الأوروبية “CEPA” ذكر أن القوة البحرية الغربية أصبحت في خطر
مركز تحليل السياسات الأوروبية “CEPA” : القوة البحرية الغربية أصبحت في خطر
الهزيمة تعم دول “الناتو”
في ذات السياق ذكر الموقع المتخصص بالأخبار البحرية” جي كابتن – gCaptain “إن البحر الأحمر أصبح الآن خطيرًا لدرجة أن سفن الناتو الحربية تتجنبه. وفي تحليل نشر في “الــ 29 من أكتوبر 2024م” إن البحر الأحمر، أحد أكثر الممرات المائية ازدحامًا وحيوية من الناحية الاستراتيجية في العالم، أصبح خطيرًا للغاية لدرجة أن البحرية الألمانية تتجنبه. وأشار إلى قرار وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بإعادة توجيه الفرقاطة بادن فورتمبيرج وسفينة الدعم فرانكفورت أم ماين حول رأس الرجاء الصالح عند عودتهما من مهمة في المحيطين الهندي والهادئ، تجنبا لهجمات “الحوثيين” في البحر الأحمر وباب المندب. وبحسب التحليل فإن البحر الأحمر الآن يعتبر خطيرًا للغاية، مما يؤكد مدى عدم فعالية الحماية البحرية الحالية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في هذه المنطقة.
وتطرق الموقع إلى إن ” الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي نشرت قوات لتأمين ممرات الشحن في البحر الأحمر. ومع ذلك، يواصل الحوثيون استهداف ومهاجمة السفن اسناداً للمقاومة الفلسطينية في غزة. وكشف التحليل عن امتداد هجمات “الحوثيين” إلى المحيط الهندي وحتى البحر الأبيض المتوسط، وهو انتشار يوضح قدرتهم المتزايدة وقدرتهم على التكيف.
ووفقا للتحليل فإن قائد بعثة الاتحاد الأوروبي أسبيدس حذر من تصاعد الخطر الذي يمثله “الحوثيين” مشيراً إلى عجز حملة “اسبيدس” العسكرية لمواجهة الهجمات.
موقع ” gCaptain “ البحر الأحمر أصبح الآن خطيرًا لدرجة أن سفن الناتو الحربية تتجنبه
موقع ” gCaptain “ ك البحر الأحمر أصبح الآن خطيرًا لدرجة أن سفن الناتو الحربية تتجنبه
سفن “الحوثيين” جبهة جديدة
صحيفة “ماكورريشون – makorrishon–מקור ראשון ” الصهيونية من جهتها علّقت على الغواصات المسيرة التي تمتلكها القوات المسلحة اليمنية واصفاً ذلك السلاح بأنه “جبهة جديدة تحت الماء”
وفي تحليل للصحيفة كتبه الباحث معهد “معهد مشغاف –MisgavINS–מכון משגב” للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية “إيلي كلوتستين –אלי קלוטשטיין” قال أن “المركبات المستقلة تحت الماء، تتيح طائفة واسعة من الإمكانيات والتهديدات”، محذرة من تعرض منصات الغاز الصهيونية في البحر الأبيض المتوسط، لهجمات بالغواصات المسيرة.
وأفاد بأن الكيان الصهيوني، خلال العام الممتد من تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2024م، “خاض اشتباكات عنيفة مع محور المقاومة، في الجو وعلى الأرض وفي سطح البحر، وحتى على الجبهة السيبرانية، وغالباً ما يلاحظ الجميع هذه الجبهات، لكن هناك جبهة أخرى تعمل بعيداً عن ضوء النهار، تحت الماء، وهي جبهة مدهشة، تحمل العديد من المخاطر، ومعظمها بعيد عن سواحل إسرائيل المحدودة”.
وقال الباحث الصهيوني، إن “التركيز على الجبهة تحت الماء في المنطقة، بدأ بشكل رئيسي بعد الهجمات اليمنية على طرق الشحن المؤدية من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط عبر البحر الأحمر”.
كلفة اقتصادية باهضة
وعن التكاليف المادية التي تتكبدها الإدارة الأمريكية يكشف تقرير أصدره مركز أبحاث في جامعة براون الأمريكية عن محصلة تقديرية لتكاليف العمليات الأمريكية ضد الجيش اليمني منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 30 سبتمبر الماضي.
وبحسب التقرير “فإن تكلفة الأنشطة الأمريكية المتعلقة بالحرب في المنطقة، وخصوصاً ضد هجمات الحوثيين” بلغت (4.86 مليار دولار) مشيراً إلى أن “الرقم ما زال يتزايد”.وأضاف التقرير أنه “من المرجح أن ترتفع هذه التكلفة بشكل حاد ما لم يتم حل الصراع الأوسع مع الحوثيين والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى”. وأوضح التقرير أنه “تم إنفاق هذه الأموال بالفعل بشكل أسرع بكثير من المتوقع، وخاصة بسبب نطاق وكثافة النشاط رداً على الحوثيين”. وأشار إلى أن “الصراع مع الحوثيين يفرض تكاليف باهظة على كل من الحكومة الأمريكية والقطاع التجاري الخاص”.
وقال إن “الولايات المتحدة نشرت حاملات طائرات متعددة ومدمرات وطرادات، وأطلقت صواريخ باهظة الثمن بملايين الدولارات ضد طائرات الحوثيين بدون طيار الرخيصة التي تكلف 2000دولار”.
ولكن بحسب التقرير فإنه “لا يوجد دليل على أن الصراع يتضاءل، فقد شن الحوثيون هجوماً بطائرات بدون طيار على تل أبيب في يوليو 2024، مما أثار رداً إسرائيلياً انتقامياً ضد المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، كما هاجمت طائرات بدون طيار تابعة للحوثيين تل أبيب وعسقلان في 25سبتمبر”.
معركة مع اليمن في الفضاء
وأكد قائد سابق في القوات البريطانية على أن اليمن جهة فعالة للغاية و يستخدمون الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والطائرات المسيّرة. وذكر القائد السابق للقوات البريطانية في أفغانستان العقيد ريتشارد كيمب لجريدة ” ذا صن – The Sun “ البريطانية” اليمنيون جعلونا نشهد أول حرب فضائية على الإطلاق عندما أطلقوا صاروخًا باليستيًا على “إسرائيل” وخرج مساره خارج الغلاف الجوي. وأضاف .. لدى اليمنيين ” قدرات كبيرة و التعامل معهم ليس مهمة سهلة، وقد حاولت كل من الإمارات والسعودية وفشلتا في ذلك. وتابع .. ما زالوا يتمتعون بقدرات كبيرة على الرغم من سلسلة الهجمات التي تعرضوا لها و لم يُلحق بـهم أي ضرر حتى الآن، ونحن بحاجة إلى الحذر من تهديد كبير محتمل أعظم مما نراه منهم الآن.
تهديد خطير ومتنام للبحرية الأمريكية
واعترفت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، بمستوى النجاح الذي وصلته القوات اليمنية بقدراتها وما شكلته بالنسبة للبحرية الأمريكية خلال الفترة الماضية، قائلة: “من المؤسف أن الحوثيين نجحوا في إتقان مجموعة من القدرات التي تجعلهم يشكلون تهديداً خطيراً ومتنامياً للبحرية الأميركية”.
وأكد محلل الأمن القومي في الجريدة، (براندون جيه ويتشرت)، أن تطوير قوات صنعاء ونشر الصواريخ الباليستية المضادة للسفن أدى إلى “تعقيد قدرة البحرية الأميركية على فرض قوتها على الممرات المائية الحيوية في مضيق المندب والبحر الأحمر”، في اعتراف بمدى فشل القوات الأمريكية التي قدِمَت من أجل حماية “الملاحة الإسرائيلية” من بعد عملية “طوفان الأقصى” في غزة.
وقال محلل الأمن القومي في المجلة الأمريكية: “إذا كان الحوثيون قادرين على تعقيد قدرة البحرية الأميركية على فرض قوتها بشكل موثوق في المناطق القريبة من سواحلهم، فيمكنك الرهان على أن الصين لن تواجه مشكلة كبيرة في إبقاء أسطول البحرية الأميركية السطحي فوق الأفق بينما يسيطر الجيش الصيني على منطقته”.
في ذات السياق، نقلت ذات المجلة “ناشيونال انترست”، عن الكابتن في البحرية الأمريكية “جاستن سميث” قائد سفينة “يو اس اس ماسون”، قوله إنه “لم يصدق مدى التهديد الذي تشكله أسلحة الحوثيين الباليستية المضادة للسفن على سفينته”.
وفي وقت سابق قالت مجلة ذي ناشيونال انترست إن : حركة أنصار الله حققت إنجازات مذهلة وكادت إن تغرق حاملة الطائرات «آيزنهاور»
أكد تقرير المجلة الامريكية إن حركة أنصار الله في اليمن كادت ان تتمكن من اغراق حاملة الطائرات الامريكية يو اس اس دوايت دي ايزنهاور بصاروخ سقط على بعد 200 متر فقط من القطعة البحرية الامريكية مما يسلط الضوء على التهديد المتصاعد الذي تشكله الجهات المقاومة المجهزة بأسلحة متطورة
وفي تقريرا أخر أكدت مجلة “ناشيونال انترست” إن :حاملة الطائرات تموت موتًا بطيئًا في ظل التطور المتسارع لقدرات اليمن العسكرية المثيرة للإعجاب.
توسيع المهمة للبحر المتوسط
وكشفت مجلة “دير شبيجل- spiegel.de – DER SPIEGEL” عن تقرير سري لقائد المهمة البحرية الأوروبية في البحر الأحمر المسانِدةِ للتحالف الأمريكي في البحر الأحمر طالب فيه الدول الأعضاء بسرعة توفير المزيد من السفن الحربية لمهمته في البحر الأحمر بسبب تمكن اليمنيون من توسيع نطاق هجماتهم إلى البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي ضمن المرحلة الخامسة من التصعيد
وأشار التقرير إن السفن الحربية الألمانية تتجنب المرور عبر البحر الأحمر وتختار طرقًا أطول خوفًا من تعرضها لهجوم من اليمن وأضافت المجلة الألمانية إلى معظم شركات الشحن الكبرى أصبحت تُبحر بعيدًا عن البحر الأحمر، مما يسبب تأخيرات كبيرة وزيادة في تكاليف النقل، رغم إعلان التحالفات العسكرية الأمريكية الغربية لحماية السفن.
وذكرت أن السفن الحربية الألمانية تتجنب المرور عبر البحر الأحمر وتختار طرقًا أطول خوفًا من تعرضها لهجوم من اليمن ومعظم شركات الشحن الكبرى أصبحت تُبحر بعيدًا عن #البحر_الأحمر، مما يسبب تأخيرات كبيرة وزيادة في تكاليف النقل، رغم إعلان التحالفات العسكرية الأمريكية الغربية لحماية السفن وقرار الدفاع الألمانية بتجنب البحر الأحمر له عواقب ملموسة على السفن الحربية وبدلًا من السفر عبر البحر الأحمر وقناة السويس باتجاه البحر الأبيض المتوسط تتجه السفن الآن أولًا نحو جنوب أفريقيا بعدها نحو مسارات أخرى
الدول التي تعمل سفنها في البحر الأحمر قالت إنه لا يمكنها حراسة السفن الحربية الألمانية وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وبعض حلفائها وكذلك الاتحاد الأوروبي أطلقت مهمات عسكرية لحماية الطريق التجاري المهم منذ أشهر، إلا أن الحوثيين يواصلون مهاجمة السفن. ونتيجة لذلك، فإن معظم شركات الشحن الكبرى تتجاوز الآن المنطقة البحرية، مما يسبب تأخيرات كبيرة في سلسلة التوريد العالمية وزيادة في تكاليف النقل العالمية.
مجلة دير شبيغل عن تقرير سري لقائد المهمة البحرية الأوروبية: اليمنيون يكيّفون تكتيكاتهم باستمرار وهم الآن في المرحلة الخامسة من عملياتهم نطالب الدول الأعضاء بسرعة توفير المزيد من السفن الحربية لمهمته في البحر الأحمر اليمنيون تمكنوا من توسيع نطاق هجماتهم إلى البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي
وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس: سفينتين حربيتين ألمانيتين ستتخذان الطريق الأطول بكثير حول رأس الرجاء الصالح بعيدًا عن البحر الأحمر، عند العودة من مهمة استمرت عدة أشهر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ
وزارة الدفاع الألمانية كانت قد نظرت في إمكانية عودة السفن الحربية إلى أوروبا عبر البحر الأحمر، لكنها رفضت ذلك نتيجة خطورة الوضع إضافة إلى أن الدول الأخرى التي تعمل هناك بسفن حربية قالت أن الحماية المرافقة غير ممكنة حاليًا.
——————————–
موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السفن الحربیة الألمانیة القوات المسلحة الیمنیة البحر الأبیض المتوسط الطائرات الأمریکیة البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة عبر البحر الأحمر ناشیونال إنترست حاملات الطائرات فی البحر الأحمر حاملة الطائرات المضادة للسفن القائد السابق الجیش الیمنی علیها الزمن فی المنطقة تحت الماء بدون طیار فی تحلیل الأحمر ا من البحر لدرجة أن خطیر ا إلى أن فی خطر فی غزة
إقرأ أيضاً:
من “غالاكسي ليدر” إلى “لينكولن”: اليمن يثبت قدرته على تغيير معادلات القوة البحرية
يمانيون – متابعات
على مدار عام كامل، فرضت القوات البحرية اليمنية واقعاً جديداً في البحر الأحمر والمناطق المحيطة به، من خلال سلسلة من العمليات البحرية الدقيقة والنوعية التي أثبتت تطوراً لافتاً في قدراتها العسكرية والاستخبارية. من الاستيلاء على السفينة “غالاكسي ليدر”، إلى استهداف حاملة الطائرات الأميركية “إبراهام لينكولن”، شكلت هذه العمليات محوراً رئيساً في الصراع، وأدت إلى تغييرات جوهرية في معادلات القوة البحرية في المنطقة.
البداية مع “غالاكسي ليدر”: خطوة نحو استراتيجية بحرية جديدة
بدأت التحولات الاستراتيجية في العمليات البحرية اليمنية بعملية الاستيلاء على السفينة “الإسرائيلية” “غالاكسي ليدر” في البحر الأحمر (قبل عام تماماً).
لم تكن هذه العملية متوقَّعة كما لم تكن مجرد رد فعل، بل كانت خطوة استباقية من جانب القوات اليمنية، تهدف إلى إسناد غزة وتعطيل حركة السفن المتورطة في دعم العدو “الإسرائيلي”.
نجحت القوات اليمنية في تنفيذ هذه العملية بدقة متناهية، الأمر الذي كشف تطوراً كبيراً في القدرات الاستخبارية والبحرية، وأدى إلى إرباك حسابات العدو، وأثار قلقاً في أوساط القوى الغربية، وعلى رأسها أميركا التي حاولت، عبر إرسال قطع بحرية، مواجهة هذه العمليات وردعها ومنعها، لكن الرد اليمني كان مفاجئاً ومتسارعاً ومتصاعداً وفعالاً.
التصعيد التدريجي: من العمليات الموجّهة إلى الاستهداف الشامل
لم تتوقف العمليات اليمنية عند هذا الحد، بل تصاعدت بالتدريج، لتشمل سفناً أميركية وبريطانية. ومع مرور الوقت، بدأ النشاط العسكري اليمني يتوسع ليشمل استهداف قطع بحرية من التحالف الغربي في البحر الأحمر، خليج عدن، البحر العربي، والمحيط الهندي. وعلى رغم المحاولات الغربية لاحتواء هذا التصعيد عبر إرسال حاملات طائرات وفرقاطات، فإن القوى الغربية لم تتمكن من وقف هذا الزخم العملياتي المساند لغزة.
في المقابل، أظهر التحالف الغربي عجزاً في مواجهة هذه الهجمات، فبدلاً من الحد من العمليات البحرية اليمنية ضد السفن “الإسرائيلية” والمرتبطة بها، بدأ سحب قطع بحرية أميركية وبريطانية وأوروبية، كانت أبرزها حاملتا الطائرات “آيزنهاور” و”روزفلت”، وقد تلحق بهما “لينكولن”، التي تعرضت مؤخراً لضربات غير مسبوقة الأسبوع الماضي.
وعلى رغم تدخل القوى الغربية في حشد عسكري غير مسبوق، وعدوانها الجوي والبحري على اليمن بأكثر من 800 ضربة جوية وبحرية، فإنها لم تتمكن من كسر الحظر البحري المفروض على العدو “الإسرائيلي” من جانب اليمن، بل أُجبرت تلك القطع على الانسحاب التدريجي والعودة أدراجها، وأُجبرت السفن “الإسرائيلية” والمرتبطة بها على تغيير مساراتها وتفادي مناطق الصراع.
عملية “لينكولن”: ضربة معقدة تُظهر تطوراً غير مسبوق
تُعَد عملية استهداف حاملة الطائرات الأميركية، “إبراهام لينكولن”، في أقصى البحر العربي (بعد قرابة نصف عام من التهرب والتخفي) إحدى أبرز محطات هذا التصعيد، ذلك بأن العملية البحرية اليمنية كانت خطوة استباقية معقدة نجحت في تعطيل هجوم جوي كان يخططه التحالف الأميركي. هذا الهجوم جاء في وقت حساس جداً، بحيث كانت حاملة الطائرات “لينكولن” تمثل إحدى أذرع القوة البحرية الأميركية في المنطقة.
نجحت القوات البحرية اليمنية في الوصول إلى الحاملة، واستخدمت أسلحة متطورة استطاعت اختراق الدفاعات الأميركية. هذه الضربة، التي تم تنفيذها في أقصى البحر العربي، كانت بمثابة رسالة قوية من اليمن، تؤكد تطور قدراته العسكرية والاستخبارية، وتؤكد عجز التحالف الغربي عن ردع هذا التصعيد. الحاملة “لينكولن”، التي تعرضت لضربة قوية اضطرت إلى الانسحاب، كما فعلت “آيزنهاور” و”روزفلت” في وقت سابق.
سحب القطع البحرية الغربية: هزيمة استراتيجية
على رغم محاولات القوى الغربية تعزيز وجودها العسكري في البحر الأحمر عبر إرسال قطع بحرية متعددة، بما في ذلك الفرقاطات وحاملات الطائرات، فإن نتائج العمليات البحرية اليمنية أثبتت فشل هذه الاستراتيجيات.
على العكس، فإن الرد اليمني ساهم في سحب عدد من هذه القطع، بما في ذلك الفرقاطة الإيطالية و”لينكولن”، وهو ما يعكس فشل محاولات الغرب كسر الحظر البحري المفروض.
في هذا السياق، لم تقتصر الضغوط على القوات البحرية الأميركية والبريطانية، بل شملت أيضاً الشركات التجارية التي كانت تدير السفن المتورطة في نقل البضائع المرتبطة بالاحتلال “الإسرائيلي”. هذه العمليات البحرية لم تكن مجرد تحركات عسكرية، بل استراتيجية شاملة تهدف إلى تغيير المعادلات الاقتصادية والسياسية في المنطقة.
الأفق والخيارات: مستقبل العمليات البحرية اليمنية
مع استمرار تصعيد العدوان الأميركي و”الإسرائيلي” في المنطقة، تظل الأفق مفتوحة أمام اليمن لتوسيع نطاق عملياته البحرية. القوات المسلحة اليمنية أثبتت قدرتها على تحدي القوى الكبرى في بحر مفتوح، وأظهرت تطوراً عسكرياً واستخبارياً من شأنه تغيير موازين القوى في المنطقة.
من جهة أخرى، يواجه التحالف الغربي تحديات متزايدة في ردع العمليات اليمنية. فكلما تصاعدت الاعتداءات، تصاعدت العمليات اليمنية وتزايدت في المقابل الخسائر الغربية، وازدادت الصعوبة في فرض الهيمنة على الممرات البحرية. مع ذلك، يبقى الخيار مفتوحاً أمام الطرفين: اليمن ماضٍ في تعزيز وجوده البحري وتوسيع نطاق عملياته الإسنادية، بينما قد يلجأ الغرب إلى مزيد من التصعيد العسكري في محاولة لردع اليمن، لكن مع العلم بأن هذا الخيار سيفشل مجدداً وسيصطدم بقدرة اليمن المتزايدة على تنفيذ عمليات بحرية معقدة.
من “غالاكسي ليدر” إلى “لينكولن”، أثبتت القوات البحرية اليمنية قدرتها على تغيير معادلات القوة البحرية في المنطقة. العمليات البحرية الاستباقية والتطور الكبير في القدرات العسكرية والاستخبارية جعلت اليمن قوة بحرية مؤثرة، قادرة على تحدي القوى الكبرى. وعلى رغم محاولات الغرب وقف التصعيد، فإن الواقع الجديد، الذي فرضه اليمن، يثبت أن معادلات الحرب البحرية تغيرت إلى الأبد، الأمر الذي يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد والفرص الاستراتيجية في المدى البعيد.
———————————-
-موقع الميادين – علي ظافر